أصدرت وكالات فيدرالية أميركية بيانا مشتركا، الجمعة، يشير إلى تورط جهات روسية في صنع محتوى زائف للتأثير على الناخبين الأميركيين وتقويض الانتخابات الرئاسية.
وذكر البيان الصادر عن مكتب الاستخبارات الوطنية الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية أن "مكتب التحقيقات الفيدرالي يقدر أن جهات التأثير الروسية صنعت مقطع فيديو مؤخرا يصور بشكل زائف أفرادًا يدعون أنهم من هايتي ويصوتون بشكل غير قانوني في مقاطعات متعددة في جورجيا".
أوز سلطان، الخبير في التكنولوجيا الرقمية وأمن المعلومات قال في حديث لقناة "الحرة" إن التحديات لاستخدام الذكاء الاصطناعي للتأثير على الانتخابات الأميركي لا تكمن فقط في ترويج المعلومات المضللة، ولكن بانتشارها على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأضاف سلطان أن ما ينتشر أصبح يشكل تحديا حتى للخبراء "إذ لم نعد نعرف ما هو حقيقي وما هو مزيف".
وأشار البيان أيضا إلى أن أطرافا روسية تقف وراء تسجيل مصور زائف آخر.
يظهر التسجيل البالغة مدته 20 ثانية رجلا يقول بنبرة متكلفة وآلية "نحن من هايتي. قدمنا إلى أميركا قبل ستة أشهر وحصلنا بالفعل على الجنسية الأميركية وسنصوت لكامالا هاريس".
وقال مسؤول الانتخابات في ولاية جورجيا الحاسمة براد رافنسبرغر الجمعة إن الفيديو نموذج عن "المعلومات المضللة المحددة الأهداف".
وأشار إلى أن التسجيل "الزائف بشكل واضح" هو على الأرجح من إنتاج "مزارع المتصيّدين الروسية".
وذكر سلطان أن حملة المعلومات المضللة تأثير في بعض الآحيان على الناخبين، ليجعلهم يتخذون منظورا معينا.
وأوضح أن المؤسسات الأميركية الرسمية تبذل جهودا من أجل الحد من هذه المنشورات المضللة، إذ يتم تحديد مصدرها في العديد من الآحيان، ولكن السؤال الكبير ما الذي يمكن أن يفعلوه عندما ينتشر مثل هذا المحتوى على الإنترنت، إذ قد لا يتم وقف انتشاره في الوقت الملائم.
ويرى سلطان أن المؤسسات الأميركية تواجه "تحديات صعبة"، وهذا ما يتسبب في تأخير لتحديد مثل هذه المنشورات، واتخاذ إجراءات تجاهها أو حتى الطلب من منصات التواصل الاجتماعي التعامل معها.
وقالت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة على تلغرام "لاحظنا أن بيان الاستخبارات الأميركية يتهم بلادنا بنشر مقاطع فيديو ملفقة حول انتهاكات انتخابية في الولايات المتحدة. هذه الادعاءات لا أساس لها".
وذكرت السفارة أن روسيا "لم تحصل على أي دليل على هذه المزاعم أثناء تواصلها مع مسؤولين أميركيين".