Republican vice presidential candidate J.D. Vance and his wife Usha Vance, Ivanka Trump and her husband Jared Kushner   atttend…
وفق الدستور الأميركي يترأس نائب الرئيس مجلس الشيوخ، وهو اليوم الشاب الأربعيني جي دي فانس- تعبيرية

سيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ الأميركي، مما يعني هيمنة حزب الرئيس المنتخب دونالد ترامب على مجلس واحد على الأقل من مجلسي الكونغرس بانتظار النتائج النهائية لمجلس النواب الذي تقدم فيه الجمهوريون أيضا قبل إعلان النتيجة النهائية. 

وستسهم تلك السيطرة، لو اكتملت، في مساعدة ترامب على تنفيذ أجندته، بحسب قواعد الديمقراطية الأميركية.

"تفويض غير مسبوق"

وقال ترامب في وقت مبكر صباح الأربعاء (التوقيت الشرقي) خلال حفل ليلة الانتخابات في فلوريدا، إن النتائج منحت "تفويضاً غير مسبوق وقوياً" للجمهوريين. 

ووصف نتائج مجلس الشيوخ بأنها "مدهشة"، مشيداً برئيس مجلس النواب مايك جونسون، الذي حضر من ولاية لويزيانا لينضم إلى ترامب، قائلاً إنه "يقوم بعمل رائع".

وقد يستمر فرز الأصوات في بعض السباقات لعدة أيام، والسيطرة على مجلس النواب ما زالت غير محسومة.

ولدى الجمهوريين في مجلس الشيوخ فرصة لزيادة عدد مقاعدهم، مما قد يمنحهم أغلبية قوية، وهو كما قالت أسوشيتد برس، بمثابة تتويج لجهود زعيم الأقلية الجمهورية المنتهية ولايته ميتش ماكونيل، الذي قضى حياته المهنية في رسم طريق نحو السلطة.

وما زال من غير الواضح من سيقود الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ  الجديد، مع اقتراب ماكونيل من التنحي. 

ويُعتبر السيناتور جون ثيون من داكوتا الجنوبية، الجمهوري الثاني في الحزب، وجون كورنين من تكساس، المرشحان الأوفر حظاً لخلافة ماكونيل في انتخابات سرية مقررة عندما يعود أعضاء مجلس الشيوخ إلى واشنطن الأسبوع المقبل.

وتم إنفاق مليارات الدولارات من قبل الأحزاب والجماعات الخارجية على المعركة الصعبة في مجلسي النواب والشيوخ المؤلف من 435 و100 عضو، على التوالي.

وإذا انتقلت السيطرة على المجلسين إلى حزبين مختلفين، كما هو محتمل، فسيكون ذلك نادراً.

ووفق أسوشيتد برس، تُظهر السجلات أنه إذا سيطر الديمقراطيون على مجلس النواب والجمهوريون على مجلس الشيوخ، فستكون هذه هي المرة الأولى التي تتحول فيها غرف الكونغرس إلى سيطرة حزبية معاكسة.

مجلس الشيوخ وصلاحياته

بحسب الدستور الأميركي فإن مجلس الشيوخ يتألف من ممثلين عن كل ولاية  (تختارهما الهيئة التشريعية في تلك الولاية) لمدة ست سنوات، ويكون لكل منهم صوت واحد.

وعقب اجتماع أعضاء مجلس الشيوخ مباشرة نتيجة الانتخاب الأول، يتم تقسيمهم إلى ثلاث فئات متساوية قدر المستطاع. وتشغر مقاعد شيوخ الفئة الأولى عند انتهاء السنة الثانية، ومقاعد شيوخ الفئة الثانية عند انتهاء السنة الرابعة، ومقاعد شيوخ الفئة الثالثة عند انتهاء السنة السادسة، بحيث يمكن اختيار الثلث مرة كل سنتين.

وإذا شغر مقعد أو أكثر بسبب الاستقالة أو سواها، خلال عطلة الهيئة التشريعية لولاية ما، جاز للسلطة التنفيذية في تلك الولاية أن تجري تعيينات مؤقتة ريثما يعقد الاجتماع التالي للمجلس التشريعي الذي يقوم عندئذ بملء المقاعد الشاغرة، وفق الدستور.

ويكون نائب رئيس الولايات المتحدة رئيساً لمجلس الشيوخ كذلك، لكنه لا يدلي بصوته ما لم تتعادل الأصوات.

ويختار المجلس مسؤوليه الآخرين كما يختار رئيساً مؤقتاً في غياب نائب الرئيس أو عند توليه مهام رئيس الولايات المتحدة.

وإلى جانب مجلس النواب، يملك الشيوخ سلطة التشريع، عبر إنشاء وتمرير القوانين الفيدرالية، لكن يجب أن تتم موافقة المجلسين حتى يصبح مشروع القانون قانوناً.

ولمجلس الشيوخ سلطة فريدة في تأكيد التعيينات الرئاسية، بما في ذلك القضاة الفيدراليين (مثل قضاة المحكمة العليا) وأعضاء مجلس الوزراء والسفراء وغيرهم من المسؤولين الحكوميين الهامين.

ومن صلاحياته، وفق الموقع الإلكتروني الرسمي، تصديق المعاهدات الدولية التي يتفاوض عليها الرئيس، بأغلبية الثلثين، الأمر الذي يمنح الشيوخ سلطة مهمة في رسم السياسة الخارجية، كما يملك مع مجلس النواب سلطة إعلان الحرب.

وإذا عزل مجلس النواب مسؤولا فيدراليا (بما في ذلك الرئيس)، يقوم مجلس الشيوخ بعقد المحاكمة، ويتطلب التصويت بأغلبية الثلثين للإدانة وإقالة الشخص من منصبه.

كما له دور هام في قرارات الميزانية والإنفاق، ولكلا مجلسي الكونغرس تشكيل والموافقة على الميزانية الفيدرالية، مما يؤثر على الإنفاق على البرامج الحكومية والدفاع وغيرها من المجالات.

وعدا عمّا سبق، يقوم مجلس الشيوخ بمراقبة والتحقيق في الوكالات الفيدرالية والسياسات والممارسات، للتأكد من أن السلطة التنفيذية والجهات الأخرى تعمل ضمن القانون ووفق المصلحة العامة.

الصلاحيات بيد الجمهوري؟

بناء على ما سبق، فإن إمساك الجمهوريين بزمام الأمور في مجلس الشيوخ سيكون له تأثير كبير، علماً بأن هناك الكثير من القرارات المشتركة بينه وبين النواب، كما أن نتائج الأخير لم تُحسَم بعد.

وقد يستفيد الحزب الجمهوري من الأغلبية في الشيوخ في تعزيز أولياته السياسية مثل مبادرات لإلغاء قانون "أوباما كير" للرعاية الصحية، والتخفيضات الضريبية للشركات، وتوسيع عمليات التنقيب عن النفط والغاز.

ويمكن أن يلعب دورا محورياً في تأكيد تعيينات القضاة الفيدراليين بما فيهم قضاة المحكمة العليا.

وأغلبية الجمهوريين في مجلس الشيوخ قد تساعد على تعيين قضاة محافظين، الأمر الذي قد يؤثر على التوازن الأيديولوجي في القضاء خلال سنوات سيطرة الحزب.

وبالطبع فإن وجود رئيس جمهوري وأغلبية جمهورية في الشيوخ، سيمنح فرصة لترامب من أجل الحصول على دعم كبير لسياساته الداخلية والخارجية على حدّ سواء.

رسائل سياسية من تصريحات الليبراليين والمحافظين . أرشيفية - تعبيرية
استقالة الموظف فتحت باب الجدل على قضية متجذرة في المجتمع الأميركي

أعاد إيلون ماسك توظيف ماركو إليز (25 عاما) في إدارة الكفاءة الحكومية الأميركية، بعدما أثارت استقالته جدلا الخميس.

وأجرى ماسك استطلاعا للرأي بشأن إعادة إليز، وقال في منشور عبر منصة إكس "سيعود. كل ابن آدم خطاء، والعفو رباني"، وذلك بعد مطالبات من نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، والتي دعمها الرئيس دونالد ترامب.

فما الخطأ الذي ارتكبه إليز ودفعه للاستقالة من إدارة الكفاءة الحكومية بعد أسابيع قليلة على تعيينه؟

استقالة إليز كانت بعد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، كشفت فيه تغريدات سابقة له على حساب غير فعال، دعا فيها إلى "كراهية الهنود".

وبعد إثارة استقالته للجدل، دعا نائب الرئيس دي فانس وهو متزوج من ابنة لمهاجرين من الهند إلى إعادة الموظف لمنصبه.

وقال في منشور عبر إكس "هذه وجهة نظري: بالطبع لا أؤيد بعض منشورات إيلز، لكن لا أؤيد أن يدمر سلوك غبي عبر منصات التواصل الاجتماعي حياة فتى. لا ينبغي لنا أن نكافئ الصحفيين الذين يحاولون تدمير الناس. أبدا".

وأضاف "لذا أقول أعيدوه (لمنصبه). إذا كان شخصا سيئا أو عضو فريق فظيعا فافصلوه عن العمل لهذا السبب".

جذور الجدل

قد ينظر البعض إلى هذه الحادثة على أنها قضية تتعلق باستقالة موظف وإعادته لعمله، ولكنها تعبر قضية أعمق في المجتمع الأميركي، والتي ترتبط بمدرستين: الأولى، "الصواب السياسي"/ (Political correctness) أو (Politically correct)، والثانية "قول الحقيقة كما هي" / (Tell It Like It Is).

والصواب السياسي هو اسم "يعبر عن الأفعال التي تتجنب الإساءة للآخرين، خاصة تلك المتعلقة بالجنس، أو العرق، أو الدين أو غيرها"، بحسب معجم كامبريدج.

أما قاموس ميريام ويبستار، فيعرفه على أن أي توافق مع "الاعتقاد بأن اللغة أو الممارسات التي قد تسبب حساسيات سياسية في مسائل الجنس أو العرق يجب القضاء عليها".

وبعيدا عن تعريف المصطلح في القواميس يعبر مصطلح الصواب السياسي أو حتى يذكره البعض باسم الصوابية السياسية عن "انتقاد محاولات التيار اليساري للسيطرة على استخدام اللغة وحتى السلوك" بحسب ما يذكر كتاب "موسوعة الأخلاق التطبيقية".

ويهدف هذا المصطلح للكشف عن "الافتراضات الخفية بطريقة محايدة عند الحديث أو السلوك" في مراعاة الحساسيات عند الآخرين، وهو ما تسبب في إثارتها للجدل بسبب رفضها للمعايير المألوفة، فيما يعتبر البعض أنها مثالا للمعايير المزدوجة.

وتبسط موسوعة "بريتانيكا" شرح المصطلح بأنه أي لغة أو سلوك "يهدف إلى تقديم أقل قدر من الإساءة، وخاصة عند وصف المجموعات التي يتم تحديدها من خلال العرق أو الجنس أو الثقافة أو الميل الجنسي".

ورغم استخدامه بكثرة في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، إلا أنه ظهر لأول مرة في المفردات الماركسية اللينينية في أعقاب الثورة الروسية في 1917، إذ كان يستخدم في إطار وصل الالتزام بسياسات ومبادئ الحزب الشيوعي.

وفي أواخر السبعينيات بدأ السياسيون الليبراليون في استخدامه في إشارة إلى التطرف في بعض القضايا اليسارية، وفي أوائل التسعينيات استخدمه المحافظون في التعبير عن رفضهم لما اعتبروه تزايدا في المبادئ الليبرالية اليسارية في الجامعات والكليات في الولايات المتحدة.

أما مصطلح "قول الحقيقة كما هي" يعرفه قاموس كامبردج على أنه "وصف موقف بصراحة من دون تجنب أي تفاصيل غير سارة". 

وفي تعريف مشابه يقول قاموس ميريام ويبستار إنه يعبر عن "الحديث عن الأشياء غير المفرحة بطريقة صادقة" من دون وضع أي اعتبارات لأي أمور أخرى.

ويستخدم هذا المصطلح في وصف السياسيين أو الخبراء "الذين ينظر إليهم على أنهم صريحون وصادقون" في التواصل، وحتى إن كانت الحقائق غير مريحة، بحسب القاموس السياسي.

اكتسبت عبارة "قول الحقيقة كما هي" شعبيتها من أغنية روي ميلتون عام 1945، واشتهرت بعد استخدامها من قبل أيقونة النضال في الولايات المتحدة مالكوم إكس، في خطاب في 1964.

وبعد بضع سنوات أصبحت هذه العبارة شعارا يتداوله الكثير من السياسيين الأميركيين المحافظين، الداعمين لقول الأمور كما هي من دون أي اعتبار لحساسيات أو اعتبارات أخرى.

الليبراليون يدافعون عن "الصواب السياسي" للحماية من الإساءة لمجموعات معينة، وهو ما يسخر منه المحافظون الداعمون لمبدأ "قول الحقيقة كما هي" معتبرين أن قول الحقيقة كما هي لا ينقص منها شيئا.

ويرى الداعمون لقول الحقيقة كما هي أن ما يدفع به الليبراليون يضع قيودا على حرية التعبير، ويجعل من أي نقاش غير صادق، بما يعيد تشكيل الواقع بطريقة غير حقيقية، وهو ما ينظر إليه الليبراليون على أنه فتح باب للعنصرية والتعصب تحت شعار "الحرية".

وما بين "الصواب السياسي" وقول "الحقيقة كما هي" خيط رفيع جدا، بين ما هو الحقيقة المحايدة أو الرأي الذي يعبر عما يجول في عقل صاحبه. 

فهل إرجاع ماركو إليز يؤسس لخطاب يتيح الكراهية والعنصرية؟، أو أنه يمثل صفحة جديدة لحديث أكثر تسامحا؟.