الرئيس الصيني، شي جين بينغ، حث الولايات المتحدة على إيجاد الطريقة الصحيحة للتوافق مع الصين.
الرئيس الصيني، شي جين بينغ، حث الولايات المتحدة على إيجاد الطريقة الصحيحة للتوافق مع الصين. Reuters

ذكر موقع "إذاعة صوت أميركا" أن زعماء من الصين وتايوان هنأوا دونالد ترامب بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، رغم عدم اليقين المتزايد بشأن كيفية تأثير فترة ولايته الرئاسية الجديدة على الأوضاع عبر مضيق تايوان.

وأوضح الموقع أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، حث الولايات المتحدة على إيجاد الطريقة الصحيحة للتوافق مع الصين في العصر الجديد، بما يعود بالنفع على "كلا البلدين والعالم الأوسع".

ووفقًا لبيان أصدرته وكالة أنباء شينخوا الرسمية الصينية، الخميس، يأمل شي جين بينغ أن "يتمسك الجانبان بمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، وتعزيز الحوار والتواصل، وإدارة الخلافات بشكل صحيح وتوسيع التعاون المتبادل المنفعة".

وفي الوقت نفسه، قال رئيس تايوان، لاي تشينغ تي، الذي تولى السلطة في مايو، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس إنه واثق من أن "الشراكة الطويلة الأمد بين تايوان والولايات المتحدة، المبنية على القيم والمصالح المشتركة، ستستمر في العمل كحجر أساس للاستقرار الإقليمي وتؤدي إلى مزيد من الرخاء".

وعلى شبكة الإنترنت الصينية، يقول بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إنهم يتوقعون أن يفرض ترامب تعريفات جمركية عالية على المنتجات الصينية، لكنهم أعربوا عن آراء متباينة حول كيفية تأثير الحرب التجارية الوشيكة على الاقتصاد الصيني، بحسب الموقع.

وفي تايوان، يعرب بعض التايوانيين عن قلقهم إزاء خفض الولايات المتحدة لدعمها لتايوان في فترة ولاية ترامب الثانية بسبب تعليقاته حول تايوان خلال الحملة ونهجه الانعزالي في الشؤون الدولية.

وخلال مقابلة مع "بلومبرغ بيزنس ويك"، في يوليو، قال ترامب إن تايوان يجب أن تدفع للولايات المتحدة مقابل الدفاع وقارن الإنفاق العسكري الأميركي على تايوان بسياسة التأمين.

وأضاف خلال المقابلة: "أنا أعرف هؤلاء الناس جيدًا. أحترمهم كثيرًا. لقد أخذوا 100٪ من أعمالنا في مجال الرقائق. أعتقد أن تايوان يجب أن تدفع لنا مقابل الدفاع".

وبالإضافة إلى مطالبة تايوان بدفع ثمن الحماية الأميركية، ذكر الموقع أن ترامب اتهم تايوان أيضاً بسرقة تكنولوجيا أشباه الموصلات من الولايات المتحدة وهدد بفرض تعريفات جمركية على شركات أشباه الموصلات التايوانية.

وقال بعض التايوانيين إن هذه التعليقات تعكس نهج ترامب في السياسة الخارجية، وتؤكد أنه سيعطي الأولوية للمصالح الأميركية بمجرد عودته إلى البيت الأبيض في يناير المقبل.

ولم ترد حملة ترامب بعد على طلب "إذاعة صوت أميركا" للتعليق على سياسة الرئيس المنتخب تجاه تايوان.

ويرى الموقع أنه رغم هذه المخاوف، حاول بعض المسؤولين التايوانيين طمأنة الجمهور بأن العلاقات الثنائية بين تايوان والولايات المتحدة لن تتغير بشكل كبير في ظل إدارة ترامب الثانية.

وقال تساي مينج ين، المدير العام لمكتب الأمن الوطني التايواني، للصحفيين على هامش برلمان تايوان، الأربعاء: "فيما يتعلق بالعلاقات عبر مضيق تايوان، نعتقد أن الولايات المتحدة ستواصل نهجها الحالي المتمثل في تقييد الصين والتعامل مع تايوان بشكل ودي".

ويقول المحللون إنه في حين ستظل العناصر الأساسية للعلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان كما هي، فإن تعليقات حملة ترامب ونهج السياسة الخارجية الأكثر انعزالية قد يزيد من عدم اليقين بشأن العلاقات الثنائية بين تايبيه وواشنطن.

ويقول خبراء آخرون إن تايوان ستضطر إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لإقناع ترامب بأن الجزيرة جادة في تعزيز قدراتها الدفاعية وسط ضغوط عسكرية متزايدة من الصين.

وقال وزير الدفاع التايواني، ويلينغتون كو، الثلاثاء، إن تايبيه يجب أن تظهر تصميمها على الدفاع عن نفسها بغض النظر عمن فاز في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وأضاف للصحفيين على هامش البرلمان: "يتعين علينا أن نجعلهم يفهمون أن تايوان لديها التصميم على الدفاع عن نفسها، وأهمية الأمن الاقتصادي لتايوان والموقع الجيوسياسي الاستراتيجي".

ومع ذلك، يقول بعض المحللين الصينيين إن محاولة تايوان لتعميق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، بما في ذلك شراء المزيد من الأسلحة، قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.

أم في تكساس، قالت إنها دخلت البلاد بطريقة غير شرعية، تعرض آثار أقدام المولودة بالولايات المتحدة، لكن السلطات رفضت منحها شهادة ميلاد.
أم في تكساس، قالت إنها دخلت البلاد بطريقة غير شرعية، تعرض آثار أقدام المولودة بالولايات المتحدة، لكن السلطات رفضت منحها شهادة ميلاد.

جدد الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، تعهده بإلغاء حق المواطنة بالولادة، أو ما يعرف بـ "حق الأرض"، الذي بموجبه يحصل أي شخص ولد على الأرض الأميركية على الجنسية تلقائيا.

وتهدد خطوة ترامب، إن أقدم عليها، الآلاف ممن ولدوا لأبوين لا يحملان وثائق تدعم إقامتهما في البلاد.

ووعد الرئيس المنتخب باتخاذ أمر تنفيذي بإلغاء الحق الذي يكفله الدستور الأميركي في تعديله رقم 14. 

وأردف في مقابلة مع قناة إن بي سي الأميركية، الأحد، "علينا أن ننهي هذا الأمر" واصفا حق المواطنة بالولادة بأنه "مدعاة للسخرية."

وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ترامب عن نيته إلغاء حق المواطنة بالولادة.

ففي مايو العام الماضي، نشر مقطع فيديو جدد فيه دعوته لإنهاء الحق الدستوري في الحصول على الجنسية بالولادة على الأراضي الأميركية.

وقال ترامب في المقطع المصور، الذي نشره على منصة إكس، إن "الولايات المتحدة من بين البلدان الوحيدة في العالم التي تقول إنه حتى لو لم يكن أي من الوالدين مواطنًا أو حتى موجودًا بشكل قانوني في البلاد، فإن أطفالهما في المستقبل هم مواطنون تلقائيًّا."

وبحسب الموقع الرسمي لمكتبة الكونغرس، توفر أكثر من 30 دولة الجنسية المكتسبة بالولادة، بما في ذلك كندا والبرازيل. 

والصورة أدناه، من مكتبة الكونغرس، توضح موقف الدول حول العالم من "حق الأرض"، ووفق تلك الخريطة تمنح البلدان المظللة  باللون الوردي الجنسية بالولادة دون شروط. 

ولا توجد إحصائيات رسمية، ترصد على وجه التحديد، عدد الأطفال الذين يولدون سنويًا بالولايات المتحدة لأبوين يتواجدان على الأراضي الأميركية بشكل غير قانوني، أو عدد الأطفال الذين ولدوا عن طريق ما يعرف بـ "سياحة الولادة."

وفي سياحة الولادة، تسافر المرأة الحامل بتأشيرة سياحة مؤقتة؛ لتلد في بلد يمنح المواطنة بالولادة، فيحصل مولودها على جنسية هذه الدولة تلقائيا.

وتشير تقديرات مركز دراسات الهجرة، وهو مركز بحثي مستقل، إلى ما يصل إلى 400 ألف طفل يولدون سنويا لآباء دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، وإلى آلاف الأطفال الذي يولدون نتيجة سياحة الولادة سنويا.

تجربة 2020

وخلال رئاسة دونالد ترامب الأولى، وتحديدا في يناير عام 2020، فرضت وزارة الخارجية الأميركية قواعد جديدة استهدفت النساء الحوامل اللواتي يأتين للولايات المتحدة لغرض الولادة.

وألزمت تلك القواعد النساء الحوامل اللاتي يتقدمن بطلب للحصول على تأشيرات زيارة للولايات المتحدة، بإثبات أن لديهن سببا محددا للسفر، بخلاف الولادة.

وسمحت هذه الخطوة برفض منح التأشيرة لكل من يثبت أن غرضه الأساسي من الحصول عليها هو الإنجاب على الأرض الأميركية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، وقتها في بيان، إن تلك الإجراءات ضرورية لتعزيز السلامة العامة والأمن القومي".

وأضاف البيان أن "سياحة الولادة مليئة بالأنشطة الإجرامية".

عناصر في السلطات الفدرالية خلال مداهمة شققا راقية في كاليفورنيا حيث أقامت نساء أجنبيات حوامل، في إطار حملة ضد سياحة الولادة
القضاء الأميركي يحكم بالسجن على صينية جنت الملايين عبر "سياحة الولادة"
أصدرت محكمة في كاليفورنيا، الاثنين، حكما بالسجن 10 أشهر في سجن فيدرالي بحق امرأة ساعدت عملاء صينيين، بينهم أطباء ومحامون ومسؤولون حكوميون، على السفر إلى الولايات المتحدة بغرض الإنجاب حتى يحصل أبناؤهم أوتوماتيكيا على الجنسية الأميركية.

التعديل 14 من الدستور الأميركي

ويضمن التعديل رقم 14 للدستور الأميركي الجنسية لجميع الأفراد الذين يولودون في الولايات المتحدة؛ استنادا إلى حق الأرض.

وينص التعديل 14 من الدستور على أن "جميع الأشخاص المولودين في الولايات المتحدة أو المتجنسين بجنسيتها والخاضعين لسلطانها يعتبرون من مواطني الولايات المتحدة ومواطني الولاية التي يقيمون فيها." 

"ولا يجوز لأي ولاية أن تضع أو تطبق أي قانون ينتقص من امتيازات أو حصانات مواطني الولايات المتحدة."

" كما لا يجوز لأي ولاية أن تحرم أي شخص من الحياة أو الحرية أو الممتلكات دون مراعاة الإجراءات القانونية الأصولية. ولا أن تحرم أي شخص خاضع لسلطانها من المساواة في حماية القوانين."

ولطالما كان من المتعارف عليه أن هذا النص يشمل الأطفال المولودين داخل الولايات المتحدة لآباء غير أميركيين، كما يقول ديفيد غولوف أستاذ القانون الدستوري في جامعة نيويورك.

لكن غولوف في تصريح سابق لموقع الحرة لفت إلى أن المحكمة العليا لم تقرر بشكل قاطع ما إن كان النص نفسه ينطبق سواء كان الوالد (غير المواطن) موجودا على الأرض الأميركية -عند ولادة الطفل- بشكل قانوني أو غير قانوني.

وهو ما يفتح المجال أمام تأويل مختلف لنص التعديل 14 من الدستور الأميركي، كما تحدثت وسائل إعلام أميركية عدة.

ويقول أستاذ الإدارة والسياسة في جامعة بوسطن، ديفيد روزنبلوم، إن التعديل الـ14 واضح في أن "جميع الأشخاص المولودين في الولايات المتحدة هم مواطنون أميركيون. اللغة واضحة، وقد صُممت للتأكد من أنه عندما تنتهي العبودية، فإن كل الأشخاص الذين كانوا عبيدا سابقا سيكونون مواطنين أميركيين".

ويشرح روزنبلوم لموقع "الحرة" أن بإمكان ترامب تحدي هذا النص بإيجاد تفسير آخر له من خلال المحكمة العليا، وغالبيتها من المحافظين (6 مقابل 3).

وبإمكانه أيضا، وفق الخبير، إصدار أمر تنفيذي، لكن سيتم الطعن فيه على الفور أمام أعلى محكمة في البلاد.

ويعتقد أن المحاكم الأميركية لو نظرت في الأمر التنفيذي، ستقرر على الفور بأنه غير دستوري، ومع ذلك لا يستبعد أنه مع وجود قضاة محافظين، عين ترامب 3 منهم، فقد يفسرون، أو يحاولون تفسير لغة النص بشكل مختلف.

ويشير روزنبلوم إلى أن بإمكان ترامب محاولة تغيير الدستور، لكنها ستكون عملية صعبة وتتطلب موافقة ثلثي أعضاء الكونغرس وغالبية الهيئات التشريعية في الولايات.