تباين الآراء بين العرب في شيكاغو بشأن عودة ترامب للرئاسة
تباين الآراء بين العرب في شيكاغو بشأن عودة ترامب للرئاسة

يقيم في مدينة شيكاغو الواقعة بولاية إيلنوي الأميركية، أكثر من 100 ألف عربي، يتوزعون بين شمال المدينة وجنوب غربها.

لدى هؤلاء انتماءات سياسية مختلفة، لكن تاريخيا يصوت معظمهم للديمقراطيين، ومع ذلك يقول كثيرون إن هذا العام تغيرت المعادلات السياسية، وذلك بعد الحرب في غزة ثم لبنان.

ومع فوز، دونالد ترامب، بمنصب الرئاسة، تباينت الآراء بشأن مدى تأثير عودته للبيت الأبيض، على العرب المقيمين في شيكاغو خصوصا والولايات المتحدة عموما.

يقول، نادر الغول، وهو محاضر في جامعة شمال إيلنوي، لـ "الحرة" إنه "من المبكر الحكم على إدارة ترامب" لكنه يرى أن الرئيس المنتخب "ليس صديقا للأقليات".

عرب في شيكاغو يؤكدون أنه من المبكر الحكم على إدارة ترامب

الغول الذي صوت للمرشحة، جيل ستاين، عن حزب الخضر في هذه الانتخابات، يرى أيضا "أن حكم ترامب هذه المرة ربما يكون أفضل من الولاية السابقة، لكونها آخر ولاية له، وبالتالي سيبتعد ترامب، عن خطاباته الانتخابية الدعائية".

موفق جبارة، وهو رجل أعمال وناشط في مركز الجالية الفلسطينية في شيكاغو، لم يكن يوما من مؤيدي الحزب الجمهوري، ومع ذلك صوت هذه المرة لترامب، للتعبير عن استيائه من أداء الديمقراطيين في الحرب في غزة.

ويقول جبارة لـ" الحرة" إن "طبيعة النظام السياسي الأميركي تفرض على الناخب الاختيار بين شخصين، "قد يكون كلاهما ليس خيارا جيدا"، لكنه يعارض خطوة الغول في التصويت لجيل ستاين، ويرى "أنها تشتت الرسالة المرجوة، ومعها الأصوات، وأن الأفضل الاصطفاف مع مرشح من أحد الحزبين، لإظهار ثقل ومدى قوة تأثير العرب، في فوز الرئيس من عدمه، كما حدث مع ترامب".

ويعتقد أن ترامب "هو الخيار الأفضل للاقتصاد"، وهو ما يوافق عليه، ماهر خطاب، رجل الأعمال والمسؤول في دائرة انتخابية للحزب الديمقراطي، الذي قال لـ "الحرة" إن "ترامب استفاد من تدهور الاقتصاد خلال إدارة بايدن في حملته الانتخابية، وركز على هذا الملف، مما جعل حملة ترامب أكثر ذكاء وأقل عنصرية عن السابق"، وفق قوله.

بلال الزهيري تحدث إلى مراسلة "الحرة" حول أسباب دعمه لترامب (Reuters)
اتفاق النقاط الخمس.. إمام ميشغان يكشف سبب التصويت لترامب
خلال اجتماع انتخابي لحملة دونالد ترامب في ولاية ميشغان، نهاية أكتوبر الماضي، وقبل أيام قليلة من يوم الحسم في الانتخابات الأميركية، اعتلى منصة المتحدثين عدد من ممثلي العرب والمسلمين في الولاية، ليفجروا مفاجأة لم يتوقعها أغلب المراقبين السياسيين.

ومع ذلك يعبر خطاب عن صدمته من فوز ترامب الساحق في الانتخابات، رغم عدم تأييده لكامالا هاريس، أيضا بسبب الحرب في غزة ولبنان.

وقال خطاب إنه صوت للمرشحة الجمهورية في الدائرة السادسة في شيكاغو، نيكي كومفورتي، لعدم إعجابه بعضو الكونغرس الديمقراطي، شون كاستين، الذي أعيد انتخابه، بعد أن تجاهل مطالب العرب في هذه الدائرة الانتخابية، بوقف الحرب في غزة ولبنان.

ويخشى خطاب من السلطة المطلقة التي باتت بيد ترامب مع الموجة الحمراء في مجلسي النواب والشيوخ، وأكثرية محافظة في المحكمة العليا، حيث يقول "إن الحريات باتت في خطر".

ويوافقه في الرأي زياد طبارة، رجل الأعمال المقيم في شيكاغو، والذي لا يملك حق التصويت بعد، ويقول لـ"لحرة" إن "سبب هجرة كثير من العرب لبلادهم واختيارهم الولايات المتحدة بالتحديد، هو تطلعهم للحرية، والحق في التعليم والصحة والعمل، لكن الحزب الجمهوري يهدد هذه الخدمات والتطلعات"، حسب رأيه.

ويعارض طبارة فكرة عدم التصويت لهاريس، أو التصويت لترامب، بسبب أداء إدارة بايدن في الحرب في غزة، ويقول "إنه رغم ذلك يبقى الحزب الديمقراطي أفضل بكثير للولايات المتحدة وسكانها، خصوصا العرب والأقليات، من الحزب الجمهوري وترامب".

ورغم تباين الآراء بشأن فوز ترامب بالرئاسة، أجمع كثير من العرب في شيكاغو، أنهم سواء صوتوا لترامب أم لا، فهم يأملون أن يحقق وعده، وينهي الحرب في قطاع غزة ولبنان وعموم الشرق الأوسط.

ديفيد ساكس هو الرئيس التنفيذي السابق لشركة Zenefits" للبرمجيات، ومؤسس شبكة Yammer، والرئيس التنفيذي السابق لشركة Pay Pal
ديفيد ساكس هو الرئيس التنفيذي السابق لشركة Zenefits" للبرمجيات، ومؤسس شبكة Yammer، والرئيس التنفيذي السابق لشركة Pay Pal

قال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إنه سيعين، ديفيد ساكس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة باي بال، ليكون "مستشار البيت الأبيض للتكنولوجيا والذكاء الصناعي والعملات الرقمية".

وفي منشور على موقعه على وسائل التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" قال ترامب: "يسعدني أن أعلن أن ديفيد أو. ساكس سيكون "قيصر الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في البيت الأبيض". 

وأضاف أنه "وفي هذا الدور المهم، سيوجه ديفيد سياسة الإدارة في مجال الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، وهما مجالان حاسمان لمستقبل القدرة التنافسية الأميركية".

ووفق ترامب،  "سيركز ديفيد على جعل أميركا القائد العالمي الواضح في كلا المجالين. وسيحمي حرية التعبير عبر الإنترنت".

وقال ترامب إن ساكس سيعمل على وضع إطار قانوني "حتى تتمتع صناعة العملات المشفرة بالوضوح الذي كانت تطلبه، ويمكنها الازدهار في الولايات المتحدة. وسيقود ديفيد أيضا المجلس الرئاسي للمستشارين للعلوم والتكنولوجيا".

وكان ترامب، الذي وصف العملات الرقمية في وقت سابق بأنها "احتيال"، قد تبنى الأصول الرقمية خلال حملته الانتخابية، واعدًا بجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات الرقمية في العالم"، وجمع مخزون وطني من البيتكوين.

وتجاوزت عملة البيتكوين حاجز الـ100,000 دولار لأول مرة مساء الأربعاء، وسط توقعات بأن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، ستوفر بيئة تنظيمية مواتية لسوق العملات المشفرة.

ساكس هو أيضًا الرئيس التنفيذي السابق لشركة "زينفيتس Zenefits" للبرمجيات، ومؤسس "يامر Yammer"، وهو شبكة اجتماعية موجهة للمستخدمين في الشركات.

وزادت قيمة بتكوين بأكثر من الضعف هذا العام وارتفعت بنحو 45 بالمئة منذ فوز ترامب في الانتخابات، الذي صاحبه أيضا انتخاب عدد كبير من المشرعين المؤيدين للعملات المشفرة في الكونغرس.

وتسعى العديد من شركات العملات المشفرة، بما في ذلك "ريبل" و"كراكن" و"سيركل"، للحصول على مقعد في المجلس الاستشاري للعملات المشفرة الذي وعد به ترامب، بهدف التأثير على خططه لإصلاح سياسات الولايات المتحدة المتعلقة بالقطاع.

وقد يكون لترامب نفسه مصلحة في هذا القطاع. ففي سبتمبر، أعلن عن إطلاق عمل تجاري جديد في مجال العملات المشفرة يحمل اسم "World Liberty Financial".

وعلى الرغم من قلة التفاصيل حول المشروع، إلا أن المستثمرين اعتبروا اهتمام ترامب الشخصي بالقطاع مؤشرا إيجابيا.

وحتى الملياردير إيلون ماسك، الحليف الرئيسي لترامب، يُعد من الداعمين للعملات المشفرة.

وشهدت عملة "البيتكوين" انتعاشا سريعا بعد تراجعها إلى أقل من 16 ألف دولار في أواخر عام 2022، مدعومة بالموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بعملة البتكوين المدرجة في الولايات المتحدة في يناير من هذا العام.