بام بوندي كانت في الفريق القانوني الدفاعي لترامب في أكثر من قضية. أرشيفية
بام بوندي كانت في الفريق القانوني الدفاعي لترامب في أكثر من قضية. أرشيفية

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، الخميس اختيار المدعية العامة السابقة لولاية فلوريدا، بام بوندي، لتولي منصب وزيرة العدل بعد انسحاب مرشحه المثير للجدل، مات غيتز.

وبوندي مقربة من ترامب وهي عضوة فريق الدفاع عنه خلال المحاكمة البرلمانية التي كانت ترمي لعزله عام 2020.

وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال" بعد ساعات قليلة على انسحاب غيتز "يشرفني أن أعلن أن المدعية العامة السابقة لفلوريدا، بام بوندي، ستكون وزيرة العدل المقبلة".

وأضاف "لفترة طويلة، استخدمت وزارة العدل أداة ضدي وضد جمهوريين آخرين، لكن ليس بعد الآن".

وكان ترامب قد عين بوندي في نهاية ولايته الأولى في منصب مجلس إدارة مركز جون كينيدي للفنون في واشنطن.

وكانت جزءا من الفريق القانوني المكلف الدفاع عن الرئيس أثناء المحاكمة التي أجريت في مجلس الشيوخ في محاولة لعزله. وانضمت إلى الفريق القانوني الذي خاض المعركة القضائية لترامب ضد بايدن.

وفي 2016 فتح المدعي العام لولاية نيويورك تحقيقا حول مؤسسة دونالد ترامب، مشيرا الى شبهات حول حصول "تجاوزات" في عمل المؤسسة الخيرية، التي قدمت هبة غير شرعية بقيمة 25 ألف دولار عام 2013 لمجموعة تدعم ترشيح المدعية العامة لولاية فلوريدا بام بوندي، في وقت كانت تنوي الانضمام إلى الادعاء في قضية احتيال تتعلق بترامب.

وأشارت وقتها رسالة من أعضاء في مجلس النواب الأميركي إلى أن أنه "بعد تلقي هذه الاموال، لم تشأ بوندي مواصلة التحقيق في مصالح ترامب المالية. وهذا النسق من الوقائع يثبت ان الموال التي قدمت ربما اثرت على قرار بوندي بعدم المشاركة في ملاحقات ضد ترامب".

واعتبروا أن مثل "هذا السلوك قد يكون انتهك عددا من القوانين الجنائية".

خسارة مدوية للحزب الديمقراطي في انتخابات 2024. أرشيفية
خسارة مدوية للحزب الديمقراطي في انتخابات 2024. أرشيفية

لم تكن نتائج الانتخابات متقاربة، فقد فاز الجمهوري، دونالد ترامب، بكل الولايات التي كانت ساحة معركة، أو المعروفة بـ "ولايات متأرجحة"، كما فاز بالتصويت الشعبي أيضا.

وبينما اعتقد معظم الخبراء أن عملية فرز الأصوات ستستغرق أياما، فقد ظهرت النتائج خلال ساعات قليلة، لتتلون غالبية الولايات باللون الأحمر، وهو ما سيكون له تبعات على الحزب الديمقراطي.

برنامج "داخل واشنطن" الذي يقدمه، روبرت ساتلوف، ناقش في حلقته الأسبوعية كيف سيتعامل الحزب الديمقراطي بعد خسارته للسباق في البيت الأبيض ومجلسي الكونغرس؟

المخطط الاستراتيجي ومستشار حملة الحزب الديمقراطي، بيتر فين قال إنه توقع الخسارة في عقله "لكنه رفض في داخله تصديق الأمر".

وأضاف "كنت مترددا حيال ما سيجري وتوقعت أن يكون مشابها لما حدث في العام 2016 حيث شعرت بقلق بالغ، كانت الأرقام متقاربة جدا ولم يكن ذلك مريحا، كانت متقاربة جدا وهذا يعني أننا سوف نخسر".

الديمقراطيون والخسارة

بايدن وهاريس (صورة أرشيفية من رويترز)

تشيب ريد، الصحفي المخضرم المتخصص بالشؤون السياسية الأميركية قال إنه كان يعتقد أن ترامب سيفوز على الأرجح، لكنه لم يكن يتوقع أن يكون الفارق كبيرا.

وأضاف "أعتقد أنه حان الوقت لتجاهل الاستطلاعات والعمل بشكل منظم معا، لأن الأمر أصبح مثيرا للسخرية خاصة عندما يكون ترامب مشاركا، حيث لا تكون الأرقام قريبة من الواقع".

من جانبها قالت ميني راكر، مراسلة سياسية لصالح موقع "ذا ديلي بيست" إنها تراهن على الأرجح على فوز كامالا هاريس، لذا "لا يمكن القول إنني توقعت ذلك، لكنني لم أتفاجأ كثيرا فقد كان هذا ضمن نطاق المحتمل".

وكانت خسارة الولايات السبع الحاسمة صادمة للعديد من الديمقراطيين، ولهذا لم تتلق حملة هاريس الخبر "بشكل جيد"، بحسب فين.

وأضاف أن خسارة الولايات الحاسمة جميعها ليست بالمؤشر الجيد و"الطريقة الوحيدة لوصف ما حدث هي أن الكثير من الديمقراطيين انطووا على أنفسهم جراء الصدمة واستمر ذلك بضعة أيام بصراحة".

وقال ريد إنه كانت هناك شكوك حيال قرار انسحاب جو بايدن من السباق بعد الأداء المروع في مناظرة يونيو، مضيفا أنا "متأكد أنه لا يزال يعتقد أنه لو بقي في السباق لتمكن من هزيمة ترامب، لكن كان على بايدن أن يتمسك بوعده بأن يكون رئيسا لفترة رئاسية واحدة، ليمثل جسرا نحو مستقبل الحزب الديمقراطي، وحينها كان الوضع سيختلف".

ويعتقد أن "الترشيح جاء في وقت متأخر خاصة بالنسبة لشخصية لم تترك أي بصمة مثل هاريس.. هي تتمتع بذكاء حاد وتنافسية كبيرة، لكن أحدا لم يعلم من تكون، الجميع يعلم من هو ترامب، والشيطان الذي تعرفه أفضل من ذلك الذي تجهله".

تفسير الهزيمة

كامالا هاريس

الصحفية راكر أوضحت كيف يحاول الديمقراطيون من شتى المعتقدات إيجاد تفسير للهزيمة، إذ أن "الديمقراطيين المعتدلين والوسطيين يرون أن الحزب كان مائلا أكثر مما يجب إلى اليسار، ليلبي حاجات النخب الثقافية والأشخاص الأعلى تعليما، بدأنا إذن نرى بعض الديمقراطيين يريدون التخفيف من هذا الميل في المرة القادمة، رأينا بعض السياسيين الديمقراطيين يقولون أمورا مثل (لا نريد ان يلعب الصبيان رياضات البنات) متبنين بذلك الخطاب الجمهوري حيال بعض القضايا الثقافية المثيرة للجدل، وربما يتوقعون أن هذا الأسلوب سيكسبهم المزيد من الناخبين مستقبلا".

وقالت إنها ليست مقتنعة بهذا التفسير الذي يميل إليه البعض، فعند النظر إلى "حملة هاريس تجد أنها كانت تمثل الوسط فقد ركزت على الحدود وعلى الاقتصاد، وبالكاد ذكرت أمورا تتعلق بالعرق أو الجنس أو غيرها من القضايا التقدمية الساخنة، لذا أظن أن هذا النقد كان قاسيا وغير عادل".

أما فيما يتعلق بالنقد من اليسار، ترى راكر أنه "لا يتعلق بكون الحزب أقل تقدمية مما يجب، أو أن هاريس لم تكن يسارية بما يكفي. بل كان الانتقاد الرئيسي هو أن العمال لا يثقون بالحزب، فالحزب لم ينجح في كسب المصداقية بين الأشخاص الذين يحتاجون القدر الأكبر من المساعدة والأشخاص الذين يكافحون لتوفير احتياجاتهم الأساسية".

دعم ترامب!!

الحزب الديمقراطي عبارة عن تحالف بين مجموعات ذات هويات مختلفة، لكن الكثير من هذه المجموعات اتجهت نحو الجمهوريين، وهو ما عزاه مستشار حملة الحزب الديمقراطي، فين إلى أن "مفهوم سياسات الهوية ليس ناجحا بالنسبة للديمقراطيين، وهو لم ينجح منذ زمن، إذ أنه يستند كما قال الكثيرون على الطبقات".

وأضاف أنه في العام 1960 خسر جون ف. كينيدي تصويت البيض من خريجي الجامعات بنسبة 2 إلى 1، ما الذي حدث هذا العام، فاز الديمقراطيون بأصوات أصحاب الشهادات الجامعية بنسبة 2 إلى واحد فيما خسروا أصوات الطبقة العاملة.

ويرى فين أن "أن المهمة الرئيسية بالنسبة للحزب الديمقراطي هي استعادة الثقة بين أوساط الطبقة العاملة"، مشيرا إلى أن هناك شخصين يملكان ما يعادل 50 في المئة من ثروة الشعب الأميركي وأصبحا مقربين من ترامب، وهذا ليس حال الشعب الأميركي.

وتابع أنه يتعين على "الديمقراطيين إقناع الطبقة الوسطى بأنهم يتفهمون ما تعانيه وأنهم سوف يساعدونهم، وعليهم إقناع أولئك الأشخاص في الشرائح الاقتصادية الدنيا بأنهم سوف يساعدونهم على تحسين أوضاعهم، وحالما يحدث ذلك سيصبح لدينا من جديد حزب ديمقراطي منظم وحيوي".

التخلي عن تحالف الهويات

الديمقراطيون تلافوا "موجة حمراء" جمهورية

ويدعم الصحفي ريد، ما تحدث به فين أن "على الديمقراطيين التحول من تحالف للهويات، إلى التركيز على العاملين في أميركا".

ونوه إلى أنه "لا يعتقد أن هذه كانت انتخابات أيديولوجية، ولا اعتقد أن التيار المحافظ قد فاز"، مشيرا إلى وجود قضيتين جوهريتين كان لهما أثر في هذه الحملة" الأولى هي التضخم، يقولون إنها الاقتصاد لكن لا. ارتفعت الأجور، وانخفض معدل البطالة وكانت مؤشرات الاقتصاد جيدة. لكن واحدا منها كان سيئا وهو التضخم، وهذا ما يهم الناس، فالأمر لا يتعلق بالأرقام وارتفاع الأجور، هذا لا يهم. فأنا أنظر إلى أسعار الوقود وأسعار المؤن، هذا كل ما أعرفه".

أما القضية الثانية فهي "كامالا هاريس، ولا أقصدها كشخص فأنا أظن أنها مرشحة جيدة، لكنها لم تكن معروفة، كان يجب إقامة مؤتمر مفتوح، أعني أنه كان يجب إجراء انتخابات بين كافة المرشحين الديمقراطيين منذ البداية. أعتقد أن هذين العاملين، تلك المرأة غير المعروفة من أصول سوداء، أعتقد أنه كان واضحا من خلال الاستطلاعات أن ذوي الأصول اللاتينية والشباب السود لم يكونوا مستعدين لتقبل ترشيح امرأة سوداء".

وقال ريد "أعتقد أن العاملين الرئيسيين المرتبطين بالمرشحة هما دخولها متأخرة جدا في الانتخابات وعدم وجود أي إنجازات لها، والتضخم. لكنني أتفق مع ضرورة العودة إلى العمل وأن يعود الحزب إلى كونه حزب الطبقة العاملة".

ماذا يقول الشباب؟

بايدن يشيد بهاريس ويقول إنها ستظل بطلة الأميركيين

وتتفق راكر مع هذه الآراء، وقالت إن الشباب الأميركي "يهتم بقضايا الهوية إلى حد ما، لكنهم مهتمون أكثر بكثير حيال أمور أخرى مثل عدم قدرتهم على شراء منزل، يهتمون بحقيقة أنهم غير قادرين على كسب ما يكفيهم من المال لتأمين احتياجاتهم الأساسية مثل الرعاية الصحية، فهم يشعرون أن هذه الأمور باهظة التكلفة".

وتعتقد أن "الكثير منهم ليسوا مهتمين بشكل كبير بالسياسة لكنهم يبحثون عن التغيير، وليس لديهم شعور جيد تجاه العالم. الكثير من الأشخاص الذين صوتوا لأول مرة في هذه الانتخابات أصبحوا بالغين خلال جائحة كوفيد، والتي لم تكن فترة جيدة بالنسبة للشباب في أميركا".

وزادت راكر أن "ترامب كان يعترف بذلك علنا، وسواء كانت خططه تلائم الشباب أم لا، فأنا لا أرى أن الشباب في العشرينيات معجبون كثيرا بترامب، لكنهم ليسوا راضين عن الوضع الراهن، فيما كانت هاريس تمثل الوضع الراهن بشكل كبير، ولأنها كانت نائبة بايدن فهي لم تستطع أن تنأى بنفسها عنه لأنها جزء من الإدارة المسؤولة عما يحدث الآن في العالم".

"نجونا بكارثة"

مبنى الكابيتول حيث الكونغرس بمجلسيه (النواب والشيوخ)- تعبيرية

المخطط الاستراتيجي فين قال "بعد المناظرة في يونيو وأداء الرئيس بايدن" كنا مستعدين لتلقي هزيمة كاسحة في مجلس الشيوخ وخسارة، و"كنت أعتقد أننا سنخسر 6 أو 7 مقاعد"، لذا فإننا عندما ننظر إلى النتائج نجد أننا نجونا من كارثة.

ويرى أن النتائج تعتبر "إنذارا للديمقراطيين، فكما تحدثنا، لم يكن هذا مجرد حالة من عدم الرضا.. علينا أن نفهم الآن حالة الإحباط التي يمر بها الناس، والأمر هنا لا يتعلق بالتواصل والإعلانات، بل بالخطاب الذي علينا إيصاله للناس والقول إننا سنجعل حياتهم أفضل".

وقال فين لقد "شهدت العديد من الانتخابات.. أذكر كيف أصبح الحزب الجمهوري في حالة ركود بعد هزيمة باري غولدووتر، كما أذكر كيف دخل الحزب الديمقراطي الحالة ذاتها بعد هزيمة جورج ماكغفرن، وكان كل طرف يكتب نعي الطرف الآخر".

وتابع أن "المشهد السياسي يتغير بسرعة كبيرة، وهناك أمور قد تحدث، ففي العام 1980 عندما فاز ريغان وحتى العام 1982، كسبنا 26 مقعدا في مجلس النواب. أعني أننا نستطيع أن نصبح حزبا قويا، كما يمكننا استعادة الرئاسة".

هل يتغير ترامب؟

صورة تعبيرية من حشد أميركي مناصر للرئيس المنتخب دونالد ترامب- رويترز

الصحفي ريد يرى أن "هناك جانب مشرق ليس في هذه النتائج، بل في المستقبل"، إذ سيتصرف ترامب كدونالد ترامب، في نهاية فترته الرئاسية الأولى كان معدل تأييده 34 في المئة فقط.

وحدد ريد أربعة أسباب لهذه: الأول، هو أن التضخم سيرتفع كثيرا خلال إدارة ترامب الثانية، بسبب كل المهاجرين الذين ينوي ترحيلهم، وتولي أشخاص آخرين يريدون المزيد من المال وظائفهم. وكذلك بسبب الرسوم الجمركية الضخمة التي ينوي فرضها.

والسبب الثاني، عندما يبدأ باعتقال ملايين المهاجرين، وهؤلاء هم أقارب وأصدقاء للأميركيين من أصول لاتينية وإسبانية ممن صوتوا له بنسبة 45 في المئة، هذا سيجعلهم يتمردون وسيصبح الوضع مختلفا تماما بالنسبة لمجتمع الأميركيين من أصل إسباني ولاتيني.

والسبب الثالث هو "ميوله الفاشية. فنحن نعلم جميعا ما قاله الجنرال كيلي عن كون ترامب يفضل النهج الدكتاتوري في الحكم. أعتقد أن الناس عندما يرون حقيقة ذلك خاصة في ظل عدم وجود حواجز، فإن هذا سينفرهم".

والسبب الرابع بحسب ريد أنه كما "رأينا بالفعل الفوضى التي حدثت خلال فترته الأولى، وستكون أكبر بكثير هذه المرة لأنه يشعر أن لا أحد يمكنه إيقافه. ولا أحد يمكنه أن يملي عليه ما يفعل"، مرجحا أن معدلات تأييده ستعود للانخفاض إلى الثلاثينات خلال عامين أو ثلاثة.

من سيتزعم الحزب الديمقراطي؟

تساؤلات عمن سيتزعم الحزب الديمقراطي. أرشيفية

وتقول الصحفية راكر إنه من الصعوبة تحديد من سيكون سيتزعم الحزب الديمقراطي، مرجحة "أننا سنشهد سباقا للفوز بهذا المنصب، فقد رأينا حوالي 20 أو 28 مرشحا يطلون برؤوسهم لرؤية الأوضاع".

وترى "أن غافين نيوسوم بدأ يقوم ببعض التحركات ويتحدث عن كيفية مواجهة إدارة ترامب. وهناك الكثير من الأحاديث حول طبيعة المرشح الذي يريده الناس في المرة القادمة، هناك أحاديث حول أشخاص مثل جوش شابيرو وغريتشن ويتمر، أي مرشحون من الولايات الحاسمة الذين يتمتعون بالفعل بالشعبية والجماهيرية. لذا أعتقد أن هذا السؤال يحتاج إلى بعض الوقت لنرى كيف تسير الأمور".

وينظر المستشار فين، إلى رام إيمانويل لقيادة الحزب، وقال إنه "واحد من أفضل العقليات السياسية فهو شخص صلب يتمتع بالكثير من الطاقة، وأعتقد أنه إذا ترشح لرئاسة اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي فسيكون رئيسا من طراز مختلف. فهو شديد الاهتمام بالتفاصيل، كما أنه سيكون فعالا كرئيس لحزبنا في الوقت الحالي".