الاجتماع بين ترامب وبايدن دام ساعة و54 دقيقة.
الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب - رويترز

انتقال السلطة للرئاسة، مرحلة تتفرد بها التقاليد الأميركية وتمتد لفترة 10 أسابيع بين يوم الانتخابات وموعد تنصيب الرئيس الجديد.

في 10 أسابيع يواصل الرئيس الحالي مهامه، منها ثمانية أسابيع يبقى الكونغرس القديم قائما بأعمال المؤسسة التشريعية.

برنامج "داخل واشنطن" الذي يقدمه، روبرت ساتلوف استعرض في الحلقة الأسبوعية ما يحدث خلال هذه الفترة الاستثنائية في الحياة السياسية الأميركية.

هانتر، نجل الرئيس الأميركي، جو بايدن واجه تهما ومحاكمة أقر خلالها بالذنب في تهمتين مختلفتين، كانت هناك محاكمتان، تتعلق الأولى بالكذب خلال تقديمة طلبا لشراء سلاح، حيث قال إنه لم يعان مشكل تعاط أو إدمان في حين أنه عانى منها، وقد اشترى هذا السلاح في فترة كان فيها مكتئبا ويفكر بالانتحار بحسب ما أوضح نورمان أورنستين، الخبير والباحث في الشؤون السياسية الأميركية.

وأضاف أنه هانتر حاز على السلاح ليوم واحد قبل أن تعثر عليه زوجته حينذاك. أما التهمة الأخرى فكانت عدم دفع الضرائب لعدة سنوات والتي تعادل مبلغا كبيرا جدا. وقام في النهاية بدفع المال لدائرة الدخل القومي مع الفوائد. كلتا التهمتان لا تعدان جنايات، لكنها تمر بإجراءات طويلة ومعقدة.

العفو عن نجل بايدن

هنتر بايدن خضع لتحقيقات حول شؤونه الضريبية.

الرئيس بايدن قال في تصريحات سابقة إنه سيترك الأمور تأخذ مجراها ولن يعفو عن ابنه، لكن في أعقاب الانتخابات وترشيح نائب عام ومدير لمكتب تحقيقات فيدرالية موالين لترامب، ليتراجع بايدن عن كلامه ويصدر عفوا عن ابنه في كل تلك التهم.

ويوضح أورنستين أن هذا الأمر أثار هذا انزعاج الديمقراطيين الذين قالوا إننا نخسر معاييرنا لصالح ترامب الذي تعهد بالعفو عمن يسميهم "رهائن السادس من يناير"، أي المتمردين العنيفين الذين حكم على العديد منهم بأحكام سجن كبيرة وسوف يصدر عفوا عنهم.

وتابع أن البعض قالوا "إن هذا يفتح الطريق أمامه لفعل ذلك، لكنه قال بالفعل إنه سيفعل، كما أن ترامب عفا في السابق عن ثلاثة أشخاص من الجيش إلى جانب آخرين، بعضهم مدان بجرائم حرب، أو محتالون على برنامج الرعاية الصحية والعديد من المقربين له، ومنهم تحديدا والد صهره جاريد كوشنر، تشارلز كوشنر الذي عفا عنه بعد ارتكاب مجموعة من الجرائم الفظيعة، لكنه ترشح الآن لمنصب سفير في فرنسا. هناك الكثير من الأحداث في مجال العفو".


وقالت نايومي ليم، مراسلة البيت الأبيض لصالح صحيفة "واشنطن إكزامينر" إن هذا الأمر أعاد بايدن ليصبح محط اهتمام عاد لواجهة الأحداث من جديد.

وأضافت أن هذا الحدث تزامن مع سفر بايدن إلى أنغولا في إفريقيا، أي أنه ليس موجودا للإجابة بدقة عن الأسئلة المتعلقة بقراره أو تغيير القرار الذي اتخذه سابقا. وتابعت "كان رد فعل الحزب الديمقراطي تجاه الأمر مزدوجا، فهناك متعاطفون مع بايدن قالوا إنهم يتفهمون قراره النابع من كونه أبا، وإن ابنه قد عانى الكثير، لذا فهم ينظرون بعين التسامح".

وذكرت ليم أن المفاجأة كانت بالانتقاد العلني للرئيس لتنازله عن معايير الحزب. فهم يرون أن ما حدث يضعهم في موقف صعب، لأننا رأينا للتو أن الشعب الأميركي أعاد انتخاب من يعد مجرم مدان، فيما يحاول الحزب الديمقراطي إيجاد وسيلة لمعارضة ترامب لأننا رأينا أن الأمور تسير بشكل مختلف تماما عما كانت في العام 2016، لكن ما حدث يصعب الأمر عليهم.

وترى أن هذا العفو من بايدن عن نجله، قد يهيئ الظروف لترامب ليصدر عفوا عن نفسه قبل نهاية فترته الرئاسية للأربع سنوات القادمة، مما يجعلهم غير قادرين على التعامل مع ما يرونه أمورا ارتكبها، سواء التدخل في نتيجة الانتخابات في السادس من يناير، أو سوء التعامل مع المعلومات السرية.

"التيه السياسي"

كامالا هاريس

وتقول ليم إن "الديمقراطيين يعيشون بالفعل حالة من التيه السياسي، فليس لديهم زعيم جديد أو شخص يمكنهم الالتفاف حوله. لكن عليهم وضع خارطة طريق لمواجهة ترامب بعد أن سحب البساط من تحتهم".

ويتفق أورنستين مع هذا الطرح إذ هناك عدد كبير من الديمقراطيين في الكونغرس أو من حكام الولايات مثل جاريد بولس حاكم كولورادو، الذين انتقدوا بايدن بحدة".

وزاد أننا "سنرى الكثير من محاسبة النفس بين الديمقراطيين حيال سبب الخسارة، وبلا شك فقد وجه البعض اللوم لبايدن فيما وجهه البعض الآخر لكامالا هاريس" ويعتقد أن الديمقراطيين سيتوصلون إلى نتيجة "أن الأمر لم يكن يتعلق بإدارتهم أو مرشحيهم، بقدر ما كان يتعلق بحالة واسعة من النفور من الأشخاص في السلطة، وهو أمر رأيناه في أعقاب جائحة كوفيد، وما تبعها من تضخم، إذ عانت كل الأحزاب الحاكمة تقريبا خسائر نتيجة لذلك".

وقال أورنستين إن الديمقراطيين سيكون عليهم "مواجهة حالة رفض للخبرات والعلم والأطباء من جائحة كوفيد وكذلك النخبة الحاكمة. وهذا هو التحدي الأكبر أمامهم، ليس ما إن كان بايدن تسبب بالهزيمة أم هاريس. بل لماذا وكيف يمكنهم الخروج من دائرة الانتقادات الموجهة لهم من الطبقة العاملة خاصة، بقولهم إن كل من كانوا في السلطة عاملوهم باستعلاء ودمروا حياتهم".

قائمة أمنيات بايدن

أمنيات محددة لبايدن قبل مغادرته البيت الأبيض. أرشيفية

وترى الصحفية ليم أن "هناك بندين هامين على قائمة أمنيات بايدن وخاصة على الساحة العالمية. فقد يكون في إفريقيا لكن اهتمامه منصب على أمور أخرى، وهي حرب أوكرانيا ضد روسيا وحرب إسرائيل على حماس وحزب الله في الشرق الأوسط".

ولا تعتقد أن هاتين القضيتين اللتين طال أمدهما، سيتم حسمهما بحلول العشرين من يناير، مشيرة إلى وجود وضع استثنائي أيضا "صحيح أنه لا يمكن أن يكون لدينا إلا رئيس واحد، لكن وجود ترامب في خلفية الأحداث خلق تأثيرا سياسيا أكبر في هذين الصراعين".

وأوضحت ليم فيما يتعلق بأوكرانيا "رأينا بايدن بالفعل يغير رأيه تجاه أمور مختلفة، لكنه يتصرف بشكل استباقي بشأن أوكرانيا حيث قام بزيادة تمويلها ومنحها مهلة زمنية أكبر لمهاجمة روسيا أو المناطق التي سيطرت عليها، الأمر الذي كانت له تأثيرات فيما يتعلق بتخفيف شروط الرد النووي. 

أما على الجبهة الإسرائيلية، قالت إن علاقة نتانياهو مع بايدن لا يبدو أنها تحسنت رغم عملهما على إطلاق سراح الرهائن، حيث قيل إن المكالمة الهاتفية التي أجراها الاثنان مؤخرا لم تدم سوى بضع دقائق، وهذا لا يمنحنا الكثير من الأمل فيما يخص صفقة رهائن قريبة. لكن اللافت هو حديث ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي عن ضرورة إنجاز صفقة رهائن بصورة سريعة جدا".

الكاتب في الشؤون السياسية في "ذا هيل"، أليكساندر بولتون قال إن ما سيفعله بايدن خلال الأيام المتبقية له قد تمثل "لغزا كبيرا"، مشيرا إلى أنه يعتقد أن بايدن فعل كل ما يريده.

وتحدث بولتون عن طلبات لزعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز لبايدن بإصدار أحكام عفو عديدة بحق مدانين غير عنيفين يقضون أحكاما بالسجن أو أدينوا في الماضي بجرائم غير عنيفة.

ويعتقد أن هذا الأمر قد يفعله بايدن لكنه "سيكون أمرا مثيرا للجدل".

من جانبه يعتقد أورنستين، أن بايدن يريد تحقيق إنجاز فيما يتعلق بوضع الأشخاص غير الموثقين في الولايات المتحدة، خاصة وأن ترامب تعهد بأن أول ما سيفعله منذ اليوم الأول هو البدء باحتجاز وترحيل ما يصل إلى 12 مليون شخص، يعيش الكثير منهم هنا منذ عقود.

وذكر أن جماعات تدعم الهجرة طلبت من بايدن تمديد الوضع القانوني المؤقت بالنسبة لعدد كبير من المهاجرين القادمين من غواتيمالا والسلفادور وربما فنزويلا، وهذا سيصعب عملية القبض عليهم وترحيلهم. ستكون هناك محاولات لتجنب أسوأ الأمور التي يخشاها بايدن وكثير من الناس حيال ترامب.

كما يواجه بايدن ضغطا من عدد من الأشخاص فيما يتعلق بأوكرانيا، لتحرير أصول روسية مجمدة بحسب، أورنستين، ورغم أنه ليس لدينا أصول ذات قيمة كبيرة في الولايات المتحدة، لكن هناك أصولا تبلغ حوالي 270 مليار دولار في أوروبا. وإذا ذهبت هذه الأموال، حوالي 300 مليار دولار إلى أوكرانيا، فستمنح فرصة أكبر لكييف للاستمرار في مواجهة الغزو الروسي، والولايات المتحدة يمكنها التأثير في هذا القرار.

أما بشأن نائبة الرئيس، كامالا هاريس، قالت الصحفية ليم "لست متأكدة من وجود شيء هام يمكن أن تحققه على المدى القصير، لكنني أتطلع لمعرفة ما ستفعله بعد الانتخابات".

وتابعت أنها "كانت هادئة بعد الانتخابات مثل العديد من الديمقراطيين الذين تقبلوا نتيجة الانتخابات وخاصة كمرشحة. أتخيل أن الأمر كان مرهقا جدا بالنسبة لها. وقد أمضت حوالي أسبوع في هاواي للراحة وعادت الآن للعاصمة لإجراء اجتماعات داخلية وما إلى ذلك".

وأشارت ليم أن هناك عدة خيارات فيما يتعلق بما ستفعله مستقبلا، هناك حديث عن احتمال ترشحها لمنصب حاكم كاليفورنيا، حيث ستخلو الساحة لها رغم وجود مرشحين آخرين أعلنوا نيتهم خوض السباق، وهناك توقعات بعودتها كمرشحة رئاسية عن الحزب الديمقراطي في العام 2028، لكنني أشعر أن هذا مستبعد نظرا لأنها أجرت حملة انتخابية كلفت مليار دولار وحلت بالمركز الثاني.

أجندة الكونغرس

مبنى الكابيتول حيث الكونغرس بمجلسيه (النواب والشيوخ)- تعبيرية

وتحدث الكاتب بولتون عما يمكن لأعضاء الكونغرس الحالي تحقيقه في بضعة أيام قبل أن ينتهي عمل بعضهم. وقال "واجه الديمقراطيون نكسة هنا حيث تركوا أربعة مقاعد في محاكم الاستئناف شاغرة لم يتمكنوا من ملئها خلال فترة بايدن الرئاسية وسيطرتهم على الأغلبية، لذا لن يقوموا بتعيين القضاة وسيركزون على تمرير مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني، وهو قانون تمكنوا من تمريره على مدى ستين عاما متوالية، والوقت يمضي لذا عليهم محاولة الانتهاء من الأمر".

وأضاف أنه "خلال الأسبوع الذي يسبق عيد الميلاد، سيحاولون الحصول على قرار مستمر لتمويل الحكومة حتى نهاية مارس. وهذا سيتضمن ما يصل إلى 100 مليار دولار كإغاثة لحالات الكوارث للتعامل مع الأضرار التي تسبب بها إعصارا ميلتون وهيلين في ولايات فلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا. أي أن لديهم ثلاث أولويات للعمل عليها".

ولم يستبعد بولتون أن يدفع الجمهوريون بتأجيل هذه الأمور حتى انعقاد الكونغرس القادم حيث يمتلكون السيطرة الكاملة.

وأوضح أن قانون تفويض الدفاع الوطني "هو ليس قانون تمويل بل مشروع قانون تفويض، وهو يضع الأساس لبرامج التمويل التي سيتم تنفيذها في العام المقبل. أما القرار المستمر فهو ليس سوى بديل مؤقت يستمر بضعة أشهر، ويعمل على تجميد برامج التمويل الحالي".

ويرجح أن كل هذا "سيتم التفاوض بشأنه من جديد في يناير وفبراير ومارس، عندما يسيطر الجمهوريون على مجلسي النواب والشيوخ والبيت الأبيض، وسيشكل هذا بصراحة فوضى كبيرة للجمهوريين بداية العام القادم. 

هناك بعض الجمهوريين مثل ميتش ماكونيل وسوزان كولينز، زعيم الكتلة الجمهورية في مجلس الشيوخ، والعضوة الجمهورية الأبرز في لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ، أرادوا إنجاز كل مشاريع القوانين المتعلقة بالإنفاق في هذا العام لتمهيد الطريق لدونالد ترامب، لكن يبدو أن هذا لن يحدث، لذا فالسنة القادمة، الأيام التسعون الأولى من ولاية ترامب ستبدأ بصراع كبير على النفقات".

ترامب يلقي خطابه الثالث بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة
ترامب يلقي خطابه الثالث بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاثنين، انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.

وقال في كلمة أمام حشد كبير من أنصاره في مبنى كابيتول وان أرينا بواشنطن العاصمة، إن "اتفاقية باريس، هي لمصلحة طرف واحد. سأوقع أمرا بالانسحاب منها".

وأكد أنه سيوقع قرارات عفو رئاسية لمشاركين باقتحام الكونغرس في يناير عام 2021.

وتفاخر ترامب بعائلته وبعض من خدموا معه في ولايته الأولى، وأشاد ببعض من سيخدمون معه في إدارته الجديدة.

وانتقد إدارة سلفه جو بايدن وقال إنها "سمحت لملايين الناس بالتدفق حدودنا" وأشار إلى أنه "أوقف التدفق في الساعة الواحدة من بعد ظهر الاثنين".

وقال الرئيس الأميركي السابع والأربعين: "سألغي 80 قرارا تنفيذيا للإدارة السابقة خلال خمس دقائق من الآن".

وجدد تأكيده للقضاء على البيروقراطية وقال إنه "سيفصل الكثير من الموظفين الفيدراليين".

وتعهد بالقضاء على التضخم بسرعة "بعد أن تضاعفت الأسعار خلال الأربع سنوات الماضية"، على حد قوله.

وقال: "أميركا لن تدمر صناعتها، في حين تستمر الصين بتلويث المناخ من دون عقاب".

وأضاف: "سيكون لدينا مزيد من النفط والغاز، أكثر من أي دولة في العالم، وسنتخلى عن الطاقة الهوائية".