عناصر في الجيش السوري خلال اشتباكات مع مقاتلين من المعارضة في حلب في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني
عناصر في الجيش السوري خلال اشتباكات مع مقاتلين من المعارضة في حلب في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني

مازال الجدل بين أوساط المعارضة قائماً بشأن المشاركة في مؤتمر الدوحة الذي يبدأ أعماله الأحد ويستمر أربعة أيام.

ومن المرتقب أن تشارك 24 شخصية تمثل 23  كتلة سياسية بينها 13 كتلة ستشارك للمرة الأولى في المؤتمر الذي يسعى إلى تأسيس هيئة قيادية جديدة بديلة عن المجلس الوطني الحالي الذي باتت أهليته في تمثيل المعارضة السورية مثار خلاف دولي وعربي.

ويتوقع أن يقر الاجتماع توسيع المجلس بانضمام شخصيات معارضة جديدة إليه، كما ينتظر انتخاب هيئة قيادية جديدة ورئيساً جديداً.

وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين استعدادها للمشاركة في مؤتمر الدوحة مع ضرورة مراعاة الحفاظ على كيان المجلس الوطني وأعربت عن موافقتها من حيث المبدأ على إيجاد قيادة سياسية جامعة للمعارضة السورية، في حين  استبعدت هيئة التنسيق الوطنية السورية في المهجر مشاركة الهيئة في الاجتماع التشاوري للمعارضة.

وأعربت فئات من المعارضة السورية مقاطعتها اجتماع الدوحة التشاوري في الثامن من الشهر الجاري، وفي هذا الصدد  قال كمال اللبواني، وهو  أحد المشاركين في تشكيل الهيئة الوطنية السورية، في مقابلة مع "راديو سوا" "نحن قمنا بهذا العمل نيابة عنهم، من أراد أن يشارك فأهلا وسهلا  إذا لم يرد فنحن سائرون إلى تشكيل جسد سياسي مستقل قادر على أن يلبي ما تحتاجه عملية إسقاط النظام".

وأضاف أنه "مهم جدا أن يفهم الداخل أن العمل السياسي يحتاج إلى ناس عندهم الخبرة على التعامل معه، هذه مسألة إدارية معقدة جدا مع المجتمع الدولي ومع الوضع الاستثنائي لسورية والضغوط الأخرى".

وكانت أحزاب سورية قد رفضت فكرة دعوة أعضاء منها للهيئة الجديدة بدل دعوة أحزاب وكتل وقوائم سياسية، وفي هذا الإطار قال اللبواني "لا توجد في سورية أحزاب سياسية على الإطلاق، النظام القمعي دمّر كل القوى السياسية ولم يبق إلا رموز وطنية".

وتابع "من يتكلم عن مجموعات سياسية هي مجموعات في الخارج، لا توجد في الداخل أي مجموعات سياسية، هناك مجالس محلية، هناك كتائب مسلحة، هناك  لجان تنسيق عمل ثوري لكن لا توجد قوى سياسية في الداخل،  لم تتبلور سياسيا وليست جاهزة  لتكون مشروعا سياسيا لإدارة دولة، هي تعمل اليوم على نشاط ثوري معين وبالتالي لا تكبروا الموضوع لأنه لا يوجد في سورية أي حزب سياسي، حتى حزب البعث هو ليس حزبا بل مجموعة منتفعين في الدولة".

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند قد قالت في تصريحات لها الجمعة إن "أي فئة سورية ترفض توسيع إطار المعارضة وتجديدَها ستشارك في تهميش نفسها بنفسها".

في سياق آخر، يرتقب وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى القاهرة الأحد لإطلاع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، على مقترحات موسكو لحل الأزمة السورية.

مقاتلو المعارضة يسيطرون على مواقع عسكرية

ميدانيا،  أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان سيطرة مقاتلي الجيش الحر على ثلاثة مواقع للجيش النظامي في مدينة دوما في ريف دمشق، فيما أفاد ناشطون أن مقاتلين آخرين من  المعارضة استولوا  على كتيبة الدفاع الجوي في شمال غرب البلاد.

وقال المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، في بيان إن مجموعة من الكتائب المعارضة تنفّذ منذ صباح السبت هجوما على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب، وإن اشتباكات عنيفة تدور مع القوات النظامية إثر محاولة مقاتلين اقتحام المطار.

وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان عن "بدء عملية تحرير مطار تفتناز العسكري"، وأرفقته بمقاطع فيديو تظهر فيها راجمة صواريخ وهي تقصف وأصوات انفجارات وتصاعد أعمدة دخان أبيض ومقاتلين، فيما يقول صوت مسجل على إحدى المقاطع "الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2012، بدء عملية تحرير مطار تفتناز العسكري".

من جهة أخرى، نقل المرصد عن ناشطين في منطقة الدويلة في ريف ادلب أن عناصر في كتائب مقاتلة عدة تمكنت من السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي في المنطقة بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط ثمانية جرحى في صفوف المقاتلين ومقتل ضابط برتبة عقيد من القوات النظامية.

وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن "قوات الجيش الحر سيطرت بشكل كامل على قاعدة الدويلة العسكرية للدفاع الجوي في بلدة سلقين وغنمت ما تحتويه من أسلحة وذخائر بعد حصار طويل".

وفي ريف دمشق، ذكر المرصد أن مقاتلين من عدة كتائب ثائرة سيطروا الجمعة على قسم الشرطة ومبنى البلدية وبرج مشفى حليمة في مدينة دوما بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 21 عنصرا من القوات الأسد وأسر آخرين.

وأشار المرصد إلى أن بساتين في منطقة الغوطة الشرقية وبلدة عربين في محيط دوما تتعرض للقصف من الطائرات الحربية السبت.

جدير بالذكر أن أعمال العنف في مناطق مختلفة في سورية أسفرت  الجمعة عن مقتل 181 شخصا بينهم 61 مدنيا و61 عنصرا من قوات النظام و59 مقاتلا معارضا.

مسلحان من قوات المعارضة في حلب
مسلحان من قوات المعارضة في حلب

أبدى المجلس الوطني السوري المعارض الجمعة رفضا لدعوات أميركية تتعلق بضرورة ضم شخصيات سياسية أخرى من الداخل لتشكيل جبهة معارضة موسعة قادرة على مواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

واعتبر المجلس قبل يومين من اجتماع موسع يعقده في العاصمة القطرية الأحد، "أن أي حديث عن تجاوز المجلس الوطني أو تكوين اطر أخرى بديلة محاولة لإيذاء الثورة السورية وزرع بذور الفرقة والاختلاف"، ومشيرا إلى عدم جدية قوى يفترض أن تكون داعمة للشعب السوري في مواجهة "نظام القتل والإجرام، ونأي عن القيام بواجب حماية المدنيين الذين تقصفهم آلة الموت في كل لحظة".

إلا أن المجلس أكد "جديته في الحوار مع كافة أطياف المعارضة بشأن المرحلة الانتقالية وتشكيل سلطة تعبر عن كامل الطيف الوطني"، وأوضح في بيان أصدره أن أي اجتماع في هذا الشأن "لن يكون بديلا عن المجلس أو نقيضا له".

ويأتي موقف المجلس بعد يومين من تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت فيها إنه "لم يعد من الممكن النظر إلى المجلس الوطني السوري على انه الزعامة المرئية للمعارضة"، بل يمكن أن يكون "جزء من المعارضة التي يجب أن تضم أشخاصا من الداخل السوري وغيرهم".

وأضافت أنه حان الوقت لتجاوز المجلس الوطني وضم "من يقفون في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون اليوم" إلي صفوف المعارضة، معتبرة أن قيام ائتلاف واسع للمعارضة بحاجة إلى بنية قيادية قادرة على تمثيل كل السوريين وحمايتهم.

مؤتمر المعارضة

وبشأن مؤتمر المعارضة الذي سيعقد في الدوحة في السابع والثامن من الشهر الجاري، أبدت فصائل في المعارضة المسلحة استعدادها إلى المشاركة في مؤتمر للمعارضة.

وكانت تقارير صحافية قد أشارت إلى دور أميركي في هذا الاجتماع بهدف الخروج بجبهة معارضة جديدة تكون مهمتها توحيد المعارضة السورية وتشكيل حكومة انتقالية.

وقال رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ إن الدور الأميركي مطلوب لأنه سيقود باقي الدول للعمل ايجابيا في سورية.

وأضاف في حوار مع "راديو سوا" أن ضعف الموقف الأميركي الراهن أسهم في إحجام المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف حقيقي إزاء سورية.  وأكد انه في حال عدم مبادرة الولايات المتحدة  إلى أخذ موقف جدي فإن الوضع في سورية سيتدهور وستزداد حالة التطرف، حسب قوله.

لكن نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل قال إن حل الأزمة السورية ليس في اسطنبول أو الدوحة، مؤكدا أن الحل في الداخل. 

اجتماع ثلاثي في القاهرة

في هذه الأثناء، تستضيف القاهرة الأحد المقبل اجتماعا ثلاثيا يضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الدولي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي والأمين العام لجامعة العربية نبيل العربي.

 وأكد أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة العربية أن العربي سيبحث مع لافروف موقف روسيا للتعامل مع الوضع الحالي في سورية ومبادرتها بشأن الوضع هناك.

وكانت الصين قد أعلنت الخميس أنها قدمت اقتراحات جديدة بنّاءة لوقف العنف في سورية تشمل إعلانا لوقف إطلاق النار يتم على مراحل، وتشكيل حكومة انتقالية.   

ميدانيا، واصل الطيران الحربي غاراته مستهدفا خصوصا ريف دمشق.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بإطلاق نار كثيف من رشاشات وأسلحة ثقيلة على منطقة دوما في ريف دمشق.

وقالت اللجان إن هناك انتشارا مكثفا لقوات الأمن، وحملة اعتقالات عشوائية للمارة بالقرب من سوق عاصم في الطرف الشرقي من حي نهر عيشة.

ويأتي ذلك عقب مقتل أكثر من 150 شخصا في عدة محافظات سورية الخميس، بينهم جنود نظاميون تمت تصفيتهم بأيدي مقاتلين معارضين.