الفرحة تغمر مؤيدي أوباما بعد إعلان فوزه بولاية رئاسية ثانية
الفرحة تغمر مؤيدي أوباما بعد إعلان فوزه بولاية رئاسية ثانية

في ركن ضيق وضعيف الإنارة بمطعم "وليمة" في منطقة "سكاي لاين" شمال ولاية فرجينيا، كانت فاطمة أريرو تجلس القرفصاء وهي تتابع باهتمام شديد نتائج انتخابات الرئاسة التي كانت تبثها شبكات الأخبار الأميركية مساء الثلاثاء. فاطمة أميركية من أصل مغربي أدلت بصوتها لصالح المرشح الديموقراطي باراك أوباما وقالت إنها تشعر في قرارة نفسها أن أوباما سيفوز لأنه "الرجل المناسب لأميركا في هذه المرحلة الصعبة" وأيضا لأنه "أقرب رئيس أميركي إلى هموم العرب والمسلمين".

فاطمة أريرو

​​​​أفادت فاطمة، التي تبلغ من العمر 36 عاما وتعمل مسيّرة في المطعم الذي يقدم الوجبات التقليدية المغربية، بأن معظم زبائن المحل الذي تناولوا طعامهم يوم الانتخابات قالوا إنهم صوتوا لصالح أوباما لأنه "يملك جاذبية تخطف قلوب محبيه ولأنه حاول جاهدا إبرام صلح معنوي بين أميركا والعالم الإسلامي بعد انتخابه".

كانت فاطمة تضع على صدرها شارة مكتوب عليها "لقد انتخبت" والتي تـمنح عادة للأشخاص الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات، وقالت إنها تكن مشاعر قوية لأوباما وتؤيده بشكل مطلق لا تقبل الجدل فيه لأن أوباما "أعاد الأمل للأقليات التي تأتي إلى أميركا لتحقيق حلمها.. لقد حقق أوباما حلم تلك الأقليات ودعمها معنويا عندما فاز بالانتخابات".

 

تأييد مطلق لأوباما لأنه "من أصول مسلمة"
 
كان مطعم "وليمة" غاصا بالرجال الذين يتحدثون لهجات بلدان المغرب العربي ويدخنون الشيشة، فيما تتعالى صيحاتهم كلما أعلنت شبكات التلفزيون نتيجة التصويت في إحدى الولايات الحاسمة.

كان جلال الطرابلسي، وهو أميركي من أصل تونسي يشرح لأحد أصدقائه بصوت عال لماذا يستحق أوباما الفوز بولاية ثانية، وقال لموقع "راديو سوا" إنه صوت لصالح أوباما وإنه شعر بالفخر عندما كان يدلي بصوته لأن "الملايين عبر العالم لا يملكون حق انتخاب زعمائهم، ولأن أوباما إبن مهاجر مسلم مثله مثل عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يأتون إلى أميركا لمنح أطفالهم فرصة لبناء مستقبل أفضل".

كان جلال يضحك بصوت عال وهو يؤكد أن أوباما سيفوز، وقال بلهجة تونسية مميزة "توّا تشوفو أوباما رئيسنا ومَشْ يربح الانتخابات".
 
وفي مطعم آخر يقع قرب مسجد دار الهجرة شمال ولاية فرجينيا يسمى "ديوان"، كان عدد كبير من العرب يتابعون نتائج انتخابات الرئاسة عبر قناة إخبارية عربية. كان صوت المذيع العربي الذي يشرح نظام الانتخاب الأميركي يطغى على صخب المتحدثين الذين كانوا يلعبون "الطاولة" ويدخنون الشيشة.

سُحب الدخان الكثيفة كانت تستقبل الداخلين إلى المطعم الذي هو عبارة عن جلسة عربية تقليدية على الأرض بوسائد مستطيلة مخططة باللونين الأحمر والأسود تتوسطها طاولات صغيرة موضوع عليها فناجين الشاي والقهوة.

قال صاحب المطعم ويدعى يوسف وهو مهاجر عربي من الأراضي الفلسطينية، إنه لا يحمل الجنسية الأميركية ولهذا لم يصوت في انتخابات الرئاسة، لكنه لم يتردد في القول إنه لو أتيحيت له فرصة التصويت لكان اختار أوباما لأنه "الوحيد القادر ربما على حل القضية الفلسطينية دون تحيز ولأنه يتفهم قضايا العرب أكثر من غيره".

كان الحديث داخل المطعم ينصب على الانتخابات ومستقبل العرب الأميركيين في الولايات المتحدة، وبدا هشام، وهو مواطن أميركي من أصل مصري متحمسا جدا وهو يشرح أسباب تصويته لصالح أوباما، فقد قال لموقع "راديو سوا" إن الرئيس الأميركي "يتفهم مشاعر المسلمين لأن والده كان مسلما ولأنه عاش في دولة مسلمة عندما كان طفلا صغيرا هي أندونيسا ولأنه اختار القاهرة كأول محطة له بعد دخوله البيت الأبيض لمخاطبة العرب والمسلمين.. أنا أحبه ولهذا صوتُّ لصالحه".
 
"أربع سنوات إضافية"
 
وليس العرب فقط من كانوا يعربون عن ثقتهم في أوباما ويعبرون عن إعجابهم الشديد بشخصيته القيادية، بل حتى مواطنين من بعض البلدان الإفريقية المسلمة الذين كانوا يسهرون في المطعم لمتابعة نتائج الانتخابات أكدوا أنه يشعرون أن أوباما "واحدا منهم"، كما قالت أميناة محمد وهي شابة في بداية العشرينات من عمرها من أصل صومالي.

أوضحت أميناة في تصريح لموقع "راديو سوا" أنها صوتت لأوباما لأنه إفريقي مثلها ولأنه "منح الأمل لآلاف الأفارقة البسطاء والفقراء الذين يهاجرون إلى أميركا في إمكانية تحقيق المستحيل والوصول إلى أعلى المراتب دون تمييز".

ورسمت أميناة شارة النصر بأصبعيها وقالت بحماس "فور مور ييرز" التي تعني "أربع سنوات إضافية"، نسبة للمدة التي سيقضيها الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض بعد إعادة انتخابه.

.

ومباشرة بعد إعلان النتائج النهائية للإنتخابات، استقل شباب عرب شمال ولاية فرجينيا سياراتهم وقصدوا شوارع العاصمة واشنطن للإحتفال مع آلاف غيرهم بفوز أوباما، بعضهم كان يحمل أعلاما أردنية وليبية وسورية إلى جانب الأعلام الأميركية وكلهم كانوا يدقون على أبواق سياراتهم بقوة ويصرخون بملأ حناجرهم "فور مور ييرز" (أربع سنوات إضافية) أو يكررون بصوت واحد مُزلزل "أوباما.. أوباما.. أوباما".
 
شاهد فيديو مواطن سعودي يقول إنه لو كان يحمل الجنسية الأميركية لصوت لصالح أوباما:

كاليفورنيا بالنسبة لترامب "قاعدة شعبية" ومصدر هام للتمويل الانتخابي
كاليفورنيا بالنسبة لترامب "قاعدة شعبية" ومصدر هام للتمويل الانتخابي

في وقت يشهد فيه سباق الانتخابات الرئاسية معارك حاسمة في ولايات مثل ويسكونسن وبنسلفانيا، يختار دونالد ترامب التوجه إلى كاليفورنيا، التي تُعد واحدة من أكثر الولايات ديمقراطية. 

رغم هذه التحديات الواضحة، يُعتبر هذا التحرك جزءًا من استراتيجية مدروسة.

ورغم خسارة ترامب في كاليفورنيا عام 2020، لكنه حصل على أكثر من 6 ملايين صوت، وهو أكبر عدد أصوات يحصل عليه أي مرشح جمهوري آخر، في وقت تجاوزت هوامش التصويت 70% في بعض المقاطعات الريفية التي عادة ما تفضل المرشحين المحافظين، وفق أسوشييتدبرس.

ويسعى الرئيس السابق أيضا إلى استغلال وجود "قاعدة كبيرة" من مؤيديه في الولاية لتعزيز حماستهم في السباقا الانتخابي على مستوى الولاية.

فضلا عن ذلك، تُعتبر كاليفورنيا مصدرًا هامًا للتمويل الانتخابي، مما يدل على القدرة الكبيرة على جمع التبرعات في هذه الولاية الغنية.

وزيارة ترامب لكاليفورنيا هي أكثر من مجرد محاولة للوصول إلى الناخبين، بل هي خطوة تهدف إلى تعزيز قاعدة الدعم الجمهوري، وجذب المتبرعين، واستغلال التناقضات السياسية في واحدة من أكبر ولايات البلاد، وفق أسوشييتدبرس.

يزور ترامب منطقة  كوتشيلا شرق لوس أنجليس بين محطات أخرى في نيفادا، حيث شارك في طاولة مستديرة في لاس فيغاس، ثم يتوجه إلى أريزونا لحضور تجمع يوم الأحد في بريسكوت فالي. وقد خسر هاتين الولايتين المتأرجحتين بشكل ضيق لصالح الديمقراطي جو بايدن عام 2020.

وقال الحاضرون في كوتشيلا إنهم لا يتوقعون أن يفوز ترامب في ولايتهم، لكنهم كانوا متحمسين لرؤيته، في وقت أوضح تيم لاينبرغر، الذي كان مدير الاتصالات لحملة ترامب في ميشيغان عام 2016 وعمل أيضًا في إدارة الرئيس السابق، إن الذهاب إلى كاليفورنيا يمنح ترامب "القدرة على الاستفادة من هذه الدعم الكبير من مؤيدي ترامب"

في حال فوزها.. هاريس تتعهد بتأسيس مجلس استشاري يضم جمهوريين
ذكرت نائبة الرئيس الأميركي ومرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، كامالا هاريس، الجمعة، أنها ستؤسس في حال انتخابها في الخامس من نوفمبر المقبل مجلسا استشاريا يضم أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لإبداء الملاحظات حول السياسات.

ومع وجود سباقات الكونغرس في كاليفورنيا التي يمكن أن تحدد أي حزب سيسيطر على مجلس النواب، فإن تجمع كوتشيلا "هو نوع من الأنشطة التي تشجع وتحفز الجمهوريين في كاليفورنيا" بحسب المستشار الجمهوري تيم روزاليس.

أما جيم بروليت الرئيس السابق للحزب الجمهوري في كاليفورنيا، فأضاف أن ترامب يسعى إلى شيء قد فاته في الحملات السابقة وهو "الفوز بعدد أكبر من الأصوات الإجمالية مقارنة بمنافسه الديمقراطي"، مشيرا إلى أن ترامب يأتي إلى كاليفورنيا لأنه يريد أن يفوز ليس فقط في المجمع الانتخابي، ولكن أيضًا في التصويت الشعبي" بحسب تعبيره.

وسيستغل ترامب هذه الفرصة لربط مشاكل كاليفورنيا بنائبة الرئيس كامالا هاريس، مع التركيز على السياسات التي يراها أنها أضرت بالولاية، كما يتوقع أن يستمر في صراعه مع حاكم كاليفورنيا، الديمقراطي غافين نيوسوم، مما قد يسهم في جذب مزيد من الدعم الجمهوري.

في المقابل، ذكر نيوسوم أن ترامب سيستخف بالولاية خلال حملته هناك، متجاهلاً قوة الولاية كخامس أكبر اقتصاد في العالم.