وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية ABC، قال أوباما "قررنا أن الائتلاف الوطني السوري المعارض أصبح يضم ما يكفي (من المجموعات) وهو يعكس ويمثل ما فيه الكفاية من الشعب السوري كي نعتبره الممثل الشرعي للسوريين".
وسبق لفرنسا وبريطانيا أن اعترفتا بالائتلاف ممثلا وحيدا للشعب السوري.
وأدرجت الولايات المتحدة الثلاثاء جبهة النصرة الإسلامية في سورية التي تدور في فلك تنظيم القاعدة، في لائحتها للمنظمات الإرهابية، وتستعد في الآن نفسه للاعتراف بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية اعترافا كاملا.
وأضاف أوباما "هناك فريق صغير من معارضي نظام الأسد مرتبط بالقاعدة في العراق ولقد اعتبرناه منظمة إرهابية".
وكانت واشنطن تتخوف منذ أشهر من "خطف الثورة السورية" من قبل إسلاميين متطرفين مسلحين، وتدعو بالاندفاع نفسه إلى توحيد وتعزيز المعارضة التي توحدت قبل شهر تحت راية "الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية".
ورغبة منها في توضيح الأمور، تدعو وزارة الخارجية الأميركية منذ بضعة أيام إلى التمييز بين هذا الائتلاف والمتطرفين الإسلاميين، لا سيما جبهة النصرة، الذين يحرزون تقدما ميدانيا في الحرب الدائرة في سورية.
ويشدد الأميركيون على أن هؤلاء الجهاديين في جبهة النصرة، لا يمثلون في أي حال من الأحوال "إرادة الشعب السوري" المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد.
وكررت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند القول الثلاثاء إن "النظرة العنيفة والفئوية لجبهة النصرة تتناقض مع تطلعات الشعب السوري". وأضافت أن "التطرف والأيديولوجيات الإرهابية لا مكان لها في سورية بعد الأسد".
وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية أن إدراج وزارة الخارجية الأميركية جبهة النصرة في لائحتها "للمنظمات الإرهابية الأجنبية" والعقوبات المالية لوزارة الخزانة، يرمي إلى هدف مزدوج كما تقول الحكومة الأميركية، هو "دعم التطلعات المشروعة للشعب السوري الذي يحاول التحرر من قمع نظام الأسد" و"التصدي لخطة القاعدة للإطاحة بالمعارضة السورية".
ويؤجج ما يحصل على الأرض مخاوف الأميركيين.
وباتت جبهة النصرة التي لم تكن معروفة قبل اندلاع الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، موجودة على الكثير من الجبهات. وأعلنت مسؤوليتها عن معظم العمليات الانتحارية التي وقعت في عدد كبير من المناطق السورية وخصوصا في دمشق.
وجاء اعتراف الرئيس الأميركي عشية الاجتماع الدولي لمجموعة "أصدقاء الشعب السوري" الأربعاء في مراكش بالمغرب الذي كان من المقرر أن تشارك فيه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ولكنها قررت بسبب إصابتها بوعكة صحية إيفاد الرجل الثاني في وزارة الخارجية الأميركية وليام بينز لتمثيلها في المؤتمر.
وقال دبلوماسي أميركي إن "الولايات المتحدة وآخرين من أصدقاء الشعب السوري يعترفون منذ فترة طويلة بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه ضد وحشية نظام الأسد. لكن الاعتراف بهذا الحق للدفاع عن النفس لا يبرر التطرف".
وتضم مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" أكثر من مئة بلد عربي وغربي ومنظمات دولية ومندوبين عن المعارضة السورية. واجتماع مراكش سيكون اجتماعها الرابع على المستوى الوزاري، والأول منذ اجتماع باريس في يوليو/ تموز.
وألمح مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إلى أن إدارة أوباما ستستفيد من اجتماع مراكش لإضفاء الصفة الشرعية على الائتلاف باعتباره "الممثل الوحيد للشعب السوري" وليس فقط "ممثلا شرعيا".
وكانت كلينتون التي ستتمثل بمساعدها ويليام بيرنز في المغرب، قالت الأسبوع الماضي في بروكسل "أما وقد تشكلت معارضة جديدة، فسنقوم بكل ما في وسعنا لدعمها".
وقد اكتفت واشنطن حتى الآن بتقديم مساعدة إنسانية بلغت 200 مليون دولار وبإرسال مساعدة "غير مؤذية" للمعارضين، واستبعدت رسميا تسليم أسلحة.