زعيم الأغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد (يمين) يتحدث إلى رئيس مجلس النواب جون باينر (وسط ) ونائب الرئيس جون بايدن
زعيم الأغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد (يمين) يتحدث إلى رئيس مجلس النواب جون باينر (وسط ) ونائب الرئيس جون بايدن

يسعى المشرعون الأميركيون الأحد للتوصل إلى اتفاق  لتجنيب سقوط البلاد في "الهاوية المالية" بحلول العام الجديد بسبب الزيادة التلقائية في مستويات الضرائب على الأميركيين وتقليص النفقات على نحو ينذر بإصابة أكبر اقتصاد في العالم بالركود.

ويعمل مستشارو زعيمي كتلتي مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الديموقراطيون، على إعداد اتفاق مقبول من قبل الديموقراطيين والجمهوريين الذين يسيطرون بدورهم على مجلس النواب.

ويحذر خبراء من تعرض الاقتصاد الأميركي للانكماش إذا لم يتم التوصل إلى هذا الاتفاق بحلول مساء غد الاثنين.

ومن المقرر أن يجتمع مجلسا الشيوخ والنواب كل على حدا يوم الأحد في سباق مع الزمن إذ لن يكون أمام المجلسين وقت طويل لمناقشة الاتفاق إذا تم التوصل إليه.

وقال مسؤول جمهوري كبير السبت إن "المفاوضات جارية" بين الجانبين، مشيرا إلى أن تفاصيل أي اتفاق لن تنشر قبل أن تصل الأحد أعضاء الكتل في مجلسي الكونغرس من قبل رؤسائهم.

وكان الرئيس أوباما قد دعا في خطابه الأسبوعي السبت إلى اتفاق يحمي الطبقة المتوسطة ويجنبها زيادة في الضرائب.

 كما أعرب عن اعتقاده بقرب التوصل إلى هذا الاتفاق بعد اجتماعه في البيت الأبيض يوم الجمعة مع القادة الجمهوريين والديموقراطين.

وتقرر خلال الاجتماع  أن يعمل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السناتور الديموقراطي هاري ريد مع زعيم الأقلية الجمهورية السناتور ميتش ماكونيل لإيجاد خطة ميزانية مقبولة ليس فقط من قبل مجلسهما بل من قبل مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون.

ورغم أسابيع من المفاوضات، لم ينجح أوباما ورئيس مجلس النواب جون باينر في الاتفاق على خطة تهدف إلى خفض العجز، الأمر الذي استدعى نقل الملف إلى مجلس الشيوخ.

وقال الرئيس محذرا الجمعة إنه إذا لم يتوصل ريد وماكونيل إلى تسوية مقبولة للجميع، فإنه سيطلب من ريد تقديم نص قانون لوقف الزيادات الآلية في الضرائب وعرضه على التصويت، ما يجبر الجمهوريين على تحمل مسؤولية المأزق.

وبينما أغلقت بورصة نيويورك على انخفاض شديد الجمعة بسبب القلق من "الهاوية المالية"، حذر الرئيس من انعكاسات هذه الأزمة على الاقتصاد الأميركي والعالمي.

ويفضل اوباما خطة تنص على تمديد خفض الضرائب للعائلات التي يقل دخلها عن 250 ألف دولار سنويا، كما يريد تمديد التعويضات لمليوني عاطل عن العمل.

وتضاف هذه الأزمة إلى إمكانية حدوث مواجهة جديدة حول رفع السقف القانوني للدين العام الذي يبلغ حاليا 16 تريليونا و394 مليار دولار وسيبلغ حده الأقصى في 31 ديسمبر/كانون الأول بحسب وزارة الخزانة الأميركية.

وقال وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر في رسالة إلى الكونغرس إن وزارته ستتخذ قريبا "إجراءات استثنائية" لتفادي العجز عن سداد التزاماتها المالية لحين موافقة الكونغرس على رفع هذا السقف.

الرئيس الأميركي باراك أوباما
الرئيس الأميركي باراك أوباما


أعلنت الولايات المتحدة أن دينها العام سيبلغ يوم الاثنين الحد الأقصى للدين العام المسموح لها ببلوغه من قبل الكونغرس، مؤكدة أن إجراءات استثنائية ستتخذ لتفادي العجز عن سداد التزاماتها المالية لحين موافقة الكونغرس على رفع هذا السقف.

وقال وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر في رسالة إلى الكونغرس إن "وزارة الخزانة ستتخذ قريبا إجراءات استثنائية يسمح بها القانون وستضطر الولايات المتحدة من دونها إلى التخلف عن سداد واجباتها القانونية".

ومن شأن الإجراءات الطارئة التي تتوقعها وزارة الخزانة وتبلغ قيمتها 200 مليار دولار، أن تعطي الحكومة الفدرالية مهلة شهرين تقريبا للمناورة لحين التوصل إلى اتفاق مع مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون لرفع سقف الدين.

وقال غايتنر إنه "مع الغموض الكبير في الوضع حاليا لن يكون ممكنا التكهن بمدة هذه الإجراءات" معتبرا أن الفائض في ما سيحصده جهاز الضرائب نتيجة الزيادات المقبلة قد يسمح بتأخير المهلة أمام الحكومة الفدرالية.

ويصادف يوم الاثنين 31 كانون الأول/ديسمبر استحقاقا حاسما أخر في الولايات المتحدة لأنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل نهاية دورة الانعقاد للكونغرس فإن البلاد ستواجه اعتبارا من الثاني من يناير/كانون الثاني 2013 أزمة يطلق عليها اسم "الهاوية المالية" وتهدد بإسقاط اكبر اقتصاد عالمي في الركود كونها تتضمن زيادات ضريبية على مختلف القطاعات بشكل قد يضر بالنشاط الاقتصادي.

من جانبه أعلن رئيس مجلس النواب العضو الجمهوري جون باينر أن "خطوط التواصل مع البيت الأبيض ما زالت مفتوحة" لكنه أكد أن الخطوة المقبلة يجب أن تأتي من مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الديموقراطيون.

وفي اتفاق توصل إليه الديموقراطيون والجمهوريون في أغسطس/آب 2011، حدد سقف الدين الأميركي ب16 تريليونا و394 مليار دولار بينما تفيد أخر الإحصائيات الرسمية أن الديون العامة الخاضعة لهذا الحد القانوني ستبلغ 16 تريليونا و299 مليون دولار يوم الاثنين.

وقد اضطرت الخزانة في 2011، كما حصل مرارا خلال السنوات الأخيرة، إلى اللجوء إلى مثل هذه "الإجراءات الاستثنائية" لتفادي التخلف عن السداد.

يذكر أن أزمة رفع سقف الدين في الولايات المتحدة قد تسببت في العام الماضي بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة ما عرضها لزيادة معدلات فائدة الديون.