سحب الدخان تتصاعد في الجانب السوري بالقرب من الجولان
سحب الدخان تتصاعد في الجانب السوري بالقرب من الجولان

دعا ناشطون سوريون إلى التظاهر في عموم البلاد تحت شعار "أسلحتكم الكيميائية لن توقف مد الحرية" في إشارة إلى اتهامات النظام السوري للمعارضة باستخدام هذه الأسلحة وهو ما قررت الأمم المتحدة فتح تحقيق بشأنه بحسب ما أعلن الأمين العام لها.
 

وقد تبادلت الحكومة السورية وقوات المعارضة المسلحة الاتهامات يوم الثلاثاء الماضي بشأن شن هجوم كيميائي بالقرب من مدينة حلب في شمال البلاد أسفر عن سقوط 31 قتيلا، حسب حصيلة رسمية.
 

كما قالت المعارضة السورية إن هجوما ثانيا بصواريخ كيميائية وقع يوم الثلاثاء قرب دمشق.
 

لكن الجيش السوري الحر نفى هذه الاتهامات، كذلك ندد الائتلاف السوري المعارض بما وصفه بالـ"الهجوم اليائس" وطالب أيضا بفتح تحقيق دولي.
 

وشكك مسؤولون أوروبيون وأميركيون في اتهامات دمشق، وطالبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال بعثة إلى سورية للتحقق منها.
 

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الأمم المتحدة ستتعاون مع منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية ومنظمة الصحة العالمية للتحقيق مؤكدا أن استخدام "الأسلحة الكيميائية جريمة ضد الإنسانية".
 
الوضع الميداني

أفادت لجان التنسيق المحلية في سورية بوقوع اشتباكات عنيفة في حي الميدانية وصلاح الدين وسقوط عدة قذائف على طريق الراموسة السريع في مدينة حلب.
 

وقال مقاتلون في المعارضة إن مسلحين سيطروا على عدة بلدات قرب مرتفعات الجولان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
 

وقال شهود إن ما لا يقل عن 150 سورية فروا من القتال وعبروا الحدود إلى داخل منطقة شبعا اللبنانية الواقعة شمال الجولان.
 

وأضافوا أن العديد منهم عبروا سيرا على الأقدام عبر منطقة وعرة مغطاة بالثلوج حول جبل الشيخ.
 

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن مقاتلي المعارضة سيطروا على منشآت تابعة للجيش السوري النظامي في المنطقة.
 

حداد في سورية
 
في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بارتفاع حصيلة قتلى تفجير جامع الإيمان في منطقة المزرعة بدمشق الخميس إلى 43 شخصا بينهم الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي رئيس هيئة علماء بلاد الشام.
 

وقالت الوكالة إن أغلبية القتلى هم طلاب علم كانوا يحضرون درسا في الجامع الواقع وسط دمشق وأن الانفجار أسفر عن أكثر من 80 جريحا موزعين على عدد من المستشفيات في دمشق.
 

وأعلن مجلس الوزراء السوري في بيان له الخميس الحداد العام في البلاد بعد مقتل البوطي.

آثار الدماء في موقع الانفجار بمسجد شمالي دمشق الذي أسفر عن مقتل 42 شخصا بينهم الداعية البوطي
آثار الدماء في موقع الانفجار بمسجد شمالي دمشق الذي أسفر عن مقتل 42 شخصا بينهم الداعية البوطي

ندد رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب باغتيال رجل الدين السني البارز المؤيد للنظام السوري محمد سعيد رمضان البوطي الذي قضى الخميس في تفجير استهدف مسجدا بشمال دمشق.

وقال الخطيب في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية "إننا ندين بشكل كامل قتل العلامة سعيد رمضان البوطي، ونقول إن ديننا وأخلاقنا لا تسمح أبدا أن نتعامل مع الاختلاف الفكري بطريقة القتل".

وأكد الخطيب أن "هذه جريمة بكل المقاييس وهي مرفوضة تماما"، مرجحا وقوف نظام الرئيس بشار الأسد وراءها.

من ناحيتها قالت وزارة الصحة السورية إن 42 شخصا قد قتلوا وأصيب 84 آخرون بجروح في التفجير الذي وقع الخميس في أحد مساجد حي المزرعة في شمال دمشق وأودى بالعلامة سعيد رمضان البوطي وحفيده.

وعرضت قناة "الإخبارية" السورية لقطات من داخل المسجد ظهر فيها العديد من الجثث على الأرض، في حين تولى مسعفون رفع عدد من الجثث الأخرى.

وأظهرت لقطات أخرى عددا من المسعفين وهم ينقلون الجثث إلى خارج المسجد الذي أصيبت قاعته الداخلية بأضرار كبيرة، في حين انتشرت بقع كبيرة من الدماء على الأرض المغطاة بالسجاد.

ومن ناحيته قال التلفزيون الرسمي إن البوطي "عالم متخصص في العلوم الإسلامية ويعد من أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي"، علما بأن القنوات الرسمية السورية قد دأبت على بث خطبه كل جمعة.

وينتمي البوطي إلى قبيلة كردية ذات انتشار واسع في سورية وتركيا والعراق، وولد في عام 1929، ونال شهادة الدكتوراة في أصول الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر في عام 1965.

وتعرض البوطي لانتقادات واسعة في صفوف المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، ويقول ناشطون معارضون إنه قد تعرض للطرد من أحد مساجد دمشق في يوليو/تموز 2011 بعد قوله إن "غالبية الناس الذين يخرجون من صلاة الجمعة إلى التظاهر، لا يعرفون شيئا عن الصلاة"، في إشارة إلى التظاهرات الأسبوعية المعارضة للنظام التي انطلقت منتصف مارس/آذار 2011.

الأسد يتوعد

من ناحيته توعد الرئيس السوري بشار الأسد قتلة البوطي ب"القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم"، كما قال.

وأضاف الأسد في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية على صفحته على موقع فيسبوك "أعزي نفسي وأعزي الشعب السوري باستشهاد العلامة الدكتور الأستاذ محمد سعيد رمضان البوطي تلك القامة الكبيرة من قامات سورية والعالم الإسلامي قاطبة".

وتابع قائلا "وعدا من الشعب السوري وأنا منهم أن دماءك أنت وحفيدك وكل شهداء اليوم وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى لأننا سنبقى على فكرك في القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم"، على حد تعبيره.

اشتباكات في لبنان

في شأن آخر، قتل شخص وأصيب خمسة آخرون بينهم عسكري في الجيش اللبناني يوم الخميس، جراء تبادل لإطلاق الرصاص وأعمال قنص بين مناطق سنية وعلوية في مدينة طرابلس في شمال لبنان، كما قال مصدر أمني لبناني.

وقال المصدر إن "الشاب معتصم الشمرة (26 عاما) توفي في منطقة القبة (ذات الغالبية السنية) جراء تبادل لإطلاق النار بين هذه المنطقة ومنطقة باب التبانة المجاورة لها من جهة، ومنطقة جبل محسن (ذات الغالبية العلوية) من جهة أخرى".

وأشار المصدر إلى أن القتيل كان واحدا من ثلاثة أشخاص أصيبوا في القبة، قبل أن يتوفى متأثرا بجروحه، في حين أصيب شخصان آخران في باب التبانة.

وجاءت هذه الأحداث غداة مقتل شاب علوي جراء رصاص قنص مصدره باب التبانة، إضافة إلى سقوط أربعة جرحى في أعمال العنف اندلعت في وقت مبكر مساء الثلاثاء.

ومنذ بدء النزاع السوري قبل عامين، شهدت المنطقتان المنقسمتان بين مؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في جبل محسن، ومتعاطفين مع المعارضة السورية في باب التبانة، مواجهات مسلحة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.