في الـ12 من أيلول/ سبتمبر 1962، ألقى الرئيس الأسبق جون أف. كينيدي خطابا تاريخيا في مدينة هيوستن في تكساس أعلن فيه عزم الولايات المتحدة إرسال رحلة بشرية إلى القمر.
وكان كينيدي قد تقدم في خطاب سابق بالكونغرس في 25 أيار/ مايو 1961 بهذا المقترح، قائلا "يجب على الولايات المتحدة أن تلتزم، قبل انتهاء هذا العقد، بتحقيق هدف إنزال رجل على سطح القمر وإعادته بأمان إلى الأرض".
وفي ما يلي مقتطفات من الخطاب المعروف إعلاميا بـ"اخترنا أن نذهب إلى القمر" والذي ألقاه الرئيس الراحل أمام أكثر من 32 ألف شخص في ملعب جامعة رايس:
"لقد عمل الذين أتوا من قبلنا على ضمان أن تكون هذه الدولة في صدارة الثورات الصناعية، والابتكارات الحديثة، ومجال الطاقة النووية. هذا الجيل لا يرغب في التخلف عن عصر الفضاء، إذ نرغب في أن نكون جزءا منه، بل نرغب في أن نقوده".
"لقد تعهدنا بأننا لن نترك الفضاء لتحكمه العدائية والغزو، بل الحرية والسلام. لقد تعهدنا بأننا لن نرى الفضاء مليئا بأسلحة الدمار الشامل، بل بأدوات المعرفة والتفاهم".
"باختصار، تتطلب منا ريادتنا في مجالي العلوم والتصنيع، وآمالنا في السلام والأمن، والتزاماتنا أمام أنفسنا والآخرين، القيام بهذا الجهد واستكشاف الفضاء من أجل البشرية كلها، ومن أجل أن تصبح الولايات المتحدة الرائدة في مجال الفضاء في العالم".
"نخوض هذا التحدي الجديد لأن هناك معرفة جديدة يمكن تحصيلها، وحقوقا جديدة يجب اكتسابها لصالح الجميع. إن علوم الفضاء، مثلها مثل العلوم النووية والتكنولوجية، لا تمتلك قدرة اتخاذ القرار بحد ذاتها. ولهذا، فإن كونها قوة للخير أو للشر يعتمد على الإنسان".
"قد يسأل البعض: لماذا القمر؟ لماذا اخترنا الذهاب إليه هدفا؟ نسأل نحن أيضا: لماذا قمنا بتسلق أعلى جبل؟ لما قمنا منذ 35 عاما بعبور المحيط الأطلسي جوا؟"
"لقد اخترنا الذهاب إلى القمر في هذا العقد، ليس لأن الأمر سهل، وإنما لأنه أمر صعب. لأن الهدف هو اختبار وتنظيم طاقاتنا ومهاراتنا، ولأننا لا نرغب في تأجيل هذا الأمر وننوي الفوز به".
"سنرسل إلى القمر الذي يبعد عنا 240 ألف ميل صاروخا كبيرا يبلغ ارتفاعه أكثر من 300 قدم، مصنوعا من مواد معدنية جديدة لم يتم اختراع بعضها بعد، تستطيع تحمل حرارة لم يتم اختبارها من قبل، ويحمل معه المواد التي يحتاجها طاقم المهمة، في رحلة هي الأولى من نوعها إلى جسم فضائي مجهول، ثم تعود إلى الأرض بسرعة تتجاوز 25 ألف ميل في الساعة. سنفعل كل ذلك وسنفعله بطريقة صحيحة".
وفي 20 تموز/ يوليو 1969، تحقق الهدف الذي أعلنه الرئيس كينيدي بهبوط رائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونغ على سطح القمر، وتبعه رائد الفضاء باز ألدرين في الرحلة ذاتها.