رفض تأشيرة سفر- صورة تعبيرية
رفض تأشيرة سفر- صورة تعبيرية

الأمور لا تبدو مبشرة، وأنت تنتظر دورك لمقابلة موظف السفارة الأميركية ،بعد رؤية وجوه محبطة في طريقها إلى الخارج وفي يدها ورقة رفض طلب التأشيرة.

المشهد يبدو مكررا لمن دخلوا السفارة الأميركية أكثر من مرة سعيا للحصول على تأشيرة B-2 السياحية، والتي تعلو فيها نسب الرفض.

وقد ازدادت نسب رفض تأشيرات السفر إلى الولايات المتحدة العام الماضي بشكل ملحوظ، خاصة بعد حظر دخول مواطني دول ليبيا و‌إيران، و‌العراق، و‌الصومال، و‌السودان، و‌سوريا و‌اليمن.

وقد انخفضت نسبة تأشيرات الولايات المتحددة الصادرة بنسبة سبعة بالمئة في عام 2018 مقارنة بعام 2017، كما انخفضت تأشيرات الهجرة بنسبة خمسة في المئة في نفس الفترة، بحسب مكتب الشؤون القنصلية التابع لوزارة الخارجية الأميركية.

وقد زادت نسبة الطلبات المرفوضة بسبب "عدم الأهلية" في عام 2018 بنسبة 39 بالمئة في ما يخص تأشيرات المهاجرين، فيما زادت نسب رفض تأشيرات غير المهاجرين بنسبة 5 بالمئة بحسب المؤسسة الوطنية للسياسة الأميركية.

ويندرج تحت بند "عدم الأهلية": الرفض بسبب تزوير الوثائق المقدمة للسفارة، أو الرفض بسبب السجل الإجرامي، أو الرفض بسبب انتهاكات الهجرة السابقة، مثل تخطي المدة المسموحة حسب تأشيرة السفر السابقة، بالإضافة إلى أسباب أخرى متنوعة كمشاكل صحية أو تعاطي المخدرات.

أما سبب الرفض الأبرز فهو غياب نية عدم الهجرة إلى الولايات المتحدة.

ما هي أسباب الرفض؟

​​

 

المحررة والكاتبة في الشؤون القانونية إليونا براي، كتبت مقالا على موقع "All Law" توضح فيه أسباب صدور رفض لمئات الآلاف من طالبي تأشيرة B-2 السياحية.

وتأشيرة B1 هي الخاصة بزيارات العمل، أما تأشيرة B2 فهي الخاصة بالسياحة، والمتعة، والسياحة العلاجية أيضا.

تقول براي إن الحكومة الأميركية جادة جدا في التأكد من أن طلبات المتقدمين للتأشيرات بغرض الزيارة فقط، ولا تتعدى المدة القانونية المسموحة لهم.

لذلك، فإن كل متقدم يجب عليه إظهار نية عدم الهجرة، وأن يقدم كل ما يستطيع بخصوص ذهابه إلى الولايات المتحدة بغرض السياحة وسيغادر في الموعد المقرر له، لذلك يحتاج موظف السفارة التأكد من النقاط التالية:

- أن سبب الرحلة هو بغرض الترفيه (أو للعلاج).

- خططك للإقامة في الولايات المتحدة لفترة محددة فقط.

- لديك ما يكفي من المال لتغطية نفقاتك أثناء الزيارة.

- لديك ارتباطات اجتماعية واقتصادية ببلدك، كوظيفة أو عائلة إلخ.

-لديك منزل أو شقة أو محل إقامة خارج الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ارتباطات ملزمة تضمن عودتك عندما تنتهي إقامتك المسموح بها.

وينتظر موظف السفارة أن تقدم له الأدلة التي تثبت ما سبق، مثل الوثائق المتعلقة بمسار رحلتك، كحجز الفندق وتذاكر الطائرة، وعقود إيجار المنزل الذي ستقيم فيه، وكشف حساب بنكي. وسيؤدي عدم تقديم دليل مقنع إلى رفض تأشيرة السياحة.

بجانب ذلك، فإن الإجابات على أسئلة موظف السفارة خلال مقابلة التأشيرة تعد مهمة أيضا في تحديد قراره سواء بالرفض أو بالقبول.

فعلى سبيل المثال إذا قلت "سأزور ديزني لاند، وربما أحصل على عمل بدوام جزئي هناك" أو "أنا في عجالة للدخول إلى الولايات المتحدة للزواج من صديقتي"، فإن طلبك سيرفض وسيقال لك أنك قدمت على نوع تأشيرة خطأ.

وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو

أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يوم الجمعة أن إبراهيم رسول، سفير جنوب أفريقيا في واشنطن، أصبح شخصًا "غير مرغوب فيه" في الولايات المتحدة.

ووصف روبيو السفير رسول بأنه "سياسي يثير الكراهية العرقية ويكره أميركا ويكره الرئيس ترامب".

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن غضب روبيو سببه خطاب ألقاه رسول عبر الإنترنت يوم الجمعة أمام مركز فكري في جوهانسبرغ، حيث قال إن ترامب "يحفز" التفوق الأبيض في الولايات المتحدة و"في الخارج أيضًا".

كما ادعى رسول أيضا أن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس يدعم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني، وعلق على البروز الذي يحظى به إيلون ماسك، وهو جنوب أفريقي أبيض، في إدارة ترامب،  وقال إنه يدعم حركات سياسية محافظة في دول أخرى.

وردا على الاتهامات قالت وزارة الخارجية الجنوب أفريقية في منشور على منصة أكس "لقد لاحظنا التغريدة من وزير الخارجية الأميركي السيد ماركو روبيو. سنوافي بالتفاعل عبر القنوات الدبلوماسية."

التحرك ضد السفير يأتي في أعقاب سلسلة من الانتقادات التي وجهها ترامب ضد الحكومة الجنوب أفريقية، بما في ذلك أمر تنفيذي الشهر الماضي يدين التشريع الجديد الذي أنشأ برنامجًا لاقتطاع الأراضي الزراعية غير المستخدمة التي رفض أصحابها البيض بيعها للمشترين السود.

لجنة العلاقات الخارجية في مجلش الشيوخ الأميركي أيدت بدورها هذا القرار وقالت "يكفي القول إنه ليس مؤهلاً للعمل الدبلوماسي".

وتصاعدت حدة التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا منذ استلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقاليد السلطة في 20 يناير، وذلك في ظل الخلافات بين الطرفين حول مسائل عدة.

إذ رفض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو المشاركة في مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا، متهما حكومة الدولة المضيفة باتباع جدول أعمال "معاد لأميركا".

وقال روبيو في منشور على منصة "إكس" إن "جنوب إفريقيا تفعل أشياء سيئة جدا، فهي تستولي على الممتلكات الخاصة وتستخدم قمة العشرين للترويج للتضامن والمساواة والاستدامة".

كذلك اتهم ترامب سلطات جنوب أفريقيا بمصادرة الأراضي وأن "فئات معينة من الناس" تعامَل "بشكل سيء للغاية".

وتثير مسألة ملكية الأراضي جدلا واسعا في جنوب أفريقيا على خلفية إرث الحقبة الاستعمارية وفترة الفصل العنصري عندما تم تجريد السكان سود من أراضيهم.

و رد إيلون ماسك، المولود في جنوب إفريقيا، على ما ورد في منشور ترامب مؤيدا ما ذهب إليه الرئيس الأميركي بالقول إنه صحيح.