مجلس النواب الأميركي قدم مشروع قانون للإنفاق الدفاعي يتعارض مع مشروع مجلس الشيوخ
مجلس النواب الأميركي قدم مشروع قانون للإنفاق الدفاعي يتعارض مع مشروع مجلس الشيوخ

أقر مجلس النواب الأميركي مشروع قانون للإنفاق الدفاعي يوم الجمعة بلغت ميزانيته 733 مليار دولار، وتحدى تهديد الرئيس دونالد ترامب باستخدام حق النقض (الفيتو) من خلال إضافة بنود تعارض تمويل الجدار الذي يخطط لبنائه على الحدود مع المكسيك.

وأقر المجلس نسخته من قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2020 بموافقة 220 صوتا ورفض 197 صوتا. ولم يصوت أي جمهوري لصالح مشروع القانون كما عارضه بعض الديمقراطيين الليبراليين مع سعيهم لتقليص الإنفاق الدفاعي.

وتجعل معارضة الجمهوريين لمشروع القانون الأجواء مهيئة لمعركة سياسية بشأن بنوده التفصيلية هذا العام بما قد يهدد سجل الكونغرس في التصديق على موازنة الدفاع سنويا لما يقرب من ستة عقود.

وتضم النسخة التي أقرها مجلس النواب الذي يحظى الديمقراطيون فيه بأغلبية بنودا أغضبت ترامب بما يشمل تقليص مخصصات الجيش بنحو 17 مليار دولار عما كان يريده ورفض تمويل طلبه للوفاء بتعهد قطعه خلال حملته الانتخابية لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.

كما تضمن مشروع القانون تعديلا يمنع ترامب من شن هجوم على إيران دون الحصول على موافقة الكونغرس وهو تعديل اعتبر أساسيا لكسب ما يكفي من أصوات الديمقراطيين الليبراليين لمشروع القانون في مجلس النواب.

ويتعين أن يتوصل المشرعون خلال الشهور القادمة إلى نسخة مشتركة من مشروع القانون بين النسخة التي أقرها مجلس النواب وتلك التي أقرها الشهر الماضي مجلس الشيوخ حيث يتمتع الجمهوريون بالأغلبية. ويجب أن يوقع ترامب مشروع القانون بعد ذلك ليصبح قانونا ساريا.

محطة إطلاق نظام الدفاع الجوي الصاروخي عالي الارتفاع (THAAD) التابع للجيش الأميركي على أهبة الاستعداد في إسرائيل، 4 مارس 2019.
أجزاء من الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل في هجومها الأخير

بتوجيه من الرئيس الأميركي، جو بايدن، سمح وزير الدفاع لويد أوستن "بنشر بطارية صواريخ من طراز ثاد (THAAD) في إسرائيل لمساعدتها على تعزيز دفاعاتها الجوية، وفق ما أعلنه المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر الأحد. 

يُعتبر نظام ثاد الدفاعي أحد أكثر الأنظمة الدفاعية تعقيدا، وهو مكمل لنظام "باتريوت" وليس بديلا عنه، لكنه قادر على حماية أوسع، واعتراض أهداف في مسافات تتراوح بين 150 إلى 200 كم. وهو النظام الأميركي الوحيد المصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى.

وقال دوغلاس أوليفانت، كبير الباحثين في مؤسسة "نيو أميركا" إن "لدى واشنطن رسائل من خلال إرسال هذه المنظومة إلى إسرائيل، وهي تعلن بوضوح أنها تركز على التزامها الحديدي في دعمها والدفاع عنها".

وأضاف في مقابلة مع قناة "الحرة" أن "أميركا ترى تهديداً من صواريخ (كروز) الإيرانية التي تطلق على إسرائيل، لذا تبقى الرسالة أن واشنطن تقدم دعماً غير مشروط" لإسرائيل.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية، الأحد، إنها سترسل بطارية دفاع جوي "ثاد" للمناطق عالية الارتفاع في إسرائيل، والطاقم العسكري الأميركي الخاص بها.

وأوضحت الوزارة أن هذه البطارية مضادة للصواريخ الباليستية، وهدفها تعزيز دفاعات إسرائيل الجوية في أعقاب هجوم إيران.

ويرى الباحث الأميركي أن إرسال هذه المنظومة إلى إسرائيل يبعث برسائل إلى عدة أطراف. رسالة لإسرائيل مفادها أن أميركا تقف بوضوح إلى جانب إسرائيل دون أي شك، ودون أي شك ضد إيران، على حد قوله.

ووفقا لأوليفانت فإن "هناك رسالة أخرى للدول الحليفة، خاصة دول الخليج، ومفادها: نحن هنا ونريد مساعدتكم أيضا".

يأتي ذلك وسط ترقب الرد الإسرائيلي على الضربات الصاروخية التي شنتها إيران على إسرائيل بداية أكتوبر الحالي، وسط تصريحات إسرائيلية تؤكد حتميته، وأخرى من طرف إيران تبدي استعدادها "للرد على الرد"، على الرغم من "استعدادها للسلام" بحسب ما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، خلال مؤتمر صحفي في بغداد.