من المعروف أن رائد الفضاء نيل أرمسترونغ هو أول شخص وطأت قدماه سطح القمر على متن مركبة الفضاء المعروفة "أبولو 11" قبل 50 عاما.
لكن ما قد لا يعلمه كثيرون أن هذه المركبة التي انطلقت من فلوريدا يوم 16 يوليو 1969 وحطت على سطح القمر في الـ 20 منه، كانت تقل رائدين آخرين ما زالا على قيد الحياة، أحدهما كان من المفترض أن يقوم بمهمة أرمسترونغ. فمن هما؟
باز ألدرين Buzz Aldrin
مهندس أميركي، رائد فضاء، ومقاتل سابق، كان طيار وحدة أبولو القمرية.
اسمه الحقيقي إدوين يوجين ألدرين من مواليد 1930 في منطقة مونتكلير، نيوجرسي.
لقب بـ "باز" لأن اخته الصغيرة كانت تجد معاناة في نطق كلمة "brother" ( أي اخ)، فظلت تناديه "بازر"، لذلك سار عليه لقب "باز" قبل أن يجعله اسمه الرسمي لاحقا.
من المفارقات أن اسم عائلة أمه كان قبل الزواج "Moon" أي قمر.
كان من المفترض أن يكون "باز" أول من تطأ قدماه الأرض حسب ترتيبات العمل الإداري في ناسا، وذلك لإتاحة فرصة لقائد المهمة أرمسترونغ التصرف في حالة الطوارئ.
لكن وقع الاختيار على أرمسترونغ لخبرته المهنية الطويلة ولسبب "رمزي.. الكثير من الناس شعروا بالتعاطف الكبير مع القائد لكي يتحمل هذه المسؤولية"، وفقا لما كتبه ألدرين في احدى مذكراته.
باز، كان قائد مركبة أبولو lunar module pilot.. وقد مشى على سطح القمر بعد 19 دقيقة من هبوط أرمسترونغ ليصبح ثاني رجل في التاريخ يهبط على سطح القمر.
بعد الهبوط بالقرب من منطقة على سطح القمر تسمى Sea of Tranquility أو "بحر السكون" أمضى الرجلان حوالي ساعتين على سطحه، وجمعا نحو 47 رطلا من العينات للأبحاث.
بعد ذلك قاد ألدرين الوحدة القمرية في رحلة العودة إلى كبسولة القيادة (كولومبيا) التي سارت حول المدار بقيادة الرائد مايك كولينز.
كلمة أرمسترونغ الشهيرة بعد ما وطأت قدماه الأرض، كانت "خطوة صغيرة بالنسبة لرجل .. قفزة عملاقة للبشرية"، بينما اشتهر باز بالمقولة " منظر جميل، دمار رائع".
في عام 2002 رفض ألدرين المشاركة في تصوير فيلم وثائقي عندما علم فجأة أن الفيلم يشكك في مصداقية الهبوط على القمر.
سجلت 289 ساعة و53 دقيقة في الفضاء بين برنامجي Gemini و Apollo.
في 1993 تم تسجيل ألدرين في قاعدة مشاهير رواد الفضاء.
وحصل على الميدالية الذهبية للكونغرس لرواد الفضاء المميزين مع أرمسترونغ وكولينز.
عمل ألدرين على تطوير تقنيات في مجال الفضاء وأصبح مؤلفا وكاتبا للعديد من روايات الخيال العلمي وكتب الأطفال والمذكرات.
مايك كولينز
من مواليد روما، إيطاليا عام 1930.
سار على خطى والده العسكرية، وتخرج من كلية وست بوينت المرموقة بدرجة بكالوريوس في العلوم. ثم التحق بالقوات الجوية.
لاحقا قرر الانضمام لناسا، بعد مشاهدة رحلة ميركوري أطلس 6
بعد اختياره في ناسا، كانت رحلته الأولى إلى الفضاء مع مهمة "جيمني 10" برفقة جون يونغ في 1966 حيث سار في الفضاء، ثم أبولو 11 في أول مهمة هبوط قمري في التاريخ.
خلال مهمة أبولو هبط أرمسترونغ و ألدرين على سطح القمر بالمركبة القمرية Lunar Module وبقي مايكل كولينز وحده في مركبة الفضاء المكونة من كبسولة القيادة (كولومبيا)
واصل كولينز الدوران حول القمر حتى انضم إليه زميلاه أرمسترونغ وألدرين.
تلقى كولينز وسام الحرية الرئاسي.
تقاعد من ناسا عام 1970
ويعمل حاليا مستشارا في مجال الطيران.
قال كولينز الثلاثاء خلال احيائه الذكرى الخمسين لمهمة أبولو 11 في مركز كنيدي للفضاء بولاية فلوريدا:
"شعرنا بثقل العالم على أكتافنا.. علمنا أن الجميع سوف ينظرون إلينا، أصدقاء وأعداء".
وبمناسبة الذكرى الخمسين، حيا نائب الرئيس الأميركي مايك بينس قادة مهمة أبولو 11 قائلا: " هو الحدث الوحيد في القرن العشرين الذي يحظى بفرصة لتذكره على نطاق واسع في القرن الثلاثين".