المظاهرات مستمرة في السودان رافعة شعار "العدالة أولا"
المظاهرات مستمرة في السودان رافعة شعار "العدالة أولا"

قال النائب العام السوداني المكلف من قبل المجلس العسكري الحاكم عبدالله أحمد عبدالله، الأحد، إنه تسلم تقرير لجنة التحقيق في أحداث فض اعتصام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الثالث من يونيو الماضي، من دون أن يفصح عن أي تفاصيل.  

وقال النائب العام في تصريح مصور مقتضب "إنه سيطلع على التقرير وسيعمل على تنفيذ توصياته.

وجاء الإعلان في وقت تتصاعد فيه الاحتجاجات من جديد رافعة شعار "العدالة أولا"، مطالبة بحق القتلى من المتظاهرين، وفي وقت لا تزال هناك الكثير من الخلافات بين المجلس العسكري وقوى "الحرية والتغيير" حول كيفية تشكيل لجنة التحقيق والنائب العام في "الإعلان الدستوري". 

وأسفر فض الاعتصام عن مقتل نحو 129 شخصا وإصابة المئات.

وفي تصريح لوكالة الأنباء قال النائب العام إنه "سيعلن عن بعض ملامح ما جاء في التقرير بما لا يخل بسير العدالة"، بدون أن يحدد موعدا للإفصاح عن المعلومات.

وكانت المحادثات بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، قد انهارت بعد فض الاعتصام بالقوة في أوائل يونيو، لكن جرى إحياء المحادثات المباشرة بين الجانبين بوساطة من الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا.​

وتنازل تحالف الحركات والأحزاب المعارضة "قوى الحرية والتغيير" عن شرطه لإعادة التفاوض إلا بعد تشكيل لجنة تحقيق دولية، لكن المجلس العسكري الحاكم في السودان رفض ذلك بشكل قاطع، ليتحول إلى لجنة تحقيق مستقلة. 

وأعلن الجيش تشكيل لجنة تحقيق لم تعلن نتائجها بعد.

وقال المتحدث باسم تجمع المهنيين، أحد أبرز مكونات "قوى الحرية والتغيير" إسماعيل تاج، الأسبوع الماضي، إنهم لن يوقعوا على اتفاق لا يرضي الشارع السوداني قائلا: "نحب أن نؤكد للشعب السوداني بأن أي اتفاق لا يؤدي إلى سلطة مدنية ننشدها جميعا ولا يرضي الشعب السوداني المتطلع لحياة كريمة ولا يرضي أسر الشهداء فلن نوقع عليه نحن في تجمع المهنيين السودانيين، هذا هو عهدنا للمواطنين جميعا ونحن أوفياء لدماء الشهداء".

كمال فضل البقاء في لبنان لمساعدة كبار السن والجرحى
كمال فضل البقاء في لبنان لمساعدة كبار السن والجرحى

أظهر كمال أحمد جواد، الأميركي من أصل لبناني، إنسانية استثنائية خلال حياته. رغم أنه عاش في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، لكنه اختار البقاء في لبنان لمساعدة الآخرين في وقت الأزمات.

كان يُعرف بالتزامه العميق بمساعدة المحتاجين، حيث كان يسدد ديون الأشخاص الذين لم يستطيعوا الفرار من الأوضاع الصعبة، ويقدم الدعم للفئات الأكثر ضعفًا، مثل كبار السن والجرحى.

تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أشار إلى أن كمال قتل في مطلع أكتوبر الحالي،  في غارة جوية إسرائيلية على مسقط رأسه في جنوب لبنان، حيث كان يواجه القصف بصمود وهدوء.

ففي  يوم الثلاثاء، كان يتحدث مع ابنته عندما وقعت الغارات الإسرائيلية، سقط جراء انفجار احدى الضربات، لكنه نهض بسرعة وأخبرها بأنه بحاجة لإنهاء صلاته قبل أن يعود لمساعدة الآخرين. لم يتمكن كمال أن يحمي نفسه من بقية الغارات، فتوفي صباح ذلك اليوم، تاركًا وراءه إرثًا من الإنسانية والتفاني.

وصفته ابنته نادين في منشور عبر إنستغرام بأنه "كان يؤكد دائمًا أنه يجب ألا نخاف"، لأنه كان يقوم بما يحب وهو "مساعدة الآخرين في الأرض التي نحبها".

الغارة التي أدت إلى وفاته كانت جزءًا من حملة عسكرية إسرائيلية واسعة تستهدف حزب الله، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1600 شخص وتهجير أكثر من 1.2 مليون آخرين في لبنان، وفقًا للسلطات المحلية.

أصدقاؤه وصفوه بأنه رجل ملتزم بإيمانه، معروف بمساعدته للناس في لبنان ودعمه لمن لا يملكون وسيلة للفرار.

حسين مكي، 33 عاما، وهو مدرس للعلوم الإسلامية، قال إن كمال كان "أبا أسطوريا" يتمتع بروح مرحة حتى في أصعب الأوقات.

وعلى الرغم من أن كمال كان بإمكانه العودة إلى الولايات المتحدة بالطائرة، اختار البقاء بالقرب من المستشفى الرئيسي في النبطية لمساعدة كبار السن والجرحى، وأولئك الذين لم يستطيعوا الفرار بسبب الظروف المالية.

في بيان صادر عن عائلته، أشاروا إلى أن وفاة كمال كانت واحدة من العديد من الوفيات المؤلمة في الشرق الأوسط. وأضافت ابنته نادين "فقط لأنه مواطن أميركي، يجب ألا نجعل قصته أكثر أهمية من قصص الآخرين الذين فقدوا أرواحهم".

قبل وفاته، أرسل كمال رسالة صوتية  لأطفاله، قال فيها: "السلام عليكم، كل شيء على ما يرام، لكن إذا حدث لي شيء، فإن واجبكم هو مساعدة الفقراء".

نيويورك تايمز أنهت تقريرها بالقول إن هذه الكلمات تعبر عن روح كمال العطوفة والتزامه بمساعدة الآخرين حتى في أحلك الأوقات.