استيقظت مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، صباح الاثنين، على مجزرة جديدة أوقعت عشرات الضحايا وسط مخاوف من ارتفاع عدد القتلى، وفق ما كشفت مصادر متعددة.
وفي حين أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ونشطاء أن المجزرة الجديدة ارتكبتها طائرات روسية حين استهدفت سوقا في معرة النعمان، سارعت موسكو إلى نفي هذه المعلومات معتبرة أنها "تصريحات كاذبة".
وذكر بيان لوزارة الدفاع، نقلته وكالة "تاس" الحكومية للأنباء، إن "التصريحات المنقولة عن ممثلين لم يكشف عن اسمهم من منظمة الخوذ البيضاء التي تمولها بريطانيا والولايات المتحدة بشأن ضربة مزعومة لطائرات روسية في سوق في معرة النعمان هي تصريحات كاذبة".
ونشرت منظمة الخوذ البيضاء مقاطع فيديو لعميليا الإنقاذ من موقع الغارة:
After a five-hour battle with death, White Helmets rescued her.. This small angel was buried under the rubble in #MaaratalNuman City, after Russian raids that have killed 20 people until now. This battle continues as the teams continue rescuing innocents and saving lives. pic.twitter.com/lmV6cDRa4p
— The White Helmets (@SyriaCivilDef) July 22, 2019
بيد أن المرصد أكد أن إدلب استفاقت اليوم على "أكبر مجزرة منذ بدء التصعيد الأعنف ضمن منطقة "بوتين-أردوغان".."، مشيرا، في معلومات أولية، إلى أن أكثر من 25 قتيلا سقطوا من جراء ذلك، قبل أن يعلن ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 40.
وقال المرصد إن بين القتلى أطفال ونساء وعنصر من الدفاع المدني، أو ما يعرف بالخوذ البيضاء، مضيفا أن عدد القتلى "لايزال مرشحا للارتفاع لوجود أكثر نحو 105 جريح بعضهم في حالات خطرة".
ومنطقة إدلب، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، خاضعة للاتفاق الروسي التركي بشأن خفض التصعيد، إلا أنها تتعرض منذ أبريل الماضي لقصف مكثف من قوات النظام وموسكو، وسط صمت من قبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، تصعيدا في القصف السوري والروسي، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، الاثنين، عن شن طائرات روسية غارات عدة "استهدفت سوقا لبيع الخضار بالجملة وأبنية في محيطه في مدينة معرة النعمان" في ريف إدلب الجنوبي.
وجاءت حصيلة القتلى الإثنين غداة مقتل 17 مدنيا بقصف سوري، بالإضافة إلى مقتل مدني آخر بغارات روسية على مدينة خان شيخون، هو أنس الدياب (22 عاما) المتطوع في منظمة الخوذ البيضاء ومصور فوتوغرافي ومصور فيديو تعاون مع وكالة فرانس برس.
ومنذ بدء التصعيد نهاية أبريل، قتل أكثر من 650 مدنيا جراء القصف السوري والروسي، فيما قتل 53 مدنيا في قصف للفصائل المقاتلة والجهادية على مناطق سيطرة قوات النظام القريبة، وفق المرصد السوري.
ودفع التصعيد أكثر من 330 ألف شخص الى النزوح من مناطقهم، وفق الأمم المتحدة. وباتت مناطق بأكملها في ريف إدلب الجنوبي بينها مدينة خان شيخون شبه خالية من سكانها.