أعلنت الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، أن فرنسا تعمل مع بريطانيا وألمانيا على تشكيل "مهمة لمتابعة ومراقبة الأمن البحري في الخليج"، وذلك غداة دعوة بريطانية لتشكيل "مهمة الحماية البحرية".
وتصاعد التوتر في الخليج إثر سلسلة من الحوادث التي تورطت فيها إيران، كان أحدثها احتجاز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، الذي يعد شريانا بحريا حيويا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لو دريان، أمام الجمعية الوطنية، "نعمل حالياً مع البريطانيين والألمان على مبادرة أوروبية لكي يتم تشكيل مهمة لمتابعة ومراقبة الأمن البحري في الخليج"، داعياً إلى "التفكير معاً بمنطق أمن مشترك في الخليج بطريقة دبلوماسية".
ولكنّ الوزير الفرنسي لم يشر بالتحديد إلى "مهمة الحماية البحرية" الأوروبية في منطقة الخليج، والتي كان نظيره البريطاني، جيريمي هانت، دعا، الاثنين، إلى تشكيلها.
وسبق تصريحات لودريان نفي من الرئاسة الفرنسية والخارجية موافقة فرنسا على المشاركة بقوة بحرية لحماية البواخر التي تمر عبر مضيق هرمز أو قبالة الشواطئ الإيرانية.
وتزامنا مع تصريحات لودريان، قالت مصادر دبلوماسية إن ألمانيا وإسبانيا والسويد والنرويج أبدت اهتماما باحتمال المشاركة في القوة البحرية التي اقترحتها بريطانيا.
وتثير هذه المعلومات مزيدا من الغموض على القوة الأوروبية المنوي تشكيلها، لاسيما أن الدعوات المختلفة لتشكيلها تتزامن مع طرح واشنطن خطة لتشكيل تحالف بحري لحماية الشحن التجاري في الخليج.
وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية قالت، في تغريدة الأحد، إثر محادثة هاتفية مع نظيرتها البريطانية بيني موردون إنّ "حرية الملاحة في الخليج هي تحدّ أمني كبير بالنسبة للأوروبيين. نريد العمل معاً لضمانها".
وأمام الجمعية الوطنية قال لودريان "يجب أن ننفّذ عملية تهدئة لإخماد التوترات" في الخليج. وأضاف "نحن ندفع إيران اليوم للعودة إلى اتفاق فيينا. لقد التقيت لتوّي بالمبعوث الخاص للرئيس روحاني لأقول له ذلك".
ووصل نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى باريس حاملاً معه رسالة مكتوبة من الرئيس حسن روحاني إلى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفقاً لطهران.
وفي مطلع يوليو، قبل احتجاز إيران الناقلة البريطانية، قالت باريس إنّها لا تنوي تعزيز قواتها العسكرية في الخليج للمساعدة في الضغط على إيران، مثلما تفعل الولايات المتحدة.
وقال مصدر حكومي فرنسي لوكالة فرانس برس إنّ "فرنسا تعتمد منطق خفض حدة التوتر"، مشيراً إلى أنّ "توفير موارد إضافية في المنطقة لا يبدو مناسباً بالنسبة لنا".
ومنذ سنوات عديدة، تبقي فرنسا على فرقاطة بصورة دائمة في الخليج والمحيط الهندي، كما أنّ لديها حوالي 650 عسكرياً متمركزين في دولة الإمارات العربية المتحدة.