هاجم المرشد الإيراني علي خامنئي خطة السلام الأميركية الرامية إلى إنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ووصفها بأنها "مؤامرة خطيرة".
وتأتي تصريحات خامنئي حول خطة السلام في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على طهران خصوصا بعد احتجازها سفينة بريطانية في مضيق هرمز.
ويرى محللون أن إيران ما فتئت تستخدم القضية الفلسطينية لصرف أنظار الإيرانيين عن الأزمات الحقيقية التي تواجه بلدهم داخلية وخارجيا، مشيرين إلى أن طهران لم تقدم للفلسطينين منذ اندلاع الثورة الإسلامية قبل نحو أربعة عقود، إلا ما يرسخ حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية بتغليب طرف على آخر.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت الاثنين أن بريطانيا ستكثف وجودها العسكري في الخليج، مؤكدا الاستجابة لطلب واشنطن المشاركة في القوة البحرية الدولية لحماية الملاحة في الخليج.
أستاذ العلاقات الدولية بدر الماضي يقول لـ "موقع الحرة" "إن إيران تستخدم القضية الفلسطينية من أجل كسب ود المجتمعات في الدول العربية، لكنها ليست قضية أساسية على أجندتها على الإطلاق".
ويضيف أن إيران لطالما كانت محركا لدعم الخلافات في المنطقة العربية وخاصة في الدول المجاورة للأراضي الفلسطينية، إذ كان لها دور في حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها عديد من دول الشرق الأوسط، خصوصا سوريا والعراق ولبنان.
ويشير ماضي بقوله: "لو كانت القضية الفلسطينية ضمن أولويات النظام الإيراني لما قاموا بدعم الانقسام في الداخل الفلسطيني وتعزيز هذه الحالة"، وقال إن "الزعيم الإيراني خامنئي يستخدم قضية عادلة من أجل هدف غير عادل يخدم مصالح إيران فقط".
ونقل الموقع الإلكتروني لخامنئي قوله إن خطة السلام "مؤامرة خطيرة تهدف للقضاء على الهوية الفلسطينية بين الشعب الفلسطيني".
ويشير رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، محمد محسن أبو النور إلى أن رغبة خامنئي في الانخراط في هذا القضية الفلسطينية تنبع من محاولته "شراء التعاطف الشعبي العربي والإيراني على حساب الدول العربية وحتى المجتمع الدولي".
ويتابع قوله لـ"موقع الحرة"، إن إيران كانت لاعبا رئيسيا في حالة عدم الاستقرار في المنطقة العربية وخاصة في الدول المحيطة بالأراضي الفلسطينية، وحتى في الداخل الفلسطيني.
ويرى ماضي أن إيران لن تمانع لو حاولت إسرائيل التعامل معها، وهي تحاول كعادتها استخدام جميع "أوراق الضغط لديها" من أجل مصالحها فقط.
وتكمن مصلحة إيران، حسب ماضي، في استمرار الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني من جهة، والصراع داخل الفصائل الفلسطينية التي تدعم بعضها ضد بعض من جهة أخرى، وذلك من أجل الإبقاء على "ذخيرة إعلامية لديها يمكن أن تستخدمها عند الحاجة".
وجعلت الإدارة الأميركية التصدي لنفوذ إيران المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط المحور الرئيسي لسياستها في المنطقة، وهي تضاعف جهودها لتحقيق هذا الهدف، حسب تصريحات سابقة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
ويجري مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر جولة شرق أوسطية خلال الفترة المقبلة من أجل وضع اللمسات الأخيرة على خطة مقترحة للتنمية الاقتصادية التي يبلغ حجمها 50 مليار دولار.
ويتوقع أن يزور كوشنر إسرائيل والأردن ومصر والسعودية وقطر والإمارات خلال جولته.