أعادت صورة "الطفلة السورية البطلة" الحرب في سوريا إلى الواجهة مجددا، بعدما كانت وسائل إعلام عربية وغربية قد أخرجت النزاع الدامي من أجندة أولوياتها، رغم التصعيد المستمر في إدلب منذ أبريل الماضي.
ونشرت وسائل إعلام غربية صورة للطفلة ريهام التي كانت تحاول انتشال شقيقتها "تقى"، من بين أنقاض مبنى دمره القصف على بلدة أريحا في محافظة إدلب، التي تتعرض منذ أشهر لغارات من قبل النظام السوري وحليفته روسيا.
وتظهر في الصورة الطفلة ريهام وهي تمسك بقميص شقيقتها العالقة وسط الدمار، قبل أن يسارع رجال الدفاع المدني إلى إنقاذهما.
وقال ناشطون إن والدة ريهام وتقى قتلت مع ابنة أخرى في الغارة، التي شنتها طائرات تابعة للنظام السوري على أريحا في المحافظة الخاضعة لسيطرة فصائل من المعارضة المسلحة وجماعات متشددة.
وكانت الأمم المتحدة قالت، الجمعة، إن أكثر من 400 ألف شخص نزحوا خلال ثلاثة أشهر من التصعيد في إدلب، محذرا من أن "مخيمات النازحين مكتظة وكثيرين يضطرون للبقاء في الهواء الطلق".
وبدعم من الطيران الروسي يقوم النظام السوري بشكل شبه يومي منذ نهاية أبريل بقصف هذه المحافظة ومناطق أخرى في محافظات حلب وحماة واللاذقية المجاورة، وسط شبه صمت دولي وتغطية خجولة من معظم وسائل الإعلام.
ونددت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ميشال باشليه، الجمعة، بـ"اللامبالاة الدولية" حيال تزايد عدد القتلى المدنيين جراء الغارات الجوية في إدلب، وقالت إن الغارات الأخيرة استهدفت "المرافق الطبية والمدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية مثل الأسواق والمخابز".
وأضافت "هذه الممتلكات مدنية، ويبدو من المستبعد جدا أن تكون قد ضربت عرضا نظرا إلى النمط المستمر لمثل هذه الهجمات"، مؤكدة أن "الهجمات المتعمدة ضد المدنيين هي جريمة حرب، كما أن من أمر بتنفيذها أو نفذها مسؤول جنائيا عن أعماله".
وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، تصعيداً في القصف السوري والروسي منذ نهاية نيسان/أبريل، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي.