كشف المتحدث باسم البنتاغون، شون روبرتسون، أن وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، سيبحث تطوير خطة ردع عسكري دولية لمواجهة استفزازات إيران في الخليج العربي، مرورا بمضيق هرمز وخليج عُمان ووصولا الى باب المندب.
وأضاف روبرتسون، في حديث لـ"الحرة"، أن إسبر سيبحث الخطة في اجتماع مع رئيس هيئة أركان القوات المشتركة مع قادة القيادتين الوسطى والعمليات الخاصة الأميركيتين في مدينة تامبا بولاية فلوريدا.
وزاد أن خطة القيادة الوسطى الأميركية، التي ترغب فيها الإدارة الأميركية وفريق الأمن القومي، تقضي ببناء تحالف بحري – دولي، من أجل حماية سلامة الملاحة البحرية في المنطقة.
وكشفت معلومات في البنتاغون أن الهدف من التحالف البحري الدولي هو الرفع من مستوى جهوزية مراقبة تحركات القوات الإيرانية، وتحديدا وحدات "الحرس الثوري" الإرهابية، ورصد قطعها البحرية والجوية.
نقطة ارتكاز خطة الردع
من جهة أخرى، قال مسؤول عسكري في البنتاغون، لـ"الحرة" "إن نقطة الارتكاز الأساس التي ستبنى عليها هذه الخطة، ستوفر عبورا آمنا للسفن التجارية والنفطية الأميركية والدولية، وذلك من خلال توفير تدابير المؤازرة والمرافقة، والتي ستؤمنها عشرات القطع البحرية التابعة للأسطول الخامس الأميركي، ومقره المنامة في البحرين".
وفقا للمسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، فإن نشاط قيادة التحالف التي يمكن بدء العمل فيها في أي وقت قريب، سيتضمن مساهمة من سلاح الجو الأميركي وتحديدا عبر تحليق شبه متواصل لطائرات من دون طيار لحماية السفن من أي خطر صاروخي أو عدائي من جانب الإيرانيين.
بدوره، قال الخبير الأميركي لشؤون منطقة الشرق الأوسط من مركز "تاسك أند بربوز" جيفري شوكول، إن إطار العمل الأمني لهذا التحالف سيتيح لكل دول بحماية سفنها التجارية وفقا للقوانين والمعاهدات الدولية التي تعتبر أن ممر مضيف هرمز هو جزء من المياه الدولية.
ولم يستبعد أن يتم إشراك دول آسيوية وعربية في هذا التحالف والتنسيق فيما بينها من أجل تحديد خطوط ملاحة بحرية محددة جغرافيا، والتي يمكن أن تسلكها سفن الدول المنضوية في قيادة التحالف المرتقبة، إلا أنه اعترف في الوقت نفسه أنه من المبكر القول إن الخطة الأميركية ستنجح وذلك بسبب الخلافات في وجهات النظر مع الأوروبيين حيال طريقة إدارة الخلاف مع إيران.
ويرى المحلل في شؤون الشرق الأوسط في موقع الـ "مونيتور" جاك ديتش، أن الخلاف عميق بين الأوروبيين، الذين مازالوا يدعمون الاتفاق النووي مع إيران وإدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأضاف في حديث لـ"الحرة"، أن واشنطن ترغب في أن تقوم كل دولة بحماية سفنها، إلا أنه يبدو واضحا أن هذا لأمر قد لا يتحقق.
ويؤكد البنتاغون أن قوة الردع هذه هي من أجل نزع فتيل الحرب مع طهران إذا ما دعت الحاجة، مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس في أي مكان وزمان، مع التذكير بأن مسؤولين في واشنطن مستعدين للقاء ممثلين عن سلطات طهران والبحث في آلية العودة إلى المفاوضات.