العلم الأميركي على مبنى آيزنهاور بجانب البيت الأبيض منكس إلى نصف السارية تكريما للرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، العام الماضي
العلم الأميركي على مبنى آيزنهاور بجانب البيت الأبيض منكس إلى نصف السارية تكريما للرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، العام الماضي

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتنكيس العلم إلى نصف السارية على جميع المباني الحكومية خمسة أيام حدادا على ضحايا إطلاق النار في إل باسو بولاية تكساس ودايتون في أوهايو.

وقال في بيان رئاسي "تشعر أمتنا بالأسى إلى جانب أولئك الذين قتل أحباؤهم في إطلاق النار المأساوي في إل باسو بتكساس، ودايتون بأوهايو، ونتشارك الألم والمعاناة مع جميع أولئك الذي أصيبوا في هذين الهجومين العبثيين".

وأضاف "تعبير عن الأحترام الكبير لضحايا حادثي العنف الرهيبين ... آمر بأن يتم إنزال علم الولايات المتحدة إلى نصف السارية في البيت الأبيض وعلى جميع الأراضي والمباني العمومية" حتى مساء الـ 8 من أغسطس.

وصباح السبت، قتل 20 شخصا في إطلاق نار في مدينة إل باسو بولاية تكساس و9 أشخاص في دايتون بولاية أوهايو.

​​

اختبار سابق للمنظومة ثاد
اختبار سابق للمنظومة ثاد

سلط قرار الولايات المتحدة نشر نظام "ثاد" المضاد للصواريخ في إسرائيل، عقب الهجوم الإيراني الأخير على الحليف الأهم لواشنطن في الشرق الأوسط، الضوء على طبيعة هذا السلاح، وما قد يضيفه إلى الدفاعات الإسرائيلية المتطورة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بات رايدر، في بيان، إنه بتوجيه من الرئيس الأميركي جو بايدن، سمح وزير الدفاع لويد أوستن "بنشر بطارية صواريخ من طراز ثاد والطاقم العسكري الأميركي الخاص بها في إسرائيل، لمساعدتها على تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعد هجمات إيران غير المسبوقة ضد إسرائيل في 13 أبريل، ومجددا في الأول من أكتوبر".

وتعد منظومة "ثاد" سلاحا دفاعيا لإسقاط الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى ذات الارتفاعات العالية، وهو نظام من صنع شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية.

وتقول الشركة المصنعة لـ"ثاد"، إنه "النظام الأميركي الوحيد المصمم لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي".

وتشكل منظومة الدفاع الصاروخي جزءا أساسيا من أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات للجيش الأميركي، وتضاف إلى دفاعات إسرائيل الصاروخية القوية بالفعل.

وتحتاج بطارية ثاد عادة حوالي 100 جندي لتشغيلها، وفق رويترز، وتحتوي على 6 منصات إطلاق محمولة على شاحنات مع 8 صواريخ اعتراضية على كل منصة، ورادار قوي.

لماذا ثاد؟

قال خبير الصواريخ وشؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، فابيان هينز، لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن منظومة ثاد قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية التي تطلق من إيران واليمن، كونها تستطيع الوصول إلى ما فوق الغلاف الجوي، كما يمكنها إسقاط الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله من لبنان.

فيما قال دوغلاس أوليفانت، كبير الباحثين في مؤسسة "نيو أميركا"، إن "لدى واشنطن رسائل من خلال إرسال هذه المنظومة إلى إسرائيل، وهي تعلن بوضوح أنها تركز على التزامها الحديدي في دعمها والدفاع عنها".

وأضاف في مقابلة مع قناة "الحرة"، أن "أميركا ترى تهديداً من صواريخ (كروز) الإيرانية التي تطلق على إسرائيل، لذا تبقى الرسالة أن واشنطن تقدم دعماً غير مشروط" لإسرائيل.

وبدوره، قال خبير التكنولوجيا العسكرية في معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، يهوشا كاليسكي، لنيويورك تايمز، إن منظومة ثاد ستكون "مفيدة بشكل خاص في اعتراض الحطام من الصواريخ الأخرى التي تم إسقاطها قبل وصولها إلى الأرض، حيث يمكن أن يتسبب في وقوع إصابات وإلحاق الضرر بالبنية التحتية".

وأوضح أيضًا أن نظام ثاد يحتوي على رادار "استثنائي"، يمكنه اكتشاف الصواريخ القادمة من مسافات أبعد.

وتابع هينز: "من المرجح أن تعمل (المنظومة) كطبقة أخرى من الدفاعات الجوية (الإسرائيلية)، نظرًا لأن بعض الصواريخ الإيرانية أفلتت من الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية"، خلال الهجوم الذي شنته طهران في مطلع أكتوبر بوابل من الصواريخ.

وقال: "رأينا أن الاستراتيجية الإيرانية تتمثل في إطلاق وابل من الصواريخ من أجل التغلب على الدفاعات الإسرائيلية، وإذا كان لديك قدرة اعتراضية إضافية، فهذا مفيد للغاية".

ما هي منظومة ثاد؟

نظام "ثاد" لديه "5 مكونات رئيسية، هي أجهزة اعتراضية، وقاذفات، ورادار، ووحدة التحكم في الحرائق، ومعدات الدعم"، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأميركية.

وتتكون بطارية النظام من 9 عربات مجهزة بقاذفات، تحمل كل منها من 6 إلى 8 صواريخ، إضافة إلى مركزين للعمليات ومحطة رادار.

وحسب الشركة المصنعة، فإن "الرادار يكتشف الصاروخ القادم أولا، على أن يحدد مشغلو النظام التهديد بدقة".

وبعد ذلك، تطلق قاذفة مثبتة على شاحنة مقذوفا تطلق عليه "لوكهيد مارتن" اسم "معترض"، لتدمير الصاروخ البالستي باستخدام الطاقة الحركية.

وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن صواريخ "ثاد" الاعتراضية لا تحتوي على رؤوس حربية متفجرة، لكنها تتحرك بسرعة أكبر من ميل في الثانية، وتضرب الصواريخ الباليستية القادمة بقوة كافية لإحداث انفجار.

ولأن نظام "ثاد" الاعتراضي يعتمد على الطاقة الحركية (الاصطدام عالي السرعة)، وليس الرأس الحربي الخاص به، لتدمير الصاروخ القادم، فإن خطر الانفجار النووي ينخفض إلى الحد الأدنى.

ويتميز النظام برادار قوي لالتقاط التهديدات، حيث يمكنه الدفاع عن المراكز السكانية والبنى التحتية ذات القيمة العالية.

كذلك، يعد النظام قابلا للتشغيل المتبادل مع أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستية الأخرى، وهو متنقل ويمكن نشره في أي مكان حول العالم.

ويملك "ثاد" معدل نجاح اعتراض بنسبة 100 بالمئة في الاختبارات، بعد تسجيله 16 اعتراضا ناجحا في 16 محاولة اعتراض، وفقا للشركة، فيما تبلغ تكلفته مليار دولار، حسب "وول ستريت جورنال".

وتستخدم صواريخ "ثاد" الاعتراضية نسخة لوكهيد مارتن من تكنولوجيا الضرب، حيث تدمر الأهداف ذات التأثير المباشر وتحمي الأصول الحيوية على الأرض.