جانب من مبنى الاحتياي الفيدرالي في واشنطن
جانب من مبنى الاحتياي الفيدرالي في واشنطن

أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، الجمعة، أن المؤسسة ستتخذ الخطوات الملائة لضمان استمرار نمو الاقتصاد الأميركي رغم "المخاطر الكبيرة" التي يمثلها تباطؤ النمو العالمي.

ولكن ومع تصعيد بكين إجراءاتها الانتقامية في الحرب التجارية الدائرة مع واشنطن، حذر باول من أن التوتر التجاري يزيد من تفاقم التباطؤ العالمي، وأن البنك ليس لديه "إجراءات محددة" للتعامل مع حالة الغموض. 

ورغم ذلك، فقد قلل من المخاوف من أن زيادة الحوافز يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع التضخم، وقال "يبدو أن تراجع نسبة التضخم وليس ارتفاعها هي مشكلة هذه الحقبة". 

وتصاعدت الحرب التجارية مع الصين خلال الأشهر الأخيرة، وأدت إلى تقلص ثقة قطاع الأعمال وانخفاض الاستثمارات، وتقلبات كبيرة في الأسواق المالية العالمية. 

وخفض الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) معدل الفائدة المعيارية الشهر الماضي لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات، لأسباب بينها التأثيرات المتوقعة للحرب التجارية على نمو الاقتصاد. 

ولكن في خطابه المنتظر، أوضح باول أن الاحتياطي الفيدرالي ليس لديه سوى أدوات محدودة لمواجهة الحرب التجارية. 

وقال إن "الأسابيع الأولى منذ اجتماع لجنة الأسواق المفتوحة في البنك في يوليو كانت حافلة، ابتداء من الإعلان عن فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات من الصين". 

وأضاف أن "التوقعات للنمو العالمي تتدهور منذ منتصف العام الماضي. ويبدو أن الغموض بشأن السياسة التجارية يلعب دورا في التباطؤ العالمي وفي ضعف التصنيع وإنفاق رأس المال في الولايات المتحدة". 

وأشار إلى أن الاقتصاد الأميركي "في وضع جيد الآن" ولكن "بالنظر إلى المخاطر الكبيرة التي نراقبها" فإن البنك "سيتصرف بالشكل الملائم للحفاظ على استمرار التوسع الاقتصادي". 

غير أنه حذر من أنه "لا توجد اجراءات محددة ثابتة للتجارة ... ولا توجد سابقات ترشدنا إلى الاستجابة الصحيحة للوضع الراهن". 

وأكد العديد من مسؤولي البنك في المؤتمر معارضتهم خفض معدلات الفائدة بشكل أكبر لتحفيز الاقتصاد لأسباب عدة بينها أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. 

وأضاف باول "في الحالة غير المرجحة بظهور مؤشرات على عودة التضخم المرتفع، لدينا أدوات مجرّبة للتعامل مع ذلك". 

 

 سوق الأسهم في نيويورك وتظهر على الشاشة معلومات حول شركات بينها يونايتد تكنولولجيز وريثيون
سوق الأسهم في نيويورك

ارتفعت المؤشرات الرئيسية لبورصة وول ستريت الأربعاء بفضل أرباح إيجابية من شركات التجزئة أشارت إلى قوة في طلب المستهلكين في الولايات المتحدة.

وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول مرتفعا بنسبة  0.93 في المئة، بينما صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 0.82 في المئة، وأغلق مؤشر ناسداك  مرتفعا 0.9 بالمئة.

واحتفظت هذه المؤشرات بمكاسبها بعد نشر محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، أظهر أن صانعي السياسة النقدية بالبنك المركزي الأميركي ناقشوا تخفيضا  أكبر لأسعار الفائدة.

وذكر محضر الاجتماع أن البنك المركزي الأميركي، في الفترة من 30 إلى 31 يوليو، سيظل مرنا وأن أسعار الفائدة لن تكون في "مسار محدد مسبقا" في مواجهة المخاطر المستمرة الناجمة عن عدم اليقين التجاري وضعف النمو العالمي.

وتترقب الأسواق ظهور رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في الاجتماع السنوي للبنك المركزي المقرر عقده الجمعة في ولاية وايومنغ.

وعلى غرار الأسهم الأميركية، شهدت أسواق الأسهم الأوروبية الرئيسية الأربعاء أيضا ارتفاعا بأكثر من واحد بالمائة.

الارتفاع في أسواق وول ستريت يأتي على الرغم من الاضطرابات في عائدات السندات الأميركية والحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وكلها عوامل أنذرت بحدوث ركود عالمي.