بينما يحتدم الجدل في الولايات المتحدة حول استخدام دواء ضد الملاريا كعلاج لكوفيد-19، قالت عضوة ديمقراطية في الكونغرس إنها "لم تعد قادرة على التحمل" وتعهدت بإحالة الرئيس دونالد ترامب إلى محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، بسبب ترويجه لعقار لم تثبت فعاليته بشكل قاطع في محاربة فيروس كورونا المستجد.
وبعد حديث ترامب عن عقار هيدروكسي كلوروكوين في مؤتمره الصحفي اليومي عن كورونا، الأحد، كتبت النائبة من ولاية أوهايو، تافيا غالونسمي، في تغريدة على تويتر "لم أعد قادرة على التحمل. لقد زرت لاهاي. سأقوم بإحالةٍ لجرائم ضد الإنسانية غدا".
وأضافت "المؤتمر الصحفي (الذي عقده ترامب) اليوم كان القشة الأخيرة. إنني أعلم أن هناك حاجة إلى توصية جنائية (إشعار لهيئة ادعاء يوصي بالتحقيق الجنائي أو المقاضاة) عندما أرى واحدة".
وتحتضن لاهاي محكمة الجنايات الدولية التي تضم 123 دولة، ليست الولايات المتحدة إحداها. ويمكن فقط للدول الأعضاء أو الدول غير الأعضاء التي تقبل الاختصاص القضائي للمحكمة، أن تحيل قضايا إليها. ويمكن بدلا عن ذلك، أن يحيل مجلس الأمن قضايا للتحقيق فيها.
وتنظر المحكمة الدولية في الجرائم التي تنتمي إلى فئة "الجرائم ضد الإنسانية"، ولديها قائمة بالجرائم التي تدخل في ذلك الإطار، بينها القتل والإبادة والاسترقاق والتعذيب.
ولم تشر غالونسمي إلى جريمة محددة تتهم ترامب بارتكابها أو كيف تعتزم المضي في الدعوى في ظل عدم عضوية الولايات المتحدة في المحكمة.
ولا تعد هذه المشرعة الوحيدة التي تشكك في ترويج ترامب لهيدروكسي كلوروكوين، خصوصا أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لم توافق عليه أو على أي دواء آخر، على وجه التحديد، لعلاج كوفيد-19.
ورغم امتناع علماء وخبراء، حتى من داخل فريق البيت الأبيض ضد كورونا، في تأكيد نجاعة العقار، إلا أن ترامب دأب في الآونة الأخيرة على تشجيع استخدامه.
وأكد الرئيس الأميركي، الأحد، خلال المؤتمر الصحفي اليومي الذي يعقده مع فريقه المكلف بمكافحة الوباء، "اشترينا كمية كبيرة من دواء هيدروكسي كلوروكوين المستخدم في علاج الملاريا وهناك أدلة على أنه يحقق نجاحا"، مضيفا "لدينا 29 مليون جرعة من هذا الدواء حاليا".
واقترح ترامب أن من ليست لديهم أعراض الإصابة بكورونا، يمكنهم أيضا استخدامه، حتى في ظل وجود أدلة محدودة على فعاليته في القضاء على كوفيد-19.
وأردف قائلا "ماذا لديك لتخسره؟"، متابعا "لو كان الدواء فعالا، فيكون من العار إذا لم نعتمده في وقت مبكر". وتابع "ما الذي أعرفه؟ لست طبيبا، ولكن لدي الحس السليم".
وروج مستشار إدارة ترامب بيتر نافارو، الاثنين، بقوة لاستخدام الدواء بالرغم من أن العلماء يقولون إن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الاختبارات قبل أن يتضح أنه آمن وفعال ضد الفيروس.
نافارو، وهو مستشار تجاري ويعمل ضمن فريق البيت الأبيض ضد الفيروس، أقر في تصريح لشبكة CNN بأنه شارك في نقاش محموم حول الدواء مع كبير خبراء الأمراض المعدية الدكتور أنتوني فاوتشي خلال اجتماع في نهاية الأسبوع في غرفة الطوارئ.
ويقول فاوتشي إن الدراسات الحالية لا تقدم سوى نتائج قولية فقط بأن الدواء ناجع، وإن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الاختبارات قبل أن يتضح ما إذا كان الدواء يعمل ضد فيروس كورونا.
وتمت الموافقة رسميا على عقار هيدروكسي كلوروكوين لعلاج الملاريا، والتهاب المفاصل (الروماتويد) والذئبة، لكن ليس لعلاج كوفيد-19.
وأشارت دراسات صغيرة أولية إلى أنه ربما يساعد في منع فيروس كورونا من دخول الخلايا وعلى الأرجح يساعد المرضى في التخلص من الفيروس بشكل أسرع.
ويمكن للأطباء وصفه بالفعل للمصابين بكوفيد-19، وهي ممارسة معروفة باسم الاستخدام من دون تصريح.
نافارو صرح لفوكس نيوز بأن الأطباء في مستشفيات نيويورك يصفون الدواء لمرضى كورونا المستجد، كما أن العاملين بالصحة يتناولونه على أمل حمايتهم من الإصابة.
وأضاف أن المواجهة في البيت الأبيض كانت حول ما إذا كان يجب على الإدارة أن تأخذ 29 مليون جرعة من الدواء من مخازن الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ، وتضخها في المدن الأكثر تضررا. وكان القرار بالإجماع أنه يجب القيام بذلك.
وردا على سؤال من CNN عن سبب اعتقاده بأنه مؤهل لمجادلة فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أشار نافارو إلى أنه يحمل شهادة الدكتوراة في العلوم الاجتماعية.