مبنى وزارة الخزانة الأميركية
مبنى وزارة الخزانة الأميركية

ذكر بيان لوزارة الخزانة الأميركية الجمعة أن واشنطن تعمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانية للبلدان التي تحتاج للدعم الطبي والإنساني في ظل انتشار وباء كورنا المستجد.

وذكرت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، تحديدا إيران وكوريا الشمالية وسوريا وفنزويلا.

وجاء في البيان أن "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية مستمر في الإبقاء على إعفاءات وتفويضات واسعة النطاق من خلال برامج العقوبات الخاصة به، ويشمل ذلك إيران وفنزويلا وسوريا وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية لضمان عدم عرقلة العقوبات الأميركية لنقل المساعدات الإنسانية وتقديمها.

وزارة الخزانة الأميركية جددت بالمناسبة، دعمها للحكومات والمواطنين حول العالم في الحرب العالمية ضد وباء كورونا المستجد، والتزام الولايات المتحدة بضمان استمرار التدفق الدولي للمساعدات الإنسانية عبر ما وصفته بــ"القنوات الشرعية التي تتسم بالشفافية".

البيان لفت إلى أن المكتب يحافظ على سياسات ملائمة طويلة الأمد في العديد من برامج العقوبات بشأن منح تراخيص خاصة لدعم توفير المساعدات الإنسانية وتصدير الأدوية والأجهزة الطبية من خلال أشخاص أميركيين.

وشدد البيان على أن "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية مستعد عند الضرورة لإصدار توجيهات إضافية متعلقة بالإعفاءات الإنسانية".

لكن واشنطن جددت التأكيد من خلال بيان وزارة الخزانة، على أنها تسعى في الوقت نفسه "للحد من احتمال قيام الإرهابيين أو غيرهم من الجهات غير المشروعة بتحويل مسار هذه المساعدات أو إساءة استخدامها".

وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوشين، قال في الصدد إن "عقوبات وزارة الخزانة الأميركية لا تستهدف المساعدات المشروعة، فهي تسمح للمساعدات الإنسانية بما في ذلك الأدوية والأجهزة الطبية والمعدات والمنتجات الزراعية في أي وقت".

وتابع الوزير "في إطار مواجهة وباء كوفيد-19 العالمي، ندرك تمامًا ضرورة وصول هذه المساعدات للناس، فنحن ملتزمون بالعمل مع المؤسسات المالية والمنظمات الغير الهادفة للربح ودعم جهودها للحد من المخاطر والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية ومدفوعاتها إلى من يحتاجونها".

وفي حين أن الغالبية العظمى من المنظمات غير الربحية داخل الولايات المتحدة تواجه مخاطر أقل بالنسبة لتمويل الإرهاب، تجد واشنطن أن المنظمات الإنسانية التي تقدم مساعدات لمناطق النزاع تواجه احتمال وجود مخاطر أكبر متعلقة بتحويل مسار المساعدات بهدف دعم تمويل الإرهاب أو الفساد أو غير ذلك من الأغراض غير المشروعة.

لذلك، ذكرت وزارة الخزانة الأميركية من خلال بيانها القطاع المالي، بالقول إن الولايات المتحدة تشجع على تنفيذ تدابير مناسبة على أساس المخاطر لمكافحة تبييض الأموال مما يسمح لمنظمات المساعدات المشروعة التي تتمتع بالشفافية من الوصول للخدمات المالية.

وخلال هذه الفترة العصيبة، أبدت وزارة الخزانة الأميركية استعدادها للعمل مع القطاع الخاص بما في ذلك المؤسسات المالية والمنظمات غير الربحية لتقديم الإرشادات والإيضاحات حول العقوبات الأميركية. 

يذكر أن واشنطن عبرت الخميس عن معارضتها تقديم دعم مالي من صندوق النقد الدولي لإيران التي طلب قرضا بحجة "مكافحة فيروس كورونا المستجد". 

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يلوح بيده أثناء صعوده إلى طائرة الرئاسة في أبو ظبي، 16 مايو 2025. رويترز
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يلوح بيده أثناء صعوده إلى طائرة الرئاسة في أبو ظبي، 16 مايو 2025. رويترز

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن الإمارات والولايات المتحدة اتفقتا على فتح مسار يسمح للدولة الخليجية بشراء بعض أشباه الموصلات الأكثر تطورا في مجال الذكاء الاصطناعي من الشركات الأميركية.

وتكلل الصفقة جهود أبوظبي بالنجاح مع سعيها إلى أن تصبح مركزا عالميا للذكاء الاصطناعي.

واختتم ترامب جولة في منطقة الخليج زار خلالها السعودية وقطر والإمارات وركزت على الصفقات الاستثمارية. وتعهدت أبوظبي برفع قيمة استثماراتها في مجال الطاقة في الولايات المتحدة إلى 440 مليار دولار في الأعوام العشرة المقبلة.

وغادر ترامب إلى واشنطن بعد اجتماعات مقتضبة مع زعماء الخليج بهدف الحصول على التزامات مالية من الدول الثلاث الغنية المنتجة للطاقة والتي يمكنها أن تعزز الاقتصاد الأميركي وتوفر فرص عمل.

وفي مارس الماضي عندما التقى مسؤولون إماراتيون كبار مع ترامب، تعهدت الإمارات بإطار استثماري حجمه 1.4 تريليون دولار على مدى 10 سنوات في قطاعات أميركية تشمل الطاقة والذكاء الاصطناعي والتصنيع لتعزيز العلاقات المتبادلة.

وقال ترامب في آخر محطة له في جولته الخليجية "نحقق تقدما كبيرا في ما يتعلق بمبلغ 1.4 تريليون دولار أعلنت الإمارات أنها تنوي إنفاقه في الولايات المتحدة".

وركزت زيارة ترامب، على الأقل بشكل علني، على صفقات الاستثمار وليس الأزمات الأمنية في الشرق الأوسط ومنها حرب إسرائيل في غزة.

واقتصرت جهود ترامب الدبلوماسية على اجتماع مع الرئيس السوري أحمد الشرع، بعد أن قرر رفع العقوبات المفروضة على سوريا بناء على طلب من ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، في تحول كبير في السياسة الأمريكية.

ويشكل اتفاق الذكاء الاصطناعي دفعة للإمارات التي تحاول موازنة علاقاتها مع حليفتها الولايات المتحدة وشريكتها التجارية الأكبر الصين.

ويعكس أيضا ثقة إدارة ترامب في إمكان إدارة الرقائق على نحو آمن بوسائل منها أن تدير شركات أميركية مراكز بيانات بموجب الاتفاق.

وقال ترامب "اتفق البلدان أمس أيضا على تمكين الإمارات من شراء بعض أكثر أشباه الموصلات تطورا على العالم في مجال الذكاء الاصطناعي من شركات أميركية. إنه عقد كبير جدا".

وأضاف "هذا من شأنه أن يدر المليارات والمليارات من الدولارات من الأعمال، وسيعمل على تسريع خطط الإمارات لتصبح كيانا رئيسيا حقا في مجال الذكاء الاصطناعي".

وتضمنت الصفقات الجديدة المعلنة مع الإمارات والتي تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار التزام قيمته 14.5 مليار دولار من شركة الاتحاد للطيران لشراء 28 طائرة بوينغ أميركية الصنع.

استثمارات الطاقة

أعلنت الإمارات عن التزامها بالاستثمار في الطاقة الأميركية خلال عرض قدمه سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وهي واحدة من عدد من التعهدات المالية الضخمة التي حصل عليها ترامب من الإمارات والسعودية وقطر.

وقال الجابر لترامب إن حجم الاستثمارات الإماراتية في قطاع الطاقة الأميركي سيرتفع إلى 440 مليار دولار بحلول 2035 ارتفاعا من 70 مليارا في الوقت الراهن، مضيفا أن شركات الطاقة الأميركية ستستثمر أيضا في الإمارات.

وقال الجابر أمام وسيلة عرض لمشروعات في الإمارات تحت شعارات شركات إكسون موبيل وأوكسيدنتال بتروليوم وإي.أو.جي ريسورسيز "تعهد شركاؤنا باستثمارات جديدة بقيمة 60 مليار دولار في التنقيب والإنتاج بقطاعي النفط والغاز، فضلا عن فرص جديدة وغير تقليدية".

وقال الجابر، الذي يشغل أيضا منصبي الرئيس التنفيذي لشركة أكس.آر.جي الذراع الاستثمارية الدولية لأدنوك‭‭‭ ‬‬‬ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، إن شركة أكس.آر.جي تسعى إلى ضخ استثمارات كبيرة في الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة.

سوريا وإيران

ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا مهد الطريق لاتفاق أُعلن عنه اليوم الجمعة بين الحكومة السورية وشركة دي بي ورلد الإماراتية، ومقرها دبي.

ووقع الجانبان مذكرة تفاهم قيمتها 800 مليون دولار لتطوير ميناء طرطوس السوري.

وأكد ترامب أنه لم يتشاور مع حليفته إسرائيل، عدو سوريا اللدود، بشأن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة، رغم الشكوك الإسرائيلية العميقة إزاء إدارة الرئيس الإسلامي أحمد الشرع.

وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية، بعد مغادرته أبوظبي بوقت قصير "لم أسألهم عن ذلك. اعتقدت أنه كان القرار الصائب. حظيت بالكثير من الثناء على قيامي بذلك. انظروا، نريد لسوريا النجاح".

وحث ترامب الشرع على إقامة علاقات مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، وهي اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب توسط فيها الرئيس الأميركي خلال ولايته الأولى.

وقال ترامب اليوم إن إيران لديها مقترح أميركي للتوصل إلى اتفاق نووي، وإنها تعلم أن عليها التحرك سريعا، وذلك بعد يوم من قوله إن واشنطن وطهران قريبتان من التوصل إلى اتفاق نووي.

وأوضح للصحفيين "لديهم مقترح. والأهم من ذلك، أنهم يعلمون أن عليهم التحرك سريعا وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه".