حجم المدينة وكثافتها وطابعها السياحي سرع من انتشار الفيروس فيها
حجم المدينة وكثافتها وطابعها السياحي سرع من انتشار الفيروس فيها

بعد الصين ثم أوروبا، أصبحت الولايات المتحدة الأولى عالميا في إجمالي عدد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد، وتجاوز عدد الوفيات بالمرض القاتل 20 ألفا السبت، مع توقعات مسؤولين باقتراب البلاد من "الذروة" وتراجع الحالات.

مدينة نيويورك التي تحولت الى بؤرة جديدة للوباء، سجلت وحدها 5820 وفاة، وهذه الوتيرة السريعة، تطرح تساؤلا حول سر الضرر الكبير والسريع الذي لحق بنيويورك وما أسبابه؟ 

بحسب تفسير حاكم نيويورك، أندرو كومو، فالأمر يعود إلى كبر الولاية، وتعداد سكانها البالغ رسميا 8.6 مليون نسمة، فضلا عن عامل الكثافة السكانية فيها، إضافة الى استخدام وسائل النقل والمواصلات من قبل الآلاف في الدقيقة الواحدة، وبالتالي فإنها مكان خصب لانتشار الأمراض المعدية بحسب كومو.

عامل آخر يفسر سبب الضرر الكبير للولاية، هو كونها واحدة من الوجهات السياحية الرائدة في العالم، بأكثر من 60 مليون سائح سنويًا، الأمر الذي يسهل استيراد الفيروس من الخارج. 

وهو ما أشارت إليه دراسة علمية، نشرها المركز التعليمي "سليفر"، وأكدت ان نيويورك "تعد المدينة الأكثر عرضة لوباء كورونا في الولايات المتحدة"، أكثر من سان فرانسيسكو وواشنطن وديترويت وميامي. 

جانب آخر، تسرده صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، بكون المدينة، حاضنة لأحياء شعبية وأكثر اكتظاظا في بعض أحياء الطبقة الشعبية، مثل كوينز أو برونكس. التي يعاني فيها العديد من الناس هناك من مشاكل صحية، دون الحصول على الرعاية الطبية، وهذه المناطق هي الأكثر تضررًا اليوم بالوباء. 

 

هل استهان مسؤولو نيويورك بالخطر؟

 

في الثاني من مارس، أي بعد يوم واحد من أول حالة مؤكدة في نيويورك، تم اكتشاف حالة أخرى في الضواحي الشمالية لنيو روشيل ، لمحام يسافر يوميًا إلى مانهاتن، وحينها قلل حاكم الولاية من الأمر، وقال إن "الولاية تتوفر على أفضل نظام صحي على الكوكب". 

 لكن بعد توالي الإصابات وتسارع انتشار الفيروس، أعلن عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو إغلاق المدارس والحانات والمطاعم العامة اعتبارًا من 16 مارس.

والتأخر في الإغلاق وفرض الحجر، فسره إروين ريدلنر، أستاذ الصحة العامة في جامعة كولومبيا، لـ"فرانس براس"، بالضغوط التي مورست على حاكم الولاية، بين من يطالب بتسريع إصدار قرار الحجر، ومن يرى ان ذلك ستكون له عواقب وخيمة على اقتصاد الولاية، الأمر الذي أخر عملية احتواء الفيروس. 

لكن في المقابل، يستشهد بولاية كاليفورنيا، الأكثر اكتظاظا بالسكان في الولايات المتحدة، حيث كانت سباقة إلى قرار الحجر، ما جعل أعداد الإصابات فيها قليل، أي بنحو 20200 حالة إصابة، توفي منهم 50 فقط. 

Astronauts Butch Wilmore and Suni Williams return to earth in a Crew Dragon capsule
الرائدان ضمن رحلة العودة إلى الأرض

عاد رائدا الفضاء بوتش ويلمور وزميلته سوني وليامز إلى الأرض في كبسولة تابعة لشركة سبيس إكس اليوم الثلاثاء قبالة ساحل فلوريدا، بعد تسعة أشهر من تغير جدول مهمة كان من المفترض أن تستمر أسبوعا تقريبا بسبب مشكلات فنية.

وتتوج عودتهما مهمة فضائية طويلة كانت محفوفة بحالة من عدم اليقين والمشكلات الفنية منها أعطال في المركبة ستارلاينر التابعة لشركة بوينج.

وانطلق ويلمور ووليامز، وهما من رواد الفضاء المخضرمين في إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، داخل المركبة كرو دراجون مع رائدي فضاء آخرين من المختبر المداري في الساعة 1:05 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (05:05 بتوقيت جرينتش) في رحلة مدتها 17 ساعة إلى الأرض.

وعاد الطاقم المكون من أربعة أفراد، والذي كان رسميا جزءا من مهمة تغيير رواد الفضاء المهمة كرو-9 التابعة لناسا، إلى الغلاف الجوي للأرض في نحو الساعة 5:45 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

وانطلق الرائدان إلى الفضاء كأول طاقم للمركبة ستارلاينر في يونيو حزيران في مهمة تجريبية كان من المتوقع أن تستمر ثمانية أيام، لكن مشكلات في نظام الدفع بالمركبة أدت إلى تأخيرات متتالية في عودتهما إلى الأرض، مما دفع ناسا العام الماضي إلى اتخاذ قرار بإعادتهما على متن مركبة سبيس إكس هذا العام ضمن برنامج الإدارة لتناوب الأطقم.

واستحوذت المهمة على اهتمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي دعا عندما تولى منصبه في يناير إلى تسريع عودة لويلمور ووليامز، وزعم دون دليل أن الرئيس السابق جو بايدن "تخلى" عنهما في محطة الفضاء الدولية لأسباب سياسية.

وبذلك أمضى ويلمور ووليامز 286 يوما في الفضاء، وهي مدة أطول من متوسط فترة مهمات محطة الفضاء الدولية البالغة ستة أشهر.