أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث، أن 30 في المئة من الأميركيين يعتقدون بأن فيروس كورونا المستجد صنع في مختبر، رغم تأكيد الخبراء في مجال الأمراض المعدية والأوبئة عكس ذلك تماما.
وكانت عدة دراسات علمية أجريت في دول مختلفة، أكدت أن الفيروس الجديد تطور بفعل الطبيعة وأنه لم ينشأ في مختبر، لكن استطلاع الرأي أكد أن المعلومات المضللة والشائعات لا تزال تسيطر على عقول البعض.
وكشف استطلاع الرأي أن 29 في المئة من البالغين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الفيروس تم إنشاؤه في مختبر، في حين قال 43 في المئة إنهم يرجحون أن الفيروس تطور بفعل الطبيعة.
ومن ضمن نسبة الـ29 في المئة الذين يرون أنه تم صنعه في مختبر، يرجح 23 في المئة ممن شملهم الاستطلاع أنه تم صنعه عن قصد، في حين يرى 6 في المئة أنه نشأ في إطار حادث ومن غير قصد.
وجاء أغلب من يرجحون أن الفيروس نشأ في مختبر، في فئة البالغين الأصغر سنا من عمر 18 إلى 29 عاما بنسبة (35 في المئة)، مقارنة بـ21 في المئة من فئة كبار السن ممن هم أكبر من 65 عاما.
أما من حيث العرق، فكان أغلب من يرون أن الفيروس نشأ في مختبر من أصل إسباني (أميركيين لاتينيين) بنسبة (39 في المئة)، ومن أصل أفريقي بنسبة (34 في المئة)، في حين كانت نسبة الأميركيين البيض 21 في المئة.
وأجرى مركز بيو الأميركي الاستطلاع ما بين 11 إلى 16 مارس الماضي، في وقت لم تكن معظم الولايات قد أصدرت أوامر البقاء في المنزل، لكن منظمة الصحة العالمية أعلنت خلال هذه الفترة أن انتشار الفيروس وباء عالمي.
وتقول دراسات علمية إن الفيروس ربما نشأ في الخفافيش ثم انتقل إلى الإنسان مباشرة أو عبر حيوانات وسيطة، وليس في مختبر صيني أو أميركي.
أما النظرية التي تقول إن الفيروس تم إنشاؤه في مختبر، فقد نشرت مرارا وتكرارا على شبكة "وان أميريكان نيوز نتوورك" وهي قناة ذات توجه يميني، وادعت أن الفيروس تم تطويره في مختبر في نورث كارولينا قبل بضع سنوات.
لكن دراسات علمية حللت النموذج الجيني للبروتين الخاص بفيروس كورونا المستجد، واستنتج الباحثون من خلالها أنه جاء نتيجة للتطور الطبيعي وليس نتاج هندسة وراثية أو معملية.
وأشارت دراسة نشرتها مجلة "نيتشر" العلمية، وشارك فيها باحثون من جامعات أدنبرة وكولومبيا وسيدني وتولين، إلى أن فيروس كورونا المستجد يشبه في الغالب الفيروسات ذات الصلة الموجودة في الخفافيش وآكل النمل الحرشفي.