أعلن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الثلاثاء دعمه لجو بايدن، ما يمنح المرشح الديمقراطي الأوفر حظا دفعة من أكبر قادة حملات التبرع للحزب وأحد أبرز شخصياته.
وقال أوباما في تسجيل مصور بلغت مدته 12 دقيقة تقريبا، "أعتقد أن جو يمتلك الصفات التي نحتاج إليها الآن"، مشيرا إليه باعتباره "صديقا مقربا" ومشيدا بمثابرته وشغفه.
وأكد أن بايدن سيكون الآن مرشحا أفضل بعد معركة الانتخابات التمهيدية والكوكاس (المجالس الانتخابية).
وأشاد أوباما بالسناتور بيرني ساندرز الذي انسحب من السباق على ترشيح الحزب الأسبوع الماضي، قائلا "كل واحد من مرشحينا كان موهوبا ومحترما، ولديهم سجلات حافلة بالإنجازات والأفكار الذكية والرؤى الجادة للمستقبل. وهذا ينطبق بالتأكيد على المرشح الذي وصل إلى أبعد حد أكثر من أي مرشح آخر - بيرني ساندرز".
وتابع أنه على الرغم من أن وساندرز الذي كان زميله في مجلس الشيوخ قبل توليه رئاسة البلاد، "لم يتفقا دائما على كل شيء" إلا أنهما "يتشاطران الرغبة في جعل أميركا "دولة أكثر عدلا وأكثر مساواة".
وأردف أن "بيرني أميركي أصيل- رجل كرس حياته لإعطاء صوت لآمال وأحلام وإحباطات الفئة العاملة" من الشعب، مضيفا "أنا وهو لم نتفق دائما على كل شيء، لكننا نتشارك دائما قناعة بأن علينا أن نجعل أميركا أكثر عدلا ومجتمعا أكثر إنصافا".
ويعرف ساندرز بخطابه الشعبوي الذي أقنع ناخبين من الفئات الأقل تمثيلا مثل الشباب والأقليات، بالمشاركة السياسية.
وقال أوباما إن الحركة المؤيدة لساندرز "ستكون حاسمة في تحريك أميركا في مسار نحو التقدم والأمل".
تجدر الإشارة إلى أن أوباما وبايدن صديقان مقربان منذ فترتي ولايتهما في البيت الأبيض، عندما شغل بايدن منصب نائب الرئيس.
واعتمد بايدن بشكل كبير على انتمائه للرئيس السابق طوال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، إذ قدم نفسه باعتباره امتدادا لرئاسة أوباما.
ويشير إعلان أوباما دعمه لبايدن إلى عودة الرئيس السابق لمعترك السياسة الرئاسية، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على مغادرته البيت الأبيض.
ونادرا ما يتحدث أوباما عن خلفه الرئيس دونالد ترامب، وتجنب التدخل في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية.
وضمت ساحة المنافسة في لحظة ما نحو 24 مرشحا، وقدم أوباما نصائحه الشخصية لكل من طلبها. لكنه لم يبذل أي جهد لدعم أي حملة فردية، بما في ذلك حملة بايدن.
إلا أن أوباما كان يتابع السباق الديمقراطي عن كثب من المقاعد الجانبية، وحريصا على لعب دور علني أكثر زخما في الحملة.
ومن المتوقع أن يتصدر جهود جمع التبرعات لحملة بايدن وقيادة الفعاليات العامة في الولايات المهمة، إذا كان بالإمكان تنظيمها نظرا لتوجيهات التباعد الاجتماعي بسبب تفشي جائحة كورونا.
وقال أحد مستشاري الرئيس السابق، إن أوباما يستدل بتصريحات بايدن في حملته، لمعرفة كيف يمكن أن يكون أكثر إفادة، حيث يسعى لمعاودة لعب دور سياسي أبرز.
ويأتي تأييد أوباما، بعد يوم من إعلان ساندرز دعمه هو الآخر لبايدن.
ويحظى نائب الرئيس السابق الآن بدعم كل كبار منافسيه الديمقراطيين السابقين باستثناء إليزابيث وارين. ومن المتوقع أن تعلن عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس دعمها لبايدن رسميا في وقت قريب، حسبما أفاد به شخص مطلع على خططها.
وثمة ديمقراطيان بارزان آخران لم يعلنا تأييدهما لبايدن رسميا بعد، هما الرئيس الأسبق بيل كلينتون وهيلاري كلينتون، مرشحة الحزب في انتخابات 2016 الرئاسية.
وتتصل كلينتون ببايدن بشكل منتظم واتصلت به عدة مرات منذ إعلان ساندرز انسحابه من السباق، بحسب أحد مساعديها.