أودى وباءان عالميان يفصل بينهما أكثر من قرن، بحياة شقيقتين، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام أميركية.
وبعد ثلاثة أيام فقط على احتفالها بعيد ميلاها الـ96، توفيت سلمى إستر رايان، الثلاثاء الماضي أثر إصابتها بفيروس كورونا المستجد في دار لرعاية المسنين كانت تقيم فيها في مدينة أوستن بولاية تكساس.
وجاءت وفاة رايان بعد 108 سنوات على وفاة شقيقيتها إستر - التي لم تلتقيها أبدا- عندما كانت في الخامسة إثر إصابتها بالإنفلونزا الإسبانية في 1918.
وقالت ابنة رايان، فيكي، لتلفزيون KXAN-TV المحلي في أوستن "في الثالث من أبريل تلقيت مكالمة من دار رعاية المسنين أبلغت فيها بأن خمسة نزلاء بينهم والدتي، أصيبوا بالحمى".
وتابعت "خلال الأيام الخمسة التالية، كنت أشاهدها من خلف نافذة والمرض يشتد عليها".
وأردفت "كان صعبا للغاية ألا أكون بجانبها. كان عيد ميلادها الـ96 في 11 أبريل. اجتمعت الأسرة خارج نافذة دار الرعاية، لكن كان واضحا أن أمرا فظيعا يحدث".
وقالت فيكي إن مكتب الطبيب الشرعي في مقاطعة ترافيس أكد أن رايان كانت مصابة بفيروس كورونا المستجد.
وتعد الإنفلونزا الإسبانية التي ظهرت بين سبتمبر 1918 وأبريل 1919، الأكثر فتكا في التاريخ خاصة أنها تفشت خلال فترة زمنية قصيرة. وأصيب بها حوالي 500 مليون شخص أو ثلث سكان العالم، فيما يقدر عدد الوفيات بـ50 مليونا على الأقل بينها حوالي 675 ألفا في الولايات المتحدة، وفق المراكز الأميركية السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وأصيب بفيروس كورونا المستجد الذي يوصف بأنه أسوأ وباء عالمي منذ الإنفلونزا الإسبانية، أكثر من 2.4 مليون شخص فيما حصد أرواح أكثر من 167 ألفا آخرين.
وسجلت الولايات المتحدة أكثر من ربع حالات كورونا في العالم، إذ تجاوزت 766 ألفا بينما سجلت حوالي 41 ألف وفاة، وفق موقع تابع لجامعة جونز هوبكنز الأميركية يتابع انتشار المرض.
وفي حين أن المسنين ومن يعانون من أمراض أخرى أكثر عرضة للإصابة بأشد حالات كورونا، كان معدل الوفيات بالإنفلونزا الإسبانية مرتفعا بين من هم بين 20 و40 عاما وكذلك من هم أقل من خمسة أعوام.