ترامب خلال المؤتمر الصحفي اليومي في البيت الأبيض مع فريق إدارة أزمة جائحة كورونا- 21 أبريل 2020
الرئيس الأميركي دونالد ترامب (يسار) ووزير الخزانة ستيفن منوتشين في المؤتمر الصحفي - 21 أبريل

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، أنه سيوقع "على الأرجح" يوم الأربعاء، أمراً تنفيذياً يعلق بموجبه، لمدة 60 يوماً، الهجرة إلى الولايات المتّحدة بهدف حماية الوظائف في البلاد، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يتعلق حصراً بطلبات الإقامة الدائمة (غرين كارد أو البطاقة الخضراء)، ولا يشمل تأشيرات العمل المؤقتة.

وقال ترامب، خلال مؤتمره الصحفي اليومي في البيت الأبيض بشأن تطورات وباء كوفيد-19، إن "وقف الهجرة مؤقتًا سيساعد الأميركيين العاطلين عن العمل"، مشيراً إلى أن "هذا التعليق سيسري لمدة 60 يوماً" قابلة للتمديد أو للتغيير "بناء على الظروف الاقتصادية".

وأضاف "علينا تقديم الأولوية للعامل الأميركي".

ورحب ترامب بتوصل إدارته إلى اتّفاق مع الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الكونغرس، الثلاثاء، على حزمة مساعدات طارئة بقيمة 480 مليار دولار للشركات الصغيرة المتضررة من أزمة فيروس كورونا المستجدّ.

وتبنى مجلس الشيوخ مشروع قرار بقيمة نحو  أربعمئة و ثمانين مليار دولار يمنح تمويلًا اضافيا للشركات و المؤسسات الصغيرة و لبرامج الإغاثة من الكوارث و المستشفيات و لتعزيز فحوص فيروس كورونا. 

وقال ترامب إن الحزمة "تهدف بالأساس لمساعدة الشركات الصغيرة". 

وأوضح ترامب "اعتمدنا برنامج حماية المرتبات وهناك تمويل إضافي للبرنامج، 382 مليار من الحزمة ستخصص للحفاظ على العمال ومرتباتهم، و75 مليار دولار للمستشفيات و25 مليار دولار لدعم جهود مكافحة فيروس كورونا منها توفير الفحوص". 

وعبر وزير الخزانة ستيفن منوشين عن شكره للقادة الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس بعد التوصل إلى الاتفاق، الذي استمرالنقاش بشأنه عدة أيام. 

وقال منوشين إن "مليون شركة حصلت حتى الآن على منح وقروض"، مشيرا إلى أن 20 في المئة تم صرفها من خلال المصارف الصغيرة. 

ومن المقرر دعم الولايات المتضررة بمبلغ 11 مليار دولار من بين الحزمة التي تبلغ 480 مليار دولار التي تم إقرارها اليوم ويتوقع أن يوافق عليها مجلس النواب الأربعاء أو الخميس.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب (يسار) ووزير الخزانة ستيفن منوتشين في المؤتمر الصحفي - 21 أبريل

 

إعادة فتح الاقتصاد

 

وأعلن الرئيس الأميركي أن 20 ولاية، يعيش فيها 40 في المئة من السكان، تعمل على إعادة فتح اقتصادها قريبا. 

ومع تزايد تحذيرات عودة فتح الاقتصاد واحتمال انتعاش فيروس كورونا من جديد، قال ترامب "سنفعل ذلك بطريقة آمنة وبكل حرص، لأن البلاد تود العودة إلى العمل، وملايين الأميركيين ضحوا بعملهم وحياتهم من أجل إنقاذ الأرواح". 

وفقد نحو 26 مليون أميركي وظائفهم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، ما أدى إلى خروج تظاهرات في ولايات عديدة تطالب برفع القيود. 

 

تعليق الهجرة


وعلق ترامب على أمره التنفيذي المرتقب والقاضي بتجميد الهجرة إلى الولايات المتحدة بصورة مؤقتة، وقال "الأولوية ستعطى للأميركيين، سيكون من الخطأ أن يحل مهاجرون جدد مقابل الأميركيين الموجودين". 

وبموجب نسخة من مسودة الأمر ا، سيمنع الأجانب من التقدم بطلب للحصول على مجموعة من تأشيرات العمل، في خطوة تأتي في إطار جهود الولايات المتحدة لاحتواء أزمة فيروس كورونا المستجد.

وأوضح ترامب خلال المؤتمر الصحفي أن " هذا التجميد سيكون فعالا لـ60 يوما وثم سيجري تقييمه"، مشيرا إلى أن قراره سيطبق على الساعين للحصول على الإقامة الدائمة. 

 

الفحوصات والاختبارات

 

وأكد ترامب أن شركتي فورد وجنرال موتورز تعملان على توفير أجهزة التنفس الصناعي "50 ألف جهاز تنفس ستكون متوفرة خلال الأيام المئة القادمة". 

وعادت أرقام الوفيات في الولايات المتحدة إلى الارتفاع من جديد، الثلاثاء، ووصلت خلال الاثنين والعشرين ساعة الأخيرة إلى 20238 وفاة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 44 ألفا و752. 

واستمر الانخفاض في أرقام الإصابات في عموم الولايات المتحدة، حيث تم تسجيل أكثر من 18 ألفا حتى عصر الثلاثاء، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 811 ألف إصابة تعافى منهم حوالي 82 ألفا. 

 

Palestinians mourn loved ones killed in Israeli strikes, in Deir Al-Balah in the central Gaza Strip
العقبة الأخيرة في المفاوضات متعلقة بتقديم حماس المفاجئ لمطلب جديد يتعلق بالسجناء الذين ستفرج عنهم إسرائيل.

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن مساعي إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، التي استمرت شهورًا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس تعرقلت مرة أخرى في الأيام الأخيرة، ما أدخل الاتفاق في حالة من الجمود، إذ يقول المسؤولون الأميركيون إنهم أرجأوا إلى أجل غير مسمى خطتهم لتقديم اقتراح للجانبين.

وأوضحت الصحيفة أن العقبة الأخيرة والمتعلقة بتقديم حماس المفاجئ لمطلب جديد يتعلق بالسجناء الذين ستفرج عنهم إسرائيل تؤكد على النتيجة المحبطة والمؤلمة للاتفاق والتي شغلت في كثير من الأحيان كبار المسؤولين الأميركيين، وبايدن نفسه، لمدة تسعة أشهر.

وأشارت إلى أنه في العديد من المرات، اعتقدت الولايات المتحدة، إلى جانب قطر ومصر، أن الاتفاق في متناول اليد، لكن كانت المحادثات تتعرض للعرقلة من قبل إسرائيل أو حماس بمطالب جديدة تعيد المفاوضين إلى الوراء أسابيع أو أشهر.

وبشكل عام، ذكرت "واشنطن بوست" أن فرص بايدن في إنهاء الحرب التي استمرت 11 شهرًا في غزة وإعادة الرهائن المتبقين إلى الوطن قبل مغادرته منصبه تبتعد، ما يزيد من احتمالية إنهاء رئاسته دون التوسط لإنهاء الصراع الذي طغى على عامه الأخير في منصبه ويهدد بتشويه إرثه، حسب الصحيفة.

ووفقا للصحيفة، يخشى المفاوضون بشكل متزايد ألا يكون لدى إسرائيل ولا حماس دافع حقيقي للتوصل إلى اتفاق. ويقول مسؤولو البيت الأبيض والمشرعون والدبلوماسيون إن وقف إطلاق النار هو المفتاح ليس فقط لمعالجة الوضع الإنساني المأساوي في غزة وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، لكن أيضًا لتجنب حرب إقليمية أوسع نطاقًا.

وكان مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، قال السبت إن العمل جار على تقديم مقترح "أكثر تفصيلا" بشأن وقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة، وذلك خلال فعالية لصحيفة "فاينانشال تايمز" في لندن.

وفي حديثه للصحيفة، قال السناتور كريس مورفي (ديمقراطي من كونيتيكت)، وهو عضو بارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: "في معظم الأيام، من الواضح أن الأميركيين يعملون بجدية أكبر مما تعمل الحكومة الإسرائيلية في هذا الشأن".

وأضاف: "أعتقد أن وقف إطلاق النار لم يكن نتيجة مرجحة للغاية بسبب الحسابات السياسية التي يقوم بها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو وحماس".

وتابع: "أعطي الكثير من الفضل لفريق بايدن لمثابرته ومحاولة إعادة بدء هذه المحادثات وإعادة تنشيطها، حتى مع ظهور عقبات كبيرة أمام الجانبين".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وبينما كان المفاوضون الأميركيون والقطريون والمصريون يعملون على التفاصيل النهائية لاقتراح يهدف إلى حل الخلافات المتبقية بين الجانبين، قدمت حماس المطلب الجديد الذي جعل الاتفاق في الوقت الحالي أبعد من المنال، وفقًا لمسؤول كبير في الإدارة، تحدث لـ"واشنطن بوست" بشرط عدم الكشف عن هويته.

وأضاف أنه "بالفعل، تعثرت المفاوضات سابقا أيضا بسبب المطالب التي قدمها نتانياهو قبل عدة أسابيع".

"السم في العسل"

ووفقا للصحيفة، كان الجانبان اتفقا مبدئيًا على أنه في مرحلة معينة، ستفرج إسرائيل عن مسلحين فلسطينيين يقضون عقوبة السجن المؤبد مقابل إطلاق حماس سراح جنود إسرائيليين. لكن هذا الأسبوع، قالت حماس إن الرهائن المدنيين سيكون من الضروري أيضًا تبادلهم بهؤلاء السجناء القدامى، وهي الفكرة التي أطلق عليها المسؤول "السم في العسل".

والسؤال الأكبر والأكثر إزعاجًا الذي يخيم على المحادثات، بحسب الصحيفة، هو الرهائن البالغ عددهم حوالي 100 في غزة الذين ما زالوا على قيد الحياة. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، تم العثور على جثث ستة رهائن، ما أثار مظاهرات حاشدة في إسرائيل ضد نتانياهو، الذي يعتقد العديد من الإسرائيليين أنه لا يبذل جهدًا كافيًا للتوصل إلى اتفاق.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون، بحسب الصحيفة، أن عددًا من الرهائن الأميركيين السبعة المتبقين في غزة ما زالوا على قيد الحياة ويمكن إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من صفقة مكونة من ثلاثة أجزاء، وفقًا للمسؤول الكبير، إلى جانب "عدد كبير" من الرهائن الأحياء. وقال مسؤولو بايدن إنهم سيواصلون العمل نحو التوصل إلى صفقة طالما يعتقدون أنها لديها فرصة ضئيلة.

وأوضحت الصحيفة أن بعض مستشاري بايدن يريدون منه أن يفرض المزيد من الضغوط على نتانياهو، الذي اتهمه حتى المسؤولون الإسرائيليون بتخريب المفاوضات.

وكان هناك نقاش داخل البيت الأبيض حول ما إذا كان ينبغي ذكر نتانياهو علنًا باعتباره عقبة رئيسية أمام الاتفاق، لكن هذا أقل احتمالًا بعد أن أعدمت حماس الرهائن الستة، وفقًا لما قاله عدة أشخاص مطلعين على المناقشات للصحيفة.

وفي إسرائيل، بلغ الغضب الذي كان يغلي منذ فترة طويلة تجاه نتانياهو ذروته، الأسبوع الجاري، عندما استعادت قوات الدفاع الإسرائيلية جثث الرهائن الستة، الذين قالت إنهم أعدموا على يد خاطفيهم من حماس قبل وقت قصير من اكتشاف جثثهم. وكان ثلاثة على الأقل من الرهائن الإسرائيليين، بمن فيهم الإسرائيلي الأميركي، هيرش غولدبرغ بولين، الذي فقد جزءًا من ذراعه اليسرى في هجوم حماس في السابع من أكتوبر، على قائمة أولئك الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى.

وذكرت الصحيفة أن عائلات الرهائن اتهمت نتانياهو منذ أشهر بإعطاء الأولوية لبقائه السياسي على صفقة من شأنها إعادة ذويهم إلى الوطن. وقلب رئيس الوزراء الإسرائيلي المحادثات، في أواخر يوليو، عندما قدم مجموعة جديدة من المطالب، بما في ذلك إصراره على بقاء القوات الإسرائيلية على الحدود التي يبلغ طولها ثمانية أميال بين غزة ومصر والمعروفة باسم ممر فيلادلفيا.

وقال السناتور كريس فان هولن (ديمقراطي من ماريلاند)، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، للصحيفة إن البيت الأبيض لم يفرض ضغوطًا كافية على نتانياهو. وعندما سُئل هذا الأسبوع عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يبذل ما يكفي من الجهد للتوصل إلى اتفاق، أجاب بايدن: "لا". لكنه تجنب معاقبة نتانياهو، على سبيل المثال بفرض شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل.

وقال فان هولن: "من خلال عدم انتقاد تعنت رئيس الوزراء نتانياهو، فقد أعطوه غطاءً سياسيًا لمواصلة المماطلة، وهذا لغز بالنسبة لي لماذا لا تنتقده الإدارة بشكل أكثر وضوحًا، عندما تعرف أسر الرهائن أنفسهم ما هو العائق الذي كان يشكله".