مدخل قاعدة بنساكولا
مدخل قاعدة بنساكولا

كشف وزير العدل الأميركي ويليام بار ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) كريستوفر راي، الاثنين، عن تطورات هامة في التحقيق الذي يقوده الأخير في هجوم قاعدة بنساكولا الجوية التابعة للبحرية في ولاية فلوريدا والذي أسفر عن مقتل ثلاثة بحارين وإصابة ثمانية أميركيين آخرين بجروح بليغة.

وقال بار إن مكتب التحقيقات الفدرالي نجح في فتح هاتفي منفذ الهجوم، الطيار السعودي محمد سعيد الشمراني الذي كان في مهمة تدريب في الولايات المتحدة، والذي حاول تدمير الجهازين خلال الاعتداء الذي لقي فيه مصرعه.

وذكرت وزارة العدل في بيان أن الهاتفين كانا يحتويان على معلومات مهمة، لم تكن معروفة من قبل وأثبتت بشكل قاطع علاقات الشمراني بالقاعدة في شبه الجزيرة العربية، ليس فقط قبل الهجوم بل حتى قبل وصوله إلى الولايات المتحدة. 

وقال بار في مؤتمر صحفي "بفضل العمل الرائع لمكتب التحقيقات الفدرالي- ولا شكر لشركة آبل- تمكنا من فتح هاتفي الشمراني"، مضيفا أن "كم المعلومات التي عثر عليها في هاذين الهاتفين أثبت أنها بالغة الأهمية بالنسبة لهذا التحقيق المستمر وحاسمة بالنسبة لأمن الشعب الأميركي".

لكنه أشار إلى أنه "لولا براعة مكتب التحقيقات الفدرالي، وبعض الحظ، وساعات طويلة من الوقت والموارد، لما كشفت هذه المعلومات".

وأردف "خلاصة القول: لا يمكن لأمننا القومي أن يبقى في أيدي الشركات الكبرى التي تقدم المال على سلامة العامة والدخول القانوني" لهواتف الإرهابيين. وقال "حان الوقت لحل تشريعي".

وأشاد بتفاني موظفي FBI الذين عملوا على مدى أشهر وفي ظروف صعبة للدخول إلى أجهزة المتدرب السعودي، وقال إن "مهاراتهم ومثابرتهم وجهود التحقيق المستمرة من مكاتب FBI في جاكسنفيل وقسم مكافحة الإرهاب في المكتب والعديد من الشركاء في الحكومة الفدرالية والمحلية كانت استثنائية في هذه القضية".

وكشف بيان الوزارة عن بعض من المعلومات المهمة التي حصلت عليها السلطات بعد دخول هاتفي الشمراني ومنها:

- تم التواصل بين الشمراني وشركائه في القاعدة باستخدام تطبيقات تعتمد على تشفير البيانات لضمان عدم معرفة مضمونها من قبل أجهزة إنفاذ القانون.

- استعدادات الشمراني لهجوم بنساكولا بدأت قبل سنوات. أصبح متطرفا في عام 2015، وبعد ارتباطه بعناصر من القاعدة انضم إلى القوات الجوية السعودية بهدف تنفيذ "عملية خاصة".

- في الأشهر التي سبقت هجوم السادس من ديسمبر، وخلال إقامته في الولايات المتحدة، جرت محادثات بين الشمراني وشركائه في القاعدة حول الخطط والتكتيكات. في الواقع، كان يتواصل مع التنظيم حتى تنفيذ الهجوم وتحدث إلى شركائه في  الليلة التي سبقت اعتداءه.

وقالت الوزارة إن المعلومات في الهاتفين ساعدت في حماية الشعب الأميركي، خصوصا العملية التي استهدفت عنصر القاعدة عبد الله المالكي، أحد شركاء الشمراني في الخارج، والتي نفذت في الآونة الأخيرة في اليمن.

وتعتبر قاعدة بنساكولا مركز برامج التدريب العسكري للأجانب التابع للبحرية الأميركية. وتأسست سنة 1985 خصوصا من أجل الطلبة السعوديين قبل أن تتسع لتشمل جنسيات أخرى.

وهددت عملية إطلاق النار بنسف برنامج التدريب العسكري المستمر منذ عقود والذي يكتسي أهمية بالغة للعلاقات الأميركية السعودية.

ويتم تدريب نحو 5 آلاف عسكري أجنبي في الولايات المتحدة، بينهم 850 سعوديا في مختلف الوحدات، مع 300 متدرب سعودي في القوات البحرية وحدها.

 

الإجهاض
تظاهرة مؤيدة لحق الإجهاض في أميركا (أرشيفية من رويترز)

في خطوة أثارت جدلا سياسيا وقانونيا، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس، العفو عن 23 شخصًا مناهضين للإجهاض، والذين كانوا قد أدينوا بعرقلة الوصول إلى إحدى عيادات الصحة الإنجابية في العاصمة واشنطن. 

ويأتي هذا الإعلان كجزء من وعود ترامب الانتخابية لدعم مؤيديه السياسيين، ويعكس رؤيته التي تدعم بشكل صريح القيم المناهضة للإجهاض. 

وجاء قرار الرئيس الجمهوري عشية المسيرة السنوية الـ52 من "مسيرة الحياة" في واشنطن، وهي فعالية ضخمة تجمع الآلاف من النشطاء المناهضين للإجهاض.

تفاصيل القضية

من بين الأشخاص الذين شملهم العفو، نشطاء أدينوا في قضايا متعددة تتعلق بانتهاك قانون "حرية الوصول إلى مداخل العيادات" (FACE Act)، وهو قانون صدر عام 1994 يجرّم استخدام العنف أو التهديدات لتعطيل الخدمات الصحية الإنجابية. 

وقد شملت هذه الانتهاكات أعمالاً مثل اقتحام العيادات باستخدام السلاسل والأقفال، والاعتداء الجسدي على العاملين والمرضى، بالإضافة إلى بث هذه الأحداث مباشرة عبر الإنترنت. 

ووفقًا للوثائق القضائية، وصفت السلطات هذه الأعمال بأنها "غزوات منظمة" تم التخطيط لها بعناية.

ومن أبرز النشطاء الذين شملهم العفو:

  • لورين هاندي: التي أدينت بتنظيم اقتحام لعيادة في واشنطن عام 2020، حيث استخدمت اسمًا مستعارًا لحجز موعد بهدف تسهيل دخول المحتجين.
  • باولا هارلو: التي أدينت باستخدام القوة البدنية والأقفال لتعطيل عمل العيادة.
  • بيفلين ويليامز: التي وُثقت مشاركتها في أحداث تضمنت إيذاء العاملين بالعيادات أثناء الاحتجاجات.

مبررات ترامب

في تصريحاته أثناء توقيع قرارات العفو، قال ترامب إن هؤلاء النشطاء "لا ينبغي أن تتم ملاحقتهم قانونيًا"، مشيرًا إلى أن العديد منهم "كبار في السن" و"مسالمون". 

وأضاف أن العفو هو "شرف عظيم" سيجعل هؤلاء النشطاء سعداء. 

كما أشار ترامب إلى أن وزارة العدل في عهد الرئيس السابق، جو بايدن، قد استخدمت القانون لاستهداف هؤلاء النشطاء بشكل غير عادل، مشددًا على أنه يسعى لاستعادة العدالة.

دعم.. وانتقادات

لاقى القرار ترحيبًا واسعًا بين المحافظين ومناهضي الإجهاض، حيث ووصفت جمعية "توماس مور"، وهي منظمة قانونية تدعم حقوق المناهضين للإجهاض، القرار بأنه "خطوة كبيرة نحو استعادة العدالة".

 وذكرت الجمعية في رسالة لترامب أن القانون المستخدم لملاحقة هؤلاء النشطاء غير دستوري، خاصةً بعد أن ألغت المحكمة العليا الأميركية قرار "رو ضد ويد" في العام 2023، والذي كان يُعتبر الدعامة القانونية لحماية حق الإجهاض.

وقضية "رو ضد ويد" (Roe v. Wade) هي حكم تاريخي أصدرته المحكمة العليا في عام 1973، قضى بحق المرأة في الإجهاض بناءً على الحق في الخصوصية بموجب التعديل الرابع عشر. ألغى الحكم قوانين تمنع الإجهاض في الولايات، لكنه قُلب في 2022 ليُعاد تنظيم الإجهاض للولايات.

وفي المقابل، قوبل القرار بانتقادات واسعة من المدافعين عن حقوق المرأة والمنظمات الحقوقية. واعتبروا أن العفو يشجع على المزيد من العنف والتخويف ضد العاملين في المجال الصحي والنساء اللواتي يسعين للحصول على خدمات الإنجاب.

وأشاروا إلى أن العديد من هؤلاء النشطاء استخدموا أساليب عنيفة وأعمالاً تخريبية تنتهك حقوق الآخرين.

وكان  ترامب قد نوه في أكثر من مناسبة إلى أنه يدعم بقوة القيم الداعمة للحياة. 

وفي حديثه أمام "ائتلاف الإيمان والحرية" في يونيو من العام المنصرم، قال ترامب: "في الحزب الجمهوري، سنظل دائمًا ندعم الأسر، الأطفال، والحياة". 

وأضاف أنه سيصدر قرارات العفو هذه "في اليوم الأول" من عودته إلى المنصب.