بايدن يحاول تحديد الاختلاف بين الحزبين للناخبين
بايدن يحاول تحديد الاختلاف بين الحزبين للناخبين

صعد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، هجومه الخطابي ضد حركة "MAGA" واعتبرها "الحركة السياسية الأكثر تطرفا في التاريخ الأميركي الحديث".

و"ماغا" اختصار لشعار "فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" الذي رفعه الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عنوانا لحملته الانتخابية عام 2016.

وتضم حركة "ماغا" التي يتزعمها ترامب أعضاء بارزين حتى من مجتمع المثليين، بمن فيهم ريتشارد غرينيل، الذي أصبح في عام 2020 أول مسؤول مثلي في البلاد عندما عينه ترامب مديرا للمخابرات الوطنية، وفق ما نقل تقرير من "نيويورك بوست".

وهاجم بايدن أجندة "ماغا"، من الاقتصاد إلى الاختلافات الثقافية والجنسية.

وقال بايدن إن السيناتور الجمهوري ريك سكوت من فلوريدا أصدر خطة اقتصادية يسميها "جدول أعمال MAGA". إنها أجندة "ماغا"،  إنه أمر متطرف، كما هو الحال في معظم أشياء MAGA"، وفق قول بايدن.

ورغم هزيمته في الانتخابات، لم تتأثر حركة "ماغا" داخل الحزب الجمهوري، إذ لم تتراجع قوة ترامب داخل الحزب، و فاز مرشحه المفضل في سباق مجلس الشيوخ المفتوح في أوهايو، جي دي فانس، في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ما اعتبر على نطاق واسع اختبارا مبكرا لقوة البقاء السياسية للرئيس السابق، وفق تقرير "بولتيكو".

والعام الماضي، اقتحم نحو ألفي شخص من مناصري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الكونغرس خلال جلسة المصادقة على فوز منافسه جو بايدن بالرئاسة. واتهم ترامب بالتحريض على مهاجمة الكونغرس من خلال بثه مزاعم حوصل تزوير في  الانتخابات.

وعملية اقتحام مبنى الكابيتول التي خلّفت خمسة قتلى على الأقلّ ونح 140 جريحا أعقبت خطابا ناريا ألقاه ترامب أمام آلاف من أنصاره بالقرب من البيت الأبيض.

وقالت المجلة إن تصريحات بايدن تكشف عن جهود يبذلها الديمقراطيون، الذين يواجهون رياحا سياسية معاكسة كبيرة قبل انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر، لتسليط الضوء على مقترحات سكوت الاقتصادية التي لا تحظى بشعبية، وتركيز الجمهوريين على السياسات الثقافية المثيرة للانقسام.

ونقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية إن بايدن يواصل الهجوم على الجمهوريين ويحاول تحديد الاختلاف بين الحزبين للناخبيين، في وقت ستكون فيه السيطرة على الكونغرس على المحك الخريف القادم، إضافة إلى قلق العديد من الديمقراطيين من التضخم المرتفع للغاية ومعدلات التأييد المنخفضة للرئيس.

وأشارت "سي أن أن" إلى أنه في الوقت الذي يتوقع أن يركز بايدن في الحملة النصفية على الاقتصاد، حاول تحديد نفس التناقض بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن حقوق الإجهاض.

من داخل مركز أبحاث في كاليفورنيا يركز على الأجسام المضادة البشرية لعلاج السرطان والالتهابات
من داخل مركز أبحاث في كاليفورنيا يركز على الأجسام المضادة البشرية لعلاج السرطان والالتهابات

أعلنت المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة عن خفض التمويل "غير المباشر" المخصص للأبحاث الطبية، الأمر الذي سيؤدي إلى تقليل الإنفاق السنوي بمقدار 4 مليارات دولار.

وأوضحت المعاهد أن هذا القرار يهدف إلى توجيه المزيد من الموارد للبحث العلمي المباشر، مع تقليل النفقات الإدارية لضمان استخدام التمويل بشكل أكثر فاعلية.

في المقابل، واجه القرار انتقادات شديدة من الحزب الديمقراطي، حيث وصفه بعض المشرعين بأنه "كارثي" على الأبحاث الطبية التي يعتمد عليها ملايين المرضى. 

وأشاروا إلى أن الأطفال المرضى قد لا يحصلون على العلاجات التي يحتاجونها، وأن التجارب السريرية قد تتوقف فجأة، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

وفي مقابلة مع برنامج "الحرة الليلة"، قال الباحث في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان في نيويورك، حكيم جاب الله، إن "هذه الخطوة تشبه محاولات سابقة خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى، لكنها هذه المرة تمر دون مقاومة كبيرة".

وأوضح أن "الأموال المقطوعة تُستخدم لإدارة المختبرات وصيانتها وتغطية التكاليف التشغيلية مثل الكهرباء والمياه ودفع رواتب الموظفين".

وأضاف جاب الله أن "القرار لن يؤثر على المستشفيات، لأن تمويلها منفصل عن تمويل الأبحاث، لكنه سيؤدي إلى مشكلات كبيرة للمؤسسات البحثية، خصوصا تلك التي تواجه صعوبات في شراء المعدات وإجراء التجارب".

كما حذر من أن استمرار خفض التمويل قد يدفع الباحثين إلى البحث عن فرص خارج الولايات المتحدة، مما قد يضر بمكانتها العلمية على المستوى العالمي.

وأشار جاب الله إلى أن "الأبحاث الطبية تستغرق من 15 إلى 20 عاما للوصول إلى مرحلة العلاج، مما يعني أن التأثير لن يكون فوريا، لكنه قد يؤدي إلى خسارة الولايات المتحدة موقعها الريادي في هذا المجال".

كما أوضح أن "الباحثين الشباب والمؤسسات الصغيرة سيكونون الأكثر تضررا من القرار، إذ ستتقلص فرصهم في الحصول على التمويل اللازم لمواصلة أبحاثهم، بينما قد تتمكن الجامعات الكبرى مثل هارفارد من تجاوز الأزمة بفضل دعمها المالي القوي".

ولاقى القرار تأييدا من الداعمين لخفض الإنفاق الحكومي، حيث وصفته وكالة تحسين الكفاءة الحكومية، التي يرأسها الملياردير إيلون ماسك، بأنه خطوة إيجابية نحو ترشيد الإنفاق العام.

في المقابل، حذر خبراء وباحثون من أن القرار قد يعرّض الأبحاث الطبية الحيوية للخطر، خاصة تلك التي تعتمد على التمويل الفيدرالي لتغطية التكاليف الأساسية مثل البنية التحتية والمعدات والموظفين.

ودعا بعضهم إلى إعادة النظر في القرار قبل أن تتفاقم تأثيراته السلبية على تقدم الأبحاث الطبية.