الديمقراطيون فشلوا في تمرير مشروع قانون خاص بتمويل الأنشطة الحكومية
التحقيقات أشارت إلى محاولة الصين "تجنيد" موظفين في البنك

توصلت تحقيقات، أجراها أعضاء في لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية بمجلس الشيوخ الأميركي، إلى أن الحكومة الصينية شنت حملة استمرت عقدا من الزمن لتقويض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وإقناع موظفيه بالكشف عن معلومات حساسة حول  السياسة الاقتصادية من خلال التوظيف والترهيب.

وأشار تقرير للمجلس، الثلاثاء، ونشرت خلاصته صحيفة واشنطن بوست إلى أن المسؤولين الصينيين "استغلوا" انفتاح موظفي الاحتياطي الفيدرالي على التعاون الأكاديمي لإقامة علاقات طويلة الأمد مع أشخاص مطلعين على المعلومات غير العامة حول السياسة الاقتصادية أو تغيرات أسعار الفائدة.

وفي بعض الحالات، لجأ المسؤولون الصينيون إلى أسلوب التهديد للحصول على المعلومات المطلوبة، وفي مرحلة ما احتجزوا موظفا في الاحتياطي الفيدرالي.

وجاء في تقرير اللجنة التي يقودها السيناتور الجمهوري، روب بورتمان، أنه "يبدو أن استهداف الصين لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي نادرا ما كان يهدف إلى تعزيز التعاون المشروع أو الترتيبات التجارية أو التبادلات البحثية".

وأضاف: "بدلا من ذلك، يبدو أن جهود الصين تهدف إلى (تعزيز) عمليات نقل المعلومات الخبيثة وغير المعلنة وغير القانونية التي تسعى إلى إضعاف الولايات المتحدة".

وعلى الرغم من أن التقرير يحتوي على معلومات قليلة نسبيا حول ما تسعى إليه الصين على وجه التحديد أو ما إذا كانت الحملة ناجحة، إلا أنه يشير إلى أن الجهود الصينية للتسلل إلى المؤسسات الأميركية قد توسعت لتشمل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

ويتمتع الاحتياطي الفيدرالي بسلطات كبيرة، فهو يضع السياسة النقدية، ويمكن لقراراته أن تكون لها تداعيات تتجاوز حدود الولايات المتحدة.

وتخضع المعلومات المتعلقة بخطوات البنك المستقبلية لسرية مشددة، حيث يمكن أن تؤدي التغييرات التدريجية في السياسة إلى تقلبات حادة في سوق الأسهم.

وكتب السيناتور بورتمان أن الاحتياطي الفيدرالي "في صميم الاقتصاد الأميركي واستقرار النظام المالي الأميركي"، واتهم الصين بقيادة جهد مستدام لكسب النفوذ.

وفي رسالة إلى بورتمان، أقر رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بأن بعض الناس قد يحاولون استغلال نقاط الضعف في المؤسسة، وقال: "لأننا نفهم أن بعض الجهات الفاعلة تهدف إلى استغلال أي نقاط ضعف، فإن عملياتنا وضوابطنا وتقنياتنا قوية ويتم تحديثها بانتظام"، مضيفا: "نحن نرفض بكل احترام أي اقتراحات تشير إلى عكس ذلك".

وأضاف أن جميع موظفي الاحتياطي الفيدرالي، الذين لديهم إمكانية الوصول إلى المعلومات الحساسة، يخضعون لتحقيقات شاملة، تشمل مراجعة سفرهم إلى الخارج واتصالاتهم الشخصية.

ويستند تقرير الكونغرس إلى تحليل حول مكافحة التجسس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وتحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) ذات الصلة.

ووجدت هذه التحقيقات أن 13 شخصا، يمثلون ثمانية من أصل 12 بنكا احتياطيا فيدراليا، لهم صلات ببرامج توظيف المواهب الصينية المعروفة باسم "P-Network".

ولم يكشف التقرير عن هويات أي من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الذين تم استهدافهم، لكنه أشار إلى أن بعضهم يشغل مناصب رفيعة المستوى.

وما أظهره التقرير هو اعتماد الصين على ما أسماه بورتمان "محاولات الحيل التجارية"، حيث استخدم مسؤولو بكين "نهج الجزرة والعصا بالتناوب لإقناع المسؤولين بالإفصاح المعلومات الحساسة".

واعتقل موظف في بنك الاحتياطي الفيدرالي، لم يكشف عن اسمه، في شنغهاي أربع مرات خلال رحلة عام 2019، هدد خلالها مسؤولون صينيون عائلته، وأخبروه أن هاتفه يخضع للمراقبة، وضغطوا عليه للتوقيع على اتفاق لعدم التحدث، وفقا للتقرير.

واتهم الموظف بارتكاب جرائم ضد الصين وأمر "بقول أشياء جيدة عن الصين" أثناء وجوده في الولايات المتحدة.

وفي اجتماع لاحق، أخبروه أنه سيتعين عليه "تقديم المشورة الاقتصادية بشأن الاقتصاد الصيني والعالمي" في اجتماعات منتظمة بشأن الزيارات المستقبلية.

وتم إبلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالي بالحادث، وفقا للتقرير.

وفي حالات أخرى، يبدو أن الحكومة الصينية كانت تستغل التعاون البحثي الأكاديمي طويل الأمد للوصول إلى معلومات حساسة.

ومن غير الواضح ما إذا كانت الحملة قد أسفرت عن معلومات مفيدة، لكن هناك مؤشرات على أن بعض موظفي الاحتياطي الفيدرالي ربما حاولوا التعاون مع السلطات الصينية.

موديز

تقلص عدد الحكومات التي تحظى سنداتها بأعلى تصنيف ائتماني بعد أن فقدت الولايات المتحدة تصنيف "‭‭AAA‬‬" لدى وكالة موديز، التي كانت آخر وكالة تصنيف ائتماني لا تزال تعطيها هذا التصنيف.

فقد خفضت الوكالة الجمعة تصنيف الولايات المتحدة درجة من "‭‭AAA‬‬" إلى "Aa1"، عازية ذلك إلى ارتفاع الدّين والفوائد، وهو انعكاس لتزايد القلق بشأن ارتفاع الدّين في الاقتصادات الكبرى.

وفيما يلي نظرة على الوضع:

ما هو التصنيف "AAA" ولماذا هو مهم؟

التصنيف الائتماني دليل على مدى خطورة شراء الديون بالنسبة للمستثمرين المحتملين. وتقوم وكالات مستقلة بفحص لمصدّري السندات المحتملين في ضوء مقاييس محددة لتقييم جدارتهم الائتمانية وتحديد مدى احتمالية تخلفهم عن سداد الديون.

ويسلط خفض التصنيف الائتماني الضوء على تنامي القلق بشأن المسار المالي للولايات المتحدة، وتسبب في بعض الضغوط التي رفعت عوائد السندات طويلة الأجل، لكن محللين لا يتوقعون موجة بيع حادة للأصول الأميركية. وقالوا إن التأثير على كيفية استخدام البنوك للسندات الحكومية، مثل أن تكون ضمانا، ينبغي ألا يتضرر بشكل كبير.

غير أن خفض التصنيف الائتماني يمكن أن يكون رمزيا، كما كان الحال خلال الأزمة المالية العالمية وأزمة ديون منطقة اليورو.

ومن المحتمل أن يكتسب خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة أهمية أكبر بسبب تزايد القلق بالفعل حيال السياسة التجارية الأميركية ووضع الدولار كونه عملة احتياطيات.

ما هي الدول ذات التصنيف "AAA" الآن؟

يتقلص عدد الدول الحاصلة على التصنيف "AAA" منذ سنوات.

وبعد خروج الولايات المتحدة من القائمة بفقدانها آخر تصنيف "AAA" كان متبقيا لها، صار عدد الدول الحاصلة على التصنيف الأعلى من أكبر ثلاث وكالات تصنيف ائتماني 11 دولة فقط انخفاضا من أكثر من 15 دولة قبل الأزمة المالية في 2007 و2008.

وتمثل اقتصادات هذه الدول ما يزيد قليلا عن 10 بالمئة من إجمالي الناتج العالمي.

ومن أكبر الاقتصادات الحاصلة عل هذا التصنيف في أوروبا، ألمانيا وسويسرا وهولندا.

وتضم القائمة من خارج أوروبا كلا من كندا وسنغافورة وأستراليا.

وبذلك يصير دّين الولايات المتحدة في مرتبة أدنى من دّين ليختنشتاين الأوروبية الصغيرة التي تتمتع بتصنيف "AAA" ويبلغ ناتجها المحلي الإجمالي سبعة مليارات دولار فقط، حسبما تشير إليه بيانات البنك الدولي.

ما هو تصنيف الولايات المتحدة الآن؟

لا تزال الولايات المتحدة تحمل ثاني أعلى تصنيف ائتماني وهو "AA".

وكانت موديز هي الأخيرة من بين الوكالات الثلاث الكبرى، بعد ستاندرد أند بورز غلوبال وفيتش، تخفض تصنيفها الائتماني للولايات المتحدة، وهي المرة الوحيدة التي فعلت فيها ذلك منذ 1949.

وكانت ستاندرد أند بورز أول وكالة تخفض تصنيف الولايات المتحدة، وذلك في 2011، والتي كانت أول مرة منذ منحها الولايات المتحدة التصنيف "AAA" في 1941. وتبعتها فيتش في 2023.

لماذا يتم خفض تصنيفات الاقتصادات الكبرى؟

يتم تخفيض التصنيفات على خلفية ارتفاع الدّين الحكومي والقلق من عدم كفاية الجهود المبذولة لمعالجة المشكلات المالية طويلة الأجل.

فعلى سبيل المثال، شهد كل عام منذ 2001 تجاوز إنفاق الولايات المتحدة ما تجمعه سنويا، وهو ما أدى إلى عجز في الميزانية السنوية وعبء ديون بنحو 36 تريليون دولار.

وأنفقت البلاد 881 مليار دولار على مدفوعات الفوائد في السنة المالية المنصرمة، وهو ما يفوق ثلاثة أمثال المبلغ الذي أنفقته في 2017. وتتجاوز تكاليف الاقتراض الإنفاق الدفاعي.

وتتزايد أعباء الديون على الاقتصادات الكبرى الأخرى أيضا بسبب ارتفاع متوسط أعمار السكان وتغير المناخ واحتياجات الدفاع. وتقترب نسبة الدّين إلى الناتج المحلي الإجمالي في بريطانيا من 100 بالمئة، في حين تتجاوز نسبة الدّين إلى الناتج المحلي الإجمالي في اليابان 250 بالمئة.