الشرطة في مدن مختلفة تتوقع احتجاجات نهاية الأسبوع
الشرطة في مدن مختلفة تتوقع احتجاجات نهاية الأسبوع

كشفت شرطة مدينة ممفيس الأميركية مقطع فيديو يظهر مقتل أميركي من أصول أفريقية على يد رجال شرطة، ما تسبب في احتجاجات في المدينة بولاية تينسي.

ونقلت شبكة "سي إن إن" أن المقطع من كاميرا الشرطة يوثق للمواجهة العنيفة التي أدت إلى مقتل، تاير نيكولز، 29 عاما.

وقال مسؤولو المدينة إن مقاطع فيديو أخرى ستنشر تتضمن مقاطع من ثلاث كاميرات لجسم الشرطة ومقطع من زاوية علوية من كاميرا شرطة على عمود.

وتم فصل خمسة من ضباط ممفيس هذا الشهر اتهموا، الخميس، في مقتل نيكولز الذي اتهمه الضباط بالقيادة المتهورة.

كما تم إعفاء اثنين من موظفي إدارة الإطفاء في ممفيس الذين كانوا جزءا من فريق الرعاية الأولية لنيكولز، في انتظار نتيجة تحقيق داخلي.

ومن المقرر مثول الضباط الخمسة أمام المحكمة 17 فبراير،وأعلن النائب العام، ستيف مولروي، في مؤتمر صحفي أن العناصر الخمسة وهم من شرطة ممفيس، كبرى مدن ولاية تينيسي، وجميعهم أميركيون من أصل إفريقي، اتهموا بالقتل والاعتداء بالضرب وحتى الخطف.

وفي وقت سابق الجمعة، قال قائد شرطة ممفيس إن الفيديو يظهر "أعمالا تتحدى الإنسانية".

وقال قائد الشرطة، سيريلين، للشبكة عن الفيديو إنه يظهر تجاهلا للحياة، ومستوى من التفاعل الجسدي يتجاوز ما هو مطلوب في إنفاذ القانون".

وقالت والدة نيكولز، روفون ويلز، لشبكة "سي إن إن"، الجمعة،  إن " الأمر أشبه بكابوس في الوقت الحالي".

وبدأ الحادث بعد إيقاف الشرطة لنيكولز للاشتباه في قيادته المتهورة، وقعت مشادة أولية بين نيكولز والعديد من الضباط الذين استخدموا رذاذ الفلفل،  حسبما قال المدعي العام لمقاطعة شيلبي ستيف مولروي، الخميس.

وبحسب الشبكة، فر نيكولز سيرا على الأقدام، وحدثت مشاجرة ثانية، وعندما عانى نيكولز من إصابات خطيرة، احتاج إلى نقله إلى المستشفى بعد اعتقاله وتوفي في 10 يناير.

وقالت الشرطة إنها لم تتمكن من العثور على أي شيء يثبت السبب المحتمل للقيادة المتهورة من قبل نيكولز قبل مواجهته القاتلة مع الشرطة.

وأعلنت الشرطة أنها ستصدر فيديو الحادث في أربعة أجزاء على موقع يوتيوب.

احتجاجات

وقال مسؤولو الشرطة في عدد من المدن الكبرى في جميع أنحاء البلاد إنهم يتأهبون لأي احتجاج عام محتمل في نهاية هذا الأسبوع بشأن ما سيتم الكشف عنه في لقطات الفيديو.

وطلبت والدة نيكولز من المحتجين أن يكونوا سلميين خلال المظاهرات، قائلة في وقفة احتجاجية في ممفيس، الخميس، إنها تريد "أن يحتج كل واحد منكم بسلام".

وقالت ويلز: "لا أريد أن نحرق مدننا ونمزق الشوارع لأن هذا ليس ما يمثله ابني".

وكشفت والدته للشبكة أن الأطباء اتصلوا بها أثناء رعاية ابنها، وأخبرها طبيب بأن ابنها أصيب بسكتة قلبية وأن كليتاه تعانيان من فشل، مشيرة إلى أن ذلك "لا يبدو متسقا" مع ما وصفته الشرطة بأن نيكولز تم صعقه ورش الفلفل عليه.

بايدن يدين العنف

وأعرب الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن إحساسه بالغضب والألم الشديد بعد مشاهدة مقطع الفيديو "المروع" للحادث، ووصفه، الجمعة في بيان، بأنه " تذكير مؤلم آخر بالخوف والصدمة والألم والإرهاق الذي يعاني منه الأميركيون السود كل يوم".

ودعا بايدن الغاضبين من الحادث والذين يسعون إلى العدالة "عدم اللجوء إلى العنف أو التدمير"، مشيرا إلى أنه يضم صوته إلى صوت عائلة نيكولز "في الدعوة إلى الاحتجاج السلمي".

وكشف بايدن أنه تحدث مع والدة نيكولز وزوجها، مشيرا إلى أن عائلته بأكملها تستحق تحقيقا سريعا وكاملا وشفافا.

وأكد بايدن أنه "يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لضمان أن نظام العدالة الجنائية لدينا يفي بوعد العدالة العادلة والنزيهة والمعاملة المتساوية والكرامة للجميع".

وأحدثت القضية ضجة في بلد لا يزال متأثرا بمقتل جورج فلويد في مايو 2020 وما أحدثته هذه المأساة من تظاهرات لحركة "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود تهم) ضد العنصرية وعنف الشرطة.

كمال فضل البقاء في لبنان لمساعدة كبار السن والجرحى
كمال فضل البقاء في لبنان لمساعدة كبار السن والجرحى

أظهر كمال أحمد جواد، الأميركي من أصل لبناني، إنسانية استثنائية خلال حياته. رغم أنه عاش في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، لكنه اختار البقاء في لبنان لمساعدة الآخرين في وقت الأزمات.

كان يُعرف بالتزامه العميق بمساعدة المحتاجين، حيث كان يسدد ديون الأشخاص الذين لم يستطيعوا الفرار من الأوضاع الصعبة، ويقدم الدعم للفئات الأكثر ضعفًا، مثل كبار السن والجرحى.

تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أشار إلى أن كمال قتل في مطلع أكتوبر الحالي،  في غارة جوية إسرائيلية على مسقط رأسه في جنوب لبنان، حيث كان يواجه القصف بصمود وهدوء.

ففي  يوم الثلاثاء، كان يتحدث مع ابنته عندما وقعت الغارات الإسرائيلية، سقط جراء انفجار احدى الضربات، لكنه نهض بسرعة وأخبرها بأنه بحاجة لإنهاء صلاته قبل أن يعود لمساعدة الآخرين. لم يتمكن كمال أن يحمي نفسه من بقية الغارات، فتوفي صباح ذلك اليوم، تاركًا وراءه إرثًا من الإنسانية والتفاني.

وصفته ابنته نادين في منشور عبر إنستغرام بأنه "كان يؤكد دائمًا أنه يجب ألا نخاف"، لأنه كان يقوم بما يحب وهو "مساعدة الآخرين في الأرض التي نحبها".

الغارة التي أدت إلى وفاته كانت جزءًا من حملة عسكرية إسرائيلية واسعة تستهدف حزب الله، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1600 شخص وتهجير أكثر من 1.2 مليون آخرين في لبنان، وفقًا للسلطات المحلية.

أصدقاؤه وصفوه بأنه رجل ملتزم بإيمانه، معروف بمساعدته للناس في لبنان ودعمه لمن لا يملكون وسيلة للفرار.

حسين مكي، 33 عاما، وهو مدرس للعلوم الإسلامية، قال إن كمال كان "أبا أسطوريا" يتمتع بروح مرحة حتى في أصعب الأوقات.

وعلى الرغم من أن كمال كان بإمكانه العودة إلى الولايات المتحدة بالطائرة، اختار البقاء بالقرب من المستشفى الرئيسي في النبطية لمساعدة كبار السن والجرحى، وأولئك الذين لم يستطيعوا الفرار بسبب الظروف المالية.

في بيان صادر عن عائلته، أشاروا إلى أن وفاة كمال كانت واحدة من العديد من الوفيات المؤلمة في الشرق الأوسط. وأضافت ابنته نادين "فقط لأنه مواطن أميركي، يجب ألا نجعل قصته أكثر أهمية من قصص الآخرين الذين فقدوا أرواحهم".

قبل وفاته، أرسل كمال رسالة صوتية  لأطفاله، قال فيها: "السلام عليكم، كل شيء على ما يرام، لكن إذا حدث لي شيء، فإن واجبكم هو مساعدة الفقراء".

نيويورك تايمز أنهت تقريرها بالقول إن هذه الكلمات تعبر عن روح كمال العطوفة والتزامه بمساعدة الآخرين حتى في أحلك الأوقات.