طائرة تحلق بالقرب من بالون تجسس صيني في 4 فبراير 2023
طائرة تحلق بالقرب من بالون تجسس صيني في 4 فبراير 2023

كشف عدد من المسؤولين بإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن إرسال الصين سابقا "منطايد مراقبة" على ارتفاعات عالية فوق الولايات المتحدة لم يتم اكتشافها حتى بعد مغادرة المجال الجوي للبلاد، وفقا لتقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وبأوامر من الرئيس بايدن، أسقط الجيش الأميركي، السبت، المنطاد الصيني الذي حلّق لأيام فوق الولايات المتحدة.

وسقط المنطاد الصيني قبالة سواحل ولاية كارولاينا الجنوبية في جنوب شرق البلاد، وقال بايدن إنه أعطى الأمر، الأربعاء، بإسقاط المنطاد "في أقرب وقت ممكن"، لكن البنتاغون أراد الانتظار "حتى يكون في المكان الأكثر أمانا للقيام بذلك" لتجنب أي ضرر ممكن جراء سقوط حطامه، وفقا لـ"فرانس برس".

وأعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في بيان أن طائرة مقاتلة من طراز اف-22 أسقطت المنطاد "في المجال الجوي فوق ساحل كارولاينا الجنوبية".

وأضاف أوستن أن العملية جاءت ردا على "انتهاك غير مقبول لسيادتنا"، مؤكدا أن المنطاد "استخدمته الصين في محاولة لمراقبة المواقع الاستراتيجية" في الولايات المتحدة.

والأحد، أنقذ الجيش الأميركي، حطام المنطاد في محاولة لمعرفة المزيد عن العملية الصينية.

عمليات صينية سابقة

تحدث مسؤولون دفاعيون عن عمليات سابقة حدثت "ثلاثة منها على الأقل" خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، وواحدة في عهد بايدن، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".

وقال كبار مسؤولي الإدارة إن "رحلات المنطاد السابقة كانت أقصر بكثير من حيث المدة"، وربما يفسر سبب عدم اكتشاف بعضها في ذلك الوقت، حسب الصحيفة.

وقال أحد المسؤولين: "تم اكتشاف هذه المعلومات بعد مغادرة الإدارة السابقة"، وأشار إلى أن "أجهزة المخابرات تستعد لإحاطة شخصيات رئيسية في إدارة ترامب".

ماذا قالت إدارة ترامب؟

قال العديد من كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارة ترامب إنهم "لم يعلموا أبدًا بأي خروقات سابقة أو مستمرة للمناطيد".

وهو ما أكده روبرت أوبراين، الذي خدم بصفته آخر مستشار للأمن القومي في عهد ترامب من عام 2019 إلى عام 2021.

وقال كلا من جون بولتون وإتش آر ماكماستر، أسلاف أوبراين، واللذان عملا في منصب "مستشار لأمن القومي"، إنه "لم يتم إبلاغهما بأي خروقات للمناطيد".

ورفض مسؤولو إدارة بايدن الإفصاح عن كيفية اكتشاف الخروقات في وقت لاحق، مشيرين إلى "الحاجة لحماية أساليب الاستخبارات".

وقال أحد المسؤولين إن الانتهاكات الثلاثة خلال إدارة ترامب كانت قصيرة، بينما حدثت الحالة الأخرى في وقت مبكر من إدارة بايدن.

والسبت، قال المسؤول الدفاعي إنه في الحالات السابقة، مرت البالونات الصينية "عبر الولايات المتحدة لفترة وجيزة".

قال مسؤولون آخرون إن واحدة على الأقل من تلك الاختراقات السابقة كانت في عام 2019.

وتثير تلك الوقائع تساؤلات حول سبب عدم استعداد الحكومة بشكل أفضل لصد التوغل الأخير وكيف تعاملت الولايات المتحدة مع الحالات الأربع السابقة، حسب "وول ستريت جورنال".

أسباب عدم الإسراع بإسقاط المنطاد

تعرضت إدارة الرئيس بايدن لانتقادات لعدم الإسراع في اسقاط المنطاد.

وقالت الإدارة إن الانتظار حتى وصول المنطاد قبالة الساحل لإسقاطه كان من الحكمة، مما مكّن الولايات المتحدة من استعادة معدات المراقبة دون تعريض أي شخص للخطر.

وقال وزير الدفاع الأميركي "بعد تحليل دقيق، قرّر القادة العسكريون الأميركيون أن إسقاط المنطاد أثناء وجوده فوق الأرض يشكل خطرًا لا داعي له على الناس... نظرا لحجم المنطاد وارتفاعه وحمولته المخصصة للاستطلاع".

وأكد أن ذلك هو سبب انتظار الجيش، ليتمكن من إسقاطه "بأمان فوق مياهنا الإقليمية، بينما يراقب عن كثب مساره وأنشطته في جمع المعلومات"، حسب "فرانس برس".
والسبت، قال مسؤول دفاعي كبير: "كان شاغلنا الأول هو كيف يمكننا القضاء على هذا الأمر دون خلق مخاطر لا داعي لها على الأشخاص أو الممتلكات على الأرض"، حسب "وول ستريت جورنال".

وذكر بيان لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأحد، أن الولايات المتحدة تعمل على استعادة المنطاد الذي تم إسقاطه.

وقال الجنرال جلين فانهيرك قائد قيادة الدفاع الجوي والفضاء الأميركية والقيادة الشمالية الأميركية إن "عناصر البحرية تقوم حاليا بعمليات استعادة بمساعدة خفر السواحل في تأمين المنطقة والحفاظ على السلامة العامة"، وفقا لـ"رويترز".

وتقول الصين إن المنطاد كان يستخدم للأرصاد الجوية ولأغراض علمية أخرى.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يلوح بيده أثناء صعوده إلى طائرة الرئاسة في أبو ظبي، 16 مايو 2025. رويترز
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يلوح بيده أثناء صعوده إلى طائرة الرئاسة في أبو ظبي، 16 مايو 2025. رويترز

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن الإمارات والولايات المتحدة اتفقتا على فتح مسار يسمح للدولة الخليجية بشراء بعض أشباه الموصلات الأكثر تطورا في مجال الذكاء الاصطناعي من الشركات الأميركية.

وتكلل الصفقة جهود أبوظبي بالنجاح مع سعيها إلى أن تصبح مركزا عالميا للذكاء الاصطناعي.

واختتم ترامب جولة في منطقة الخليج زار خلالها السعودية وقطر والإمارات وركزت على الصفقات الاستثمارية. وتعهدت أبوظبي برفع قيمة استثماراتها في مجال الطاقة في الولايات المتحدة إلى 440 مليار دولار في الأعوام العشرة المقبلة.

وغادر ترامب إلى واشنطن بعد اجتماعات مقتضبة مع زعماء الخليج بهدف الحصول على التزامات مالية من الدول الثلاث الغنية المنتجة للطاقة والتي يمكنها أن تعزز الاقتصاد الأميركي وتوفر فرص عمل.

وفي مارس الماضي عندما التقى مسؤولون إماراتيون كبار مع ترامب، تعهدت الإمارات بإطار استثماري حجمه 1.4 تريليون دولار على مدى 10 سنوات في قطاعات أميركية تشمل الطاقة والذكاء الاصطناعي والتصنيع لتعزيز العلاقات المتبادلة.

وقال ترامب في آخر محطة له في جولته الخليجية "نحقق تقدما كبيرا في ما يتعلق بمبلغ 1.4 تريليون دولار أعلنت الإمارات أنها تنوي إنفاقه في الولايات المتحدة".

وركزت زيارة ترامب، على الأقل بشكل علني، على صفقات الاستثمار وليس الأزمات الأمنية في الشرق الأوسط ومنها حرب إسرائيل في غزة.

واقتصرت جهود ترامب الدبلوماسية على اجتماع مع الرئيس السوري أحمد الشرع، بعد أن قرر رفع العقوبات المفروضة على سوريا بناء على طلب من ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، في تحول كبير في السياسة الأمريكية.

ويشكل اتفاق الذكاء الاصطناعي دفعة للإمارات التي تحاول موازنة علاقاتها مع حليفتها الولايات المتحدة وشريكتها التجارية الأكبر الصين.

ويعكس أيضا ثقة إدارة ترامب في إمكان إدارة الرقائق على نحو آمن بوسائل منها أن تدير شركات أميركية مراكز بيانات بموجب الاتفاق.

وقال ترامب "اتفق البلدان أمس أيضا على تمكين الإمارات من شراء بعض أكثر أشباه الموصلات تطورا على العالم في مجال الذكاء الاصطناعي من شركات أميركية. إنه عقد كبير جدا".

وأضاف "هذا من شأنه أن يدر المليارات والمليارات من الدولارات من الأعمال، وسيعمل على تسريع خطط الإمارات لتصبح كيانا رئيسيا حقا في مجال الذكاء الاصطناعي".

وتضمنت الصفقات الجديدة المعلنة مع الإمارات والتي تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار التزام قيمته 14.5 مليار دولار من شركة الاتحاد للطيران لشراء 28 طائرة بوينغ أميركية الصنع.

استثمارات الطاقة

أعلنت الإمارات عن التزامها بالاستثمار في الطاقة الأميركية خلال عرض قدمه سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وهي واحدة من عدد من التعهدات المالية الضخمة التي حصل عليها ترامب من الإمارات والسعودية وقطر.

وقال الجابر لترامب إن حجم الاستثمارات الإماراتية في قطاع الطاقة الأميركي سيرتفع إلى 440 مليار دولار بحلول 2035 ارتفاعا من 70 مليارا في الوقت الراهن، مضيفا أن شركات الطاقة الأميركية ستستثمر أيضا في الإمارات.

وقال الجابر أمام وسيلة عرض لمشروعات في الإمارات تحت شعارات شركات إكسون موبيل وأوكسيدنتال بتروليوم وإي.أو.جي ريسورسيز "تعهد شركاؤنا باستثمارات جديدة بقيمة 60 مليار دولار في التنقيب والإنتاج بقطاعي النفط والغاز، فضلا عن فرص جديدة وغير تقليدية".

وقال الجابر، الذي يشغل أيضا منصبي الرئيس التنفيذي لشركة أكس.آر.جي الذراع الاستثمارية الدولية لأدنوك‭‭‭ ‬‬‬ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، إن شركة أكس.آر.جي تسعى إلى ضخ استثمارات كبيرة في الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة.

سوريا وإيران

ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا مهد الطريق لاتفاق أُعلن عنه اليوم الجمعة بين الحكومة السورية وشركة دي بي ورلد الإماراتية، ومقرها دبي.

ووقع الجانبان مذكرة تفاهم قيمتها 800 مليون دولار لتطوير ميناء طرطوس السوري.

وأكد ترامب أنه لم يتشاور مع حليفته إسرائيل، عدو سوريا اللدود، بشأن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة، رغم الشكوك الإسرائيلية العميقة إزاء إدارة الرئيس الإسلامي أحمد الشرع.

وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية، بعد مغادرته أبوظبي بوقت قصير "لم أسألهم عن ذلك. اعتقدت أنه كان القرار الصائب. حظيت بالكثير من الثناء على قيامي بذلك. انظروا، نريد لسوريا النجاح".

وحث ترامب الشرع على إقامة علاقات مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، وهي اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب توسط فيها الرئيس الأميركي خلال ولايته الأولى.

وقال ترامب اليوم إن إيران لديها مقترح أميركي للتوصل إلى اتفاق نووي، وإنها تعلم أن عليها التحرك سريعا، وذلك بعد يوم من قوله إن واشنطن وطهران قريبتان من التوصل إلى اتفاق نووي.

وأوضح للصحفيين "لديهم مقترح. والأهم من ذلك، أنهم يعلمون أن عليهم التحرك سريعا وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه".