تهيمن ملفات داخلية وخارجية عدة على خطاب "حالة الاتحاد" الذي سيلقيه الرئيس الأميركي، جو بايدن، الساعة التاسعة، من مساء الثلاثاء، بتوقيت العاصمة الأميركية واشنطن.
ووفق "سي أن بي سي" فإن مساعدي بايدن أكدوا أن أبرز المسائل التي سيتطرق إليها في الخطاب السنوي هي مسألة نمو الوظائف، ومكافحة التضخم، والحرب في أوكرانيا، وجائحة كوفيد، والتنافس الاستراتيجي مع الصين.
ويلقي بايدن خطابه في مبنى الكابيتول أمام أعضاء الكونغرس بمجلسيه (النواب والشيوخ)، وعدد كبير من مسؤولي إدارته، فضلا عن جمهور عريض سيشاهده عبر شاشات التلفزيون.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي يلقي فيها بايدن الخطاب التاريخي أمام الكونغرس المنقسم، بعد سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي.
وسيجلس رئيس مجلس النواب الجمهوري، كيفن مكارثي، خلف بايدن على المنصة للمرة الأولى، بدلا من الديمقراطية، نانسي بيلوسي، وستجلس نائبة الرئيس، كامالا هاريس، بجانب مكارثي.
وأعلن البيت الأبيض أن من بين ضيوف بايدن والسيدة الأولى، جيل، السفيرة الأوكرانية، أوكسانا ماركاروفا، ونجم موسيقى الروك بونو، وبراندون تساي، الرجل الذي نزع السلاح من منفذ إطلاق النار بملهى في كاليفورنيا في يناير.
وأمضى بايدن، نهاية الأسبوع، في منتجع كامب ديفيد الرئاسي، محاطا بكبار مستشاريه وكاتبي الخطابات الرئاسية للتدقيق في الكلمة التي يستعد لإلقائها.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيار، إنه على رغم أن كتابة الخطاب بدأت قبل أسابيع، سيتم إجراء تعديلات عليه "حتى اللحظة الأخيرة".
ملفات داخلية
وتوقعت صحيفة نيويورك تايمز أن تتضمن الأفكار الرئيسية في الخطاب التأكيد على "العمل معا" (ديمقراطيين وجمهوريين) وريادة أميركا في العالم، ودعم الطبقة العاملة والطبقة الوسطى.
وقالت إن مساعدين له أكدوا أنه يعمل مع مساعديه على كتابة خطاب يتضمن جملا واضحة وشرحا لإنجازاته التشريعية بمصطلحات يمكن للناس العاديين فهمها.
ومن المتوقع أن يستعرض بايدن الجهود التي حققتها إدارته في مجال تعزيز الاقتصاد، مدعوما بالأنباء عن استعادة اقتصاد البلاد عافيته من تبعات الجائحة، وتراجع البطالة إلى مستويات هي الأدنى منذ عقود، وتراجع نسبة التضخم.
لكن على الرغم من نمو الوظائف، والبيانات الجديدة التي تشير إلى تباطؤ التضخم، لا يزال عدد كبير من الأميركيين متشائمين بشأن حالة الاقتصاد، وفق "سي أن بي سي".
ويلقون باللائمة على سياسات بايدن في احتمالات حدوث ركود. ووجد استطلاع لـ"سي أن بي سي" أن 36 في المئة يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الاقتصاد.
ومن المتوقع أن يكشف بايدن النقاب عن سياسات جديدة خاصة بإجراءات مكافحة السرطان، ودعم المحاربين القدامى، وكبار السن، ومعالجة مشكلات الصحة العقلية، واتخاذ إجراءات صارمة ضد أزمة المواد الأفيونية.
ومن المتوقع أن يتحدث عن تغير المناخ، وهدف أن تكون 50 في المئة من السيارات كهربائية
بحلول عام 2030، وفق موقع الإذاعة الأميركية العامة.
وسيتحدث عن جهود إدارته في مكافحة جائحة كوفيد وإعلان انتهاء حالة الطوارئ الصحية العامة.
من المرجح أن يكرر مطالبه بمنع الأسلحة الهجومية، بعد حادثي إطلاق نار وقعا مؤخرا، وتجديد الدعوة لتوسيع نطاق قانون تاريخي أقر العام الماضي، يقيد الحصول على أسلحة.
وسيكون الخطاب فرصة للترويج للإجراءات الأخيرة التي اتخذتها إدارته في التعامل مع تدفق المهاجرين على الحدود الجنوبية، وسط اتهامات لإدارته بأنها لم تستطع وقفها.
ملفات خارجية
ويأتي الخطاب، هذا العام، بعد أيام من توتر مع الصين، إثر قيام سلاح الجو بتوجيه من بايدن بإسقاط منطاد صيني حلق فوق الأراضي الأميركية، قالت واشنطن إنه مخصص للتجسس، بينما نفت بكين ذلك.
ودفعت الأزمة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إرجاء زيارة كان يستعد للقيام بها إلى الصين، إلى موعد غير محدد.
وتوقعت الإذاعة الأميركية العامة أن يتحدث بايدن عن الصين باعتبارها دولة تتحدى "النظام العالمي القائم على القواعد"، وتشكل تهديدا للتفوق التكنولوجي الأميركي، وسوف يستخدم حادثة المنطاد للتأكيد على مدى التهديد الذي تشكله الصين.
كما سيتحدث الرئيس الأميركي عن جهوده لتعزيز التحالفات العسكرية في آسيا، والجهود المبذولة لمنع أي مواجهة عسكرية بشأن تايوان.
وسيدافع عن سياسة إدارته تجاه أوكرانيا بعد نحو عام من الغزو الروسي، ووسط تكهنات بهجمات كبيرة في المستقبل القريب.
وقد يكون خطابه فرصة إضافية لتحديد المساعدات الجديدة التي سترسلها الولايات المتحدة لأوكرانيا، التي تلقت كما كبيرا من المساعدات العسكرية في ظل إدارة بايدن.
التمهيد لمعركة الرئاسة
وقالت فرانس برس إن خطاب بايدن سيكون تمهيدا لخوض الانتخابات الرئاسية مجددا في السنة المقبلة، وسط صعوبات تكمن في هيمنة الجمهوريين على مجلس النواب وتصميمهم على عرقلة أجندة بايدن التشريعية.
وقالت رئيسة لجنة الجمهوريين الوطنية، رونا ماكدانيال: "إن حالة الاتحاد بات أضعف والأسر الأميركية تعاني بسبب جو بايدن... كل ما يتلقونه من بايدن هو اعتذارات".
ومن الآن، ترتسم معالم أزمة حادة بين الإدارة الديمقراطية والجمهوريين الرافضين رفع السقف الائتماني للبلاد، والذي عادة ما يكون خطوة إجرائية روتينية.
وتحذر إدارة بايدن من أن تعنت الجمهوريين قد تكون له تداعيات دولية كبرى، ويدفع الولايات المتحدة للتخلف عن سداد ديونها.
ويمكن لتوترات وعدم يقين من هذا القبيل، إضافة إلى الشكوك المحيطة بمستقبل بايدن، أكبر الرؤساء سنا في تاريخ البلاد (80 عاما)، أن تكون من العوامل التي تعكس بعض التشاؤم في استطلاعات الرأي.
وأظهر استطلاع أجرته مؤخرا شبكة "إيه بي سي" التلفزيونية وصحيفة "واشنطن بوست"، أن 58 في المئة من الديمقراطيين والمستقلين ذوي التوجه الديمقراطي، يرون أن على الحزب تقديم مرشح آخر إلى الانتخابات الرئاسية في 2024.