الولايات المتحدة تعمل على تطوير غواصات فيرجينيا. أرشيفية
الولايات المتحدة تعمل على تطوير غواصات فيرجينيا. أرشيفية

أعلنت واشنطن عزمها إرسال "غواصة نووية" قادرة على إطلاق صواريخ إلى كوريا الجنوبية، في خطوة تتخذ للمرة الأولى منذ أربعة عقود.

ويأتي هذا الإجراء ضمن "إعلان واشنطن" والذي يأتي في ختام محادثات جرت في البيت الأبيض، حيث وجه الرئيسان الأميركي، جو بايدن ونظيره الكوري الجنوبي، يوون سوك، تحذيرا رسميا إلى كوريا الشمالية من أي "هجوم نووي".

وحذر الرئيس الأميركي من أن "هجوما نوويا تشنه كوريا الشمالية على الولايات المتحدة أو حلفائها غير مقبول وسيفضي إلى نهاية أي نظام يقدم على تحرك كهذا".

واتفقت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في "إعلان واشنطن" الذي أقر، الأربعاء، على تعزيز تعاونها بشكل كبير في مجال الدفاع بما يشمل النووي من خلال تكثيف "المشاورات".

ورغم نشر الولايات المتحدة لغواصة نووية إلا أن هذا لا يعني أن واشنطن تنوي نشر أسلحة نووية بشكل دائم قرب كوريا الجنوبية، فيما أكد مسؤول لوكالة فرانس برس لم تكشف اسمه أن "الولايات المتحدة لم تتخذ إجراءات كهذه منذ زمن الحرب الباردة مع حفنة من أقرب حلفائنا في أوروبا".

حقائق عن أسطول الغواصات الأميركية

الولايات المتحدة تمتلك أكثر من 70 غواصة قتالية. أرشيفية

تكشف البيانات الأميركية الرسمية أن الولايات المتحدة تمتلك 71 غواصة، تضم 53 غواصة هجومية سريعة، و14 غواصة قادرة على إطلاق الصواريخ الباليسيتية، وأربع غواصات قادرة على إطلاق صواريخ موجهة، بحسب الموقع الإلكتروني لـ"البحرية الأميركية".

وتؤكد البحرية الأميركية أن أسطول الغواصات له "تأثير كبير" في القدرات العملية، خاصة مع تطور بيئات الأمن البحري الذي قد يحوله إلى "حرب غير متكافئة" في ظل وجود أنظمة أسلحة جديد تهدد القوات المشتركة.

وأشارت إلى أن الحرب العالمية الثانية هي التي مهدت إلى تطوير أسطول الغواصات ليصبح ما وصل إليه الآن، مؤكدة أن الغواصات الأميركية "الأكثر قوة وقدرة في العالم وفي تاريخ البحرية الأميركية".

وكشفت البحرية الأميركية أن الأسطول الحالي من الغواصات يحمل 54 في المئة من ترسانة "الردع النووي" للولايات المتحدة

الغواصات الهجومية

الولايات المتحدة سترسل غواصة نووية قرب كوريا الجنوبية. أرشيفية

وتمتلك الولايات المتحدة أسطولا من الغواصات الهجومية المكون من 53 غواصة لديها القدرة على القيام بمهام متعددة، تضم الهجوم وتدمير الغواصات أو السفن المعادية أو القيام بعمليات دعم خاصة للاستخبارات والمراقبة، ناهيك عن دوره في التخلص من الألغام البحرية في المناطق المعادية.

وتعمل هذه الغواصات بقوة محركات الديزل والكهرباء والهواء، وهي تمتلك مزايا تكنولوجية فائقة، ويمكنها التنقل بسرعات عالية وممارسة نوع من المناورات يضمن تفوقها في ساحات الحرب تحت البحر.

وتمتلك البحرية الأميركية ثلاث فئات من الغواصات الهجومية، ولكن فئة لوس أنجليس "أس أس أن 688" هي الأكثر استخداما، إذ تمتلك 30 منها قدرات إطلاق صواريخ "توماهوك كروز" بشكل عمودي.

كما تمتلك البحرية غواصات من "سي وولف" والتي تعتبر من الغواصات "الهادئة" بشكل استثنائي، وهي سريعة ومسلحة بأجهزة استشعار متطورة، ولديها غرفة تخزين للذخائر كبيرة، وتمتلك بعضها منصات متعددة، وهو ما يجعلها مناسبة لاستخدامها في إجراء الأبحاث السرية لتطوير وتعزيز القدرات القتالية.

وكشفت البحرية الأميركية أنها تعمل على بناء جيل جديد من الغواصات القتالية والذي سيعرف باسم "فيرجينيا أس أس أن 774".

وستمتلك هذه الفئة الجديدة قدرات قتالية متطورة وغرف خاصة للطوربيدات، والتي يمكن تحويلها أيضا لتصبح غرف تخزين للحمولات المتعددة بما في ذلك نقل الجنود.

ولن تستخدم هذه الغواصات المناظير التقليدية، ولكنها ستضم كاميرات مراقبة رقمية تعمل بالأشعة تحت الحمراء، كما تم استبدال مجال السونار التقليدي بآخر متطور، وهي قادرة على حمل ستة صواريخ توماهوك كروز.

غواصات الصواريخ الباليستية

الولايات المتحدة تمتلك عشرات الغواصات القتالية. أرشيفية

وتمتلك البحرية الأميركية 14 غواصة قادرة على حمل وإطلاق الصواريخ الباليستية، والتي تعرف باسم غواصات "بومرز"، وهي تعمل كمنصة إطلاق غير قابلة للكشف، بسبب قدرتها على التسلل.

وهذه الغواصات من فئة "أوهايو أس أس بي أن"، وكل واحدة منها يمكنها حمل 24 صاروخا متعددة الأوجه، ولكن بموجب معاهدة الحد من الأسلحة، تم تعطيل 4 أربعة أنابيب حاملة للصواريخ في كل غواصة، ما يجعلها كل واحدة منها قادرة على حمل 20 صاروخا كحد أقصى.

وتخصص هذه الغواصات في الدرجة الأولى في "درويات الردع"، وهي قادرة على قضاء 77 يوما في البحر، لتعود بعد ذلك لمدة 35 يوما في الميناء للصيانة، حيث يتناوب على العمل عليها طاقمان.

وتقوم البحرية الأميركية بتطوير جيل جديد من هذه الغواصات سيعرف باسم "كولومبيا أس أس بي أن"، والتي يتوقع أن تدخل الخدمة في عام 2027، لتستمر في هدف ضمان الردع الاستراتيجي.

غواصات الصواريخ الموجهة

الغواصات الأميركية تحمل أكثر من نصف قوة الردع النووي. أرشيفية

ويتوفر لدى البحرية الأميركية غواصات قادرة على حمل وإطلاق صواريخ موجهة وهي من فئة "أوهايو أس أس جي أن"، والتي تمتلك قدرات هجومية وعمليات خاصة غير مسبوقة يمكنها إطلاق ذخائرها من منصات سرية مخفية.

وتمتلك هذه الغواصات صواريخ تكتيكية ومجهزة بقدرات اتصالات متفوقة.

ويعود تطوير هذه الغواصات إلى عام 1994 عندما حددت مراجعة استراتيجية للوضوع النووي أن الولايات المتحدة تحتاج إلى تحويل 4 غواصات من فئة أوهايو غلى منصات هجوم ودفاع ذاتي.

وتطلب تعديل هذه الغواصات إصلاحا هندسيا مبتكرا وأعمال تحويل مكثفة لتمكينها من التزود بالوقود من أكثر من ميناء.

وهذه الغواصات لديها القدرة مجتمعة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ كروز، وهي قادرة على إطلاق 7 ذخائر في الوقت ذاته، ناهيك عن وجود أنابيب صاروخية لإطلاقة صواريخ توماهوك، وهي قادرة على دعم المهام القتالية واستهداف المركبات تحت الماء وفوق الماء وحتى في السماء، كما يمكنها إطلاق مركبات بحرية وطائرة درونز مسيرة عند بعد.

ويمكن لهذه الغواصات أن تحمل 66 فردا، ويمكنها العمل كمركز قيادة سري في العمليات القتالية.

وتؤكد البحرية الأميركية أن هذه الغواصات "عنصر أساسي" في القوات القتالية البحرية بسبب قدرتها على المناورات والتخفي وحمل وإطلاق ذخائر مؤثرة في العمليات القتالية.

لوحة إعلانية تروج لاتفاقية سلام مع السعودية
لوحة إعلانية تروج لاتفاقية سلام مع السعودية في تل أبيب

تحدث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الاثنين، عن ما وصفها بـ"اتفاقية سلام سنية إسرائيلية" تشبه اتفاقيات كامب ديفيد مع مصر والسلام مع الأردن، تجمع بلدان المنطقة.

وقصد روبيو بكلامه، في مقابلة مع إذاعة "سيريوس إكس إم بارتريوت" الأميركية، التوصل لاتفاق بين دول الخليج والشرق الأوسط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، على غرار الموقف الذي اتخذته دول عربية في العام 2020 على غرار الإمارات والمغرب والسودان.

وقال روبيو: "تخيل منطقة حيث تشعر إسرائيل الآن بالأمان بسبب ما حدث في لبنان وسوريا حيث يمكنها الدخول في اتفاقية سلام مع المملكة العربية السعودية وممالك الخليج الأخرى، اتفاقية سلام سنية إسرائيلية".

ومنذ بداية ولايته الثانية، ظل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشدد أن السعودية ستطبع علاقاتها مع إسرائيل وتنضم إلى الاتفاقيات الإبراهيمية.

وقال في تصريحات صحفية خلال عودته إلى المكتب البيضاوي: "أعتقد أن السعودية ستنضم في آخر الأمر إلى الاتفاقيات الإبراهيمية".

وعلق المسؤول الدبلوماسي الأميركي على مستجدات الوضع في منطقة الشرق الأوسط في علاقتها بـأمن إسرائيل، قائلا "سوريا لم تعد تحت حكم الأسد، ولم تعد تحت النفوذ الإيراني أو الروسي، لم تعد تحت سيطرة داعش، لم تعد تشكل تهديداً أمنياً لإسرائيل".

واعتبر أن "هذه هي الفرصة التي نأمل أن نستكشفها ونرى ما إذا كانت ممكنة"، مبرزا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "أوضح تماماً أن جزءاً من أجندته هو تعزيز السلام في العالم، وإذا كانت هناك فرصة لخلق الظروف للسلام، فهذا بالتأكيد شيء سنبذل قصارى جهدنا لمحاولة تعزيزه والمشاركة فيه".

كما تحدث ماركو روبيو عن التطورات في لبنان، وقال "هناك بعض الفرص المثيرة المحتملة لتغيير الديناميكية في تلك المنطقة حقاً. لقد رأينا في لبنان حيث تم تشكيل حكومة جديدة الآن. تخيل منطقة حيث لديك حكومة لبنانية مستقرة وحزب الله لم يعد يسيطر على الجزء الجنوبي من لبنان ويهدد إسرائيل كل يوم".