مؤلف كتاب "هنري كيسنجر والقوة الأميركية": يمكن فهم السياسة الأميركية من خلال رجل
الحرة - واشنطن
30 مايو 2023
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
وصف مؤلف كتاب "هنري كيسنجر والقوة الأميركية"، البروفيسور توماس شوارتز، وزير الخارجية الأميركي السابق، هنري كيسنجر، الذي يحتفل بعيد ميلاده المئة، بأنه كان الشخص الذي تفهم عبره السياسة الأميركية الخارجية.
وأضاف شوارتز في حوار مع قناة "الحرة" إن الجدل الذي تثيره شخصية كيسنجر مفهوم بوصفه من أكبر المدافعين عن المصالح الأميركية، لكنه أيضا كان مؤيدا لاستخدام القوة العسكرية ومدافعا عن الديكتاتورية.
وقال شوارتز إن كيسنجر هو شخص "بأبعاد متعددة عكس خلال سيرته المهنية نواحي متعددة للقوة الأميركية".
ووفقا لشوارتز، فإن كيسنجر "صناعة الرئيس الأميركي نيكسون"، وأضاف أنه حصل على مزيد من القوة بعد خروج نيكسون من السلطة".
وأضاف أن كيسنجر برع في التعامل مع البيروقراطية وجلب قرارات السياسة الخارجية إلى البيت الأبيض.
وأضاف أن "نيكسون أعطى كيسنجر نفوذا كبيرا وعندما مر نكسون بتحديات ووترغيت قام كسنجر بالحصول على سلطة استثنائية".
وقال شوارتز إن النجاحات الأساسية في مسيرة كيسنجر كانت الانفتاح على الصين والمساهمة في دمجها في النظام العالمي، بالإضافة إلى إنهاء حرب 1973 بين إسرائيل ومصر وسوريا.
لكنه قال إنه أخفق خلال المفاوضات لإنهاء الانخراط الأميركي في فيتنام، وأيضا في تشيلي.
وينحدر كيسنجر، وهو واحد من أشهر الديبلوماسيين الأميركيين في تاريخ الولايات المتحدة، من أسرة يهودية رزقت به في ألمانيا، وبمجرد بلوغه سن الخامسة عشر عام 1938، هربت الأسرة بالكامل إلى الولايات المتحدة خوفا من الممارسات النازية، ليبدأ فصلا جديدا في حياته.
وكانت حياة كيسنجر مادة خصبة للمؤرخين والمحللين والكتاب والدراسات النفسية، ونال إشادات توجت بجائزة نوبل للسلام عام 1973 بسبب جهوده لوقف إطلاق النار في فيتنام، لكن هناك من يعتبرونه مسؤولا عن إزهاق مئات الآلاف من الأرواح.
وعاصر كيسنجر عقودا من الحروب والتقلبات والتغيرات في الأنظمة وسياسات الدول وخرائطها أيضا، وربما يكون له دور في أغلب تلك الأزمات سواء بشكل مباشر أم عبر إرثه، الذي رغم الخلاف بشأن الرأي النهائي فيه، إلا أن تأثيره يبقى كبيرا.
قبل المناظرة الرئاسية الأولى بينهما، تفصل نقطة واحدة فقط بين نائبة الرئيس، كمالا هاريس، والرئيس السابق، دونالد ترامب، في ما يتعلق بنسب التأييد بين الناخبين المسجلين على المستوى الوطني.
ويلتقي ترامب وهاريس، مساء الثلاثاء، في أول مناظرة رئاسية بينهما وربما الوحيدة.
ومن بين الناخبين الذين يقولون إنهم يخططون بالتأكيد للتصويت في الخامس من نوفمبر، تتقدم هاريس بثلاث نقاط ضد ترامب، على غرار ما حدث في أغسطس.
ومع ذلك، فقد تفوق ترامب على هاريس بين المستقلين والناخبين اللاتينيين. وكانت هاريس في السابق متقدمة على ترامب بين كلتا المجموعتين الانتخابيتين.
هل سيكون لمناظرة الثلاثاء أهمية؟
يخطط معظم الأميركيين إما لمشاهدة المناظرة أو متابعة التغطية الإخبارية لها. ويقول ثلاثة من كل 10 ناخبين إن المناظرة قد تحدث فرقا في تحديد تصويتهم، وفق مسح مشترك لمعهد ماريست للرأي العام، وشبكة "NPR" وشبكة "PBS".
ووفق النتائج، سيشاهد 70 في المئة من الأميركيين كل المناظرة الرئاسية بين هاريس وترامب أو معظمها، ويقول 23 بالمئة آخرون إنهم لن يشاهدوها، لكنهم سيتابعون عن كثب التغطية الإخبارية للمناظرة.
ويقول 30 بالمئة من الناخبين المسجلين إن المناظرة ستساعدهم كثيرا أو بقدر جيد في اختيارهم المرشح الذي سيصوتون له. ومع ذلك، يعتقد 69 بالمئة أنها لن تساعدهم كثيرا أو على الإطلاق في اتخاذ قرارهم الانتخابي.
ولا يزال ترامب يتمتع باليد العليا في العديد من الأساسيات في هذه الانتخابات، فهو يحظى بثقة أكبر في الاقتصاد والهجرة وكيفية التعامل مع الشرق الأوسط. والأشخاص الذين يريدون زعيما قويا يفضلونه بهامش كبير، وفق تقرير لشبكة "NPR".
ولكن هاريس تحظى بشعبية أكبر قليلا، وفق التقرير، حيث ينظر إليها على أنها تهتم بعامة الناس في أميركا، وينظر إليها على أنها المرشحة التي تمثل التغيير بشكل أكبر.
هاريس تحقق أرقاما تنافسية مع ترامب في الاستطلاعات الأخيرة
ويقول التقرير إن هاريس تقود كثيرا بين أولئك الذين يقولون إنهم يريدون زعيما "صادقا وجديرا بالثقة". كما تتمتع هاريس بميزة أكبر في ما يتعلق بحقوق الإجهاض مقارنة بترامب في القضايا الأخرى التي سئل عنها.
لكن لهاريس نقاط ضعفها الخاصة، لاسيما وأن البعض يراها "ليبرالية للغاية" مقارنة بترامب "المحافظ للغاية"، بما في ذلك 50 بالمئة من المستقلين.
وهذا على الرغم من حقيقة أن هاريس حاولت التوجه إلى الوسط في مجموعة من القضايا، بما في ذلك الهجرة والسياسة الخارجية والتكسير الهيدروليكي، في محاولة لكسب هؤلاء الناخبين المعتدلين في الولايات المتأرجحة الحاسمة.
وينظر إلى ترامب باعتباره أقوى في قضايا الهجرة والاقتصاد والشرق الأوسط، فيما ينظر إلى هاريس باعتبارها أفضل في قضية الإجهاض.
لكن ترامب يواجه تحديا من أولئك الناخبين الذين يعتبرونه "مثيرا للجدل"، ويعتقدون أن مواقفه المتشددة في ملفات عدة قد تؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في المناخ السياسي الأميركي.
كما أن ترامب يحاكم في قضايا جنائية تثير تساؤلات حول الثقة التي يمكن أن يمنحها الناخبون له. لكن في الوقت ذاته، يرى مؤيدون لترامب أن هذه المحاكمات هي "استهداف سياسي".
ومن المرجح أن يحاول ترامب حصر منافسته في قضايا جدلية مثل الاقتصاد والهجرة، مع شن مزيد من الهجمات الشخصية بحقها على خلفيات العرق والنوع الاجتماعي، استكمالا لما يقوم به منذ بدء حملتها، وفق فرانس برس.
وكان ترامب قد وجه هجمات شخصية بالفعل على هاريس، قائلا إنها تبنت هوية سوداء مع دخول السباق، فضلا عن تلميحاته الجنسية.
ترامب هاجم هاريس في عدة تجمعات انتخابية ويشكك في قدرتها على غدارة الملفات المعقدة في البلاد
وتشير نتائج الاستطلاع إلى أنه مع اقتراب يوم الاقتراع، لا تزال حماسة الناخبين للمشاركة مرتفعة، حيث صرح 82 بالمئة أنهم سيصوتون بالتأكيد.
وتكشف النتائج أن أنصار هاريس أكثر حماسا قليلا، حيث أشار 85 بالمئة من مؤيديها إلى التزامهم بالتصويت، مقارنة بـ 77 بالمئة من المستقلين.
وتشير نية الإقبال العالية هذه إلى وجود ناخبين مشحونين للغاية، حيث تتقدم هاريس بهامش ضئيل يبلغ 3 نقاط على ترامب بين أولئك الذين من المؤكد أنهم سيصوتون.
أنصار ترامب يعتقدون أن محاكمته جزء من استهداف سياسي
في الولايات المتأرجحة
ويبدو أن مناظرة الثلاثاء مهمة للناخبين في ولايات ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، والولايات الأخرى المتأرجحة. فمواقف هاريس أقل شهرة من مواقف ترامب.
وتوقف المرشحان مرارا هذا الصيف في ولاية بنسلفانيا، والتي من المرجح أن تحدد، إلى جانب ميشيغان وويسكونسن وجورجيا ونورث كارولاينا وأريزونا ونيفادا، من سيفوز بالبيت الأبيض.
ووفق استطلاع آخر، يقول ما يقرب من أربعة من كل 10 ناخبين في هذه الولايات المتأرجحة إنهم لا يعرفون ما تمثله هاريس.
ويرجع بعض هذا إلى الجمهوريين الذين يقول معظمهم إنهم لا يعرفون أين تقف هاريس. لكن العديد من المستقلين يتبنون هذا الرأي أيضا، وهي مجموعة تصويتية رئيسية أقل ثباتا في دعمها، وليست متحمسة بشكل خاص لما رأوه من أي من الحملتين مؤخرا.
ويشعر مزيد من الناخبين أنهم يعرفون أين يقف ترامب وهو المرشح الرئاسي الجمهوري للمرة الثالثة، سواء كانوا يتفقون معه أم لا.
والمناظرة هي فرصة لهاريس لإعادة تقديم نفسها وشرح كيف ستتعامل مع القضايا التي يهتمون بها، وفق تقرير لشبكة "سي بي أس".
ويحاول كل من المرشحين هاريس وترامب أن يقدم نفسه على أنه "مرشح التغيير"، لذلك ستكون هذه المناظرة حاسمة بالنسبة لكثير من الناخبين.
الناخبون يظهرون دعما لحقوق الإجهاض في الولايات المتحدة
وعكفت هاريس، وفق وكالة أسوشيتد برس، على التدرب على المناظرة في فندق وسط مدينة بيتسبرغ، حيث يمكنها التركيز على تحسين إجاباتها التي ستستغرق دقيقتين، حسب قواعد المناظرة.
من جانبه، "رفض" ترامب التحضير للمناظرة، وفضل التركيز على المشاركة وتنشيط الفعاليات المرتبطة بحملته الانتخابية، مؤكدا أنه "سيكون مستعدا للمناظرة".