أثار صوت انفجار شديد انتباه سكان العاصمة الأميركية، واشنطن، وضواحيها، بعد ظهر السبت، ليتبين لهم لاحقا أنه كان ناتجا عن مطاردة في الهواء بين مقاتلتين وطائرة مدنية.
وقال مسؤولون أميركيون إن دوي انفجار صوتي تردد صداه في المنطقة نتج عن تحرك مقاتلتين من طراز أف-16 لاعتراض طائرة "غير مستجيبة"، تحطمت لاحقا في ولاية فرجينيا.
وأفاد سكان العاصمة الفيدرالية وضواحيها بأنهم سمعوا صوتا مدويا هز النوافذ والجدران على بعد كيلومترات، مثيرا موجة تساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما نشر البعض مقاطع من كاميرات المراقبة التي سجلت الصوت:
Caught it on camera. ! pic.twitter.com/xRC4uHEIHL
— Lisa (@Irisheyez28) June 4, 2023
وأفادت قاعدة أندروز العسكرية في ولاية ميريلاند، القريبة من واشنطن، بأنها أرسلت مقاتلتين من طراز أف-16 بعد دخول طائرة "سيسنا" منطقة جوية محظورة.
We have confirmed that the loud boom heard in Bowie was a sonic boom from a plane out of Joint Base Andrews.
— Bowie Maryland (@CityofBowie) June 4, 2023
وذكرت قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (نوراد) في بيان أن مقاتلتَي أف-16 "استجابتا لطائرة "سيسنا 560 سايتيشن في" غير مستجيبة فوق واشنطن العاصمة وشمال فرجينيا".
وأوضحت "نوراد" أنه سمح للمقاتلتين بالتحليق "بسرعة تفوق سرعة الصوت"، وهو ما أحدث دويا سمع في واشنطن حتى ضواحي فرجينيا وميريلاند.
ويقول موقع القوات الجوية الأميركية إن "الانفجار/ الدوي الصوتي" ضجيج شديد يشبه الرعد، ويحدث نتيجة تحرك جسم بسرعة تفوق سرعة الصوت.
وتصدر الطائرات المحلقة باستمرار موجات من ضغط الهواء مماثلة لموجات الماء التي تسببها السفينة. وعندما تتجاوز الطائرة سرعة الصوت، تتحد موجات الهواء هذه وتحدث ما يسمى "الموجة الصادمة" (هزة قوية) تبدأ من نقطة الانطلاق، مخلفة "دوي انفجارات صوتية" على طول مسار طيرانها.
ويمثل"الدوي صوتي" الذي يسمع على الأرض إطلاقا للضغط المتراكم بفعل موجات الصدمة التي حدثت.
ويمكن قياس شدة دوي الانفجار بقياس عدد الأرطال من ضغط الهواء في القدم المربع.
والضغط الناتج عن الانفجار الصوتي لا يتجاوز بضعة أرطال لكل قدم مربع تقريبا، وهو نفس الضغط الذي يحدث في المصعد أثناء نزوله من طابقين أو ثلاثة طوابق، وفق موقع القوات الجوية.
وأقوى انفجار صوتي تم تسجيله على الإطلاق بلغ حجم ضغطه 144 رطلا للقدم المربع، ولم يتسبب في إصابة الباحثين الذين تعرضوا له. وقد حدث بواسطة طائرة أف-4 اخترقت حاجز الصوت على ارتفاع 100 قدم.
والحد الأقصى في ظروف الطيران الأكثر واقعية بالنسبة للطائرات فوق الصوتية هو 21 رطلا للقدم المربع، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث بعض الأضرار مثل تحطم الزجاج. لكن بشكل عام، لا تتعرض المباني التي تعتبر بحالة جيدة لأي أضرار بسبب ضغط أقل من 16 رطلا للقدم المربع.
وأدى تحطم الطائرة المدنية ، السبت، في فرجينيا، إلى مقتل جميع الأشخاص الأربعة الذين كانوا على متنها.
ونقل مراسل قناة "الحرة" عن مسؤول أميركي إن طياري الحرس الوطني شاهدوا قائد الطائرة الصغيرة غير المستجيبة وقد فقد الوعي قبل تحطم طائرته.