أعلن الملياردير الأميركي ومالك منصة "إكس"، إيلون ماسك، أنه سيرفع قضية في المحاكم الأميركية ضد مجموعة لمراقبة وسائل الإعلام تدعى "ميديا ماترز فور أميركا" (وسائل الإعلام مهمة لأميركا)، وفقا لتدوينة نشرها في نفس المنصة التي كانت تعرف سابقا باسم "تويتر".
وجاءت هذه الخطوة بعد أن قالت مجموعة "ميديا ماترز فور أميركا" أنها وجدت إعلانات لشركات بما في ذلك "أي.بي.إم" و"آبل" و"برافو" و"أوراكل"، "إلى جانب المنشورات التي تروج لهتلر وحزبه النازي على منصة إكس"، مما حذا بالعديد من الشركات العملاقة إلى تعليق إعلاناتها في تلك المنصة.
وجاء في البيان الذي نشره ماسك عبر حسابه الرسمي، أن "شركة Media Matters for America نشرت هذا الأسبوع تقريرا شوّه تمامًا تجربة المستخدم الحقيقية على منصة إكس، وذلك في محاولة أخرى لتقويض حرية التعبير وتضليل المعلنين".
وتابع: "على الرغم من موقفنا الواضح والثابت، فقد شهدت (إكس) عددًا من الهجمات من مجموعات ناشطة مثل Media Matters ووسائل الإعلام القديمة، التي تسعى إلى تقويض حرية التعبير على منصتنا لأنها تعتبرها تهديدًا لسردها الأيديولوجي".

ونقلت صحيفة واشنطن بوست أن قائمة الشركات التي سحبت إعلاناتها من منصة "إكس"، تزايدت بسبب ظهور تلك الإعلانات بجوار "منشورات داعمة للنازية".
وزاد: "تسعى تلك المجموعات إلى مهاجمة مصادر إيراداتنا عن طريق خداع المعلنين على منصة إكس".
وأضاف ماسك: "كما رأينا في بعض أنحاء العالم، عندما يتم سلب حرية التعبير، يصبح الأمر خطيرًا وصعبًا للغاية.. لهذا السبب ناضل الأشخاص الذين سبقونا بشدة من أجل حماية ذلك الحق. دون حرية التعبير نفقد الضوابط والتوازنات المهمة لديمقراطية مزدهرة".
وختم بالقول: "يجب أن ندافع عن حقوقنا الفردية كما لو أننا ندافع عن حقنا في الحياة، حيث أن ازدهار مجتمعنا يعتمد على ذلك".
وقالت "Media Matters for America"، السبت، إن ماسك "متنمر" يهدد برفع "دعاوى قضائية لا أساس لها".
وقال أنجيلو كاروسون، رئيس المنظمة، في بيان :"أقر ماسك بأن الإعلانات محل الخلاف كانت تُبث إلى جانب المحتوى المؤيد للنازية الذي حددناه".
وتابع "إذا رفع دعوى قضائية ضدنا، فسننتصر".
وكان مستخدم قد كتب على "إكس"، الأربعاء، منشورا اتهم في "المجتمعات اليهودية بنشر الكراهية ضد البيض"، وهي نظرية مؤامرة معادية للسامية تحظى بشعبية كبيرة بين المتعصبين للعرق الأبيض.
وعلّق ماسك، الذي يمتلك أكثر من 160 مليون متابع على منصة إكس، على المنشور بالقول: "لقد قلت الحقيقة الفعلية".
والجمعة، دان البيت الأبيض ما وصفه بـ"الترويج البغيض" لمعاداة السامية من قبل مالك منصة "إكس"، وذلك بعد تبنيه منشورا ينطوي على نظرية مؤامرة "معادية للسامية".
واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بايتس أن "من غير المقبول تكرار كذبة بشعة بهذا الشكل، وذلك في تعليق على ما كتبه ماسك مؤخرا على منصة "إكس"، وفقا لما أوردته فرانس برس.
وأضاف: "ندين بأشد العبارات هذا الترويج البغيض لمعاداة السامية والكراهية العرقية، والذي يناقض قيمنا الأساسية كأميركيين"، متابعا "علينا جميعا مسؤولية جمع الناس ضد الكراهية، وواجب عدم السكوت عن أي شخص يهاجم كرامة مواطنيه الأميركيين ويقوّض سلامة مجتمعاتنا".
وعقب التنديد من البيت الأبيض، نشر ماسك تغريدة أكد فيها: "كما قلت في وقت سابق هذا الأسبوع، "إنهاء الاستعمار" و"من النهر إلى البحر" وما ضابه ذلك من العبارات الملطفة تعني بالضرورة الإبادة الجماعية، والدعوات الواضحة للعنف الشديد تتعارض مع شروط الخدمة الخاصة بنا، وستؤدي إلي تعليق الحسابات".
As I said earlier this week, “decolonization”, “from the river to the sea” and similar euphemisms necessarily imply genocide.
— Elon Musk (@elonmusk) November 17, 2023
Clear calls for extreme violence are against our terms of service and will result in suspension. https://t.co/1fCFo5Lezb
وكان ماسك قد هدد من قبل باتخاذ إجراءات قانونية بحق أطراف أخرى، منها رابطة مكافحة التشهير وهي منظمة غير ربحية تكافح معاداة السامية حملها ماسك مسؤولية خسارة منصة إكس بعض عوائدها من الإعلانات. لكنه لم يرفع دعوى قضائية ضدها حتى الآن.
وكانت "رابطة مكافحة التشهير"، قد قالت إن معاداة السامية ارتفعت على منصة إكس منذ استحواذ ماسك عليها.
ووصلت الأعمال العنصرية والمعادية للسامية في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى لها منذ 30 عاما، حسب أرقام لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" في أبريل الماضي.
The split second court opens on Monday, X Corp will be filing a thermonuclear lawsuit against Media Matters and ALL those who colluded in this fraudulent attack on our company pic.twitter.com/55vl7PspaQ
— Elon Musk (@elonmusk) November 18, 2023
وقالت "رابطة مكافحة التشهير" في وقت سابق، إن أميركا "شهدت في 2021 عددا قياسيا بلغ 2717 من الأعمال المعادية للسامية من اعتداءات وهجمات كلامية والتسبب بأضرار مادية، بزيادة نسبتها 34 بالمئة على مدى عام".
وأحصت المنظمة نفسها "3697 عملا معاديا للسامية في 2022 بزيادة نسبتها 36 بالمئة خلال عام واحد وغير مسبوقة منذ 1979"، حسب صحيفة واشنطن بوست.
ويعيش في الولايات المتحدة أكبر عدد من اليهود في العالم بعد إسرائيل.
وأفاد معهد "بيو ريسيرتش سنتر" أن عدد اليهود البالغين في الولايات لمتحدة بلغ نحو 5.8 ملايين عام 2020، يضاف إليهم 2.8 مليون بالغ آخر أحد والديه يهودي.