بايدن يواجه حملة صعبة
بايدن يواجه حملة صعبة

يحتفل الرئيس الأميركي، جو بايدن، الاثنين، بعيد ميلاده الـ81 في أجواء عائلية بسيطة بعيدا عن الأضواء، لكن المناسبة رغم ذلك تهيمن على حملة إعادة انتخابه، وذلك قبل عام تقريبا من سباق الرئاسة والمواجهة المحتملة مع غريمه القديم، دونالد ترامب.

وتثير قضية عمر بايدن، الذي بات أكبر شخص يشغل المكتب البيضاوي على الإطلاق، جدلا متزايدا لاسيما بعد ترشحه لولاية جديدة، إذ فتح نقاشا بشأن مدى أهليته للاستمرار في المنصب.

ويعد بايدن بالفعل أكبر رئيس في التاريخ الأميركي، متقدما على رونالد ريغان، الذي كان يبلغ من العمر 77 عاما في نهاية ولايته الثانية. وإذا فاز بانتخابات عام 2024، سيبلغ بايدن 86 عاما في نهاية ولايته الثانية. 

وتقول "سي أن أن" إن مناسبة عيد ميلاد بايدن "تسلط الضوء على مسؤولية كبيرة تواجهها حملته الانتخابية، وهي تقدمه في العمر، واعتقاد عدد من الناخبين أن لياقته البدنية والعقلية قد تدهورت". 

وتقول بلومبرغ إن "العمر بات أكبر عائق أمامه مع دخوله الحملة الأخيرة في مسيرته السياسية التي استمرت 53 عاما".

ولا يبدو بلوغ بايدن سن الـ81 أمرا غير مألوف في صفوف الطبقة السياسية في واشنطن. وعلى سبيل المثال بلغ عمر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، 81 عاما، في حين يحتفل زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، قريبا بعيد ميلاده الـ73. 

وبايدن لم يواجه أي مشكلات صحية كبيرة منذ خضوعه لعملية بعد إصابته بتمدد في الأوعية الدموية الدماغية هدد حياته عام 1988. وقبل عامين، وبعد فحص طبي مكثف، قال الأطباء إنه كان يعاني من عدد قليل من الأمراض البسيطة، وخلصوا إلى أنه "قادر على القيام بواجباته"، 

لكن المسؤولين في البيت الأبيض وفي حملته باتوا يقرون "سرا بوجود مشكلة" وفق "سي أن أن" ويقولون إنهم يعملون على حل مشكلة زلات اللسان التي يقع فيها.

ويستعمل بايدن أجهزة لتقويم العظام، وبدأ يستخدم سلالم أصغر للصعود والنزول من الطائرات، وفق الشبكة.

وتقول بلومبرغ إن عملاء الخدمة السرية يستخدمون المصابيح الكهربائية ويقدمون له نصائح شفهية لتوجيه مساراته أثناء المشي، وفقا لشخص مطلع على الأمر تحدث مع بلومبرغ.

وكانت لحظات ارتباك بايدن وعثراته اللفظية مثار سخرية على وسائل إعلام ومواقع التواصل، الأمر الذي استغله بعض الجمهوريين الذين نشروا تصريحات ساخرة منه. 

ومن الأمثلة على ذلك سقوطه أثناء حفل تخرج طلاب عسكريين، وتعثره بالدرج على متن طائرة الرئاسة. ويتذكر الناخبون عندما تحدث بايدن، أثناء مخاطبته الجمهور، عن عضوة متوفاة في الكونغرس كما لو كانت حاضرة، وسأل: "أين جاكي؟".

من جانبه، خاطب بايدن أولئك الذين يشعرون بالقلق من سنه بروح الدعابة محاولا إقناع الناخبين بأن عمره وخبرته التي تزيد عن نصف قرن في الحياة العامة تشكل رصيدا هاما يتجاوز هذه المشكلة. وقال بايدن مازحا في يونيو: "أعلم أن عمري 198 عاما". 

وبينما يصر البيت الأبيض على أن بايدن لايزال يتمتع بصحة جيدة بما يكفي للعمل قائدا أعلى للقوات المسلحة، تظهر استطلاعات الرأي أن الأميركيين يشعرون بالقلق من أنه كبير في السن بدرجة لا تسمح له بالمنصب مجددا.

وتظهر استطلاعات للرأي أنه يتخلف عن ترامب في الولايات المتأرجحة الرئيسية، حيث أعرب الناخبون هناك عن مخاوف عميقة بشأن صحته ونشاطه.

ووجد استطلاع أجرته بلومبرغ نيوز/مورنينغ كونسلت، هذا الشهر، أن الناخبين في 7 ولايات متأرجحة يهتمون بقضية عمر بايدن أكثر من أي موضوع آخر. وفي سؤال مفتوح يتناول ما سمعوه عن المرشحين مؤخرا، أشار المئات من المشاركين إلى عمر بايدن، بينما قال أقل من 10 ناخبين الشيء نفسه عن ترامب.

وفي استطلاع أجرته رويترز/إبسوس في منتصف سبتمبر، أعرب ناخبون عن قلقهم بشأن عمر بايدن وملاءمته للمنصب.

وقال 77 في المئة من المشاركين، بما في ذلك 65 في المئة من الديمقراطيين، إن بايدن أكبر من أن يصبح رئيسا، بينما قال 39 في المئة فقط إن بايدن يملك قدرات ذهنية حادة بما يكفي للرئاسة، وفق رويترز.

وغذت هذه التصورات بشأن سنه حالة من عدم الارتياح بين الديمقراطيين، لأن الرجل الذي قدم نفسه على أنه حصن ضد عودة ترامب قد تتعرض حملته لـ"كارثة" من جراء مشكلة صحية قد تحدث له، وفق بلومبرغ.

رجل الأعمال المصري وائل حنا لعب دورا في شحن مساعدات عسكرية لبلاده
رجل الأعمال المصري وائل حنا لعب دورا في شحن مساعدات عسكرية لبلاده

كشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الإثنين، تفاصيل عن رجل الأعمال المصري وائل حنا، المتورط في قضية الرشوة المتهم فيها السيناتور الأميركي، بوب مينينديز، وعلاقاته العميقة بالحكومة المصرية، التي تشمل ترتيب شحن معدات عسكرية بملايين الدولارات من الولايات المتحدة إلى مصر.

وأشار التقرير إلى أن رجل الأعمال، وائل حنا، وجد فرصة خلال عام 2015، حينما قررت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، إلغاء قرار تجميد استمر عامين للمساعدات العسكرية إلى مصر، ليتم استئناف المساعدات السنوية المقدّر حجمها بنحو 1.3 مليار دولار، وشملت مقاتلات ودبابات ومروحيات.

وقالت الصحيفة إنها اعتمدت في تقريرها على تسجيلات ولقاءات مع عشرات الأشخاص، الذين يعرفون حنا أو عملوا معه من قبل.

وكانت واشنطن قد جمدت المساعدات العسكرية لمصر في أعقاب الإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي من الحكم عام 2013، وجاء إلغاء التجميد لمساعدة مصر في مواجهة المتطرفين في المنطقة، ومن بينهم مسلحي تنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء.

وفي أواخر عام 2015، شهد ميناء بحري في جاكسونفيل بولاية فلوريدا، عملية شحن لمروحيات عسكرية أميركية تصل قيمة الواحدة منها لنحو 40 مليون دولار، إلى الحكومة المصرية.

وذكرت "واشنطن بوست"، أن "وزارة الدفاع المصرية توجهت إلى شخصية غير متوقعة للمساعدة في عملية ترتيب النقل، وهو رجل الأعمال المصري الأميركي وائل حنا، الذي لم يكن له أي خبرة في مجال الشحن، بل عمل قبل ذلك في مجال النقل ومحطات الوقود".

وأشارت الصحيفة إلى أن السفارة المصرية في واشنطن ومكتب وزارة الدفاع بها، لم يردا على طلب بالتعليق على الأمر.

السيناتور البارز متهم باستغلال منصبه
تفاصيل المخطط الكبير.. من هو المصري وائل حنا المتهم بقضية السيناتور مينينديز؟
تشير لائحة الاتهام التي أصدرها مدعون في ولاية نيويورك إلى تورط اسم رجل أعمال مصري يعيش في ولاية نيوجيرزي القريبة من نيويورك في مخطط يتضمن أعمال احتيال ودفع رشاوى للسيناتور الأميركي البارز، بوب مينينديز، وزوجته، نادين مينينديز

ونقلت الصحيفة عن متعاون سابق مع حنا، يدعى عصام يوسف، والذي يدير شركة نقل بحري في نيوجيرزي، قوله إنه ساعد حنا في ترتيبات شحن الصفقة في نوفمبر 2015.

وأوضح: "كان الأمر غريبا. لم يكن يعلم أي شيء عن الشحن، لكن كان من الواضح أن الحكومة المصرية تثق فيه".

وبعد 8 سنوات من تلك الواقعة، باتت العلاقة العميقة بين الحكومة المصرية وحنا، تحت التدقيق القوي، على أثر قضية السيناتور الديمقراطي مينينديز.

ويواجه السيناتور وزوجته اتهامات بقبول رِشا نقدية وسبائك ذهبية وسيارة فاخرة من 3 رجال أعمال في نيوجيرزي، أرادوا من السيناتور المساعدة والتأثير في الشؤون الخارجية.

ويزعم أنه "في مايو 2019، التقى مينينديز وزوجته وشريك حنا، بمسؤول في الاستخبارات المصرية بمكتب مينينديز في مجلس الشيوخ في واشنطن، حيث ناقشوا قضية مواطن أميركي أصيب بشكل خطير في غارة جوية شنها الجيش المصري في 2015 باستخدام مروحية أباتشي أميركية الصنع"، وفقا لمذكرة الاتهام.

وبعد لقاء واشنطن بوقت قصير، أرسل المسؤول المصري رسالة نصية لحنا، يقول فيها إنه "إن ساعد مينينديز في حل المشكلة، فسيشعره ذلك بالراحة الجمة". ورد حنا مؤكدا أن "الأمر سيتم"، حسبما قالت مذكرة الاتهام.

ودفع الزوجان مينينديز بأنهما غير مذنبين.

كما دفع حنا بأنه غير مذنب أمام قاض فيدرالي في منطقة مانهاتن، وأمر القاضي بإطلاق سراحه بكفالة شخصية بقيمة 5 ملايين دولار وبشروط صارمة، من بينها تسليم جواز سفره وارتداء جهاز مراقبة "جي بي إس"، وفق نيويورك تايمز.

بالعودة إلى تقرير "واشنطن بوست"، قال يوسف، إن "حنا طلب منه المساعدة في تنسيق عملية شحن معدات عسكرية لصالح وزارة الدفاع المصرية". وأضاف أنه "وافق على التعاون معه، مقابل الحصول على نصف العائد المادي الذي سيحصل عليه حنا نظير تسهيل عملية الشحن".

وائل حنا متهم بقضية فساد
"بداية متعثرة ثم صعود سريع".. قصة وائل حنا المتهم بقضية السيناتور مينينديز
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية معلومات جديدة استندت إلى مقابلات ووثائق قضائية تخص رجل الأعمال المصري، وائل حنا (40 عاما)، منذ مجيئه إلى الولايات المتحدة "وصعوده السريع" حتى اتهامه في قضية فساد مع السيناتور البارز، بوب مينينديز، وزوجته نادين.

وقال يوسف إنه "عقد وحنا عدة لقاءات في مقر وزارة الدفاع المصرية في واشنطن لمناقشة عملية الشحن"،  لافتا إلى أنه ساعد الأخير في "الحصول على عروض من شركات شحن، وتفاوض على عقد الشحن في نوفمبر عام 2015"، بحسب "واشنطن بوست".

كما أشار إلى أنه حينما وصل ميناء جاكسونفيل، "شاهد 3 مروحيات عسكرية تبلغ قيمة الواحدة منهما ما بين 35 و40 مليون دولار، يتم تحميلهم ضمن شحنة متجهة إلى ميناء الإسكندرية شمالي مصر، وشملت الشحنة أيضًا 10 سيارات إسعاف".

يذكر أن حنا يملك شركة "IS EG Halal Certified" التي تشير بياناتها على الإنترنت إلى أن مقرها هو مدينة إيدجوتر في فلوريدا، وأنها "الجهة الوحيدة المرخص لها حصريا من قبل الحكومة المصرية للتصديق على صادرات الحلال في جميع أنحاء العالم".

وتشير لائحة الاتهامات في قضية مينينديز، إلى أنه في أوقات مختلفة بين عامي 2018 و2022، أبلغ مينينديز المسؤولين المصريين، من خلال زوجته نادين مينينديز و/أو حنا و/أو (رجل الأعمال فريد) دعبس، بأنه "سيوافق على أو يلغي القيود على التمويل العسكري الأجنبي ومبيعات المعدات العسكرية إلى مصر، من خلال دوره القيادي في لجنة الشؤون الخارجية".

وفي مقابل موافقة السيناتور البارز على اتخاذ هذه الإجراءات وغيرها، وعد حنا نادين بدفع أموال، بما في ذلك مدفوعات قدمتها شركته.

وأثناء تفتيش منزله في يونيو 2022، عثر المحققون على أكثر من 480 ألف دولار نقدا، معظمها مخبأ في مظاريف داخل خزنة وخزائن وملابس، بما في ذلك سترة مزينة بشعار مجلس الشيوخ، وفق مكتب المدعي العام في نيوجيرزي.