ترامب يسعى للعودة مجددا للبيت الأبيض في انتخابات نوفمبر
ترامب يسعى للعودة مجددا للبيت الأبيض في انتخابات نوفمبر

أفادت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مصادر مطلعة لم تكشف عن هويتها، أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، "يدرس الخيارات المتاحة لشن هجوم اقتصادي كبير جديد على الصين إذا أعيد انتخابه".

وطبقا لما نقلته الصحيفة الأميركية عن 3 أشخاص مطلعين على الأمر تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لنقل محادثات خاصة، فإن ترامب "ناقش مع مستشاريه إمكانية فرض تعريفة ثابتة بنسبة 60 بالمئة على جميع الواردات الصينية".

ولم يرد المتحدث باسم حملة ترامب على طلبات صحيفة "واشنطن بوست" بالتعليق.

ويتنافس الرئيس السابق على بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع إقامتها في نوفمبر من العام الجاري، إذ يعد ترامب الأوفر حظا للدخول في سباق انتخابي جديد مع الرئيس الحالي، جو بايدن.

وأيد ترامب علنا خفض مستوى الوضع التجاري للصين مع الولايات المتحدة، وهي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع التعريفات الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم. 

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن إلغاء وضع الصين باعتبارها "الدولة الأكثر تفضيلا" للتجارة - والذي ينطبق على جميع البلدان التي تتاجر معها الولايات المتحدة تقريبا - يمكن أن يؤدي إلى فرض تعريفات فدرالية على الواردات الصينية تزيد عن 40 بالمئة، وفقا لأحد التحليلات. 

وطرح ترامب فرض تعريفة بنسبة 10 بالمئة على ما يقرب من 3 تريليون دولار من الواردات السنوية من جميع البلدان، بما في ذلك الصين، بحسب تقرير الصحيفة ذاتها.

ويقول الخبراء الاقتصاديون من كلا الحزبين إن كل هذه الخيارات ستؤدي إلى اضطرابات هائلة في الولايات المتحدة والاقتصادات العالمية تتجاوز بكثير تأثير الحروب التجارية خلال فترة ولاية ترامب الأولى. 

وعلى الرغم من أنه كثيرا ما أشاد بالرئيس الصيني، شي جين بينغ، ووقع اتفاقا تجاريا مع الصين عام 2020 عندما كان رئيسا، إلا أن ترامب يهاجم بكين مرارا وتكرارا خلال حملته الانتخابية الحالية، ووعد باتخاذ موقف أكثر صرامة من موقف الرئيس بايدن.

"يهدد بقلب التجارة العالمية"

وقالت إيريكا يورك، كبيرة الاقتصاديين في "تاكس فاونديشن"، وهي مؤسسة بحثية يمينية تعارض التعريفات الجمركية، "كانت الحرب التجارية في الفترة من 2018 إلى 2019 مدمرة للغاية، وسوف يذهب هذا إلى أبعد من ذلك بكثير بحيث يصعب حتى مقارنتها بذلك".

وأضافت ان "هذا يهدد بقلب التجارة العالمية وتفتيتها إلى حد لم نشهده منذ قرون".

وعندما كان رئيسا خلال الفترة ما بين 2016 حتى 2020 وأثناء الحملة الانتخابية التي يسعى فيها للعودة للبيت الأبيض، رأى ترامب أن التعريفات الجمركية على الواردات تعزز الصناعة المحلية بينما تجمع الأموال للحكومة الفدرالية، متجاهلا - أو رافضا - آراء الاقتصاديين من كلا الحزبين الذين يقولون إنها ترفع التكاليف على المستهلكين والمنتجين الأميركيين، وفقا للصحيفة.

وكانت الصين ثالث أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة حتى نوفمبر، بعد المكسيك وكندا، إذ تمثل 11.7 بالمئة من إجمالي التجارة الخارجية للولايات المتحدة.

وقال ترامب في نيو هامشير قبل فوزه في الانتخابات التمهيدية عن الحزب الجمهوري في تلك الولاية: "لقد واجهت الصين الشيوعية بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ، وجلبت مئات المليارات من الدولارات التي تدفقت مباشرة على خزانتنا عندما لم يحصل أي رئيس آخر على 10 سنتات من الصين". 

ويقول معظم الاقتصاديين إن هذه التكاليف تم دفعها في المقام الأول من قبل المستهلكين والشركات الأميركية، وليس من قبل الحكومة الصينية أو الحزب الشيوعي.

ومن المحتمل أن يتحمل المستهلكون والشركات الأمريكية العبء الأكبر من تجدد الحرب التجارية مع الصين. 

وفي تقرير بتكليف من مجلس الأعمال الأميركي الصيني، وجدت شركة "أكسفورد إيكونوميكس" في نوفمبر أن إنهاء العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة مع الصين سيكلف الاقتصاد الأمريكي 1.6 تريليون دولار ويؤدي إلى فقدان أكثر من 700 ألف وظيفة. 

ومع ذلك، فقد أيد العديد من الجمهوريين البارزين في الكونغرس هذا الإجراء.

President-elect Donald Trump speaks during an America First Policy Institute gala at his Mar-a-Lago estate, Thursday, Nov. 14,…
أعلن ترامب عددا من الأسماء التي رشحها لتولي مناصب قيادية في إدارته الجديدة

يدرس الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، استخدام آلية "التعيينات أثناء العطلة"، التي تمنحه صلاحية تجاوز موافقة مجلس الشيوخ، لتعيين شخصيات موالية له في مناصب حكومية رئيسية، حتى في بعض المناصب الأكثر نفوذا في الحكومة الأمريكية.

وفي خطوة لتعزيز هذه الصلاحية، دعا ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع قادة الجمهوريين في مجلس الشيوخ، الذين سيحتفظون بالأغلبية العام المقبل، إلى دعم هذه الآلية.

يشكل هذا تحولا كبيرا في ميزان القوى بعيدا عن مجلس الشيوخ، خاصة أن ترامب يعود إلى واشنطن مدعوما بتأييد شبه كامل من حزبه، بما في ذلك الجمهوريون التقليديون الذين لا يزالون يتمتعون بنفوذ داخل المجلس.

لكن التزام هؤلاء يتم اختباره الآن بعد أن اختار الرئيس المنتخب شخصيات خارج التيار السائد للحزب الجمهوري، مثل النائبين السابقين مات غايتس من فلوريدا، وتولسي غابارد من هاواي، لتولي مناصب عليا.

وسرعان ما أصبح واضحًا أن شخصيات مثل غايتس، الذي أعلنه ترامب كخيار له لمنصب المدعي العام، قد تواجه صعوبة في الحصول على دعم الأغلبية في مجلس الشيوخ، رغم أن الجمهوريين سيتمتعون بأغلبية 53 مقعدًا، لكن ذلك قد لا يكون مهمًا إذا تمكن ترامب من استخدام التعيينات أثناء العطلة.

كيف تعمل التعيينات أثناء العطلة؟

يتمتع مجلس الشيوخ، وفقًا لدستور الولايات المتحدة، بدور هام في تأكيد أو رفض المسؤولين رفيعي المستوى مثل وزراء الحكومة والقضاة والسفراء.

وهذا جزء من نظام الضوابط والتوازنات الذي يضمن ألا يتمكن الرئيس من حكم البلاد بشكل أحادي. ومع ذلك، هناك فقرة في الدستور تسمح للرؤساء بملء المناصب في إداراتهم عندما يكون مجلس الشيوخ في عطلة.

خلال تاريخ الولايات المتحدة، كان الكونغرس يأخذ فترات استراحة طويلة من واشنطن، وكان بإمكان الرؤساء استخدام التعيينات أثناء العطلة لتجنب بقاء وظائف هامة شاغرة.

لكن في السنوات الأخيرة، أصبح استخدام التعيينات أثناء العطلة جزءًا من الخلافات الحزبية بين الرئيس والكونغرس.

قام الرئيس بيل كلينتون بإجراء 139 تعيينًا أثناء العطلة، بينما قام الرئيس جورج بوش بإجراء 171 تعيينًا، رغم أن أيا منهما لم يستخدم هذه العملية لتعيينات في مناصب وزارية رفيعة، بينما مارس الرئيس باراك أوباما هذه الصلاحية 32 مرة.

لكن حكمًا من المحكمة العليا عام 2014 قيد سلطة الرئيس في إجراء التعيينات أثناء العطلة، إذ قضت المحكمة بالإجماع بأن الرئيس بأمكانه إجراء تعيينات أحادية الجانب في حال كان مجلس الشيوخ في عطلة لمدة 10 أيام على الأقل.

أدى هذا القرار إلى بروز ظاهرة في مجلس الشيوخ، حتى خلال فترات استراحة طويلة من واشنطن، وهي عقد جلسات شكلية، حيث يفتح أحد الأعضاء الجلسة ويغلقها دون إجراء أي أعمال تشريعية.

كما يتمتع مجلس النواب ببعض السلطة فيما يتعلق بالتعيينات أثناء العطلة من خلال رفض السماح لمجلس الشيوخ بالتأجيل الكامل.

لماذا يطالب ترامب بتعيينات أثناء العطلة؟

في عام 2020، عندما كان لا يزال رئيسًا، هدد ترامب باستخدام التعيينات أثناء العطلة بعد أن قام الديمقراطيون بتعطيل مجلس الشيوخ عن تأكيد مرشحيه.

وهدد ترامب باستخدام سلطة رئاسية منصوص عليها في الدستور لتأجيل انعقاد كلا المجلسين في الكونغرس في "ظروف استثنائية" وعندما يكون هناك خلاف بين مجلسي النواب والشيوخ بشأن تأجيل الجلسات.

وعندما يصبح ترامب رئيسًا مرة أخرى العام المقبل، سيعمل مع الجمهوريين الذين يسيطرون على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، ويعدون بدعم أجندته. لكن المطالبة بتعيينات أثناء العطلة تتيح لترامب فرصة إظهار قوته السياسية وتمرير حتى أكثر الخيارات المثيرة للجدل في إدارته.

تعهد السيناتور جون ثون، الذي تم انتخابه هذا الأسبوع كزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، بالحفاظ على "جدول زمني صارم حتى يتم الموافقة على المرشحين" كما أن ثون، وهو جمهوري من ولاية ساوث داكوتا، لا يستبعد خيار التعيينات أثناء العطلة.

ليتمكن ترامب من إجراء هذه التعيينات، سيتعين على أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين تمرير اقتراح للتأجيل بأغلبية بسيطة، رغم أن الديمقراطيين على الأرجح سيبذلون كل جهدهم لمنع ذلك. كما أنه من غير الواضح ما إذا كان مثل هذا التحرك سيحظى بدعم كامل من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين.

هل ستنجح التعيينات أثناء العطلة؟

أثارت إعلانات تعيينات مات غايتس وتولسي غابارد، حركة في مجلس الشيوخ، حيث أصدر بعض الأعضاء من الجمهوريين تذكيرًا بأهمية دورهم في "النصح والموافقة" عند اختيار أعضاء حكومة الرئيس.

السيناتور الجمهوري جون كورنين، الذي اقترح قبل أيام فقط أنه قد يكون منفتحًا على السماح لترامب بإجراء تعيينات أثناء العطلة بينما كان يترشح دون نجاح لمنصب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، قال للصحفيين الخميس "من الواضح أنني لا أعتقد أنه ينبغي لنا التحايل على مسؤوليات مجلس الشيوخ، لكن أعتقد أن من المبكر الحديث عن تعيينات أثناء العطلة في الوقت الحالي."

ومع ذلك، هناك عدد قليل جدًا من الجمهوريين، إن وجد، يجرؤون على تحدي ترامب علنًا، في وقت يخطط أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون لبدء جلسات استماع لمرشحي ترامب في حكومته بمجرد أن يبدأ الكونغرس الجديد في 3 يناير.