شددت وكالة حماية البيئة الأميركية القيود المفروضة على انتشار الجسيمات الدقيقة الملوثة للهواء، قائلة إن من شأن هذه القيود إنقاذ ملايين الأرواح وتعزيز الاقتصاد، بينما وجه قادة الأعمال في البلاد انتقادات لهذا الإجراء.
والجسيمات الدقيقة، التي تسمى أيضا "السخام"، هي واحدة من أكثر أشكال تلوث الهواء شيوعا وأكثرها فتكا، وهي تأتي من المصانع ومحطات الطاقة وغيرها من المنشآت الصناعية، وقد ارتبط التعرض على المدى الطويل بها بالوفيات المبكرة، وفق واشنطن بوست.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يتنفس 99 في المئة من سكان العالم هواء غير نظيف، كما يتسبب تلوث الهواء في 7 ملايين حالة وفاة مبكرة سنويا.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الجسيمات الدقيقة المعروفة باسم PM2.5 "أكبر تهديد للصحة وعند استنشاقها، يتم امتصاص الجسيمات الدقيقة في عمق مجرى الدم وترتبط بالإصابة بأمراض مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب وأمراض الرئة والسرطان".
والجسيمات الدقيقة تشير إلى مادة جسيمية بقطر يساوي أو أقل من 2.5 ميكرومتر، وبالمقارنة، يبلغ متوسط قطر شعرة الإنسان حوالي 70 ميكرون.
وتخفض القواعد الجديدة التي أعلنت عنها الوكالة الفيدرالية المعنية بحماية البيئة الأميركية المستوى المسموح به السنوي إلى تسعة ميكروغرامات لكل متر مكعب من الهواء، من 12 ميكروغراما حاليا.
وعلى مدى العامين المقبلين، سوف تحلل الوكالة عينات من الهواء لتحديد المناطق التي لا تلتزم بالمعيار الجديد.
وسيكون أمام الولايات بعد ذلك 18 شهرا لوضع خطط للامتثال، وبحلول عام 2032، سوف تطبق الوكالة عقوبات على الجهات المخالفة.
وقالت الوكالة في بيان إن القيود الجديدة "ستمنع 4500 حالة وفاة مبكرة و290 ألف يوم عمل ضائع، ما سيحقق ما يصل إلى 46 مليار دولار من صافي الفوائد الصحية في عام 2032. وفي مقابل كل دولار ينفق على هذا الإجراء، يمكن أن يكون هناك ما يصل إلى 77 دولارا من الفوائد الصحية البشرية في عام 2032".
وقال مايكل ريغان، من وكالة حماية البيئة "إن هذا حقا يغير قواعد اللعبة فيما يتعلق بصحة ورفاهية المجتمعات في بلدنا".
واعترضت شركات على التغييرات الجديدة وفق ما أوردته صحيفة واشنطن، قائلة إن من شأن تطبيقها زيادة التكاليف والضرر بالوظائف في جميع أنحاء البلاد.
ووصف هارولد ويمر، رئيس جمعية الرئة الأميركية، هذه القاعدة بأنها "خطوة إلى الأمام"، لكنه قال إنه كان من الأفضل خفض المستوى إلى ثمانية ميكروغرامات بدلا من تسعة، مشيرا إلى هذا ما نصح خبراء العلوم والصحة.
وتلفت صحيفة واشنطن بوست إلى أن هذا الإجراء ربما يتسبب في تعقيدات للحملة الانتخابية للرئيس جو بايدن في عام الانتخابات.
وتقول مجموعات في قطاع الأعمال التي من المتوقع أن تطعن أمام القضاء على القاعدة الجديدة إن خفض التلوث سيؤثر بشدة على قطاع التصنيع، ويشمل ذلك الطرق والجسور الممولة بموجب قانون البنية التحتية لعام 2021، الذي روج له بايدن.
وقالوا إن هذه القواعد قد تزيد من صعوبة تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح وغيرها من المنتجات التي تعتبر أساسية في أجندة الرئيس المناخية.
كتاب "الحرب" يكشف "أسرار ترامب" وتفاصيل غضب بايدن من نتانياهو
الحرة - دبي
09 أكتوبر 2024
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
كشف الصحفي الاستقصائي، بوب وودوارد، في كتابه الجديد "الحرب" أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، أجرى ما يصل إلى 7 مكالمات هاتفية خاصة مع الرئيس الروسي منذ مغادرته المنصب، وأرسل أجهزة اختبار كوفيد-19 سرا، إلى بوتين خلال ذروة الجائحة.
ويتطرق الكتاب الجديد للصحفي الشهير بتغطيته لفضيحة "ووترغيت"، أيضا إلى إحباطات الرئيس جو بايدن من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو وأيضا "مجموعة الهواتف المؤقتة" التي يمتلكها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
ونفى ترامب بشدة ما ورد في الكتاب. وفي مقابلة مع جوناثان كارل، من شبكة "إيه بي سي نيوز"، وصف وودوارد بأنه "مجرد راو، راو سيئ في الواقع. لقد فقد صوابه تماما".
وكان ترامب قد تعاون سابقا مع وودوارد في كتابه السابق "غضب" الصادر عام 2021، لكنه عاد لاحقا ورفع دعوى قضائية، زاعما أن وودوارد لم يحصل على إذن لنشر تسجيلات مقابلاتهما علنا. وقد نفى كل من الناشر والكاتب هذه الادعاءات، وفقا لأسوشيتد برس.
ويعد وودوورد من أبرز الصحفيين المطلعين على خبايا البيت الأبيض، وبرز اسمه بعدما كشف وزميله في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية كارل برنستين فضيحة "ووترغيت" التي أدت لاستقالة الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1974.
ونشرت وسائل إعلام أميركية بارزة مقتطفات ومضامين من الكتاب الذي يرتقب أن يصدر في 15 أكتوبر المقبل.
شحنة خاصة ومكالمات
ويكشف كتاب الصحفي الأميركي الشهير، أن ترامب أمر بنقل شحنة سرية من معدات اختبارات كورونا إلى الرئيس الروسي في ذروة الجائحة عام 2020، في حين كانت الولايات المتحدة ودول أخرى تواجه نقصا حادا في هذه الأجهزة، حسبما نقلت شبكة "آن بي آر".
ونقل الكتاب عن بوتين قوله لترامب: "لا أريدك أن تخبر أحدا لأن الناس سيغضبون منك، لا مني. هم لا يهتمون بي". ورد ترامب قائلا: "لا أهتم. حسنا"، بحسب وودوارد.
وكشفت "آن بي آر"، أنها لم تستطع بشكل مستقل من صحة المعلومات التي أوردها الكاتب، بالاستناد إلى مقابلات مع مصادر لم يكشف عن هويتها.
ويفيد وودوارد في كتابه أيضا، بأنه بعد أربع سنوات، يبدو أن العلاقة الشخصية بين الرجلين قد استمرت، في الوقت الذي يسعى فيه ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، ويقود بوتين غزوه الدموي على أوكرانيا، وفقا للشبكة.
وبحسب الإصدار الجديد، أمر الرئيس السابق، في أوائل عام 2024، أحد مساعديه بالابتعاد عن مكتبه في ناديه الخاص ومقر إقامته في فلوريدا "مار إيه-لاغو"، حتى يتمكن من إجراء مكالمة هاتفية خاصة مع الرئيس الروسي.
ولا يصف الكتاب ما يزعم أن الرجلين ناقشاه، وينقل عن مسؤول في حملة ترامب تشكيكه بشأن حقيقة هذا الاتصال المفترض.
لكن المساعد غير المسمى لترامب المذكور في الكتاب، يرجح أن زعيم الحزب الجمهوري تحدث مع بوتين حوالي سبع مرات منذ مغادرته البيت الأبيض في عام 2021.
وسارعت حملة ترامب لنفي ما ورد في الكتاب. وقال متحدث باسمها ستيفن شونغ لفرانس برس إن "أيا من هذه الروايات المختلقة من قبل بوب وودوورد ليست صحيحة، هي ابتكار من رجل مجنون وغير موزون".
ورأى أن الكتاب "يصلح لاستخدامه كورق للمرحاض".
ويتطرق الكتاب بشكل وجيز إلى دور هاريس كنائبة لبايدن "بالكاد تؤدي دورا مؤثرا في تحديد السياسة الخارجية"، بحسب واشنطن بوست.
وردا على سؤال بشأن الكتاب، قالت هاريس للإعلامي الأميركي، هاورد ستيرن، إن ترامب خضع للتلاعب خلال كارثة صحية شهدت "وفاة مئات الأميركيين يوميا".
وتابعت "كان الجميع يسعى للحصول على عدة الاختبار (وترامب) كان يقوم بإرسالها إلى روسيا، إلى ديكتاتور قاتل من أجل استخدامه الشخصي".
نتانياهو وبايدن
ويكشف كتاب "الحرب" أيضا عن تفاصيل مثيرة بشأن العلاقة المتوترة بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، خاصة منذ بدء الحرب في غزة.
ورغم الدعم العلني لإسرائيل، يظهر الكتاب إحباط بايدن الشديد من نتنياهو خلف الكواليس، حسبما أفادت صحف أميركية.
وبحسب مقتطفات نقلتها صحيفة "نيويورك تايمز" عن الكتاب، سأل بايدن في إحدى المحادثات في أبريل، نتانياهو بشكل مباشر: "ما هي استراتيجيتك، يا رجل؟". وعندما أصر نتانياهو على التوغل في جنوب غزة، رد بايدن بحزم: "بيبي، ليس لديك استراتيجية".
ولاحقا في مايو، بعد إصرار نتانياهو على غزو رفح رغم التحذيرات الأميركية وصف بايدن نتنياهو لمستشاريه بلغة قاسية، واصفا إياه بالكاذب، مضيفا أن معظم فريقه أيضا كذابون: "18 من 19 كلهم كذابون".
نتانياهو وبايدن في لقاء سابق
كما يذكر الكتاب أن بايدن عبّر عن شكوكه في دوافع نتانياهو، قائلا إنه "لا يهتم" بحماس بل "فقط بنفسه"، مستخدما تعبيرات أكثر حدة.
وبلغ التوتر ذروته في يوليو، عندما صرخ بايدن في وجه نتانياهو بعد غارات إسرائيلية أدت إلى مقتل القائد العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر، والعديد من المدنيين في غارة جوية بالقرب من بيروت، بعد أن قتلت إسرائيلية إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس، في زيارة لإيران. قائلا: "بيبي، ما هذا بحق الجحيم؟".
وحذر بايدن نتانياهو قائلا: "أنت تعلم أن تصور إسرائيل حول العالم يتزايد على أنها دولة مارقة، فاعل مارق".
ورد عليه نتانياهو "هذا هنية.. أحد كبار الإرهابيين. رجل فظيع. رأينا فرصة واغتنمناها"، وفقا للمصدر ذاته.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ، أنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من التصريحات المحددة الواردة في كتاب وودوارد المقبل.
غراهام مع ترامب وبن سلمان
وينقل كتاب "الحرب" أيضا تصريحات مثيرة للسيناتور ليندسي غراهام، أحد أقرب حلفاء دونالد ترامب، بشأن الأجواء في "مار إيه لاغو" ومزاعم تزوير انتخابات 2020 التي يكررها الرئيس السابق.
وألقى غراهام باللوم على البيئة المحيطة بترامب في منتجعه في تغذية سردية الانتخابات المزورة، ووصف زيارة مار-إيه-لاغو بأنها "تشبه قليلا الذهاب إلى كوريا الشمالية"، مضيفا أن "الجميع يقف ويصفق في كل مرة يدخل فيها ترامب".
كما يسلط الكتاب الضوء على جوانب من أساليب التواصل التي يتبعها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ويكشف غراهام، أنه خلال لقاء له مع بن سلمان، أخرج هذا الأخير هاتفا مؤقتا من "حقيبة تحتوي على نحو 50 هاتفا مؤقتا "للاتصال بترامب، وكان الهاتف يحمل علامة "TRUMP 45".
وفي رحلة أخرى، استخدم الأمير هاتفا مؤقتا آخر يحمل علامة "JAKE SULLIVAN" للاتصال بمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض.