قالت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، إنها "مستعدة لخدمة" بلادها، في مقابلة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال، الاثنين، في وقت تجدد فيه الجدل بشأن تقدم الرئيس، جو بايدن، في السن وقدراته الذهنية.
وردا على سؤال للصحيفة عما إذا كانت مخاوف الناخبين بشأن عمر الرئيس تعني أن عليها إقناعهم بأنها مستعدة لتولي المنصب، قالت هاريس: "أنا مستعدة لخدمة بلادي. لا شك في ذلك"، مؤكدة أن أي شخص يرى نشاطها "سيخلص إلى (أنها) قادرة تماما على تولي القيادة".
وأجريت المقابلة، بحسب الصحيفة، قبل يومين من نشر تعليقات المدعي، روبرت هور، الخميس الماضي، عن ذاكرة بايدن البالغ 81 عاما.
وأثرت هذه التعليقات على الحملة الانتخابية، قبل 9 أشهر من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، التي سيخوضها على الأرجح بايدن في مواجهة الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب (77 عاما).
وفي اليوم التالي من نشر تقرير المدعي العام، دافعت هاريس عن الرئيس، ونددت بـ"الدوافع السياسية" لهذا المدعي.
وينص الدستور الأميركي على أن نائب الرئيس يحل محل الرئيس في حال الوفاة أو عدم القدرة على تولي مهامه.
لكن هذا لا يعني أن هاريس ستصبح تلقائيا مرشحة الحزب الديمقراطي إذا خرج بايدن لسبب أو لآخر من السباق.
وتوضح وول ستريت جورنال أن المسؤولين الديمقراطيين يقولون إنه لا يوجد حديث جدي عن استبدال بايدن في سباق الرئاسة، هذا العام، ويشيرون إلى انتهاء مدة الترشح للانتخابات التمهيدية بالفعل.
وإذ طرأت ظروف غير متوقعة أدت إلى انسحاب بايدن، سيتحتم على هاريس الحصول على عدد المندوبين المطلوبين، لتأخذ مكانه في مؤتمر الحزب في أغسطس.
وإذا حدث أن خرج بايدن من الترشح بعد المؤتمر، فإن اللجنة الديمقراطية الوطنية ستعقد اجتماعا خاصا لتحديد مرشح الحزب، وفق القواعد المعمول بها في الحزب.
وقالت جينيفر بالميري، التي عملت في إدارتي باراك أوباما وبيل كلينتون، وفي حملة هيلاري كلينتون لعام 2016: "سيكون هناك دائما الكثير من التدقيق والضغط عليها في حملة عام 2024... أعتقد أن تقرير المحقق الخاص قد سرَّع ذلك الآن".
وتشير الصحيفة الأميركية إلى تكليف هاريس، خلال الأشهر الأخيرة، بالمزيد من المسؤوليات، إذ تتابع ملف حقوق الإجهاض، كما تتولى مسؤولية مكتب جديد لمنع العنف المسلح، وتلعب دورا بارزا في تعامل الإدارة مع ملف الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
ودفعت هاريس، التي شاركت بايدن في مكالمات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وألقت خطابا قويا في دبي عن الصراع، الإدارة إلى إظهار المزيد من التعاطف مع الفلسطينيين والتركيز على مستقبل غزة بعد الصراع.
وبعد وقت قصير من نشر تقرير المحقق الخاص، طلب مساعدو بايدن من فريق هاريس أن تظهر في برنامج إخباري للدفاع عن الرئيس، وفقا لشخص مطلع على الطلب تحدث لوول ستريت جورنال.
ويقول حلفاء هاريس إن البيت الأبيض لم يستغلها بشكل جيد في وقت مبكر من فترة ولايته، وهي الآن في وضع يسمح لها بإظهار أهميتها في سباق الرئاسة، خاصة في ملف حقوق الإجهاض.
وتظهر استطلاعات الرأي أن هذه واحدة من القضايا القليلة التي يتمتع فيها الديمقراطيون بميزة قبل انتخابات عام 2024، مع زيادة عدد الناخبين المعارضين لتعامل إدارة بايدن مع قضايا الشرق الأوسط وسياسته للهجرة والاقتصاد، وزيادة المخاوف بشأن قدراته الذهنية.
ويقر الكثيرون الآن بأن هاريس بموقف قوي في إدارة ملف الإجهاض، لكنهم ما زالوا غير مقتنعين بأن تكون زعيمة للحزب في المستقبل، وفق الصحيفة.
واستغل الجمهوريون الدور المركزي الذي تلعبه هاريس في الحملة الانتخابية، ووصفوها بأنها أكثر ليبرالية ولا يمكن التوقع بتصرفاتها أكثر منه.
وقالت حاكمة ولاية ساوث كارولاينا السابقة نيكي هيلي: “التصويت للرئيس بايدن هو تصويت لكامالا هاريس".