روبرت كينيدي جونيور
لم ينتخب الأميركيون رئيسا مستقلا منذ جورج واشنطن

حقق كل من الرئيس، جو بايدن، وسلفه دونالد ترامب، انتصارات حاسمة، في الانتخابات التمهيدية، ليصبح تكرار مواجهة العام 2020 أمرا محسوما على ما يبدو في انتخابات 2024، إلا أن مستقلين، يسعون إلى الترشح، ما قد يعيق سباقهما، نحو البيت الأبيض.      

ولم ينتخب الأميركيون رئيسا مستقلا منذ الرئيس، جورج واشنطن، لكن عدم رغبتهم بتكرار المواجهة بين بايدن وترامب، تجعلهم أكثر انفتاحا من أي وقت مضى على فكرة شخصية ثالثة يمكن أن تغيّر النتيجة.

ومن بين المستقلين الذين يسعون للوصول إلى المكتب البيضاوي، روبرت كينيدي جونيور، الذي أعلن عن ذلك في أكتوبر الماضي.

والأربعاء، قالت صحيفة واشنطن بوست، إن روبرت  كينيدي جونيور اختار مرشحا لمنصب نائب الرئيس ويخطط للإعلان عن هذا الشخص في الأسبوعين المقبلين.

ويعتقد محللون، وفق فرانس برس، أن روبرت كينيدي جونيور، يمكن أن يحوّل انتخابات 2024 إلى سباق بين ثلاثة مرشحين، مؤكدين -لمن يشككون بالأمر- بأن العديد من الخبراء استبعدوا تماما وصول ترامب إلى الرئاسة في 2016.

ونقلت الوكالة عن المستشار السياسي المخضرم،  كيث ناهيغيان، الذي شارك في العديد من الحملات الانتخابية، وكان مسؤولا في البيت الأبيض في عهد الرئيس، جورج بوش الأب، قوله إن "روبرت كينيدي جونيور سيمثّل مشكلة لترامب وبايدن لأنه يسمح للناس بسلك مسار آخر".

وقالت وكالة أسوشيتد برس إنه يحظى باحترام الجمهورييين والديمقراطيين، رغم انتقاد بعضهم له في عدة مناسبات، حيث يتساءل كل فريق حول قدرته على "إفساد" مسيرة مرشحه.

وكان كينيدي قال تعليقا على ذلك، وسط تصفيق حار، وفق الوكالة "الحقيقة هي أنهما على حق، قصدي هو إفساد الأمر لكليهما".

من هو؟

روبرت كينيدي جونيور، إبن لعائلة سياسية شهيرة في الولايات المتحدة والعالم، فهو ابن شقيق الرئيس الأميركي الخامس والثلاثين، جون كينيدي، وابن المدعي العام روبرت كينيدي. 

وكلاهما فقدا حياتهما برصاصات غادرة: جون في عام 1963، وروبرت في 1968 في خضم حملته الرئاسية.

ولد كينيدي جونيور في 17 يناير 1954 في واشنطن العاصمة، وهو الثالث من بين 11 طفلاً للسيناتور الراحل روبرت كينيدي وإيثيل سكاكيل كينيدي، التي احتفلت مؤخرا بعيد ميلادها السادس والتسعين. 

متزوج من الممثلة الشهيرة شيريل هاينز، وللزوجين سبعة أطفال، بينهم أطفال كينيدي الستة من زواجين سابقين.

دراسته

بعد تخرجه من جامعة هارفارد، درس روبرت كينيدي جونيور في كلية لندن للاقتصاد وحصل على شهادة في القانون من كلية الحقوق بجامعة فيرجينيا.

ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة بيس، والتي منحته درجة الماجستير في القانون البيئي.

عمل في هيئة التدريس بكلية الحقوق في بيس من عام 1986 إلى 2018 وشارك في تأسيس عيادة التقاضي البيئي في بيس والإشراف عليها.

دفاعه عن البيئة والأطفال

بدلا من دخول عالم السياسة على الفور، واصل روبرت كينيدي جونيور تراث عائلته في الخدمة العامة من خلال تكريس نفسه للقضايا البيئية ورعاية الأطفال.

روبرت كينيدي جونيور هو مؤسس تحالف Waterkeeper أكبر مجموعة للدفاع عن المياه النظيفة في العالم، وشغل منصب رئيسها ومحاميها منذ فترة طويلة.

بعد ذلك قام بتأسيس منظمة الدفاع عن صحة الأطفال، حيث شغل منصب رئيس مجلس الإدارة وكبير مستشاري التقاضي في حملتها لمعالجة الأمراض المزمنة لدى الأطفال والتعرض للسموم.

تنبع سمعة كينيدي كمدافع حازم عن البيئة وصحة الأطفال من مئات الإجراءات القانونية الناجحة. 

أطلقت مجلة تايم على روبرت كينيدي جونيور لقب "بطل الكوكب" لقيادته الكفاح من أجل استعادة نهر هدسون.

ساعد هذا الإنجاز في ظهور أكثر من 300 فرع لمنظمة Waterkeeper في جميع أنحاء العالم. 

تعتبر اتفاقية مستجمعات المياه في مدينة نيويورك، والتي تفاوض عليها نيابة عن دعاة حماية البيئة ومستهلكي المياه في مدينة نيويورك، نموذجًا دوليًا في مفاوضات إجماع أصحاب المصلحة والتنمية المستدامة.

طالما حقق كينيدي انتصارات قانونية في العديد من المعارك البيئية البارزة على مدى العقود الأربعة الماضية في أميركا اللاتينية، وكندا، والولايات المتحدة. 

ومؤخرا، كان ضمن فريق المحاكمة في الانتصارات التاريخية ضد شركة مونسانتو في عام 2018، وضد شركة دوبونت في عام 2019 في قضية التلوث التي ألهمت فيلم "Dark Waters".

بالإضافة إلى عمله البيئي، قام بتمثيل مجموعات السكان الأصليين التي تسعى لتثبيت الحقوق القانونية والمعاهداتية في جميع أنحاء أميركا اللاتينية وكندا. 

كتاباته

روبرت كينيدي جونيور هو أيضا كاتب حائز على جوائز. ظهرت مقالاته في نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، ولوس أنجلوس تايمز، وول ستريت جورنال، نيوزويك، رولينغ ستون، أتلانتيك مونثلي، إسكواير، ذا نيشن، أوتسايد ماجازين، ذا فيليج فويس، وجلات وصحف أخرى عديدة. 

ومن بين كتبه المنشورة كتابان من أكثر الكتب مبيعا وهما "كرايمز أغينست نيتشر (جرائم ضد الطبيعة) في سنة 2005 و""ذا  ريال أنثوني فاوتشي" (أنتوني فاوتشي الحقيقي) الذي صدر عام 2021.

وروبرت جونيور قاد حملة ضد التلقيحات خلال جائحة وباء كورونا.

كينيدي ألف أيضا كتابين للأطفال عن التاريخ الأميركي وثالث آخر عن القديس فرنسيس الأسيزي.

نظرية المؤامرة عند كينيدي جونيور

قال تقرير للإذاعة الأميركية العامة "أن بي آر" إن روبرت كينيدي جونيور  أجرى ساعات من المقابلات الصحفية مع مشاهير البودكاست والمجلات وشبكات التلفزيون، خلال سعيه للترشح، لكنه "رسم صورة قاتمة تآمرية للعالم".

ومعروف عن روبرت كينيدي جونيور سعيه لإثبات المؤامرة في أكثر من مناسبة، وذلك في مختلف المواضيع التي تهعم المجتمع.

وقال في تصريح صحفي الشهر الماضي إن موجات شبكات "الوا فاي" Wi-Fi تسبب السرطان،  

كما قال في مداخلات متفرقة إن مضادات الاكتئاب، مسؤولة عن حوادث إطلاق النار في المدارس.

وقال في مناسبة سابقة إن المواد الكيميائية الموجودة في إمدادات المياه يمكن أن تحول الأطفال إلى متحولين جنسياً، بينما ردد في السابق فكرة مفادها أن مرض الإيدز قد لا يكون ناجماً عن فيروس نقص المناعة البشرية.

كينيدي أيضا، معروف بمعاضرته للقاحات، خصوصا خلال فترة وباء كورونا، حيث قال  إنها تسبب مرض التوحد وهي أكثر ضررا من الأمراض التي صممت للحماية منها.

يذكر أن روبرت كينيدي نفى  أن يكون ضد اللقحات، لكن مواقفه خلال فترة الجائحة جعلت وكالة أسوشيتد برس تفند "موقفه الجديد".

توجهه السياسي

مثل أغلب أفراد عائلته، كان روبرت جونيور كينيدي ينتمي للحزب الديمقراطي، لكن في 29 سبتمبر 2023، ذكرت صحيفة "ميديا  آي تي" أنه كان بصدد إعادة توجيه حملته للترشح كمستقل وليس كديمقراطي. 

يذكر أن الرجل حاول في البداية الترشح في المسار التمهيدي للحزب الديمقراطي لكنه آثر على المضي مستقلا وفق شبكة "سي بي أس نيوز".

القناة قالت في أحد تقاريرها عنه "سيرشح نفسه للرئاسة كمستقل وسيتخلى عن محاولته في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، مما قد يضعه على الأرجح في مواجهة الرئيس جو بايدن، الذي يترشح لإعادة انتخابه، والفائز في الانتخابات التمهيدية، للحزب الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب".

وفي 9 أكتوبر 2023، أكد روبرت هذه التقارير بإعلانه رسميًا أنه سيواصل محاولته الرئاسية كمرشح مستقل.

روبرت كينيدي عارض تدخل الولايات المتحدة في الحرب في أوكرانيا، حيث انتقد كلا الحزبين الرئيسيين لفشلهما في تقديم "مقاومة ذات معنى للحروب التي لا نهاية لها والتي استنزفت ثرواتنا وذبحت شبابنا".

وفي مقطع فيديو حديث، قال كينيدي إن هناك فسادا "في قيادة كلا الحزبين السياسيين"، وقال إنه يريد "إعادة كتابة الافتراضات وتغيير عادات السياسة الأميركية".

تعليمات صارمة بالاحتماء لسكان فلوريدا مع تحرك الإعصار ميلتون
تعليمات صارمة بالاحتماء لسكان فلوريدا مع تحرك الإعصار ميلتون

أفادت السلطات المحلية في مقاطعة سانت لوسي بولاية فلوريدا، الأربعاء، بوقوع "عدة وفيات" بسبب الإعصار ميلتون.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن قناة "WPTV" التابعة لها، أن هناك عديد الوفيات في سانت لوسي، لكن تظل التفاصيل غير واضحة حتى الإن.

وتقع مقاطعة سانت لوسي على ساحل فلوريدا الأطلسي، على بعد حوالي 140 ميلاً شرق ساراسوتا، على ساحل الخليج.

ووصل  "ميلتون" وصل إلى اليابسة في فلوريدا، بقوة إعصار "خطر للغاية" من الفئة الثالثة على سلم من خمس فئات تصاعدية، مصحوبا بعاصفة مدمرة ورياح عاتية وفيضانات فجائية، بحسب ما أعلن المركز الأميركي للأعاصير.

المركز الوطني للأعاصير قال في نشرة أصدرها الخميس، إن "البيانات تشير إلى أن عين الإعصار ميلتون وصلت إلى اليابسة بالقرب من سييستا كي بمقاطعة ساراسوتا على الساحل الغربي لفلوريدا".

وواصلت الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، تحذيراتها بسبب الإعصار، ودعت سكان فلوريدا إلى "الاحتماء" مع استمرار الإعصار في التحرك عبر الولاية.

وذكرت "سي إن إن" إن هناك نحو 70 ألف شخص في الملاجئ، ما يوضح أن السكان استمعوا إلى التعليمات.

وقبيل وصول ضرب الإعصار سواحل فلوريدا، قال حاكم الولاية، رون دي سانتيس، خلال مؤتمر صحفي "حسنا، لقد وصلت العاصفة. حان الوقت للجميع للاحتماء". 


وأضاف أنه أصبح من الخطر للغاية إجلاء أي شخص، داعيا بالتالي الناس إلى ملازمة أماكنهم والصمود في وجه العاصفة أينما كانوا.

وقال الحاكم "ابقوا في الداخل وابتعدوا عن الطرق. مياه الفيضانات والأمواج المرتفعة خطرة للغاية".

وبسبب الإعصار، أغلق مطارا تامبا وساراسوتا حتى إشعار آخر.

ووصل الإعصار ميلتون بعد أسبوعين فقط من الإعصار المدمّر هيلين الذي ضرب فلوريدا وولايات أخرى في جنوب شرق البلاد وخلف دمارا جسيما وخسائر بشرية فادحة.