يعد الأميركيون الأكبر سنا من بين أسعد الناس في العالم، ويحلون بالمركز العاشر في تصنيف غالوب للسعادة، في حين تأتي الولايات المتحدة في المركز 62 حين يتعلق الأمر بالشباب.
ويعود سبب إحساس الأميركيين ممن هم فوق الستين عاما بالسعادة إلى درجة تواصلهم مع الآخرين كما أنهم أقل شعورا بالوحدة، وأكثر ارتباطا اجتماعيا، من أقرانهم الأصغر سنا.
ويعتمد التصنيف على تقييم درجة الحياة والرفاهية في مسح يتم إجراؤه سنويا على حوالي ألف شخص بالغ في كل دولة.
وتصنف بعض البلدان، مثل فنلندا والدنمارك، باستمرار بين أسعد دول العالم، وهذه هي المرة الأولى منذ إطلاق التقرير قبل 12 عاما التي لم تكن الولايات المتحدة ضمن قائمة أسعد 20 دولة في العالم، إذ وقعت في المرتبة 23 عالميا.
وأفادت بلومبرغ مؤخرا أن الأميركيين الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاما يمتلكون 30 في المئة من ثروة البلاد، مع أنهم يشكلون 11 في المئة فقط من السكان.
وما يقرب من 80 في المئة ممن تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر يمتلكون منازلهم. وهذا يعني أنهم يتمتعون بحماية أفضل من التضخم، ولا يواجهون مشكلة ارتفاع الإيجارات.
ونقل موقع "أكسيوس" عن محررة التقرير، لارا أكنين، أن شباب اليوم يشعرون بأنهم أقل دعما من الأصدقاء والعائلة، وأقل حرية في اتخاذ خيارات بعينها في الحياة، كما أنهم أكثر توترا وأقل رضا عن ظروفهم المعيشية.
وأضافت أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما يشعرون اليوم أيضا بقدر أقل من الثقة في الحكومة، ولديهم إدراك أكبر بشأن الفساد.
بينما تشهد غرفة الأخبار في فرجينيا الأميركية خروج معظم فريقها في إجازة مؤقتة غير مدفوعة، يتواصل بث قناة "الحرة" من مكتب دبي بوتيرة متصاعدة، مع فريق متكامل من الصحفيين والفنيين، حمل المشعل بكفاءة ومهنية، مؤكداً أن صوت الحقيقة لا يخبو مهما تبدلت الظروف أو تعاظمت التحديات.
في المقر الرئيسي للقناة في سبرينغفيلد بفرجينيا، حيث اعتادت أروقة المبنى على حركة دؤوبة ونقاشات تحريرية محتدمة، يخيّم الآن صمت غير معتاد.
صورة من مكتب قناة الحرة في فرجينيا
الشاشات مطفأة، المقاعد فارغة، والميكروفونات صامتة.. ما كان بالأمس مركزا نابضاً بالحياة والإبداع، بات اليوم في حالة استراحة مؤقتة، مع خروج مئات الصحفيين والفنيين والإداريين في إجازة غير مدفوعة لأسبوعين، ضمن خطط إدارية لمواجهة مشاكل تمويلية طارئة.
هذه الخطوة جاءت في أعقاب قرار مفاجئ من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإلغاء تمويل البث الدولي، وإلغاء تمويل صوت أميركا، وراديو أوربا الحرة، وقناة "الحرة"، بعد يوم واحد فقط من مصادقة الكونغرس على تمديد الميزانية الفيدرالية حتى سبتمبر.
وبينما تسعى إدارة القناة لإيجاد حلول قانونية وتشريعية للأزمة، تتواصل عمليات البث والإنتاج من مكتب دبي بوتيرة متصاعدة، حيث يعمل الفريق هناك بطاقة مضاعفة لتعويض غياب الزملاء في المقر الرئيسي، مع الحفاظ على مستوى الخدمة المعهود.
غرف التحرير تملؤها النقاشات والاستوديوهات تعمل والبرامج تبث في مواعيدها، ومراسلو القناة يتنقلون بين المواقع في المنطقة ليكونوا عين الجمهور من كل مكان.
متمسكة بالتزام صارم: لا تراجع عن المهنية، لا تقليص للمحتوى، ولا تنازل عن الجودة.. تقدّم قناة "الحرة" مرة أخرى درسا صحفيا ومؤسساتيا لنموذج إعلامي رائد لا تحدّه الحدود الجغرافية، ولا تُعيقه التحديات المالية المؤقتة، ولا الظروف السياسية المتغيرة.
وفي هذا السياق، شدد الرئيس والمدير التنفيذي لشبكة الشرق الأوسط للإرسال، جيفري غيدمان، على أن الشبكة "هي الوحيدة الممولة من قبل الولايات المتحدة والتي تبث باللغة العربية".
وتشمل التلفزيون والوسائل الرقمية، وتمتد تغطيتها إلى 22 دولة عبر العالم العربي، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا.
وأضاف غيدمان: "نحن نريد أن نسلط الضوء على القصة الأميركية.. نريد أن يكون لدى مستمعينا، ومشاهدينا، وقرائنا فهماً أفضل لما يحدث في الولايات المتحدة من خلال السياسة في واشنطن".
واستطرد: "نحن أيضًا مهتمون بالديمقراطية والتنمية. ومهتمون بما تفعله دول مثل إيران والصين وروسيا عبر المنطقة. لذا أعتقد أن الشبكة اليوم ما زالت ذات صلة بشكل كبير، ولدينا مواهب رائعة تعمل لدينا".
وفيما يتعلق بالنجاح الذي حققته الحرة، قال غيدمان: "لدينا أدوات، رغم أنها غير كاملة، لقياس النجاح. في الأسبوع الجيد، نصل إلى 30 مليون شخص أو أكثر عبر المنطقة. ثم، بالطبع، من الناحية النوعية، بما أن جمهورنا هو أساسًا، إذا جاز لي القول، صناع القرار والأشخاص المؤثرين وفي الحكومة والإعلام وفي تلك المجالات ذات التأثير الكبير، لذلك لدينا الكثير والكثير من التفاعل والتواصل والشهادات".
وربما تكون الرسالة الأسمى التي نقدمها لجمهورنا في هذه الأيام: في زمن التحديات، ترفع الحرة شعارها "الحقيقة أولاً"، مؤكدة أن المهنية الحقيقية تخلق دائماً بدائلها، وأن صوت الحقيقة سيظل مسموعا مهما تغيرت الظروف.
من فرجينيا إلى دبي، ومن دبي إلى كل بيت عربي، تستمر قناة الحرة في تقديم نموذج فريد للإعلام الذي يتجاوز الحدود والعقبات، متمسكة بقيمها الأساسية ورسالتها الإعلامية الهادفة، حتى في أصعب لحظاتها.