تستمر الاحتجاجات في جامعات أميركية، والتي تدعو لوقف إطلاق النار في غزة التي تشهد حربا إسرائيلية منذ أشهر، وتعترض على الدعم السياسي والعسكري الأميركي لإسرائيل.
الاحتجاجات التي شهدتها جامعات مرموقة مثل هارفارد وكولومبيا وييل وغيرها، ترافقت مع توترات مع بعض إدارات هذه المؤسسات الأكاديمية، ما تسبب بتوقيف محتجين من الطلبة وحتى من بعض الكوادر التعليمية في بعض الآحيان.
وفي الوقت الذي يعتبر الطلبة أنهم يعبرون عن رأيهم في الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، حيث قتل آلاف المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء في حرب إسرائيل على القطاع، إلا أن سياسيين يرون فيها "معادة السامية" وعداء لإسرائيل.
بدأت الاحتجاجات الأسبوع الماضي مع إقامة "مخيم تضامن مع غزة" في حرم جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، قبل أن تتسع لتشمل جامعات أخرى مثل جامعة نيويورك ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ويال وغيرها.
وألقت سلطات إنفاذ القانون القبض على مئات المحتجين في عدد من الجامعات، وألغت بعضها حفلات التخرج بسبب مشاكل أمنية، وتسببت توترات في استخدام أدوات مكافحة الشغب لتفرقة المحتجين، فيما تكافح الجامعات لتحقيق التوازن بين الحق في حرية التعبير والأمن في الحرم الجامعي بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، إن الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب إسرائيل في غزة من السمات المميزة للديمقراطية في بلاده، لكنه انتقد ما أسماه "الصمت" تجاه حركة حماس.
واشتبكت الشرطة مع طلاب ينددون بالحرب ودعم البيت الأبيض لإسرائيل في غزة، وأظهر إحصاء لرويترز أن الشرطة ألقت القبض على نحو 550 شخصا خلال الاحتجاجات على مدار الأسبوع بجامعات أميركية رئيسية.
وأضاف وزير الخارجية الأميركي "في بلدنا، من السمات المميزة لديمقراطيتنا أن يعلن مواطنونا عن آرائهم ومخاوفهم وغضبهم في أي وقت، وأعتقد أن هذا يعكس قوة البلاد وقوة الديمقراطية".
لكنه أشار إلى أن المنتقدين يجب أن يصبوا غضبهم على مقاتلي حركة حماس الذين أشعلوا الحرب بهجومهم في السابع من أكتوبر الذي قتلوا فيه نحو 1200 شخص واحتجزوا نحو 250 رهينة، وفقا لإحصائيات إسرائيلية.
وأدى الرد العسكري الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 77 ألفا، وفقا لوزارة الصحة في غزة التي تسيطر عليها حماس.
وقال بلينكن "من الملاحظ أيضا أن هناك صمتا تجاه حماس، كما لو أنها لم تكن جزءا من القصة".
من جهته، يؤكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يخوض معركة إعادة انتخابه في نوفمبر، "يؤيد حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز" في الجامعات.
وقبل ذلك بأيام دان بايدن التحركات "المعادية للسامية" في الجامعات الأميركية، وقال "رأينا مضايقات ودعوات للعنف ضد اليهود. معاداة السامية الصارخة هذه مستهجنة وخطرة، ولا مكان لها على الإطلاق في حرم الجامعات، ولا في أي مكان آخر في بلادنا".
جامعة كولومبيا.. نقطة الانطلاق
أولى الاحتجاجات كانت في جامعة كولومبيا، لتصبح الجامعة مركزا للحركة الاحتجاجية فيما ألقت سلطات إنفاذ القانون القبض على أكثر من 100 متظاهر.
ونصب طلاب الخيم داخل حرم الجامعة الواقعة في مدينة نيويورك والمرتبطة ببرنامج تبادل مع جامعة تل أبيب، مطالبين بمقاطعة كل النشاطات المتعلقة بإسرائيل، وفقا لوكالة فرانس برس.
وكانت لقطات انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، الجمعة، أظهرت عددا من الطلاب اليهود والمسلمين المؤيدين للفلسطينيين، فيما بات يعرف بـ"مخيم التضامن مع غزة".
وبلغ التوتر مستوى مرتفعا في الجامعة مع توقيف 108 من الطلاب المحتجين بعدما طلبت رئيسة الجامعة، نعمت شفيق، تدخل الشرطة لتفريق جموع المحتجين، متهمة إياهم بمخالفة قواعد السلامة والأمن داخل الحرم الجامعي.
وأرجأت الجامعة، الجمعة، الموعد النهائي المحدد للطلاب المعارضين للحرب في غزة، لفض الاعتصام في الحرم الجامعي.
وقالت إحدى الطالبات المشاركات في التظاهرة المؤيدة للفلسطينيين، مقدمة نفسها باسم ميمي لفرانس برس "إنهم يصفوننا بالإرهابيين، ويتعاملون معنا على أننا عنيفون. لكن الأداة الوحيدة التي نملكها هي أصواتنا".
جامعة جنوب كاليفورنيا
من جانبها ألغت جامعة جنوب كاليفورنيا حفل التخرج الرئيسي، خاصة وأنه الحدث يضم نحو 65 ألف شخص، وكان من المقرر عقده في مايو، فيما سيتم عقد احتفالات للتخرج على مستوى كليات.
وألقت أجهزة إنفاذ القانون القبض على نحو 93 شخصا بذريعة التعدي على ممتلكات الغير.
وألغت الجامعة كلمة كانت ستلقيها الطالبة المسلمة، آسنا تبسم، وهي متفوقة في الجامعة، بسبب مخاوف أمنية، إذ تتهمها جماعات مؤيدة لإسرائيل بأنها تروج لآراء معادية للسامية وإسرئيل على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقالت تبسم تعليقا على هذا "إنه بإلغاء خطابي، جامعة جنوب كاليفورنيا لا تستسلم إلا للخوف وتكافئ الكراهية".
جامعة تكساس في أوستن
وفي جامعة تكساس في أوستن، بعد اعتقال عشرات المتظاهرين الأربعاء، تجمع أكاديميون وطلبة وسياسيون ديمقراطيون الخميس في مسيرة من أجل حقوق حرية التعبير.
وقال أعضاء هيئة التدريس في الجامعة في بيان "لقد حول القادة حرمنا الجامعي إلى منطقة عسكرية".
ويزعم رئيس الجامعة، غاي هرتزل إن الاحتجاج "ينتهك قواعد الحرم الجامعي، وشمل أشخاصا لا ينتمون إليها".
جامعة إيموري
اعتقلت الشرطة متظاهرين في حرم جامعة إيموري في أتلاتنا الخميس، بعد أن نصبوا خياما لمظاهرة مؤيدة للفلسطينيين، وفق ما نقلت الصحيفة عن الجامعة.
وقالت الجامعة إن عشرات المتظاهرين ليسوا طلابا وتجاوزا الحرم الجامعي، حيث اتصلت بالشرطة للحصول على المساعدة.
وقالت الشرطة إن المتظاهرين كانوا عنيفين، ما دفعهم لاستخدام معدات مكافحة الشغب مثل رذاذ الفلفل على الحشود، ولكنهم لم يستخدموا الرصاص المطاطي.
وقالت شيريل إليوت نائبة رئيس جامعة إيموري للسلامة العامة في بيان "هدفنا الأساسي هو تطهير المنطقة من المخيم المثير للمشكلات مع محاسبة الأفراد أمام القانون".
جامعة إيمرسون
وقالت شرطة بوسطن إنها اعتقلت أكثر من 100 شخص في جامعة إيمرسون الخميس، وأصيب أربعة أفراد من الشرطة.
وأقام الطلاب مخيما في حرم الجامعة، وأظهرت مقاطع مصورة حدوث اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة.
جامعة نيويورك
احتجزت شرطة نيويورك نحو 120 شخصا بناء على طلب من إدارة الجامعة.
جامعة ييل
في جامعة ييل ألقت الشرطة القبض على 50 طالبا بعد مظاهرة استمرت اسبوعا في ساحة حرم الجامعة في نيوهيفن بولاية كونيتيكت، بعدما رفضوا مغادرة الساحة والالتقاء بأمناء الجامعة.
جامعة برينستون
وفي ولاية نيوجيرزي، قالت جامعة برينستون إن الخيام التي نصبت الخميس تم إزالتها طوعا، بعض القبض على اثنين من الطلبة بتهمة التعدي على ممتلكات الغير، ومنعهما من دخول الحرم الجامعي.
جامعة نورث وسترن
قالت جماعة نورث وسترن إنها تحث المتظاهرين على إزالة خيامهم من الحرم الجامعي في إيفانستون بولاية إلينوي أو قد يتم القبض على من لا يفعلون ذلك.
جامعة جورج واشنطن
وفي العاصمة واشنطن، طلبت جامعة جورج واشنطن من المتظاهرين الانتقال إلى منطقة أخرى في الحرم الجامعي، لإن امتحانات ستجرى في المباني القريبة من منطقة التظاهر.
جامعة كاليفورنيا
مئات الطلبة في جامعة كاليفورنيا نصبوا خيما في حرم الجامعة بلوس أنجليس، فيما لم يتدخل أمن الحرم الجامعي.
جامعة هارفارد
قالت جامعة هارفارد إنه تم إغلاق حرم الجامعة في ولاية ماساتشوستس حتى الجمعة، فيما قام الطلاب بالاحتجاج ونصب الخيام.
استخدام القوة المفرطة بمواجهة حرية التعبير
وأثار مكتب الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في جورجيا تساؤلات حول ما وصفه بأنه "استخدام واضح للقوة المفرطة" ضد أشخاص يمارسون حرية التعبير.
وأضاف "يجب اعتبار استخدام القوة ملاذا أخيرا فقط ويجب أن يكون متناسبا مع التهديد القائم".
نددت هيومن رايتس ووتش واتحاد الحريات المدنية الأميركي باعتقال المتظاهرين وحثا السلطات على احترام حقوقهم في حرية التعبير.
لكن بعض الجمهوريين في الكونغرس اتهموا إدارات الجامعات بإعطاء الفرصة لمضايقة الطلاب اليهود مما زاد الضغط عليها لتسيطر بصرامة على أي مظاهرات ومنع أي مخيم يستمر طويلا.
وقال وزير التعليم الأميركي، ميغال كاردونا الخميس إن وزارته تراقب عن كثب الاحتجاجات بما في ذلك ما وصفها بأنها "تقارير مثيرة للقلق بشدة عن معاداة السامية".
ردا على ذلك، نفت مجموعات النشطاء بشدة أن تكون الاحتجاجات معادية للسامية. وتقول إن هدفها هو الضغط على الجامعات حتى تسحب استثماراتها من الشركات التي تساهم في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.