كينيدي ونيكسون تناظرا في عام 1960
كينيدي ونيكسون تناظرا في عام 1960

يقترب السباق إلى البيت الأبيض شيئا فشيئا إلى مراحله الأخيرة، ومن المقرر أن يصل إلى مرحلة المناظرات في الخريف المقبل، وهي المرحلة التي يتنافس فيها المرشحان النهائيان على إقناع الأميركيين بسياستيهما.

وأكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال مقابلة الجمعة، استعداده للمشاركة في مناظرة علنية مع الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، الذي بات متوقعا أن يقابله مرة أخرى في انتخابات الرئاسة هذا العام بعد أن تواجهها في موسم 2020.

ورفض ترامب المشاركة في المناظرات التمهيدية للحزب الجمهوري، هذا العام، وقد فاز في النهاية ببطاقة الترشح عن الحزب، إلا أنه أعلن، الجمعة، استعداده للمشاركة في مناظرة مع بايدن "في أي وقت وفي أي مكان".

وقال ترامب عبر شبكته الاجتماعية "تروث": "أقترح مساء الاثنين، مساء الثلاثاء، أو مساء الأربعاء، خلال تجمع حملتي في ميشيغان".

وكانت لجنة المناظرات الرئاسية قد حددت بالفعل التوقيتات الرسمية للمناظرات الرئاسية والتي ستبدأ خريف هذا العام.

وعُقدت مناظرات في القرنين الـ19 والـ20، وتضمنت خطابات للناخبين دون إشراف محاور منظم للمناظرة،

ويعود تاريخ بدء المناظرات الانتخابية في الولايت المتحدة على وجه العموم، وفق موقع لجنة المناظرات الرئاسية. إلى عام 1858.

وفي الفترة من أغسطس إلى أكتوبر من عام 1858، واجه أبراهام لينكولن، المرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ عن ولاية إلينوي، السيناتور الديمقراطي ستيفن دوغلاس في سبع مناظرات.

وشاهد آلاف من المتفرجين ومراسلي الصحف من جميع أنحاء البلاد مناظرات الرجلين بشأن القضية الأساسية التي كانت تواجه الأمة في ذلك الوقت: العبودية والاتحاد.

واستمرت كل مناظرة ثلاث ساعات، تم تقسيمها للحديث والرد على الأسئلة.

ويعود تاريخ أول مناظرة رئاسة متلفزة إلى عام 1960 بين جون كيندي وريتشارد نيكسون، إلا أن موقع مجلس الشيوخ يشير إلى مناظرة السيدة الأولى السابقة، إليانور روزفلت، والسيناتورو البارزة من ولاية مين، مارغريت تشيس سميث في الرابع من نوفمبر من عام 1956.

موقع مجلس الشيوخ أشار إلى مناظرة السيدة الأولى السابقة إليانور روزفلت، والسيناتورة البارزة من ولاية مين، مارغريت تشيس سميث

وكان المرشح الديمقراطي، أدلاي ستيفنسون، قد دخل السباق لمنافسة الرئيس الجمهوري دوايت أيزنهاور، في عام 1956، لكن الرجلين لم يظهرا في المناظرة. وبدلا من ذلك، تناظر بديلان هما إليانور روزفلت ومارغريت تشيس سميث، في 4 نوفمبر 1956.

وفي عام 1948 بثت الإذاعة مناظرة المرشحين للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري (توماس ديوي، حاكم نيويورك، وهارولد ستاسن، الحاكم السابق لمينيسوتا) لمنافسة الرئيس الديمقراطي، هاري ترومان.

توماس ديوي، حاكم نيويورك، وهارولد ستاسن، الحاكم السابق لمينيسوتا)

 

واقتصرت المناظرة على مناقشة قضية واحدة فقط هي حظر الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة. وكانت هذه أول وآخر مناظرة رئاسية تقتصر على قضية واحدة، وفق موقع الاعة الأميركية العامة.

وتضمنت مناظرة حاكم ولاية ماساتشوستس وقتها، جون كينيدي، والرئيس المنتهية ولايته ريتشارد نيكسون، فقد تضمنت كلمات افتتاحية مدتها ثماني دقائق، ثم فرصة الإجابة على الأسئلة لمدة دقيقتين ونصف، وبيانات ختامية لمدة ثلاث دقائق.

ويشير موقع مناظرات الرئاسة أيضا إلى مناظرات عقدت في أعوام 1976 و 1980 و1984 و1988 و1992 و1996 و2000 و2004 و2008 و2012 و2016 و2020.

وفي عام 1987، تم إنشاء لجنة المناظرات الرئاسية لتنظيم المناظرات بين المرشحين، ويديرها الحزبان الديموقراطي والجمهوري.

وتحولت المناظرات الرئاسية إلى تقليد متبع، فعلى الرغم من أنه لا يتطلبها الدستور، إلا أنه عادة ما عمد مرشحو الرئاسة إلى استغلال الظهور التلفزيوني في المناظرات لتعزيز فرص فوزهم على حساب خصومهم السياسيين.

ويسعي المرشحون الرئاسيون في المناظرات إلى إظهار تفهمهم وتعاطفهم مع قضايا الناخبين، وانتقاد سياسات المنافسين.

وعادة ما تشمل المناظرات الأميركية المرشحين الجمهوريين والديمقراطيين وليس المرشحين الذين يمثلون الأحزاب الأخرى.

وأدارت رابطة الناخبات غير الحزبية المناظرات، ولكن في عام 1988 تولى قادة الحزب المسؤولية. ومنذ ذلك الحين، لم يُسمح إلا للمرشحين الذين يتمتعون بدعم كبير في استطلاعات الرأي العامة بالمشاركة في المناظرات.

وتتميز المناظرات بالقدرة على جذب أكبر من المشاهدين والمتابعين مقارنة بأي حدث آخر في الحملات الانتخابية. واجتذبت المناظرة الأولى بين هيلاري كلينتون، ودونالد ترامب، في 2016 رقما قياسيا بلغ 84 مليون مشاهد، وفقًا لشركة Nielsen Media Research، بينما تابع المناظرة الثالثة 71.6 مليونا.

 وجذبت المناظرة الأولى بين كينيدي ونيكسون 66.4 مليون مشاهدة.

والمناظرات المتلفزة اليوم لا تشبه كثيرا المناظرات الأولى.

ومنذ المناظرات الأولى بين كينيدي ونيكسون في عام 1960 وحتى طبعة عام 1988، أجاب المرشحون على الأسئلة التي كانت تطرحها لجنة من الصحفيين، وكان المشرف يتولى بشكل أساسي شرح القواعد الأساسية وتنفيذها.

 لكن هذه الطريقة شوهدت على أنه تشبه إلى حد كبير مؤتمرا صحفيا مشتركا أكثر من كونها نقاشا فعليا، كما أن الصحفيين المشاركين في اللجنة أخذوا كثيرا من الوقت والاهتمام أكثر من المرشحين.

وكانت الحملات تتشاحن باستمرار حول من يمكنه أو لا يمكنه أن يكون عضوا في اللجنة أو مشرفا.

وأخيرا، قررت رابطة الناخبات، التي نظمت مناظرات الأعوام 1976 و1980 و1984، التخلي عن المسؤولية وتركت المهمة للجنة المناظرة المنشأة حديثا.

وفي عام 1992، جربت اللجنة بعض الأساليب الجديدة لإدارة المناظرات، من أهمها تقديم ما يسمى "قاعة المدينة" حيث يسمح للناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بطرح الأسئلة على المرشحين.

وتم اختيار المشرفين على المناظرات من بين أفضل الصحفيين في المحطات الإذاعية. وباستثناء واحد (جيمس هوغ، رئيس تحرير صحيفة شيكاغو صن تايمز، الذي أدار مناظرة نائب الرئيس عام 1976)، كان جميع المشرفين منذ عام 1960 من الصحفيين الإذاعيين البارزين.

ووجدت استطلاعات ما بعد الانتخابات التي أجراها مركز بيو للأبحاث منذ عام 1988، أنه في معظم الحالات، قال ثلاثة أخماس الناخبين أو أكثر إن المناظرات كانت مفيدة جدا أو إلى حد ما في تحديد المرشح الذي سيصوتون له.

ومن الصعب تحليل التأثير الدقيق للمناظرات على الناخبين، ولكن من الواضح أنها "مهمة"، وفق كاثلين هول جاميسون، مديرة مركز أنينبرغ للسياسة العامة بجامعة بنسلفانيا.

وتضيف لموقع "شير أميركا" التابع لوزارة الخارجية الأميركية: "إنها الفرصة الوحيدة في الانتخابات لمقارنة مرشحي الأحزاب في نفس المكان والإجابة على نفس الأسئلة. يمكنك الشعور بمزاجهم وقدرتهم على توقع ما هو غير متوقع".

وإلى جانب إعطاء الناخبين إحساسا بشخصية المرشحين وطبيعتهم، تعمل المناظرات على تثقيف المشاهدين بشأن القضايا وموقف المرشحين منها، وفق بيل بينوا، أستاذ دراسات الاتصالات في جامعة ألاباما في برمنغهام.

وقال بينوا: "لقد غيرت المناظرات خيار التصويت بالنسبة لبعض الناخبين... إن المناظرة لا تكسب أو تخسر حملة في حد ذاتها، ولكنها بالتأكيد تقوي أو تضعف الحملة".

وفي عام 1960، أظهر كينيدي ثقة في النفس أمام الشاشات التلفزيونية، بينما بدت على منافسه نيكسون علامات عدم الارتياح، وفق موقع الإذعة الأميركية العامة.

وفي حملة الرئاسة لعام 2008، حاول المرشح الجمهوري، جون ماكين، الترويج لفكرة عدم إلمام منافسه الديمقراطي، باراك أوباما، بقضايا السياسية الخارجية.

وكان ماكين، عضوا بمجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا وكان خريج الأكاديمية البحرية وأمضى ست سنوات أسير حرب في فيتنام.

وفي المناظرة الأولى، اتهم ماكين أوباما بالتحدث بتهور عن ضرب ملاذات تنظيم القاعدة في باكستان.

ورد أوباما بتذكيره بأنه تحدث عن "انقراض كوريا الشمالية وأنه "غنى لقصف إيران. لا أعرف، كما تعلمون، مدى مصداقية ذلك"، ملمحا إلى تصريح لماكين قال فيه: قصف.. قصف .. قصف إيران"، وكان حينها يتحدث على أنغام أغنية مشهورة لمجموعة "بيتش بويز".

وفي مناظرة عام 1980، وفقا لجاميسون، كان لدى الرئيس جيمي كارتر، قدرة على التحدث بالحقائق والمعلومات ولكنه لم يتمكن من توصيل فكرته، وكان رونالد ريغان على العكس من ذلك، جيدا في سرد القصص التي ترتبط بالجمهور ولكنه يفتقر إلى التفاصيل.

وكان ريغان متميزا أيضا في طرح عبارات لا تُنسى، مثل عبارة: "هل أنتم أفضل حالا مما كنتم عليه قبل أربع سنوات؟".

وعلى الرغم من أن معظم التغطية الإخبارية تركز على مثل هذه العبارات، إلا أن الناخبين يستفيدون بشكل أكبر من سماع آراء المرشحين عن القضايا التي تهمهم.

ويقول بينوا إن الأبحث تظهر أن الأشخاص الذين يشاهدون المناظرات يعرفون المزيد عن مشاكلهم أكثر مما كانوا يعرفون عنها من قبل.

وشهدت بعض المناظرات بعض لحظات التوتر، مثلما حدث في عام 2016 خلال المناظرة الثالثة بين كلينتون وترامب.

في تلك المنارظة، قال ترامب إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، لا يحترم كلينتون ولا أوباما، فردت وزير الخارجية السابقة: "حسنا، هذا لأنه يفضل أن يكون له دمية كرئيس للولايات المتحدة".

أثار ذلك غضب ترامب، وقال: "أنت الدمية"، وردت الوزيرة السابقة: "من الواضح أنك لن تعترف"، فرد ترامب مرة أخرى بأنها "دمية"، وأنهت كلينتون الحوار بالقول إن روسيا كانت تتدخل بشكل واضح في الانتخابات وأن ترامب شجعها.

وفي مناظرات عام 2020، كانت المناظرات أكثر أهمية مما كانت عليه في المواسم السابقة لأن المرشحين حصلوا على فرص أقل للمشاركة في الحملات بسبب قيود الصحة العامة.

وحددت لجنة المناظرات الرئاسية، ثلاث مناظرات بين ترامب وبايدن، ومناظرة واحدة بين نائب الرئيس مايك بنس والسيناتورة كامالا هاريس. وكانت مناظرة مدتها 90 دقيقة مقسمة إلى ستة أجزاء زمنية مدة كل منها 15 دقيقة تقريبا، مع اختيار المواضيع والإعلان عنها مسبقا بواسطة المشرف. وافتتح كل جزء بسؤال، وبعد ذلك كان لكل مرشح دقيقتين للرد.

وفي عام 2024 تم تحديد أربع مناظرات: في 16 سبتمبر ستعقد مناظرة رئاسية في جامعة ولاية تكساس في سان ماركوس، وفي 25 سبتمبر مناظرة نائب الرئيس في كلية لافاييت في إيستون، بولاية بنسلفانيا، وفي 1 أكتوبر مناظرة رئاسية في جامعة ولاية فرجينيا في بطرسبرغ، وفي 25 أكتوبر، وفي 25 أكتوبر مناظرة رئاسية في جامعة يوتا في سولت ليك سيتي. وستبدأ جميع المناظرات في الساعة 9:00 مساء بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة وستستمر لمدة 90 دقيقة دون انقطاع للإعلانات.

وستعلن اللجنة لاحقا عن تفاصيل إضافية بشأن المواضيع والمشرفين عليها.

وقالت لجنة المناظرات الرئاسية في بيان: "لم ينقطع هذا التقليد منذ عام 1976. وفي عام 2024، سيساعد الطلاب في مواقع المناظرة الأربعة لدينا في جلب مجموعة أخرى من المناظرات التاريخية إلى الجماهير هنا وفي الخارج، وستوفر حرمهم الجامعي أربع فرص فريدة للاستماع والتعلم".

معاداة السامية ظاهرة قديمة
معاداة السامية ظاهرة قديمة

قالت رابطة مكافحة التشهير "إيه دي أل" الأميركية إن حوادث معاداة السامية في الولايات المتحدة زادت ثلاث مرات خلال عام واحد منذ هجوم حماس على إسرائيل، في السابع من أكتوبر العام الماضي.

وقالت "إيه دي أل" وهي منظمة كبرى تعمل في مجال الدفاع عن حقوق اليهود، إن أكثر من 10 آلاف حادثة وقعت بين 7 أكتوبر 2023 و24 سبتمبر 2024، مقارنة بـ 3325 حادثة في العام السابق.

ويمثل هذا أكبر عدد من الحوادث التي سجلتها المنظمة خلال فترة 12 شهرا منذ بدأت في تتبع التهديدات المتعلقة باليهود في عام 1979.

وقال جوناثان غرينبلات، الرئيس التنفيذي للمنظمة في بيان نشر على موقعها: "منذ ذلك اليوم، لم يحظ اليهود الأميركيون بلحظة واحدة من الراحة... بل واجهنا عددا صادما من التهديدات المعادية للسامية وشهدنا دعوات لمزيد من العنف ضد الإسرائيليين واليهود في كل مكان".

وأشارت المنظمة إلى وقوع أكثر من 8015 حادثة تحرش لفظي أو كتابي، وأكثر من 1840 حادثة تخريب، وأكثر من 150 اعتداء جسدي في الفترة التي رصدها التقرير.

وكثفت الشرطة الأميركية تواجدها بالقرب من المؤسسات اليهودية والإسلامية مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وحلول ذكرى السابع من أكتوبر، الاثنين، والأعياد اليهودية، وفق "سي أن أن".

والجمعة الماضية، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" ووزارة الأمن الداخلي من أن العنف المتصاعد في الشرق الأوسط قد يشجع المتشددين على ارتكاب أعمال عنف.

وفي مايو الماضي، كانت رابطة مكافحة التشهير قالت إن الأعمال المعادية للسامية المسجلة عام 2023 وصلت إلى "مستوى غير مسبوق"، مشيرة إلى أنها ترتبط جزئيا بردود الفعل على هجوم 7 أكتوبر في إسرائيل، والحرب المستمرة في غزة.

وفي أبريل، قال مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير" إنه تلقى8061 تقريرا عن التحيز ضد المسلمين في عام 2023، وهي النسبة الأكبر في 28 عاما، وفق المنظمة.