أميركا- احتجاجات- غزة-إسرائيل
يقول تيك توك إن خوارزمية التوصيات الخاصة به لا "تنحاز إلى أي طرف"

اتفق وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، والسيناتور الجمهوري، ميت رومني، على أن إسرائيل خسرت معركة السردية خلال حربها المستمرة في غزة منذ أكثر من نصف عام.   

وألقى بلينكن باللوم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما تيك توك، بينما قال رومني، إن التأثير الذي تحدث عنه الوزير الأميركي هو سبب "وجود هذا الدعم الساحق لاحتمال حظر تيك توك" في الولايات المتحدة.

يذكر أن الكونغرس الأميركي، اعتمد في نهاية إبريل الماضي، قانونا يطالب مجموعة تيك توك بقطع علاقاتها مع شركتها الأم "بايت دانس" وعلى نطاق أوسع مع الصين، إذا كانت لا تريد مواجهة خطر حظرها في الولايات المتحدة. 

وكان السبب المعلن وراء سعي واشنطن تخوفات تتعلق بالأمن القومي.

واعتبر المشرّعون الأميركيون أنّه يمكن للحكومة الصينية استخدام تيك توك للقيام بأعمال تجسّس ودعاية، طالما أنّ هذا التطبيق مملوك من شركة "بايت دانس".

وقال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب ستيف سكاليز عن تيك توك، بعد اعتماد القرار "لا أعتقد أنهم فهموا أبدًا مدى قلقنا بشأن الآثار المترتبة على الأمن القومي نتيجة تعريض الكثير من البيانات الأميريكية للخطر".

لكن تعليقات بلينكن ورومني، التي جاءت خلال محادثة بينهما في منتدى سيدونا لعام 2024 الذي ينظمه معهد ماكين في سيدونا بولاية أريزونا، تشير إلى أن لحرب إسرائيل وحماس أيضا دورا في التحرك الأميركي ضد التطبيق، وفق موقع "رولينغ ستون".

وخلال الحوار سأل السناتور الجمهوري بلينكن عن سبب الاتجاه العام ضد إسرائيل منذ بداية صراع 7 أكتوبر.

وقال "لماذا اختفت حماس من حيث التصور العام؟" ثم تابع "هناك عرض على الطاولة لوقف إطلاق النار، ومع ذلك فإن العالم يصرخ ضد إسرائيل".

بيئة إعلامية متغيرة

في رده، قال بلينكن إن جزءا من سبب هذه الديناميكية، هو البيئة الإعلامية المتغيرة، حيث لم يعد الناس يقرؤون جميعًا من نفس "مصادر الأخبار الموثوقة"، وبدلا من ذلك "يتابعون الأحداث الجارية من خلال قنوات التواصل الاجتماعي الفوضوية".

وخلال ذات المنتدى، قال بلينكن معلقا  على دور المنصات الاجتماعية في تكوين وتوجيه الرأي العام "الآن، نحن نتلقى تغذية وريدية من المعلومات مع نبضات جديدة، ومدخلات كل مللي ثانية". 

وتابع "بالطبع فإن الطريقة التي تم بها ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي هيمنت على السردية.. لديك نظام بيئي لوسائل التواصل الاجتماعي، بيئة يضيع فيها السياق والتاريخ والحقائق وتهيمن العاطفة وتأثير الصور". 

وقال أيضا "أعتقد أن لذلك تأثيرًا صعبًا للغاية على السردية".

وأكد الوزير الأميركي، في مرحلة أخرى من المحادثة، على "الحقيقة التي لا مفر منها وهي أن المدنيين الفلسطينيين لا يزالون فعلا يعانون بشدة". وقال "علينا أن نركز على ذلك وننتبه له".

وبحسب صحيفة "الأندبندنت" بدا أن رومني وافق على طرح بلينكن، قائلا إن التأثير الذي كان الوزير الأميركي يصفه هو سبب وجود "دعم ساحق" لاحتمال إغلاق تيك توك في الولايات المتحدة.

موقع "كومن دريمز" وصف تعليقات بلينكن ورومني بأنها "لحظة إزالة الأقنعة" وأشار إلى أن مساعي حظر تطبيق تيك توك كانت "من أجل منع وصول الأميركيين إلى الأخبار غير المفلترة حول الهجوم الإسرائيلي على غزة".

تأثير خارجي؟

يُذكر أن القانون الأميركي الجديد، منح الشركة الأم لتيك توك "بايت دانس" (ByteDance)، مهلة تسعة أشهر للتخلّي عن منصة الفيديو ذات الشعبية الكبيرة في الولايات المتحدة وإلّا سيتم حظرها.

وبحسب "الإندبندنت" رددت هذه التعليقات رواية أوسع تم طرحها حول منتقدي إسرائيل في الولايات المتحدة، وخاصة في الجامعات، وهي أن انتقاداتهم لا تنبع من حقائق الصراع، بل هي نتاج "تأثير خارجي مثير للقلق" وفق صحيفة الأندبندنت.

يذكر أن عمدة نيويورك، إيريك آدامز، اتهم مؤخرا الطلاب في الجامعات بالوقوع تحت تأثير "محرضين خارجيين" 

حرب غزة على مواقع التواصل الاجتماعي

شهر نوفمبر الماضي، في أوج الحرب في غزة، نفى تطبيق تيك توك أن يكون استخدم أي حيلة لتوجيه الرأي العام على المنصة خلال هذه الحرب.

وقال في بيان وقتها، إنه قام بإزالة 100% من المحتوى المعادي للسامية أو الذي ينكر الهولوكوست والذي تم الإبلاغ عنه بشأن مكافحة معاداة السامية عبر الإنترنت. 

وتابع البيان "هذا بالإضافة إلى جهودنا الاستباقية لتحديد خطاب الكراهية وإزالته قبل الإبلاغ عنه.. تسع مرات من أصل عشرة، يقوم تيك توك بإزالة خطاب الكراهية قبل الإبلاغ عنه".

ويتشابه الفرق في الحجم بين المحتوى المتعلق بفلسطين والمحتوى المتعلق بإسرائيل عبر المنصات، وفق بيان تيك توك. 

على سبيل المثال، إذا نظرت إلى البيانات العامة على منصات أخرى، مثل أنستغرام، ستجد أن هناك إجمالي 5.7 مليون منشور يحمل علامة #FreePalestine مقارنة بإجمالي 214 ألف منشور يحمل علامة #standwith Israel. 

وبالنظر إلى بيانات فيسبوك العامة، يوجد إجمالي 11 مليون منشور يحمل علامة #FreePalestine مقارنة بإجمالي 278 ألف منشور يحمل علامة #standwith Israel.

خواريزميات تيك توك

قال تيك توك في البيان إن خوارزمية التوصيات الخاصة به لا "تنحاز إلى أي طرف" ولديها إجراءات صارمة لمنع التلاعب.

وكشف أن إنشاء المحتوى الذي يراه الأشخاص على تيك توك يستند إلى المحتوى الذي تفاعل معه الأشخاص مسبقًا "لا يقوم تيك توك بالترويج لجانب واحد ما على الجانب الآخر".

أما بخصوص التطبيق في الولايات المتحدة، قال البيان "في الولايات المتحدة، منحنا موفر التكنولوجيا الموثوق به التابع لجهة خارجية إمكانية الوصول إلى كود مصدر تيك توك لفهم ما إذا كان النظام يتصرف كما يريد التطبيق أم لا"

وتابع" نحن في طريقنا للسماح بقدر غير مسبوق من وصول الطرف الثالث للتحقق من كود المصدر والأنظمة الخاصة بنا، وهو أمر لم تفعله أي شركة نظيرة أخرى".

وفي الأيام الأخيرة، ربط اثنان على الأقل من المشرعين الجمهوريين البارزين الحظر المحتمل بمخاوفهم من أن المحتوى الموجود على تطبيق التواصل الاجتماعي الذي يحظى بشعبية كبيرة متعاطف للغاية مع الفلسطينيين تحت الحصار في غزة، وفق صحيفة "رولينغ ستون".

محادثات أميركية روسية جديدة في السعودية

أفادت وكالة تاس الروسية للأنباء، بانطلاق المحادثات التي تستضيفها العاصمة السعودية، بين الوفدين الروسي والأميركي بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.

ويلتقي وفد أميركي مع مسؤولين روس في الرياض، في إطار محادثات تهدف إلى إحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار في البحر الأسود وإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد المناقشات التي أجراها الوفد الأميركي مع دبلوماسيين من أوكرانيا، الأحد.

وتأتي هذه المحادثات في وقت يُكثف فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساعيه لوقف الهجوم الروسي المستمر منذ 3 سنوات على أوكرانيا. 

والأسبوع الماضي، تحدث ترامب بشكل منفصل مع كل من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأفاد مصدر مطلع على الخطط الأميركية تجاه المحادثات، بأن الوفد الأميركي يقوده مسؤول الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي الأميركي، أندرو بيك، وكبير موظفي تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأميركية، مايكل أنطون، وفقا لرويترز.

والتقى الاثنان مع مسؤولين من أوكرانيا، الأحد، ويعتزمان الاجتماع مع الروس اليوم الإثنين.

ويقول البيت الأبيض، إن الهدف من المحادثات هو التوصل إلى وقف إطلاق النار في البحر الأسود، للسماح بحرية حركة الملاحة.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، مايك والتز، في حديث لقناة "سي.بي.إس"، الأحد، إن اللقاءات بين الوفود الأميركية والروسية والأوكرانية، تعقد في نفس المنشأة بالرياض.

وأضاف أن المناقشات ستشمل إلى جانب وقف إطلاق النار في البحر الأسود "خط السيطرة" بين البلدين، مما يشمل "إجراءات للتحقق وحفظ السلام وتثبيت الحدود على ما هي عليه". 

وأوضح أنه تتم مناقشة "إجراءات لبناء الثقة"، بما في ذلك إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين اختطفتهم روسيا.

وسيمثل روسيا غريغوري كاراسين، وهو دبلوماسي سابق يشغل حاليا منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، وسيرغي بيسيدا مستشار رئيس جهاز الأمن الاتحادي.

وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف (رئيس الوفد الأوكراني)، إن المحادثات الأميركية الأوكرانية تضمنت مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية.

وأضاف الوزير الأوكراني على فيسبوك: "ناقشنا قضايا رئيسية، لا سيما تلك المتعلقة بقطاع الطاقة".

وقال ترامب، السبت، إن الجهود المبذولة لوقف المزيد من التصعيد في الصراع الأوكراني الروسي، "تحت السيطرة إلى حد ما".

جدول زمني

وتأمل الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل في غضون أسابيع، وتهدف إلى تحقيق هدنة بحلول 20 أبريل، وفقا لما ذكرته وكالة بلومبرغ، السبت، نقلا عن مصادر مطلعة.

وأشار التقرير إلى أن الجدول الزمني ربما يمتد لما أبعد من ذلك الموقع، نظرا "للفجوات الكبيرة" بين الجانبين.

وأضافت بلومبرغ أن البيت الأبيض يظل "متفائلا"، حيث تشير المحادثات إلى تقدم محتمل، في وقت لا تظهر روسيا أي "عجلة" نحو إنهاء الاتفاق.

وقال مبعوث الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، لشبكة "فوكس نيوز"، الأحد: "أشعر أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يريد السلام.. أعتقد أنكم سترون في السعودية تقدما ملموسا، لا سيما فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل".

ولدى سؤاله عن الانتقادات الغربية لبوتين، قال ويتكوف إنه "يعتقد بأن لكل قصة وجهين"، وقلل من مخاوف حلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي من أن تشجع صفقة موسكو على "غزو جيران آخرين".

وقال ويتكوف: "لا أعتقد أنه يريد الاستيلاء على أوروبا بأكملها. هذا وضع مختلف تماما عما كانت عليه الحال في الحرب العالمية الثانية".

والأسبوع الماضي، وافق بوتين على اقتراح ترامب بأن توقف روسيا وأوكرانيا الهجمات على البنية التحتية للطاقة الخاصة بكل منهما لمدة 30 يوما، لكن وقف إطلاق النار الجزئي هذا سرعان ما أصبح موضع شك، إذ أبلغ الجانبان عن استمرار الضربات.