المسؤول أكد تعرض جندي أميركي لإصابات طفيفة في هجوم بسوريا
جوردن يخدم في الجيش الأميركي من 16 عاما (صورة تعبيرية)

أوضحت والدة الجندي الأميركي المحتجز لدى سلطات موسكو، الأربعاء، أن ابنها تم "استدراجه" من قبل امرأة روسية كان يواعدها في كوريا الجنوبية منذ أكثر من عام، موضحة أنه "محتجز بتهم ملفقة تتمثل في سرقة ما يقرب من 100 دولار"، وفقا لما ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية.

وكان البنتاغون قد أعلن، الإثنين، أن أحد جنوده اعتُقل في روسيا، الخميس الماضي، في أحدث قضية لمواطن أميركي تحتجزه السلطات الروسية منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وسط توترات بين واشنطن وموسكو، حسب ما أفادت وسائل إعلام أميركية. 

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن بيان للبنتاغون، أن عنصرا في الجيش برتبة رقيب تم القبض عليه في فلاديفوستوك الساحلية بشرق روسيا، للاشتباه بضلوعه في سرقة امرأة. 

وقال البنتاغون في البيان، إن "الجيش أبلغ عائلة الرقيب، وإن وزارة الخارجية الأميركية تقدم الدعم القنصلي المناسب للجندي في روسيا، ونظرا لحساسية المسألة، لا يمكننا تقديم تفاصيل إضافية في الوقت الحالي".

ونقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية عن 4 مسؤولين أميركيين، أن الجندي اسمه جوردن بلاك (34 عاما)، وكان يتمركز في كوريا الجنوبية، وسافر إلى روسيا بمفرده ولم يكن في مهمة رسمية.

وقال المسؤولون إنه أنهى مهمته وكان عائدا إلى الولايات المتحدة عندما قام برحلة جانبية إلى روسيا، لزيارة امرأة كان على علاقة عاطفية معها، مضيفين أنه "لم يأخذ إذنا من رؤسائه". 

وأشارت شبكة "سي إن إن" إلى أن الرقيب قيد التوقيف الاحتياطي حاليا في روسيا. 

وفي مقابلة معها، أوضحت الأم، ميلودي جونز، أن "صديقة ابنها، ألكسندرا فاشوك، أقنعته بالذهاب إلى روسيا لرؤيتها، حيث أراد اللقاء بها للمرة الأخير ة قبل العودة إلى بلاده".

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، الثلاثاء، إن الجيش "يحقق فيما إذا كانت أجهزة المخابرات الروسية استهدفت بلاك على وجه التحديد".

وقالت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون، سابرينا سينغ، في مؤتمر صحفي، إن "هناك تحقيقا إداريا جاريا لتحديد الحقائق والظروف المحيطة بسفره".

وقال الجيش الأميركي إن بلاك "جندي يتمتع بخبرة حيث أمضى 16 عاما في الخدمة، وكان من المفترض أن يسافر إلى قاعدة فورت كافازوس بولاية تكساس، لبدء مهمة جديدة".

وعندما سُئلت عن سبب مخاطرة بلاك بالسفر إلى بلد يُحتجز فيه أميركيون آخرون ضد إرادتهم، أجابت جونز بكلمة واحدة "هي"، في إشارة إلى صديقته.

وأضافت: "التقى بها في الحانة التي كانت تعمل فيها، وكانا معًا، بشكل متقطع، لمدة عام ونصف تقريبًا".

وأردفت: "لم أقابلها شخصيًا من قبل، لكني تحدثت معها عبر الماسنجر، وعندها أخبرتني غريزتي الأمومية أن هناك خطبا ما بشأنها".

"صاحب ابتسامة لطيفة"

ووصفت جونز ابنها، الذي هو في خضم عملية طلاق في الولاياات المتحدة، بـ"الفتى الطيب صاحب الابتسامة اللطيفة"، لافتة إلى أنه يجيد تحدث الروسية بطلاقة.

وأوضحت الأم أن ابنها لديه طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات ونصف، مردفة: "إنها تفتقد والدها".

ونوهت جونز إن جوردون ليس ابنها الوحيد، موضحة أن لديها شابان آخران، بالإضافة إلى ابنة، وبالتالي لن تكون وحدها في عيد الأم الذي يصادف 12 مايو من كل عام في الولايات المتحدة.

وتابعت: "كان جوردون يتصل بي مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.. وعادة ما يرسل لي الزهور في عيد الأم، حيث أرسل لي آخر مرة 20 وردة حمراء، لكني لا أعتقد أنه قادر على فعل ذلك هذه السنة".

غيرشكوفيتش احتمال الحكم عليه بالسجن 20 عاما بتهمة "التجسس"
بوتين يرجح "التوصل لاتفاق" بشأن الصحفي الأميركي المعتقل في روسيا
أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مقابلة أجراها معه المذيع الأميركي، تاكر كارلسون، وبثت الخميس أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الصحفي الأميركي، إيفان غيرشكوفيتش، المحتجز في روسيا منذ نحو عام بتهمة التجسّس. 

وعثرت إذاعة أوروبا الحرة، الثلاثاء، على ما تقول إنه حساب تيك توك لامرأة نشرت عدة مقاطع فيديو لها على ما يبدو مع بلاك في كوريا الجنوبية في عامي 2022 و2023.

وقالت المرأة في مقاطع الفيديو، إنها عاشت في كوريا الجنوبية لمدة 5 سنوات. وتعليقا على ذلك قالت جونز: "يبدو لي أنها هي إلكسندرا فاشوك".

في المقابل، قال مكتب وزارة الخارجية الروسية في فلاديفوستوك، إن اعتقال بلاك "لا علاقة له بالتجسس أو أي قضايا سياسية".

وقالت المتحدثة باسم محكمة مقاطعة بيرفومايسكي، إيلينا أولينيفا، في بيان، الثلاثاء، إنه عندما وصل بلاك إلى فلاديفوستوك، "اتُهم بسرقة ممتلكات" لشخص يشار إليه باسم "المواطن تي"، لافتة إلى أنه صدر أمر باحتجازه حتى 2 يوليو على الأقل.

الذئاب المنفردة

فجر أول أيام يناير، 2025، وثقت كاميرا مثبتة على جسم أحد أفراد الشرطة الأميركية لحظات محاصرة شمس الدين جبّار، منفّذ عملية الدهس في مدينة نيو أورلينز الأميركية، أثناء محاولته الهروب بينما تناثرت أجساد ضحاياه على الأرض من حوله.

تحوّلَ جبّار من رقيب سابق في الجيش الأميركي، إلى إرهابي قاتل لـ 14 ضحية، ساقتهم الأقدار  إلى شارع بوربون الشهير للاحتفال بليلة رأس السنة.

يروي عباس الداهوك، وهو عقيد سابق في الجيش الأميركي، في مقابلة مع الحرة، أن حياة جبار كانت مليئة بالمشكلات، وكانت لديه خطة لجمع عائلته في مكان واحد لارتكاب العنف ضد أفرادها. لكنه في اللحظة الأخيرة قرر العدول عن تنفيذ الخطة، وسلك طريقا مختلفا. 

قاد شاحنته، وعليها علم داعش، ليفتك بأبرياء عزّل في مدينة نيو أورلينز. لم يُستبعد ارتباطه بالتنظيم الإرهابي، لكن على الأرجح كان يتصرف كذئب منفرد.

صباح اليوم نفسه، على بُعد 1700 ميل إلى الغرب، أطل الإرهاب بوجهه البشع مرة أخرى.

أمام فندق يعود للرئيس دونالد ترامب، في مدينة لاس فيغاس، انفجرت شاحنة كهربائية، بعد انتحار مستأجرها ماثيو ليفلسبيرغر، الرقيب الأول في القوات الخاصة الأميركية. 

يقول كولن كلارك، الخبير في قضايا الإرهاب، إن هذا كان أشبه بعرض لجذب الانتباه إلى ما كان للأسف نوعا من التشتّت الذهني لشخص ربما كان يعاني بشدة من اضطراب ما بعد الصدمة.

ويضيف أنه بعد 20 عاما من تركيز ضيّق للغاية على نوع واحد من الإرهاب، وهو الإرهاب الجهادي، "أدركنا الآن أن الأمور أكثر تعقيدا".

يشير كلارك إلى مفهوم الذئب المنفرد، أي كيف يمكن لشخص ما، من دون مقدمات، أن يتحوّل في أي بقعة من العالم، إلى ذئب منفرد يتبربص بضحاياه الغافلين، ليفتك بهم وينشر الرعب.

الذئب المنفرد، بحسب وزارة العدل الأميركية، هو شخص ينفّذ بمفرده هجوما إرهابيا ضد مجتمع يكون هو جزءا منه، بدوافع سياسية أو دينية، ولغرض التأثير على الرأي العام، أو عملية صنع القرار السياسي. وقد يستلهم أفكاره من مجموعة أو شبكة معينة، ولكنه لا يكون خاضعا لقيادتها.

برنامج "الحرة تتحرى" يعود بملف الذئاب المنفردة إلى بدايات هذا النوع من الإرهاب، وكيف تنامى، ويعرض أبرز الهجمات، ودوافع منفذيها، والأيديولوجيات التي تبنوها، إضافة إلى شرح الكوامن النفسية التي تدفع شخصا ما عن سابق إصرار وترصّد، إلى قتل آخرين، يراهم غالبا للمرة الأولى، وهو يدرك أنه سيدفع حياته ثمنا لذلك.

بحسب أحمد سلطان، الباحث في الأمن الإقليمي والإرهاب، يصعب في الغالب الكشف أو التنبؤ بهجمات الإرهابي الوحيد أو الذئب المنفرد، لأنك لا يمكن أن تراقب المجتمع بالكامل، كما أن الذئب المنفرد لا تظهر عليه أي علامات سابقة على تنفيذه الهجوم. 

في المقابل، يرى رامون سباي، وهو عالم اجتماع متخصص بظاهرة الذئاب المنفردة في ملبورن، أستراليا، أنه بمرور الوقت، أصبح إرهاب الذئاب المنفردة يشكّل نسبة أكبر بكثير من إجمالي الهجمات الإرهابية، وأن سياق هذه الهجمات، ورغم أن منفذيها أفراد، غالبا ما تكون نسخة متطرفة، أو تعبيرا عن الصراعات المجتمعية الأوسع الجارية في ذلك الوقت.

أما وائل سلامة، طبيب نفسي عمل على حالات لإرهابيين في السجون اللبنانية، فيؤكد أن هذه الحالات هي بلا شك نوع من البحث عن هوية.

"بالنسبة له (الذئب المنفرد) حتى عندما يتم قتله يصل إلى الغاية المنشودة، فالغاية الأساسية من الجريمة، أن يثبت قدراته".

قد يكون مصطلح "الذئاب المنفردة" حديث العهد، لكن فعل الهجوم الأحادي، ظهر قبل قرنين من الزمان.

يعود تاريخ الهجمات الأحادية، بحسب رامون سباي مؤلف كتابين عن إرهاب الذئاب المنفردة، إلى القرن التاسع عشر، لما يُعرف بإرهاب "الأناركية"، وهي تستند إلى فلسفة سياسية، وكان لديها استراتيجية تسمى "المقاومة القانونية"، و"الدعاية بالفعل".

وتتضمن استراتيجيتها ارتكاب أعمال عنف جماعي بشكل متفرق، وليس كجزء من مجموعة منظمة، من خلال قيام أفراد بشن هجمات عنيفة على مسؤولين حكوميين، رؤساء دول، وعائلات ملكية.

يشتق مصطلح الأناركية من الكلمة اليونانية "أنارخيا"، التي تعني بدون حاكم.

اكتسف فلسفة الأناركية شهرة في القرن التاسع عشر، ودعت إلى مجتمع بلا حكومة، أو هياكل هرمية.

في حديث مع "الحرة"، يقول ستيف كيليليا، مؤسس ومدير معهد الاقتصاد والسلام، الذي ينشر تقارير سنوية عن مؤشرات الإرهاب في العالم، إن مفهوم الذئب المنفرد، بدأ بالظهور فعليا في الفترة بين عامي 1870 و1930، مع حركة الأناركية في أوروبا والولايات المتحدة.وقد تكون إحدى أبرز هجمات هذه الحركة اغتيال الرئيس الأميركي، وليام ماكينلي، عام 1901.

أُعدم قاتل الرئيس، الأناركي ليون تشولغوش، بالكرسي الكهربائي، لكن هجمات الحركة استمرت على مدى عقود. وفي نهاية السبعينيات، شغل إرهابي مجهول الهوية السلطات الأميركية لسبعة عشر عاما كاملا.

وفق تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي أرسل هذا الشخص، أو سلّم باليد، سلسلة من القنابل التي كانت تزداد تطوراً، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أميركيين، وإصابة أكثر من عشرين آخرين. 

يخبر سباي فريق "الحرة تتحرى" أنه منذ التسعينيات، ومع صعود اليمين المتطرف، بدأت فعلياً استراتيجية الذئب المنفرد أو الفاعل المنفرد، واستُخدم المصطلح بشكل أكثر تحديدا وانتشارا بواسطة نشطاء اليمين خاصة المتطرفين منهم.

وظهر كثير من "الذئات المنفردة" يضيف سباي، في صفوف اليمين المتطرّف، وذلك نتيجة استراتيجية تسمى "المقاومة بلا قائد"، وهي طريقة لمنع اختراق أو تفكيك جماعة أو منظمة من قبل وكالات إنفاذ القانون، وهي أيضا وسيلة لحماية القيادة، من خلال جعل الأشخاص يتصرفون بشكل فردي، فإذا تم القبض عليهم، فلن يكون لديهم تفاصيل عن الشبكة أو المخطط الأكبر.

لا يقتصر وجود الإرهاب على طريقة الذئاب المنفردة على الولايات المتحدة، بل يمتد عبر الأطلنطي إلى القارة العجوز.

بحسب ستيف كيليليا مؤسس ومدير معهد الاقتصاد والسلام في أستراليا، فإن عددا من الدول التي لم تتعرض لهجمات في السنوات الخمس الأخيرة، شهد عام 2024 ثماني هجمات ذئاب منفردة في السويد. وفي كل من فنلندا وهولندا والدنمارك وقع هجومان، وتصاعدت الهجمات من هذا النوع في دول أخرى مثل النرويج.

أما ألمانيا، فمن أكثر الدول الغربية تعرضا للإرهاب، ومنها هجمات ذئاب منفردة. 

قبيل عيد الميلاد عام 2024، نفّذ طالب العبد المحسن، طبيب نفسي من أصول سعودية، عملية دهس في سوق مزدحم، في مدينة ماغديبورغ الألمانية، أدت إلى مقتل خمسة أشخاص، وإصابة مئات آخرين.

طبقا لتقارير متخصصة، 93 في المئة من الهجمات الإرهابية المميتة في الغرب خلال السنوات الخمس الماضية نفذت بواسطة "ذئاب منفردة". فما الذي يجذبهم إلى هذا الأسلوب دون سواه؟ 

يجيب أحمد سلطان، الباحث في الأمن الإقليمي والإرهاب، بأن الأسهل هي هجمات الذئاب المنفردة لأنها طبعا أصعب في الكشف والتوقع. ويعني أنها يمكن أن تحدث في أي وقت وأي مكان، "أما الهجمات المنسقة فتحتاج للموارد، وتأخذ وقتا طويلا في التجهيز والتخطيط والتنفيذ".

قد يبدو الفعل بعدائيته نابعا من قوة، إلا أن علم النفس له رأي آخر.

في الجزء الأكبر منه هو ناتج عن عقدة نقص "دائما ما تدفع بالشخص ليبالغ بردة الفعل"، ، يقول وائل سلامة، الطبيب النفسي، فمن ناحية المجرم أو الإرهابي فهو "يريد أن يضخم بجريمته لتضخيم ردة الفعل وبالتالي يغذي عقدة النقص الموجودة لديه".

يخبر رامون سباي "الحرة" أن ما لاحظه في كثير من حالات الذئاب المنفردة التي درسها هو أنه "بمرور الوقت يحدث تحوّل حقيقي في هويتهم"، فيرون ارتكاب العنف عملا ثوريا يمنحهم شعورا بالوجود والأهمية،  ... والإحساس القوي بالاستقامة الأخلاقية والتصرّف باسم الحق والخير"، رغم أن ما يقومون به هو فعل إجرامي ضحاياه في الغالب أناس أبرياء يُستهدفون بينما هم منشغلون بشؤونهم اليومية.